تعليم علم تعبير الرؤى

✍🏻قال الشافعي : أَخي لَن تَنالَ العِلمَ إِلّا بِسِتَّةٍ سَأُنبيكَ عَن تَفصيلِها بِبَيانِ ذَكاءٌ وَحِرصٌ وَاِجتِهادٌ وَبُلغَةٌ وَصُحبَةُ أُستاذٍ وَطولُ زَمانِ

علم تعبير الرؤى .. الجميل في علم تعبير الرؤى أنه لا يخرج عن النهج الشرعي ( الكتاب والسنة ) ولبنة الأسس والقواعد .. هناك من يقوم بتعبير الرؤى على هذه الأسس والقواعد كحفظ درس .. وهناك من يطور نفسه تطور غريب حتى يظن البعض أنه له من الخوارق فإذا طلب تفصيل وتوضيح كان لا يخرج عن الشرع بفضل الله وهذا يكون بالممارسة والتطور العلمي الغذاء بالممارسة والقرب من الله له دور طبيعي .. وهناك من يتفلسف في تعبير الرؤى وإذا طلب منه توضيح ذالك يستخدم القواعد الشرعية كمكعبات الألعاب لا لون ولا شكل يطابق التعبير ولا استخدام غير صحيح للقواعد يخرم القواعد مثل الرقعة ؛ وللأسف قد يجد من يصفق له لأنه وافق مبتغاه .. نسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا .. نشر العلم 🤝 للفهم والتوضيح

قال الله سبحانه وتعالى : ﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ﴾ [المجادلة: 11].

اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا .. واجعلنا هداة مهتدين لنشر ماينفع العباد ..

الإستمرار في الإطلاع والبحث ومذاكرة ما سبق من فقد معلومة له أصول وأساس في التعبير ، وهذا يعين على تطوير العلم حسب الزمان والمكان ويصقل المعبر خبرة وفراسة بديهية تتكون مع الإستمرار ..

▪️هل الرؤى تحتمل أوجه مختلفة من التعبير ؟ نعم تعبير الرؤى لها عدة أوجه ، قد يظهر لكل معبر زاوية مختلفة عن الآخر، وهو بسبب إستخدام كل معبر قاعدة مختلفة عن الآخر تتفق مع حال الرائي .. ▪️هل من الممكن جميع الأوجه تقع ؟ يقع منها الصائب قد يكون بعض منها أو جميعها .. وقد رأينا كثير من الرؤى الذي تحمل عدة أوجه ولهذا يفضل أن المعبر يعبر من الجانب الحسن ما أستطاع وينصرف عن كل ما يسيء ويزعج الرائي ؛ إلا في إحتمال التنبيه والتوجيه للرائي فهي من الرؤى الصادقة وهي تعتبر نعمة من الله ين يرشدك الله في المنام لأخذ الحيطة لأمر قادم أو تصويب أوضاع ماضية في حياته السابقة أي أن كان .. والله أعلم

▪️قاعدة مهمة من قواعد التعبير ؛إذا عبرت الرؤيا فعبرها على خير، وتجنب الفتنة ما أستطعت ليس كل ما في المنام يقال نصرف النظر عنها بعض منها .. أنَّ رَجُلًا أتَى رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقالَ: إنِّي رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ في المَنَامِ ظُلَّةً تَنْطُفُ السَّمْنَ والعَسَلَ، فأرَى النَّاسَ يَتَكَفَّفُونَ منها، فَالْمُسْتَكْثِرُ والمُسْتَقِلُّ، وإذَا سَبَبٌ واصِلٌ مِنَ الأرْضِ إلى السَّمَاءِ، فأرَاكَ أخَذْتَ به فَعَلَوْتَ، ثُمَّ أخَذَ به رَجُلٌ آخَرُ فَعَلَا به، ثُمَّ أخَذَ به رَجُلٌ آخَرُ فَعَلَا به، ثُمَّ أخَذَ به رَجُلٌ آخَرُ فَانْقَطَعَ ثُمَّ وُصِلَ. فَقالَ أبو بَكْرٍ: يا رَسولَ اللَّهِ، بأَبِي أنْتَ، واللَّهِ لَتَدَعَنِّي فأعْبُرَهَا، فَقالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اعْبُرْهَا. قالَ: أمَّا الظُّلَّةُ فَالإِسْلَامُ، وأَمَّا الذي يَنْطُفُ مِنَ العَسَلِ والسَّمْنِ فَالقُرْآنُ؛ حَلَاوَتُهُ تَنْطُفُ، فَالْمُسْتَكْثِرُ مِنَ القُرْآنِ والمُسْتَقِلُّ، وأَمَّا السَّبَبُ الوَاصِلُ مِنَ السَّمَاءِ إلى الأرْضِ فَالحَقُّ الذي أنْتَ عليه، تَأْخُذُ به فيُعْلِيكَ اللَّهُ، ثُمَّ يَأْخُذُ به رَجُلٌ مِن بَعْدِكَ فَيَعْلُو به، ثُمَّ يَأْخُذُ به رَجُلٌ آخَرُ فَيَعْلُو به، ثُمَّ يَأْخُذُهُ رَجُلٌ آخَرُ فَيَنْقَطِعُ به، ثُمَّ يُوَصَّلُ له فَيَعْلُو به، فأخْبِرْنِي يا رَسولَ اللَّهِ -بأَبِي أنْتَ- أصَبْتُ أمْ أخْطَأْتُ؟ قالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أصَبْتَ بَعْضًا وأَخْطَأْتَ بَعْضًا. قالَ: فَوَاللَّهِ يا رَسولَ اللَّهِ، لَتُحَدِّثَنِّي بالَّذِي أخْطَأْتُ، قالَ: لا تُقْسِمْ. [ عبدالله بن عباس | صحيح البخاري ] وفي الحَديثِ: سُكوتُ العالمِ عن تَعبيرِ بعضِ الرُّؤيا إذا خشِيَ منها فِتنةً على النَّاسِ أو غَمًّا. وفيه: عدَمُ إبرارِ القَسمِ إذا كان فيه ضَررٌ.

▪️هل الرؤيا تكون مقصودة فقط للرائي أو كذلك من في الرؤيا ؟ الرؤيا تكون للرائي ، وكذلك لمن في الرؤيا ، ولهذا يقال الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو ترى له .. وهذا يعني أنا أرى نفسي وتخصني ومن في المنام معي كذلك تخصه ، وقد يراني أخر في منام فهي تخصه وتخصني معاه يوجد قاسم مشترك وهذا طالب العلم المعبر الفطن يستخرج هذه القواسم المشتركة ولكن من الأداب الشرعية عدم إفصاحها بالتفصيل إلا في حال وجود الآخر وقد تحتاج إلى الستر فيها والله أعلم ، إذا كان الأمر نستطيع القول بسيط القول فيه لا مضر يفسر لا بأس بذلك .. والله أعلم . ﴿لَهُمُ ٱلۡبُشۡرَىٰ فِی ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا وَفِی ٱلۡـَٔاخِرَةِۚ لَا تَبۡدِیلَ لِكَلِمَـٰتِ ٱللَّهِۚ ذَ ٰ⁠لِكَ هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِیمُ﴾ [يونس ٦٤] قَوْلُهُ تَعالى: ﴿لَهُمُ البُشْرى في الحَياةِ الدُّنْيا وفي الآخِرَةِ﴾ . أخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، وابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وأحْمَدُ، والتِّرْمِذِيُّ وحَسَّنَهُ، والحَكِيمُ التِّرْمِذِيُّ في ”نَوادِرِ الأُصُولِ“، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وأبُو الشَّيْخِ، وابْنُ مَرْدُويَهْ، والبَيْهَقِيُّ في شُعَبِ الإيمانِ عَنْ عَطاءِ بْنِ يَسارٍ عَنْ رَجُلٍ مِن أهْلِ مِصْرَ قالَ: «سَألْتُ أبا الدَّرْداءِ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ: ﴿لَهُمُ البُشْرى في الحَياةِ الدُّنْيا وفي الآخِرَةِ﴾ فَقالَ: ما سَألَنِي عَنْها أحَدٌ مُنْذُ سَألْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، فَقالَ: ما سَألَنِي عَنْها أحَدٌ غَيْرُكَ مُنْذُ أُنْزِلَتْ؛ هي الرُّؤْيا الصّالِحَةُ يَراها المُسْلِمُ أوْ تُرى لَهُ فَهي بُشْراهُ في الحَياةِ الدُّنْيا وبُشْراهُ في الآخِرَةِ الجَنَّةُ» . وأخْرَجَ الطَّيالِسِيُّ وأحْمَدُ، والدّارِمِيُّ والتِّرْمِذِيُّ، وابْنُ ماجَهْ والهَيْثَمُ بْنُ كُلَيْبٍ الشّاسِيُّ، والحَكِيمُ التِّرْمِذِيُّ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ والطَّبَرانِيُّ، وأبُو الشَّيْخِ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ، وابْنُ مَرْدُويَهْ، والبَيْهَقِيُّ، عَنْ عُبادَةَ بْنِ الصّامِتِ قالَ: «سَألْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ عَنْ قَوْلِهِ: ﴿لَهُمُ البُشْرى في الحَياةِ الدُّنْيا﴾ قالَ: هي الرُّؤْيا الصّالِحَةُ يَراها المُؤْمِنُ أوْ تُرى لَهُ» . والله أعلم

▪️تعبير الرؤى علم شرعي ، والدليل هو : - قول الله (تعالى): ﴿وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ﴾ (يوسف:6). - قول النبيِّ (صلَّى الله عليه وسلَّم): «لا تُقَصُّ الرؤيا إلَّا على عالِـمٍ أو ناصح» (حديث صحيح – رواه الترمذيُّ). والله أعلم.