اُنْس

تفقد إخوانك قبل عرفة، وفرّغ نفسك، وأعدّ قلبك وقائمتك، واجعل الآخرة أكبر همك، وتواصوا فيما بينكم بالدعاء.. كربُ أبيك، مرض أمك، حاجة أخيك، الأفكار الشاذة التي ملأت رأس أختك.. تغيّر زوجك، انحراف صاحبك، خوفك على أولادك، دَين جارك، قسوة أقاربك، أملك في الرزق والسعة.. خبرٌ ترتقبه، عقبة تخشاها، محتاج عجزت عن مواساته، صاحب فضل لم توفِّه، إنسان أسأت في حقه وترجو منه الصفح أو تأمل في وصال؛ بينك وبين الفرج دعوة صادقة في عشية عرفة. اللهم أنعش قلوبنا وأطلق ألسنتنا واقبلنا واجبرنا واستجب لنا.

منِ اجتهدَ بالتقرُّب إلى اللّٰه بالفرائضِ، ثمَّ بالنوافل، قَرَّبه إليه، ورقَّاه من درجة الإيمان إلى درجة الإحسان، فيصيرُ يَعبُدُ اللّٰه على الحضورِ والمراقبة كأنه يراه، فيمتلئُ قلبُه بمعرفة اللّٰه تعالى، ومحبَّته، وعظمته، وخوفه، ومهابته، وإجلاله، والأُنس به، والشَّوقِ إليه، حتّى يصيرَ هذا الذي في قلبه من المعرفة مشاهدًا له بعين البصيرة... ولا يزالُ هذا الذي في قلوب المحبين المقرَّبين يقوى حتّى تمتلئ قلوبُهم به، فلا يبقي في قلوبهم غيرُه، ولا تستطيع جوارحُهُم أنْ تنبعثَ إلا بموافقة ما في قلوبهم، ومن كان حالُه هذا، قيل فيه: ما بقي في قلبه إلا اللّٰه، والمراد معرفته ومحبته وذكره. • جامع العلوم والحِكَم(صـ٧٨٤) لابن رجب ـ رَحِمَهُ اللّٰه ـ.

ومن اخلص لله فى هذه الأزمنة التى عظم فيها فتنها ومحنها ، فإن أجره عند الله عظيم إن شاء الله.

في الحديث: "ﻻ يجيئن أحدكم يوم القيامة سَبَهْلَلا". سبهللًا : فارغا ليس معه من عمل اﻵخرة شىء. وروي عن عمر رضي الله عنه أنه قال: إني ﻷكره أن أرى أحدكم سَبَهْلَلا ﻻ في أمر دنيا وﻻ في أمر آخرة. أي : ﻻ في عمل من أعمال الدنيا، وﻻ في عمل من أعمال اﻵخرة. سَبَهْلَلا: بفتح السين والباء وسكون الهاء وفتح اللام.

تأمَّلتُ أنفع الدعاء، فإذا هو سؤالُ الله العونِ على مرضاته. ابن تيمية

ولا يزال الولد الصالح يستغفر لأبيه حتى يُغفر له، ثم ترفع درجته في الجنة. -شيخ الإسلام ابن تيمية

‏الأمر إذا ضاق اتسع, ولربما عسر يقودك إلى القرب من الله.

"السّعي يضمن حتمية عدم النّدم" ‏"وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى"

إنّ المؤمن العارف باللّه حقًا لا يزال يطلب من اللّه حاجته، ‏ولو كانت السُنن الطبيعية كلها تعبر عن استحالة الوقوع! ‏د/فريد الأنصاري.

قال النبي صلى الله عليه وسلَّم: "إنَّ الله يحبُّ العبد التَّقِيَّ الغنيَّ الخفيّ" التقيُّ: الذي يتقي الله عزَّ وجلَّ، فيقوم بأوامره، ويجتنب نواهيَه؛ يقوم بأوامره من فعل الصلاة وأدائها في جماعة، يقوم بأوامره من أداء الزكاة وإعطائها مستحقِّيها، يصوم رمضان، ويحج البيت، يبرُّ والديه، يصل أرحامه، يحسِن إلى جيرانه، يحسن إلى اليتامى، إلى غير ذلك من أنواع التُّقى والبرِّ وأبواب الخير. الغنيُّ: الذي استغنى بنفسه عن الناس، غني بالله عزَّ وجلَّ عمن سواه، لا يَسأل الناس شيئًا، ولا يتعرض للناس بتذلُّل؛ بل هو غني عن الناس، عارفٌ نفسه، مستغنٍ بربِّه، لا يلتفت إلى غيره. الخفيُّ: هو الذي لا يُظهِر نفسه، ولا يهتم أن يَظهَر عند الناس، أو يشار إليه بالبنان، أو يتحدث الناس عنه، تجده من بيته إلى المسجد، ومن مسجده إلى بيته، ومن بيته إلى أقاربه وإخوانه، خفيٌّ يخفي نفسه.