فَرآشُةّ آلُخـيَآلُ

"قهوة، بزنجبيل حبهان" قالها رداً على سؤال ست الشاي: تشرب شنو؟ ثم أشعل سيجارة، مجها مجتان سريعتان، لتستقبل رئتاه أول دفعة نيكوتين منذ أكثر من ستِ ساعات. نفث الدخان متأملاً وجه بائعة القهوة، ومندهشاً من سرعة خدمتها! أخذ رشفة من كوب القهوة، ثم أثنى رقبته إلى الوراء متأملاً سقف المكان، وأغمض عينيه بهدوءٍ لتُشارك شفتيه متعة المذاق، ويا له من مذاق! مذاق حُرم منه لأكثر من ثلاثِ ليالٍ متتاليات، بسبب... لا يهم الآن معرفة السبب! ما يهُم هو استنتاجه الحيوي الدقيق لتفسير تلك الارتعاشة التي سرت بجسده عند الرشفة الثانية، وحبات العرق التي ملأت جبينه وكفيه عندما وصل كوب قهوته للمنتصف! نعم! وظيفياً: فإن تلك الحالة -الارتعاشة والتعرق- تحدث كرد فعل حيوي عندما يستقبل الجهاز المزاجي "نيكوتكافين" بعد غياب طويل. فعادة يصاب المُدمن بردود فعل عكسية، جسدية وخيالية عندما يغيب عن الجرعة لساعات، فما بالك بليالٍ! ثم أليس لكل غياب طويل أثر جانبي؟! كان هذا قبل غروب الشمس بدقائق، ثم عند تمام الساعة العاشرة عاقبه كافين السهر بالسهر! كأثر إضافي على طول المدة! كان يُدرك جيداً أن هذا سيحدث! لذا بدأ يندب حظه وتفريطه في جرعته من الكافين: - يا نوم كفاك عناد أطراني جيبلي سُبات السهرة في حضرة حبيباً مات خَلّف وراه هموم ليها الدليل عبرات ما فيها غير تنهيدة وكُتر آهات أمسح دموع الليل من جمر الفراق والبين الفيك ربك عالم ما بختلفوا فيه إتنين! أمسح دموعك نوم ذكراه ملانة هموم فيها الأمل معدوم وبيها الألم معلوم! كما أنه لم ينسَ أن يعاتب بائعة القهوة: - بُنك شطب رأسي خلاني ما راسي عمَّ وشغل فكري فاض لامس احساسي! بُنك تقيل بالحيل سهرني طول الليل رجع شريط عمري رغم اني شاربه قبيل! #عمر_التوم_____كافين_السهر __* القصيدة: قديمة ولم تكن تملك عنواناً ولكن، سأسميها (ذكرى) النثر: ارتجال طازج، أسميته (كافين السهر) الدمج: لأنه جاء نتيجة لحادثة شبيهة بمناسبة قصيدة "ذكرى" ولأنني تذكرتُ القصيدة أثناء الكتابة، غرني تناص الفكرة، فآثرتُ الدمج بينهما.. لذا سأسميه: #ذكرى_كافين_السهر

#خيالات_مبعثرة خارج النص: عذراً، فقد كنت أمارس عادة التسكع في المحطة المجاورة. داخل النص: فساقني الحنين إلى ارتشاف كوب من القهوة التي أطلق عليها مجازاً: نبيذ أسود. بين الحواشي: سافر بي طعمها إلى ردهة الذكريات، فتغيبت عن الواقع للحظات. لسعة: صعقت لمذاقها اللاسع، فاستدركت بأنني قد طلبتها بالزنجبيل! هذيان: ما بين رشفة والأخرى ازدادت نبضات قلبي: لعل تدفق الذكريات أثار بداخلي ادرينالين الشجن. طيف: سرحت في طيف بدأ وكأنه آثار حلم بعيد المنال: لعلها معذبتي! عزاء: بعد لحظات من سفر الخيال، أعادتني بائعة القهوة إلى الواقع، فأعطيتها ثمن ما ارتشفت من ذكريات: لعلها عزائي! خلاصة: إذن ماذا بعد؟ أهو مفعول القهوة؟! أم مفعول العشق؟! أم كلاهما؟! صدقاً لا يهم! إذا كان لا بد، فهناك ذكريات تسكننا وأخرى نسكنها، هناك ذكريات تفرحنا وأخرى تشقينا، بعضها نستحضرها تكلفاً وأخرى تنساب وحدها مع أول رشفة نبيذ.. بالتأكيد أقصد: مع أول رشفة قهوة! #عمر_التوم ٢٠١٢م

#سلسلة_براح_البوح

حاولت تغيير اللغة لوصف جمالك، فتغير جمالك لجمال أروع! فجعلتك اللغة! فمن أي فانوس سحري خرجت حبيبتي؟! #سلسلة_براح_البوح

عندما صافحتك لأول مرة، قرأت على كفِ يدك الناعم كالزبدة، تفاصيل مثيرة تخصك.. قرأت بأنكِ: آخر عصفورة وآخر حورية جاءت من رحم الغيب.. فمن أنتِ بحق الوجد؟ و بحق الصد؟ من أين تشكلت خدودك بحق الورد؟ من أين تطاول شعرك بحق النخل؟ ومن أين تسود بحق القهوة؟ من أين تدفق ماء عيونك بحق اللؤلؤ والمرجان؟ #سلسلة_براح_البوح

لما قرأت كف يدك، عرفت بأنك التجسيد الحي للأنوثة.. وعرفت بأنني أغامر بالحصول عليكِ، بل بالوصول إليكِ! #سلسلة_براح_البوح

وأظل أرسم في الخيال، نساءً يضاهين رونقك البهي؛ وعبثاً أحاول! #سلسلة_براح_البوح

بِوُدي أن أكون شاعر حبك، وشاعر حسنك، وشاعر جمالك؛ ووشاح أبيض يغطي مساحة شعرك الأسود. #سلسلة_براح_البوح

إذا قارنت سواد شعرك بسواد قهوتي، أو حاولت توسيع خيالي ليتماشى مع طول شعرك؛ فإنهم يتهمونني بالرومانسية! #سلسلة_براح_البوح

يا انعكاس ضي عينيها.. لما تفرح بخجل.. ولما تتورد خدودها.. وتاني، تاني تخجل بفرح.. #سلسلة_براح_البوح