الجَارية.

هَذا الدِّين كُله صَبْر كُلُّ حياة المُؤمِن صَبْر. ))"

تعرفون اسم القارئ؟ @bonyan1_bot

ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة.

ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا علي الاخرة

فَاليَومَ أَبكي عَلى ما فاتَني أَسَفًا وَهَل يُفيدُ بُكائي حينَ أَبكيهِ؟ واحَسرَتاهُ لِعُمرٍ ضاعَ أَكثَرُهُ وَالوَيلُ إِن كانَ باقيهِ كَماضيهِ • بهاء الدين زهير.

جراح الأُمّة ومُصاباتها مُحَرِّكٌ لك ألّا تقف! ألّا تُستَنزَف في بداية الطّريق، ألّا يأكل الفراغ شيئًا من ملامحك، ألّا يقصم التّراكُم ظهرك، وألّا تعيش بفكرةٍ ورديَّةٍ عن الوصول دون تَعَب، فلا تَتعَب! أنتَ واهمٌ يا فتى، لَن تنالَ عظيمًا إلّا بكَدّ، ولن تَصل مُرادًا إلّا بجِدّ، ولن تبلغ المأمول حتّى تَترَك الذُّبول. مشروعك نَفسُك، ثُمَّ بقية المشاريع، الميدانيّة والإلكترونية، الرّبحيّة والتّطوعيّة، أنت البناء، وحجر الأساس، قلبك ميدان الثّبات، بقَدر الصّدق فيه تَثبُت، وبقَدر الإخلاص فيه تَنبُت، لن تقرأ كتابًا وتُتمّ مسارًا، وتنجز برنامجًا وتبني مشروعًا، وتحفر نفقًا وتَثبُت مُرابطًا؛ إلّا بصِدق القَصد، وحُسن السَّعي، وأن تكون أنفاسك لله! وإلّا فقد تَوَهَّمتَ الانشغال! أصحابُ المشاريع الحقيقيّة؛ رُهبان في اللّيل، يعيشون في الظّلام عالمًا مختلفًا، تهدأ أنفاس النّاس وتبدأ حرارة أنفاسهم، تُثقلهم الحياة ويُرضيهم الله! ولولا خبيئة عميقة وسِرّ عظيم ومكابدة دائمة، ما تَمّ مشروع ولا فكرة، ولا قامَ بناء ولا ثمرة، ولولا حبلٌ مَتين يمتدّ إلى السّماء، لتَراخَت الأقدام عن المَسير، ونامَ قلبُ الفتى التّّوّاق، وذَبُلَت فسيلة العمل، ولا أمل. يا فتى، مَن يحمل في صدره هَمًّا عظيمًا؛ عليه أن يدفع الثَّمَن، ومَن يعيش لأُمَّةٍ كاملة؛ عليه أن يكون مختلفًا في كلّ شيء.. - قصي عاصم العسيلي

وهنا أقول صدق إمامنا ابن القيم -رحمه الله- حينما قال: مَن تعلَّق بشيءٍ من دون ربهِ عُذِّب به! «مِن أعظم أسباب ضيق الصَّدر الإعراض عن اللّٰه تعالى، وتعلُّق القلب بغيره، والغفلة عن ذِكره، ومحبَّة سِواه، فإنَّ مَن أحبَّ شيئًا غير اللّٰه عُذِّب به، وسُجن قلبه في محبَّة ذلك الغير، فما في الأرض أشقى مِنه، ولا أكسَفَ بالًا، ولا أنكد عيشًا، ولا أتعب قلبًا .مَن تعلَّق بشيءٍ عُذِّب به». فوالله يا إخوان التعلق في غير أهله مهلكة، وما زاحم حب شيء حب ربك في قلبك إلا وضاق به صدرك، فاعدلوا الميزان وأخلصوا لربكم.

من لم يجد مُربيًّا، فليلزم القُرءان ومن لم يجد شَيخًا فليلزم كتب السلف.

بسم الله، الآباء والأمهات يلزمون أبناءهم بكل ما يعلمون أن فيه نفعهم ومصلحتهم في الدنيا يلزمونهم بالأكل والشرب والتطـعيم والتعليم والمذاكرة ومواعيد التدريب رغم رفض الأبناء لذلك واستيـائهم مما يفرض عليهم من واجبات لا يعلمون _بحكم صغر السن وقلة الإدراك_ مدى أهميتها في حياتهم على المدى القريب والبعيد، وما يرى الآباء فيما يفعلون شيئًا منكـرًا أو بغيـضًا بل يرون أنفسهم أصحاب فضل على أبنائهم إذ عملوا على إلزامهم بما يحقق لهم النفع الذي لا يدركونه _كأطفـال_ بل ويرى الآباء أن ترك الإلزام للأبناء فيما فيه نفعهم من إطعام وتطـعيم وتعليم ومذاكرة وتدريب هو المنـكر الذي يؤدي إلى عـواقب وخيـمة تفسـد على الأبناء حياتهم ومستقبلهم. فقط حين يأتي ذكـر تربية الأبناء على طـاعة أوامر الله وإلزامهم بفـروضه لتحقيق ما فيه نفعهم ومصلحتهم في الآخـرة ووقايتهم من العـذاب الأليم، هنا فقط تتعالى عقـيرة الآباء برفض الإلزام باعتباره قـهـرًا للأبناء وقـمـعًا لإرادتهم الحـرة! وما حقيقة ذلك إلا هـوان الآخـرة مقابل الدنيا في قلوب الآباء (بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ) ما حقيقة ذلك إلا جهـل الآباء بأصل الإيمان: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ) _ثم أن الآباء يبررون رفضهم إلزام أبنائهم بطـاعة الله بأنهم يريدون أن يطـيع أولادهم الله حبًّا لا إلزامًا! وما حقيقة ذلك إلا جهـل الآباء بأنه لا تعارض بين الحب والإلزام، بل الحب لا ينشأ مع الترك، لا بد وأن تكون هناك صلة بين العبـد وربه حتى ينشأ الحب، فكيف يحب ولدك ربه وهو تارك لما يصله به من طـاعات وفـروض لم يتم إلزامه بها! إنك ترى طفـلًا يحب مادة معينة شغـوفًا بها متفوقًا فيها كالرياضيات مثـلًا، فكيف كان سيصل لمرحلة حبها إن لم يلزمه والده بالتعليم والذهاب للمدرسة أساسًا! ما حقيقة ذلك إلا جهـل الآباء بأن الأصل في طـاعة الله أن تكون حبًّا لله وخوفًا منه بغير انفصال بينهما، فنحن نعـبد الله حبًّا له طامـعين في رحمته، وخوفًا منه ومن عـذابه، (يَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ) وينبغي أن يربى الابن على هذا المنهج القرآني المتكامل بما يلائم سنه وإدراكه، لا أن يتم خـداعه إلى أن يكتشف كـذب والديه عليه.

أجمل شعور يُمكن أن تُهديه إلى إنسان.. هو القبول. أن يجد من يقبله على ما هو عليه، أو بعبارة أدق، برغم ما هو عليه. هو لا يحتاج إلى قديس يتلو عليه قائمة الينبغيات من برجه العاجي، أو ينكر عليه في وقت ضعفه، أو يتودد إليه بابتسامة صفراء سمجة وتكلف مقزز ليجعله نسخة مطابقة منه. يحتاج فقط إلى (إنسان) مثله، يقبله ويحبه، ويمسك يديه برفق، ويخوض معه رحلة المحاولة جنبًا إلى جنب، لا يريد أن يغيّره بقدر ما يأنس بصُحبته، فيأمن في جواره؛ إذ لن يجد من يتشفى فيه إذا ضعف، أو يُعيّره بضعفه إذا اشتد.