أَبْيَضْ.

حافظي ع اللي يفرق بين المشكلة الحقيقية والهرمونات ✨.

_ المؤلم في الموضوع أنّكِ تعيشين كل هذه التراجيديا مع نفسك و هو لا يدري شيئاً عنها !

لماذا لا نضع في ال CV كل دمعة بكيناها، وكل مشكلة عائلية جعلتنا نقطع الرحم أحياناً، وكل تجربة حُب، وكل فراق لصديق، وكيف انتقلنا من مدرسة إلى أخرى، وكيف خبئنا مشكلتنا عن سكر وضغط أُمهاتنا و تَحَمَّلْنا المسؤولية بهدوء .. كيف قلنا أول كلمة حب، وكيف تصرفنا بأول يوم جامعي، وكيف فاصلنا البائع على السعر، وكيف حضنا حزن الصديق، وكيف استَقْبَلَنا الطبيب بخبر موت أحدهم، كيف قلنا أول كلمة عزاء و أول كلمة مبارك ! كيف "غششنا لأول مرة في الامتحان، كيف وَدّعنا الأحباب في المطار .. لماذا لا نضع في خانة الخبرات تحديداً كيف صبرنا على دفن الأحبة في التراب ! الشهادات و الأوراق أقرب على الحائط من ذاتنا نضعها في برواز أنيق. هذه المواقف وحدها شكلت هذا العظم و الجلد الخميل.

كُن لي غريباً، فالأحِبَّة يرحلون.

"ثم يا ولدي إنّ الفراغ قاتل، تذكرة مجانيّة للماضي وجمع الأحزان الكثيرة، وعَدّ المُحاولات الفاشلة، واللّوم والنوم والاستيقاظ على اللّعن، ومغناطيس للسلبيّة، لديك الوقت لتُفكّر في عُيوبك وأخطاءك وتعاستك وكم فتاة أحببت وتركتك، وكم بامتحان رسبت، وكم من فُرصة أضعت وكم من قميص مزّقت وكم من طريق مشيت وعُدت ولماذا أنفك طويل وجسمك سمين إنّنا يا ولدي نواقِص لسنا كاملين ننام ونمرض نفشل ونتعب ولو تأخّرنا بدخول الحمّام لجلسنا بواكي على بابه! ولو عطسنا بصمت كثير لخرج منّا ما ينفر العباد! إنّنا نُشبه بعضنا، هذا الطّين كله طين مخفوق بلين يذوب مع الأيام. نحن مُمتلئين بالشوائب لكن شتّان بين من يجلس على الأرصفة ويعدّها كأنّه يعد خراف النوم وبين من يركُض في الطرقات ليتجاوز عنها، إنّنا نسير لأنّنا يجب أن نسير، وإنّ الجلوس لأمرٌ عسير يجلب الغمّ والهمّ ويُعوّد المفاصل على الكسل! يا ولدي إيّاك والفراغ فإنّه مُهلك الروح ومُنهك الجسد ومُشغل البال، فالبيوت المهجورة لم تجد بعد سُكانها سوى العفن." نور أبو سلمى

زمان مابعتولي عالبوت

🫂🫀