ذكرى

العبوديّة الحقّة مع الله تبارك وتعالى أقربُ للراحة منها للخوف، ومن السكون عوضًا عن القلق. محبة الله سبحانه وتعالى أن تطمئنَ لحياةِ قلبك بذكره، وتخشى على نفسك حين يخفتُ ذكرهُ في قلبك ونفسك؛ أن تدرِكَ أن الحرمان الحق في البعدِ عنه، والغنيمة بتذكّرِه سبحانه والتقرُّبِ إليه، حينها فقط؛ تدرِكُ معنى نورِ القلبِ بالإيمان، وظلامِه بدونه.

حريٌّ بكلِ مسلمٍ أن يتحرَّى بعد كلِ عطاءٍ أُتخِمَ بِه ولو من بعدِ حرمانٍ؛ أن يبذلُ إحسانًا من عينِ عطائه، فإن أجزيتَ كرمًا من المولى بالرزق الحلال؛ انفُق منفِقَ المحسِن من رِزقِك للغير، وإن أغدقَ عليك بعلمٍ؛ فأحسِن من عينِ علمِك ومعرفتِك بنشرِها، وإن أكرمَك ربُّكَ برفقة طيبّة حسنة؛ فكُن رفيقًا حسنًا لهم ولغيرِك، وإن أُكرِمتَ بصاحبِ اللسان العذب والخُلقِ الرفيع؛ فأحسِنْ إليهِ وإلى بقيّةِ أحبابِك بالخلقِ الرفيع واللسان الحسَن.

ساهم معنا من خلال # المنصة الوطنية للتبرعات في: سداد فاتورة كهرباء امراه متعثرة امراة كبيرة في السن ليس لها دخل سوى الضمان الاجتماعي ولديها فاتورة كهرباء مفصوله عجزت عن سدادها بسبب الظروف الصعبة https://donations.sa/project/17658

سداد فاتورة متعثّرة لأرملة؛ متبقى على المبلغ 880 ريال فقط. اغتنم هذا الساعة المباركة من يوم الجمعة، وانوِها تفريجًا لكربةِ مسلم.

من أيسرِ الطرق وأسهلها لفهم الفلسفة في نظري؛ قراءة تاريخِها ابتداءً من اليوناني تدرّجًا إلى أن تنتهي لقراءة الفلسفات في هذا العصر، -وأعتقد أن صديقتي سوسن العتيبي قد نصحت بذلك أيضًا-. يكمنُ كلِ علمٍ في تاريخِه وأئمتِه والنوابغِ فيه، فإذا قرأت عنهم وعن سيرتِهم ونظريَّاتِهم فهمتَ منتوجَهم وتوصّلتَ لمنتهى العلم الذي نبغوا فيه؛ وكأنها سلسلة تتصلُ ببعضها ولا تنقطع، تفهمُ بها عقول البشر وتتفطّنُ لعلوم كلّ واحدٍ منهم. من ذلك؛ كانت أستاذة القانون في جامعتي، وأسمها: صباح المصري، تدعونا لقراءة تاريخ القانون؛ ليُفهم سبب نشوء القانون، ثم دواعي تطوّره وتفرّعه وتعدُدَه.

يترجمُ ميلُ البعضِ إلى نقدِ مظاهرِ عصر الحداثة ومابعدها؛ لإحباطٍ يعيشُه ولغضبٍ يتلبّسُه، الإفراطُ في النقدِ عيبٌ يلتصقُ بصاحبِه وتشوّهٌ يلازمه، لا لفسادِ الزمانِ جملٌ فيه، ولا ناقة.

قلبتُ متذكّرة قائمة دعواتي ليوم عرفة لسنتي الفارطة، في لحظةِ إدراكٍ منّي ورغبةٍ بجردِ قائمة دعوات هذا العام عن بقيّةِ الأعوام. تصفّحتُ القائمةَ؛ دعاءً تلوَ الآخر، رجاءً يتلوهُ رجاء، أمنيةً تتلو أمنيّة، إذ بي أعاينُ كرمَ الله علي بتحققِ الربعُ مما تمنّيت، والثلثُ مما أمُلت، كأني أتحسسُ كرم الله وأحسانهُ علي! ظفرتُ بما رغبت وتحقّقَ ما رجوت والحمدلله. يومُ عرفة؛ أتصفّحُ فيه حال قلبِي وروحي، وأتنعمُ تذكّرًا نعمَ الله علي في عاميَ السابق، فأقبلُ عليه بالحب، والرجاء، بالشكرِ وحسنِ الظن، فكما أنعمَ عليَّ من قبل برحمةٍ منه، فلا يعجزهُ -سبحانه- نعمائي في عامي هذا، وأعوامي القادمة حتى ألقاه. عرفة يومٌ تشدُّ فيه رحالُ القلوبِ إلى الله بحسنِ ظنّها بمولاها، وبتشبّثٍ بما اعتادت من كرمِه ولطفه ورحمته.

تذكر سوسن مشكلة نعاني منها حقًا، في كل نواحي حياتِنا، نعاني من استيراد حقيقي لكل شيء، ورغم أن الاستيراد يحارب عندنا عمليًا بطريق التوطين وتوليد الأفكار والعمل على الصناعة المحلّية، إلا أن الاستيراد بقيَت جذوره فكريًا بطريقة ملفته للنظر! نقد الحداثة أصبح موضة، يتنمّق بها كل من أرادَ تزويقًا واظهارًا لعمق فكرِه.

‏دعني أخبرك بشيء يا صديقي العزيز، بحسب فهمي: ‏ينتشر نقد "الفردانيّة" و"الاستهلاكيّة" و"تحلل التشكلات المجتمعية الصغيرة"... ينتقد الغرب نفسه، ونحن نقوم بإعادة هذا النقد وتوجيهه نحو صدورنا، في حين لم يكن هذا الأمر بسبب صدورنا، ولكننا تحمّلنا أشياء في ورودنا لم نكلّف بها. ‏دعني أشرح لك بيسر: ‏الفردانية، نتيجة عاملين (بحسب فهمي): ‏-عالم غربي اجتماعيّ، مرتبط بالرؤية الإغريقيّة، إذ يولد الإنسان في طبقة معينة، وفق دور محضّر مسبقاً، فكماله من خلال ممارسة هذا الدور، فكمال العبد أن يكون عبداً، وكمال السيد أن يكون سيداً. أي (الدور) أولاً ثم الشخص. ‏-عالم مسيحيّ، مرتبط بمرتبتك الدينية حسب الممارسة الدينية التي اخترت الانخراط فيها في عالم موازي لمملكة الربّ الروحيّة، فالدور الديني أولاً قبل شخصك وما يحمله قلبك. ‏أي ضبط (اجتماعي) + (ديني)، أصلهما رؤية الإنسان في (الدور)، أي (الوظيفة) التي يختزل كله فيها. ‏ثم ظهر نداء يقول هناك (كمال) بدون دور، يمكن أن أهيم في البريّة وأنا شخص لا دور له في تراتبية اجتماعيّة أو دينية، وهذه الفردية ردة فعل مقاومة التراتبية الهرميّة التي على مفاصلها تنحر همم وأرواح كثيرة مسجونة في سجن (الدور). ‏ثم صار هناك نزاع بين (الفردية) و(الاجتماعيّة) تطوّر تاريخياً، حتى صارت الفرديّة عبارة عن أشخاص في صلة مباشرة مع الدولة فقط، بغض النظر عن دور الفرد، إلا دوره الانتخابيّ. ‏تمام؟ ‏نأتي لمجتمعاتنا، أنت يا عزيزي تولد إنسانا، لك واجبات وحقوق، فلا تستطيع الانفكاك عن أدوارك الاجتماعية التي تمتد وفق صلة نسبية، ولا أدوارك الاجتماعية وفق واجبك الزمني المكاني في محلّك، ولا تستطيع أن تتعامل معاملة المنافقين بقلب فاسد، وعلاقات تؤدّى لأنها هي الوظيفة. فأنت (مسلم) مولود بالتوجه نحو الداخل والخارج في آن. ‏فعندما تأتي وتقرأ الفردانية ونقدها، والاستهلاكية ونقدها... إلى آخره.، فلتتكرم بارك الله فيك بمعرفة مقاس هذا النقد أيصح في حالتك ومجتمعك، وهل مشكلاتك الاجتماعيّة مرتبطة بأصالة الدور قبل الشخص؟ ‏هذا باختصار الذي فهمته من الفردانية، وقد سعدت جداً حينما وجدت كتاباً يشير إليها، يتحدث عن أصول الحداثة، وأن أهمية (الدور) هي التي ولّدت الفردانية، فالحمد لله الذي هدانا لهذا قبل الكتاب، وأكده مع الكتاب. ‏الخلاصة: ‏لا تتلقف كل شيء، وليكن أمامك مرآة ترى فيها ملامحك قبل أن تختلس ملامح غيرك وقناعه.

📚كتاب: الحافة📚 📚معلومات كتابنا لشهر يونيو/2023: ✨عنوان الكتاب: الحافة. ✨الكاتب: أحمد خالد توفيق. ✨عدد الصفحات: 185. ✨حلقة النقاش: عبر تطبيق زوم. ✨الموعد: يوم الأربعاء 28/06/2023. ✨الساعة: 08:00pm بتوقيت طرابلس. ✨الكتاب موجود في قناة النادي على التلقرام. ✨رابط صفحات النادي على مواقع التواصل: 🟣تلقرام: https://t.me/hamzahreads 🟣مجموعة الفيس بوك: https://www.facebook.com/groups/561065239249117/?ref=share_group_link 🟣انستقرام: https://instagram.com/hamzahreaders?igshid=YmMyMTA2M2Y= 🟣تويتر: https://twitter.com/hamzahreads?s=21&t=NcKDqxLdTfJPA7NmyAwxUA شاركونا مُتعة القراءة والتّأمل!💜