وَهَّاج

الشيخ سمير مصطفى وهو بيقول ارجع وافضل خبط على بابه قُل له: يا رب أنا مجرم وغلطان! والله العظيم عارف إن أنا مجرم! ولكن.. ما عصيتُك إلا بشهوةٍ سرت في نفسي! وعزتك ما أفتئت على أحكامك! ولا أتعدى حدودك! وإنما نفسٌ جاهلة، وشيطان، ودنيا، وهوىٰ! وها قد كرعت مُرّها يا سيدي! وانطرحت على بابك يا سيدي! وإنما أنا صنعتك يا سيدي! وليس لي إلا أنت يا سيدي!

قال رَسُولُ الله ﷺ: "يَا عبدَ اللهِ، لا تَكُنْ مِثْلَ فُلان، كَانَ يَقُومُ الليلَ فَتَرَكَ قِيَامَ اللَّيلِ". -مُتَّفَقٌ عَلَيهِ

احذر فوات هذه الليلة فهي أفضل الليالي بعد ليلة القدر يعتق الله فيها من الرقاب مثل ما عتق طوال الشهر فاجتهدوا وجدوا

هل انتهى رمضان؟ لا تبقى ليلتان هما من أفضل ليالي الشهر -الأولى: وهى الليلة (29) وربما كانت ليلة القدر -الثانية: الليلة الأخيرة من رمضان، الذي أخبرنا النبيﷺ أن الله يعتق فيها من الرقاب مثل ما عتق طوال الشهر فهلا اجتهدت أخي عسى أن تدرك القدر وتكون من المعتوقين

لا تدعونّك نفسك إلى الراحة أو الكسل عمّا كان عليه دأبُك من أول الشهر الفضيل لمجرد مرور ليلة السابع والعشرين! فإنها إن كانت ليلة مباركة فقد بقيَت أُخرى مباركات، ولا نعلم في أيها تُصيبنا رحمة الله أو يشملنا عفوه أو يدركنا العتق من جهنم. سوق الخيرات والبركة ما زال قائمًا، وما بقي إلّا القليل، فاغتنم. اللهم لا تحرمنا ما عندك بسوء ما عندنا، واشملنا بعفوك ورزقك والعتق من النار، واقبلنا، واقبل ما قلناه وما عملناه واجعله زادًا إلى حُسن المسير إليك، وعتادًا إلى يُمن القدوم عليك، إنّك بكلّ جميلٍ كفيل وأنت حسبُنا ونِعم الوكيل.

من أسماءِ الله: العفوُّ، وهو المُتجاوزُ عن سيئات عبادِه، الماحي لآثارها عنهم، وهو يحبّ أن يعفو عنهم، وعفوه أحبُّ إليهِ من عُقوبتِه. اللَّهم إنك عفوٌ تحِب العفوَ فاعفُ عنَّا.

الحمد لله وحده. إياك! إياك أن يزدحم الخلق والعبيد في الأقطار على باب الله ليلة سبع وعشرين، ولا تكون فيهم. بل بادر، وبكّر، وزد، وألح، وخذ مكانك، ودع اللهو، واطرد الكسل، وادع الله، و{سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السمآء والأرض أعدت للذين ءامنوا بالله ورسله}.

صلّوا على النبي.. صلى الله عليه وسلم. "إن لله في أيام دهركم لنفحات ألا فتعرضوا لها لعل أحدكم أن تصيبه نفحه فلا يشقى بعدها أبدًا" اليوم نفحات فوق نفحات، وفضائل على فضائل، وبركات فوق بركات، يومٌ مبارك في شهر مبارك: في كل جمعة من‎ رمضان يجتمع للصائم سببان لإجابة دعائه: آخر ساعة من الجمعة، دعوة الصائم عند فطره. تتلوه ليلة مباركة (ليلة السابع والعشرين) أرجى ليلة وآكدها أن تكون ليلة القدر، وسوق العطاء والمغفرة والرحمات ما زال قائمًا. ألا فتعرّضوا لها ولا تغفلوا عن إخوانكم ومَن تُحبّون، واذكرونا. اللهم لا تحرمنا، واقبلنا، وذلل قلوبنا بين يديك، وأحيها لنا قبل رحيل رمضان.