سَكَنْ.

لما أسلم حكيمٌ بن حزام بن خويلد عام الفتح باع دار الندوة، فقيل له بِعتَ مكرمة قريش؟! قال: ذهبت المكارم إلا التقوى.

أخبرتها أن الحكام الذين بأيديهم هذا القرار جبناء، فقالت لكن مصر شجاعة، أصلا معروف ذلك عن مصر! فقلت لها -وكنت قد أخبرتها في طيات الحديث أيضا أن المسلم متى ما وثق بالله وصدّق بوعده انتصر..- أخبرتها أن الأمر لا يرتبط بالشجاعة فقط، فهم لا يثقون في الله، وهذا الشرط الأهم في النصر كما أخبرتك منذ قليل، فسألت: ازاي؟ هم مش مسلمين؟ فقلت لها بلا، ولكنهم غير مؤمنين للدرجة الكافية، وهممت أن أشرح لها الفرق بين الإسلام والإيمان، وأن الإيمان مراتب، وأنه يزيد وينقص.. لكن كان قد نداها أصدقاؤها، بعدما راجعت معها أركان الإسلام فقط.

اليوم في حديث مع أروى -أختي الصغرى- عن المقاطعة حيث أثارته وهي تهم بالخروج لشراء بعض الأشياء.. قالت مستنكرة: كل الحاجات الحلوة بقت مقاطعة، حتى اللبان! ليه اللبان يكون مقاطعة؟ فأخبرتها فكرة المقاطعة وانبهرت بها جدا، ولم تجادلني أصلا، إذا كان سؤالها تعجبًا حقيقيًا لا جدلًا.. ثم سألت هل انتهت الحرب أم لا، فأخبرتها أن لا، فسألت أهذه الحرب أكبر من ٦ أكتوبر أم لا، فأخبرتها أنها أكبر بكثير، فاندهشت.. وسألت عن سبب الحرب فأخبرتها بما يمكن أن تفهمه، وقلت لها في طيات الحديث أن إسرائيل لو انتصرت على فلسطين لن تكتفي بذلك، بل ستأتي وتحارب مصر أيضا وسوريا.. (أقصى مداركها) ثم سألت هل انتصرت إسرائيل على فلسطين من قبل؟ محاكيةً بذلك انتصار إسرائيل على مصر ثم انتصار مصر! فتبسمت لموازنتها وأخبرتها أن هناك معارك كثيرة انتصر فيها الفلسطينيون، وأخرى انتصر فيها الإسرائيليون، وأن هذا كله جزءٌ من الحرب بين المسلمين والكفار عامة، ولن تنتهي الحرب تمامًا إلا باجتماع المسلمين كافة لقتال الكفار كافة، كما أخبرنا رسول الله ﷺ. فسألت بتلقائية: إذن لماذا ننتظر أن تنتصر إسرائيل؟ ما نتجمع كلنا ونحاربهم دلوقتي، بدل لما ييجوا هم ويكونوا جهزوا سلاحهم!

-

«الله في السماء، والأملُ في الأرض.. وبين روح الله المُؤاسي، ومَددِ الرجاءِ الآسي تندملُ الجفونُ القريحة، وتلتئمُ القلوبُ الجريحة، وتنتعشُ الجدودُ العاثرة.. الكروانُ يموتُ فرخهُ في المساء، وفي الصباحِ يرقصُ ويصدَح، والشاةُ يُذبحُ حملها في الحظيرة، وفي المروجِ تثغو وتمرح.. والقلب يُقطع من القلبِ، والرُّوحُ تُنزعُ من الروح، ثم يعيشُ المُحِبُّ بعد حبيبِه، والوالدُ بعدَ ولده، كما يعيشُ النهرُ الناضبُ في ارتقابِ الفيضان، والروضُ الذابلُ في انتظارِ الربيع.. لله على الناسِ نعمتانِ لا يطيبُ بدونهما العيش، ولا يبلغ إلا عليهما العُمر: النسيانُ والأمل!»

يحضرني في نسيم الفجر قول الزيات: [الله في السماء، والأمل في الأرض!]

صدقتِ، الله يعفو عنّا وحسن ختامنا. بإذن الله.

أنا بدأت الحديث هنا كي أسأل إذا كان هناك سلسلة خاصة بحرب العراق على غرار سلسلة الأستاذ أحمد دعدوش التي أشرت إليها ونسيت. تخيلوا إني المفروض أغلق الهاتف الآن وأذاكر رمد بهذه العقلية الشعثة. والله حوار إنك مواليد بعد ال2000 وطالب طب، ومصري، وفوق دا كله أنثى حوار كبير أوي.

الجدير بالذكر أن هذه كانت حالي فعلا إلى ما قبل الطوفان، لكن الطوفان وكرامات أهله وما رأينا فيه من معجزات = لم يترك لذي عقلٍ عذرًا. الله يهدينا السبيل، ويعيننا على أنفسنا.