cookie

Мы используем файлы cookie для улучшения сервиса. Нажав кнопку «Принять все», вы соглашаетесь с использованием cookies.

avatar

قصص وروايات منوعة

قناة متخصصة بنشر القصص الطويلة والقصيرة بمختلف الأنواع .. أنشئت القناة بتاريخ 2020/9/2م

Больше
Ирак98 267Арабский183 152Категория не указана
Рекламные посты
354
Подписчики
Нет данных24 часа
Нет данных7 дней
Нет данных30 дней

Загрузка данных...

Прирост подписчиков

Загрузка данных...

تابعت سيرها بعد أن أثرت فيها تلك الجملة كثيرًا و تساءلت عن سبب وجود هذا النوع من الكتابات على واجهة مخبزٍ عادي كهذا. أطلقت بصرها لتلقيَ نظرةً على المكان في الجانب الأيمن من الشارع حيث توزعت المحلات فيه. لفتت انتباهها أثناء سيرها سيارةٌ سوداء فاخرة في الطرف الآخر كانت قد ركنت أمام متجرٍ للزهور، أحست بأن مالك ذلك المتجر يتلقى أثمن طلبيةٍ في حياتهِ .. تلك السيارة لم تكن بالشيء البسيط ليمتلكها أحدهم على أيةِ حال. نفخت بعضًا من خصل شعرها و هي تتمتم بتذمرٍ طفولي : متى سأصل يا ترى؟ لقراءة المزيد على قناتتا في التلجرام https://t.me/stories_Encyclopedia ⭐موسوعة قصص وروايات منوعة⭐
Показать все...
استقام متوجهًا نحو حقيبتهِ التي كانت موجودةً في غرفة برايلين بينما تحسس الآخر عنقهُ متذكرًا ما حدث، هل تعرض للأذى من أجل أحدهم؟ منذ متى و هو يفعل ذلك على أية حال؟ عاد وايت بعد ثوانٍ و هو يحملها ثم وقف بالقرب منه، باشر في إخراج ما يحتاجه منها، أثناء فعله لذلك وقعت عيناه مصادفةً على الصورةِ التي كان يحملها. شرع يقوم بعملهِ المتمثل في دهن عنقه بمرهمٍ خاصٍ بينما يحدثه : تلك الصورة، إنها تلك التي التقطتها معها البارحة؟ هز رأسه مبينًا صحةَ ما قاله و سحبها من على الطاولة بعد أن رماها قبل بضع دقائق ثم رفعها إلى مستوى بصره، بدت تلك الصورة كما لو أنها تشع لطافةً و بهجةً في الآن ذاته .. دفعته إلى الابتسام بشكلٍ تلقائي ففهم ما جال في بال صاحبه عندما كان يطيل النظر إليها. تمتم وايت دون تركيزٍ و هو يسحب الضمادات كي ينهيَ بها مهمته : إنها تبدو جميلةً حقًا. رد عليهِ بريلين ببعض السخرية المريرة بعد أن طعنتهُ حقيقةُ كونها غير قادرةٍ على إبصار أي شيءٍ من هذا العالم : ليتها ترى هذا الجمال. تذكر وايت ما قاله برايلين عنها آن ذاك، ضريرةٌ منذ أن ولدت .. مجرد التفكير في الأمر جعل جسدهُ يقشعر لوهلة، لم يسبق له و أن فكر في حجم الصعوبات التي يمكن لشخصٍ مثلها أن يعاني منها .. لابد أن الاعتناء بها يحتاج قوةً عظيمة، هل كانت لورين بهذه القوة يا ترى رغم كل ما يصيبها من قبل طليقها؟ - هل وجدت حلًا؟ لفظ برايلين فجأةً مما جعل وايت يجفل للحظة. كان قلقًا بشأنه فالبقاء مشتتًا لم يكن من عادات وايت على الإطلاق .. هو يفهم مشاعر البشر لكن ماذا عن نفسه؟ صحيحٌ أن برايلين عاجزٌ عن فهمه على الدوام إلا أنه يبذل مجهوده في الوقت الحاضر، فكر بشيءٍ غريبٍ فنطق بهدوء : ما رأيك بأن تسألها؟ بعد سؤالهِ مباشرةً شعر بأن تلك الضمادات التي تُلَف حول عنقه قد ضاقت فجأةً، تمتم وايت بنظرةٍ مخيفة إلا أنها أضحكت برايلين أثناء حديثه : جرب أن تقول ذلك مرةً أخرى فقط، لمَ قررت مناقشتك حتى؟ عدّل الضمادات كي يتكلم برايلين بانزعاجٍ طفيفٍ لعدم فهمه سبب تصرف وايت السابق : لمَ أنت غاضب؟ اسألها إن كانت معجبةً بك كما أنت معجبٌ بها. - تبًا لك، لا تقلها بهذا الشكل! زجره وايت بوجنتين قد توردتا بشكلٍ تلقائي، لمَ استشار هذا الجاهل من الأساس؟ لكن كلمة معجب قد تصف وضعه الحالي .. لعنهُ مرةً أخرى بينما بقيَ برايلين صامتًا يراقب انفعالات ملامحه المضحكة. أنهى عملهُ أخيرًا ثم تمتم باستياءٍ تحت أنظار برايلين الساخرة من حاله : لمَ اخترت أفشل شخصٍ في التعامل مع مشاعر أحدهم؟ هزّ برايلين كتفيه كإجابةٍ على سؤالهِ ثم همّ لينطق إلا أن ذبذبات صوت الجرس كانت قد سبقت صوته في الانتشار. تبدل حالهما في لحظة ثم نظر كل واحدٍ منهما نحو الآخر و هما يحملان نظرات الذهول و الدهشة، من قد يأتي في مثل هذا الوقت دون موعدٍ مسبق؟ ___ - لمَ المكانُ بعيدٌ هكذا؟ تمتمت ڨيا بتلك الجملة و هي تتأمل الطرقات من خلال نافذة عربةِ الأجرةِ التي استقلتها بعد أن نزلت من محطة القطار آنفًا. طلبت من السائق أن يدعها تنزل فورما لمحت عنوان الحي الذي دوّنته الممرضة جليندا على الورقة التي أحكمت قبضتها عليها خوفًا من أن تطير بفعل أي شيءٍ غير متوقع. بعد أن قدمت للرجل مستحقاته غادر مبتعدًا و هو يمسح يدهُ في ملابسه حيث احتكّت يده عن طريق الصدفة بيدها، كان ذلك وقحًا حتى أنها أرادت صفعه على ذلك الفعل المتخلف. سحبت بعض الهواء لتعيد الاستقرار إلى نفسها ثم همست محدثةً نفسها : سترينهُ بعد قليلٍ لذلك لا بأس. لمَ أمْنَت نفسها بأنها ستراه؟ كان بإمكانها القول بأنها ستُلقّن هِلاني و جماعته درسًا لن ينسوه .. هذا غريب. التفتت للحظةٍ فوجدت مخبزًا كان موجودًا بالقرب من لافتة عنوان الحي، لاحظت باقة وردٍ ملفتةً للانتباه قد توسطت واجهته. احتوت تلك الباقة على زهور فريزيا البيضاء التي تمازجت مع ورود تيفاني ذات اللون المائل للبرتقالي و الزهور المخملية المصبوغة باللون الليموني الآسر. بالإضافة إلى كل ذلك فقد توزعت بعض الأعشاب البرية و الزهور ذات الحجم الصغير في الفراغات بينها جاعلةً منها لوحةً ساحرةً للألباب. توسدت تلك الباقة بطاقةٌ ذات حجمٍ متوسط كتب عليها بحروفٍ منمقة : " ما ذبُل على يدي إنسانٍ سيُزهر على يدي إنسانٍ آخر .. لا تحزن " ابتسمت لوهلةٍ دون أن تفهم سبب ذلك، هل تذكرت قبل لحظةٍ كل ما حاول الآخرون صنعه بها؟ و كيف أنها رغم أنوفهم تستمر في النهوض و البقاء؟  أكانت تلك إشارةً من نوعٍ ما لتساعدها على فك شفرةِ ما تشعر بهِ عندما تفكر بأمر وايت، هل ستزهر على يديهِ أم أنها محض خيالاتٍ جامحةٍ لا أساس لها؟ لم تكن في حاجةٍ لمن يجعلها تزهر، لكن وجود شخصٍ يدعمك على الدوام سيكون أمرًا مثيرًا بالنسبة لها .. أرادت لذلك أن يتحقق في بعض الأحيان و لكن مع الشخص الصحيح.
Показать все...
📚شطر من نور📚 الفصل ( الثاني والستون ) ⭐موسوعة قصص وروايات منوعة⭐ قناتنا على التلجرام ... https://t.me/stories_Encyclopedia ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ - ما كانت تلك الحركة المفاجأة يا رجل؟ لقد أرعبتني! خاطبه وايت بتلك الكلمات متذمرًا من فعله غير المبرر ذاك، لحق به حتى وجده قد جلس على الأريكة الموجودة في غرفة المعيشة و المواجهة للطاولة التي حوَت باقة الزهور تلك بينما يحمل شيئًا لم يتبينهُ في يده. برك أمامه ثم همّ ليسأله و هو يعدل جلسته : هل نهضت على عجلٍ لتجلب ذلك الشيء في يدك؟ رفع يده قليلًا كي يُرِيهُ ظهر تلك الورقة و هو يتحدث مفسرًا أفعاله : أتعني هذه؟ نعم .. ظننت أنني نسيتها في جيب سترتي البارحة لكن اتضح أنني وضعتها في درج خزانتي .. لم أُرِد لها أن تتلف. لقد هرب، هرب مما تبقى من تلك الغرفة و لم يُرِد أن يعترف بالأمر إلا أن ذلك واضحٌ كوضوح الشمس .. لكن هروبهُ كان منطقيًا للغاية فهو خشيَ من أن يصيب تلك الصورة أي مكروه. تأملها برايلين لثوانٍ حيث احتوت بداخلها ذلك المشهد الذي حاولت فيه كيلي جعله يبتسم بشدها لخديه .. كانت رؤيةُ هذهِ الصورة تزرع ابتسامةً صغيرةً على شفتيهِ بسهولةٍ تامة، أي نوعٍ من القوى هي هذه؟ لوهلةٍ تساءل إن كان كل ما مر به خلال ذلك الأسبوع حقيقيًا أم لا، ألا يهلوس بفعل عقله؟ هل حدث كل ذلك فعلًا؟ هل قامت سيدةٌ لا يعرفها و لها زوجٌ سابق يدين له بالرقص معه و تسليمه ابنتها كي يلاعبها .. هل تثق تلك البلهاء بالغرباء إلى هذا الحد؟ عندما فكر بالأمر من هذهِ الزاوية فقد بدا أغرب من أن يصدقه أحدٌ حتى .. كيف قام بكل تلك الأشياء يا ترى؟ تلك لم تكن سجيته على الإطلاق، كيف وصل إلى هنا في المقام الأول؟ لكن لسببٍ ما تذكر ذلك يبعث موجاتٍ ضئيلةً من الدفء في قلبه، لبرهةٍ أحس بأنه شخصٌ بسيطٌ للغاية رغم أن عقلهُ دومًا ما ينتهي الأمر به بزيادة تعقيد كل شيء. أخذ يتأمل الصورة مع حفنةِ الأفكار المبعثة تلك و التي لا رابط بينها سوى حدوثها مؤخرًا .. أم أن هناك رابطةً لم يتعلم مسماها بعد؟  قسمات برايلين باتت طبيعيةً و هادئةً بشكلٍ شك فيه وايت أنه ينظر للشخص المتجهم نفسه، كاد الفضول يلتهمهُ ليعرف ما يدفعه لصنع هذا النوع من التعابير على وجهه. ظهرت عليه آثار التحسن عند مقارنةِ حالهِ الآن بتلك التي كانت قبل بضعةِ أسابيع، أراحته تلك الحقيقة كثيرًا و شعر بأنه أنجز مهمتهُ على أكمل وجه .. سبق و أن طلبت نايلي منهما أن يعتنيا ببعضهما البعض و كان يخشى من أن يخالف ما تمنته و هي على سرير موتها. و رغم كل أفكارهِ السابقةِ عن برايلين فقد أخذت تلك الكومة حيزًا صغيرًا من تفكيره حيث كان شغله الشاغل أن يدرك حقيقة ما يفكر فيه بشأن ڨيا .. لمَ تحديد الأمر أصعب مما تصوره من قبل؟ لعل ذلك يرجع إلى كونها مرته الأولى في التعامل مع هكذا نوع من المشاعر، أو لأنه و بشكلٍ مبسط لم يعد يثق بمشاعره المعطوبة و التي فقدت مرونتها و باتت تتأثر بأي شيءٍ كان. بالإضافة إلى هذا فقد وقعت عيناهُ على باقة الزهور تلك و التي أوشكت على الذبول، أعادت رؤيتها رسم لورين أمام ناظريه .. تلك المرأة التي تبدو غامضةً على نحوٍ ما .. هناك أمرٌ ما وراء تصرفاتها لكنه عاجزٌ عن إيجاد القطعة التي تربط بقية أجزاء الأحجية معًا. كلٌ منهما سرح في أفكارهِ متناسيًا وجود الآخر، لم يكن ذلك جديدًا عليهما على أيةِ حال .. في الواقع صمتهما كان نوعًا من المقطوعة الموسيقية التي تصفي الذهن بالنسبةِ لكل واحدٍ منهما. بعد مضي فترةٍ ليست بالطويلة رفع برايلين رأسه أخيرًا لينظر إلى وايت حيث كان يتفرس إناء الزهور ذاك، كان واثقًا من أنه يفكر في تلك الممرضة المستجدة .. همهم ساخرًا منه : ما بك وايت؟ تتصرف كما لو أنها أول و آخر ممرضةٍ في هذا الوجود. تمزقت أفكاره المتينة فجأةً بفعل كلام صديقه مما سبب له رجفةً مفاجئة لم تدم لأجزاءٍ من الثانية بعد أن رفع رأسه نحوه، أجابه و هو يظهر ابتسامةً ضئيلةً بعد أن نال منه بالفعل : لا تتحدث إلي هكذا، كما تعلم إنه ليس بشيءٍ تدركه على أية حال. هربت ضحكةٌ ساخرةٌ من بين شفتيهِ ثم أزاح تلك الصورةَ عن مرآى بصرهِ قليلًا ليجيب على تهكمهِ السابق بقوله : مقارنةً بطبيبٍ عبقريٍ يجذب النساء من كل حدبٍ و صوب بالطبع لست أملك فرصةً مع دماغيَ المتحجر هذا .. أليس كذلك؟ زفر وايت الهواء المتواجد في رئتيهِ بعد أن استحلّت وجهه ابتسامةٌ ضئيلةٌ على ذلك الاستهزاء، هو يعلم بأن مقدرة فهمه لمشاعر أحدهم تساوي مقدرة قردٍ على حل أحجية .. قد يصل إليها و لكن بعد عناءٍ طويل .. الأدهى و الأمر هو أنه قد لا يفعل، و لذلك تمتم باستسلامٍ متجنبًا الخوض في هذا : ما رأيك بوضع ضماداتٍ جديدة؟ ما تزال تلك الآثار موجودةً على أيةِ حال.
Показать все...
تذكر وايت حقيقة كون برايلين لم يكمل دراسته الثانوية حتى، أظهر ابتسامةً معوجة لأنه لم يعرف كيف يعلق على هذا حيث كان يتساءل عن ما يدور في خلد الجالس إلى جواره .. هل هو بخير؟ هل تحسن وضعه بعد أن تغلب على هذهِ الغرفةِ و أشباحها؟ من الصعب تحديد أي شيءٍ فملامحه مبهةٌ إلى حدٍ ما. نهض هذا الصديق فجأةً مما أرعد وايت لأجزاءٍ من الثانية، ناداه مطالبًا بتفسيرٍ لفعله الغريب هذا إلا أنه أخفى بعض القلق بين طياتها كلماته : ما الذي حدث؟ هل كل شيءٍ بخير؟ غادر الغرفة على عجلٍ بينما بقيَ وايت في مكانه مشدوهًا مما حصل، هل قُرِع جرس الباب دون أن يسمعه أم ماذا؟ بعد دقائق قليلة عاد برايلين إليه مرةً أخرى و هو يحملق فيه بتساؤلٍ حيث تكلم : لمَ ما زلت جالسًا هنا؟ لقد انتهينا. تعجّب من حاله إلا أنه نهض متجهًا إلى الباب كي يفهم سبب نهوضه المفاجئ، التفت ملقيًا نظرةً أخيرةً على الغرفة ثم سمع جملةً لم يسمعها منذ زمنٍ طويل : أنت شابٌ صالحٌ وايت، اعتنيا ببعضكما. أغمض عينيهِ بشدةٍ و من ثم فتحهما عدة مراتٍ ليتحقق من إن كان ذلك الوجه الذي رآه قبل لحظة حقيقيًا أم لا، هل تخيل سرابًا للتو؟ لم يحدث من قبل! تساءل إن كان برايلين يرى هذا النوع من الأشياء أيضًا، هل كان سبب شحوب وجهه على الدوام رؤيته لهذه الأمور؟ _____ لقراءة المزيد على قناتتا في التلجرام https://t.me/stories_Encyclopedia ⭐موسوعة قصص وروايات منوعة⭐
Показать все...
أنهيا عملهما بعد أن تجاوزت الساعة الثانية و النصف ظهرًا، و زيادةً على ذلك فقد كان عليهما كنس الأرضية التي استقر عليها ما تبقى من ذرات الغبار الهاربة. أثناء عمله فقد مرر تلك الممسحة إلى ما تحت السرير فاصطدمت بشيءٍ لم يدرك ماهيته، أحس برايلين بأن هناك أمرًا مخبأً تحته. حاول الوصول إلى ذلك الشيء الأسود الذي لمحه تحت أنظار وايت المملوءة بالذهول، هل هناك سرٌ مخفيٌ آخر؟ أخرجه برايلين إلى النور ثم نفض عنه الغبار الذي تكدس فوقه، بدا ككتابٍ من نوعٍ ما. اقترب وايت منه بينما فتح برايلين الغلاف كاشفًا عن الصفحة الأولى، كان ألبوم صورٍ قديمًا للغاية. من خلال الصورةِ الأولى فقد تعرف وايت على هذا الألبوم حيث هتف بحماسةٍ غير مألوفةٍ منه : لقد عرفته، إنه الألبوم الذي طلبت منا معلمة المرحلة الأولى جمعه عندما كنا في الثانوية .. ما رأيك بإلقاء نظرة؟ رمقهُ برايلين بنظرة لم يفهم الآخر مغزاها إلا أنه أومأ أخيرًا موافقًا على ذلك، لم يرغب وايت في أن يجلس على سريرها لسببٍ ما فاختار الأرضية الخشبية بعد أن أسند ظهره على الجدار المتواجد بالقرب من السرير. أشار لذلك الواقف بأن يجلس إلى جواره فتنهد و انحنى كي يقعد ثم أسند كل منهما ظهره إلى الحائط استعدادًا لبدء عرضٍ يحتوي العديد من الذكريات القديمة. الصورة الأولى كانت لطفلٍ صغيرٍ تلوّنت بالأبيض و الأسود، ابتسامةٌ خجولةٌ قد زينت محيا ذلك الطفل الذي لم يتجاوز عمره الأربع سنوات آن ذاك. أشار وايت إلى الصورة ثم نطق بتهكمٍ واضح : انظر إلى هذا الفتى هنا، أريد فقط أن أعرف كيف تحول هذا، ثم نقر بإصبعه عليها عدة مراتٍ و تابع بعد أن وجه إصبعه ناحيته : إلى هذا؟ لم يمنع برايلين نفسه من إظهار شبح ابتسامةٍ على ما قاله، من الواضح أن الصورة كانت لطفلٍ بسيطٍ و عادي .. كيف آلت به الأمور حتى وصل إلى هذا الحال؟ قلب برايلين الصفحةَ بعد ذلك ليريا فيها صورةً كان فيها أكبر بقليل، لربما كان ذلك في عمر السادسة حيث كانت مرته الأولى في الذهاب إلى المدرسة. لسببٍ ما أكسبته تلك الصورة شعورًا غير مريحٍ أبدًا، ما الذي حصل في ذلك الحين حتى باغته الضيق هكذا من مجرد رؤيتها؟ تلَت تلك اللقطة صورةٌ لبرايلين و هو يحمل سمكةً حيث كان قد ذهب لصيد السمك مع والده مرةً عندما كان في العاشرة كما يذكر، نطق هذا المسكين ليحرك الأجواء قليلًا : كدت أغرق هناك، من كان يتوقع أن البحيرات عميقةٌ هكذا؟ ضحك وايت على حال صديقه ثم عقّب على ما قاله بردٍ ساخرٍ عجز عن إبقائهِ لنفسه : و هل كنت تحسب أن تلك البحيرة تشبه حوض استحمامك أم ماذا؟ همهم برايلين بردٍ سريعٍ قبل أن يقلب الصفحة : لا تتوقع مني إنقاذك إن غرقت يومًا ما، ظهرت الصورة التالية حيث كانت مختلفةً قليلًا عن سابقاتها. حوَت تلك الصورة والديهِ حيث كانا واقفين إلى جواره، التقطت تلك الصورة بعد أن تخرج من المرحلة الابتدائية كما أخبرته ذاكرته. قلب الصفحة ليريا صورةً جديدةً كان فيها برايلين يدرس في المرحلة المتوسطة، التقطت والدته تلك الصورة في غفلةٍ منه إلا أنها أفادته مستقبلًا في صناعة هذا الألبوم. بعد ذلك تلتها صورةٌ كان يحمل باقة وردٍ فيها أثناء تقديمها لوالدته، تذكر أن والدهُ هو ملتقط هذهِ الصورة فتمتم و هو يتحسسها حيث امتلأ وجهه بملامح الحنين فجأةً : كان هذا عندما تعلمت صنع باقة وردٍ للمرةِ الأولى. لقد مضى الكثير من الوقت فعلًا، كم كان عمرهُ عندما التقطت هذهِ الصورة؟ لعله كان في الخامسة عشر آن ذاك .. كيف يمكن له أن يعود إلى تلك اللحظة مرةً أخرى؟ في ذلك الحين حيث كانت أكبر مشاكله فروضٌ لم ينجزها و أعظم ما يطمح إليه كان وجه والدته الباسم أو بعضًا من طعامها اللذيذ و توبيخها له مع والده اللامسؤول في نظرها. بعد ذلك تابعا مشاهدة الصور في صمت لسببٍ مجهول، كانت لمواقف مختلفةٍ و أحداثٍ متفاوتة إلا أن جميعها قد اشتركت في شيءٍ واحد .. السعادة المحشوة في كل ركنٍ من أركانها و المختبئة بين ابتسامتهم لم تكن بالشيء الهين لتجاهله. آخر صورةٍ رأياها كانت لبرايلين واقفًا وسطهما، من الزي المدرسي الذي كان يرتديه أدرك وايت في لمح البصر زمن التقاط تلك الصورة، أما برايلين فقد عاود الألم لتشويه الابتسامةِ الضئيلة التي استحلت وجهه عندما تذكر تلك المسحرية الهزلية التي قاما بها في يومهِ الأول في الثانوية .. التقطوا تلك الصورة بعدما أنهوا غداءهم في ذلك الحين. - أعتقد أنني كان يجب أن أضيف صورةً لي و أنا أركل زي الثانوية. لفظ برايلين تلك الكلمات كي يلين الموقف قليلًا و يذيب الصمت الذي تجمد بفعل الحزن حيث سيطر ذلك المجرم على الأجواء فجأةً .. هو لم يقم بكل هذا كي يعود إلى الغرق في الكآبةِ مرةً أخرى.
Показать все...
فتح الباب على مصراعه فتطايرت بعضٌ من ذرات الغبار في المكان، كان الفاتح لذلك الباب يحفظ تفاصيل هذه الغرفة عن ظهر قلب، لكن و على عكسه فقد كانت بالنسبة للواقف إلى جواره مكانًا جديدًا تمامًا. تكونت الغرفة من سريرٍ بسيطٍ و خزانةٍ طويلةٍ على الطرف الأيمن له، العطور التي كانت تستخدمها و مستلزماتها الخاصة ما تزال موجودةً على تسريحتها الخشبية العتيقة كما لو أنها استخدمتهم البارحة و حسب. كانت شمس الظهيرة بأشعتها الضئيلة قد سبقتهم في الدخول إلى الغرفة عبر نافذةٍ وقعت فوق السرير، توغلت تلك الأشعة في المكان مُكسبةً إياه رونقًا دافئًا و غامضًا في الوقت نفسه. خطا برايلين خطوتهُ الأولى إلى المكان ثم تبعهُ وايت في صمت، كان الصديق فخورًا بحقيقة بدء صديقه في تخطي الأمر و لو قليلًا .. إنه يرى أخيرًا ثمرة جهوده لثلاثة أسابيع متتالية. - براي؟ لمَ أنت هنا؟ هل أنت جائع؟ .. لا تنظر إلي هكذا و تعال اجلس بجانبي .. ألا يجب أن تكون نائمًا في هذا الوقت؟ .. كيف كان العمل؟ شنّت كل تلك الجمل هجومًا مباغتًا على عقله فعجز هذا المسكين عن التصدي لها، نكس رأسهُ بوجعٍ و أشاح ببصره كي يلملم شتات ما تفتفت من قوته بعد أن بعثرته نبرة صوتها الدافئة. وقف مراتٍ كثيرةً أمام هذا الباب مع مشاعر متباينة على الدوام، إلا أنها كانت تستقبله برحابة الصدر ذاتها في كل مرة .. بالتفكير في الأمر، كيف كانت تفعل ذلك يا ترى؟ هُيئ له أنه يراها جالسةً على سريرها و هي تشير إلى المكان المجاور لها كي يجلس عليه كما اعتاد من قبل، تمتم مكسورًا و هو يعض شفته السفلى بأسى : دعنا ننهي هذا سريعًا، من فضلك. التفت وايت مغادرًا ليجلب أدوات التنظيف التي استخدمها آنفًا بينما وقف برايلين وسط تلك الغرفة وحيدًا مرةً أخرى. نظر إلى الجانب الأيسر من الغرفة لتقع عيناه على المرآة الخاصة بتسريحتها، لمح انعكاس ابتسامتها هناك و اخترقت همساتها أذنه قائلةً : لقد كبر ابني و بات رجلًا! - برايلين! ناداه وايت بحزمٍ عندما أحس بأنه على حافة الغرق في أمورٍ خياليةٍ لا يمكن لعقله رؤيتها .. أفصحت قسمات وجهه عن ذلك بطريقةٍ غريبة و لكنها واضحة. تقاسما الأدوات و المهام خلال دقائق، فأخذ وايت يزيل الغبار عن عن تلك الخزانة و محتوياتها بينما اتجه برايلين ليخوض معركةً ملحميةً مع تسريحتها التي سببت له نوعًا من الاضطراب بعد أن وقف أمامها. استخدم منفضة الغبار ليطرد ذرات الغبار التي تطفلت على قوارير العطر الخاصة بها، سحب علبةً كان على علمٍ بأن رائحتها هي المفضلة لديها لأن هذا النوع كان هديةً من والده. اشتم رأس تلك العلبة دون أن يطلق بعضًا من الرذاذ حيث اقتحمت ابتسامة تعجبٍ شفتيه، كيف لا يبتسم و ذكراهما معًا قد تركز القليل منها في قنينة العطر البسيطة هذه؟ لم تدم تلك الابتسامة لفترةٍ طويلة حيث أنه أعاد العطر إلى مكانهِ قبل أن تؤدي حساسيتهُ المفرطة و المفاجئة إلى أمطارٍ مفاجئة لم يكن مستعدًا لها. خلال تأكدهِ من أن الأدراج لا تحتوي على أي شيءٍ قابلٍ للتعفن تحسس بيديهِ شيئًا ما فتوقع أنه صندوق مجوهراتها الصغير، لم يقاوم فكرة فتحه ليختلس نظرةً إليه. سبق و أن طلبت منه بيعها ليغطيَ بعضًا من تكاليف علاجها إلا أنه رفض بشكلٍ قاطعٍ فعل ذلك، لم تكن مجوهراتها بالكثيرة في المقام الأول. فتحهُ بتأنٍ ليجد الطقم اللؤلؤي الذي قدمه لها والده ليلة زفافهما بالإضافة إلى خاتم خطبتها، لم يتوقع أكثر من ذلك .. لم تكن والدته من محبي المجوهرات على أية حال. حمل خاتم الخطبةِ الذهبي ثم وضع العلبة جانبًا كي يضعه وسط راحةِ يدهِ متأملًا إياه، سبق و أن أضاعت هذا الخاتم إلا أنه أمضى يومه آن ذاك في البحث عنه حتى وجده. لم تمضِ ثوانٍ حتى خيلت لهُ يدٌ بيضاء كما الثلج حَفَرت التجاعيد تفاصيلها و قد استقرت فوق راحة يدهِ بالإضافة إلى ذلك الخاتم داخل بنصرها. ذُعِر لظهور ذلك فجأةً فسحب يده متناسيًا أمر ذلك الخاتم، تلاشى كل شيءٍ بعدما سمع صوت ارتطامه بالأرضية الخشبية .. سيصبح مختلًا عقليًا إن لم يتوقف دماغه عن اختلاق كل هذه الأمور قريبًا .. لمَ يعذبه عقله بهذه الطريقة يا ترى؟ ألم يصدق بعد حقيقة كونها رحلت عن هذا العالم أم ماذا؟ التفت وايت نحوه ليجده يحدق في الأرضية بعد أن لفت انتباهه صوت الارتطام ذاك، تمتم بهدوءٍ و دهشة : هل كل شيءٍ بخير؟ غطى برايلين وجهه بيدهِ اليسرى و هو يسحب بعض الأنفاس العميقة كي يتخلص من كل تلك الفوضى داخله و يحاول أن يتمالك نفسه قليلًا، رتّب كلماته بصعوبة كي يرد عليه قائلًا : نعم، لا بأس. التفت وايت ليعود إلى عمله دون أن يضيف كلمةً أخرى، من الواضح أنه يخوض حربه الخاصة خلال هذه اللحظات .. كيف يمكن لأي شخصٍ تخطي حقيقة موت شخصٍ عاشره حتى أمسى يحفظ أبسط تفاصيله؟ انحنى برايلين ليلتقط الخاتم ثم أعاده إلى العلبة مرةً أخرى، ما كان عليه فتحها منذ البداية إن كان سيتصرف كطفلٍ جبانٍ هكذا.
Показать все...
📚شطر من نور📚 الفصل ( الحادي والستون ) ⭐موسوعة قصص وروايات منوعة⭐ قناتنا على التلجرام ... https://t.me/stories_Encyclopedia ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ - إلى أين ذهبت؟ بلهجةٍ حملت الصرامة بين ثناياها سأل المدير دالفون تلك الماثلة أمامه، رفعت رأسها بعد سؤاله ذاك كي تتفرس عينيه البنيتين ثم ردت عليهِ بصوتها المتزمت مع ملامح مبهمةِ المعنى : لقد أرسلتها إلى منزل صديقه، إنه هناك. عقد أصابعه بامتعاضٍ كي تشكل جسرًا ثم أسند ذقنهُ عليه و اعترض على ما قالته بخطابهِ الذي حوى بعض الانزعاج : لمَ فعلتِ ذلك جليندا؟ ما دخلكِ في كل هذا؟ البقاء كممرضةٍ خاصةٍ لتلك المُسنة سابقًا و الآن تتدخلين في شؤون هذا الطبيب؟ رمقته جليندا بنظراتٍ مشمئزة قبل أن تنطق و هي تتأمل حاله البائس و حقيقة كونه مجرد بيدقٍ لتلك المرأة المخبولة : أعتقد أنك لا تملك الأحقية لقول أي شيءٍ لي، طوال تلك الفترة التي عملت فيها معه جنبًا إلى جنب اكتشفت أنه أفصل بكثيرٍ مما قيل عنه .. الإشاعات في هذا المستشفى مخيفةٌ فعلًا. حمل نظرة استياءٍ من كلماتها إلا أنها لم ترق لها فأسكتته بمتابعتها الحديث حيث حمل أطنانًا من الثقة التي ضغطت عليه : بالإضافة إلى أن تلك المسنة التي تتحدث عنها ساعدت والدتي عندما لم تكن أنت موجودًا أبي العزيز .. هل ترى أن لديك أي حقٍ في الحديث بعد هذا؟ زفرت الهواء الموجود داخل رئتيها بضيقٍ لأنها عادت للتطرق إلى هذا الموضوع الذي يثير حنقها و بشدة، أخبرتها قسمات وجه والدها أنه يكره ذكر هذا الموضوع أكثر فصمتت لتغير الموضوع بشكلٍ جذريٍ تمامًا : السيد والكر هو صديقٌ لابن تلك السيدة التي كنت أجالسها، بطريقةٍ ما ثلاثتهم متصلون في حلقةٍ واحدة .. بدت تلك الممرضة كما لو أنها مهتمةٌ بأمره لذلك قدمت إليها دفعة صغيرة .. هل من مشكلةٍ في هذا؟ لم تملك ما تفعله على أيةِ حال لذلك لا تلعب دور المدير الحازم من فضلك. قفز الاشمئزاز إلى أمارات وجهه و هو يتذكر قسمات وجه الممرضة فولڨيا التي لم ترق له منذ النظرة الأولى، تحدث ببعض القرف بعد أن لوى شفتيه كرد فعلٍ على ذلك الخيال : تلك؟ أعني .. كيف يمكنك النظر إليها و بشرتها هكذا؟ إنها قبيحةٌ للغاية. تنهدت بضيقٍ عجزت عن إخفائه أكثر من ذلك، قطبت حاجبيها كتعبيرٍ بسيطٍ عن حجم هذا الضيق و عاتبته على أسلوب تفكيره الرجعي بخطابها الحازم : لا أصدق أنك في مثل هذا العمر و تحكم على أحدهم من مظهره، على كلٍ لا آبهُ بما تظنه عنها .. أرى أنها شخصٌ جيدٌ و تستحق فرصة، بدت قلقةً على وايت حتى أنها ذهبت لتسأل الطبيب الذي كانت مناوبته معه البارحة. رفع رأسه و نظر إليها باهتمامٍ ثم نطق متعجبًا عندما تذكر هوية ذلك الطبيب : و ما الذي قاله ريك؟ إنه يبغضه و بشدة. - من الجيد أنك تذكر ذلك لأنه زجرها و أعادها أدراجها مرةً أخرى. لفظت الكلمات و كأنها لا تطيق متابعة هذا الحوار العقيم حيث أن ذكر كل ذلك لن يغير مما حدث. أغمضت عينيها و تنهدت للمرة الثانية بعد أن أطرقت رأسها في الأرض للحظة و هي تقول : على كلٍ آمل أن لا تعاتب السيد والكر كما تفعل عادةً .. بل من الأفضل أن تغضب على الآنسة هِلاني و تخبر والديها بكل ما تفعله من حماقات. التفتت لتغادر قبل أن تستقبل ردًا على ما قالته إلا أن كلماتها دفعت عقل والدها إلى بحرٍ مترامي الأطراف حيث صُنِع من الأفكار التي كان يحاول تهدئتها على الدوام .. حقيقة تركه لهِلاني تفعل ما يحلو لها و حال الممرضات الذي أزعجه فعلًا .. كان عليه أن يقوم بفعل شيءٍ ما لإنقاذ هذا المستشفى مهما تطلب الأمر! ___ - أعطِني المفتاح وايت. لفظ برايلين بتلك الجملة بعد صمتٍ دام لثوانٍ و هو يتأمل الباب الموجود أمامه. سبق و أن نهض متجهًا إلى مكانٍ ما بعد أن طلب من وايت اللحاق به حيث فعل هذا الأخير ما يقوله متعجبًا مما حلّ به خلال دقائق قليلة. آنفًا تحدثا عن يومهما السابق و الذي كان مملوءًا بالأمور الغريبة لكليهما و على نحوٍ مفاجئ أيضًا، غشيهما الصمت لفترةٍ طويلةٍ بعد ذلك حتى ظهر صوت برايلين بأمره المبهم ذاك. حملق فيه وايت لأجزاءٍ من الثانية ثم مد يده على عجلٍ كي يستل المفتاح من جيب بنطاله و يمدها نحوه مقدمًا إياه له. تسلّم المفتاح من يدهِ ثم حدّق فيه لمزيد من الوقت، هل يعود أدراجه و يتظاهر بأن شيئًا لم يكن؟ أدخلهُ في ثقب الباب بعد أن أزمع على ذلك، يجب أن يعاون وايت على إتمام مهمته .. هل سيبقي هذه الغرفة مغلقة للأبد فقط لأنه جبان؟ أدار المفتاح فجفل للحظةٍ و شعر بأنه غير مستعدٍ بعد ليرى أشياءها .. لم يحمل قلبه القوة الكافية ليقف أمام الغرفةِ من قبل إلا أن بعضًا من الشجاعة قد تلبّسته في هذه اللحظة دون أن يفهم سببها .. أحس بأن الذكريات ستدمرهُ في أي لحظة، و رغم كل هذا فقد عزم على الدخول في نهاية المطاف.
Показать все...
عاد برايلين إلى الغرفة مرةً أخرى ثم ألقى إليه بالتفاحة التي غسلها كي تستقر بين راحتيه التي جمعهما في لحظة، نظر إليها ثم نظر إلى برايلين الحامل لعصير البرتقال و قال بتعجب : هذا غريب .. هل أنت متأكدٌ من أنهم لم يغسلوا دماغك؟ كل ما فعلته بالأمس و الآن هذا؟ هل تريد الذهاب معي إلى المستشفى لنقوم ببعض الفحوص؟ - اصمت أيها الوغد. كان برايلين فارجًا ما بين ساقيه ثم أسند مرفقيه عليهما كي يرتكز جسده بأكلمه عليهما و ينظر إلى حيث كانت علبة العصير .. توردت وجنتاهُ بشكلٍ ضئيلٍ للغاية و هو يعاود التذكر بينما يلعن روبرت و أفكاره الخسيسة .. كيف يمكن له أن يراها مرةً أخرى دون أن يسيطر صمتٌ ثقيلٌ على الأجواء كما حصل البارحة؟ لم يرد  أن يغادر المنزل .. إلا أنه أراد أن يرى ردة فعلها .. ما هذا التناقض؟ شتم نفسه للحظةٍ و تساءل عن ما يجب أن يفعله لبقية النهار .. لم تتخطَ الساعة الواحدة ظهرًا حتى. لوهلةٍ سمع صوتها مرةً أخرى و هي تقول : منزلنا الجديد رائع، هذهِ ستكون غرفتي! هل هذه الجملة التي قالتها عندما دخلا إلى هذا المنزل قبل عشر سنوات .. حسنًا .. اللعنة على هذه الذاكرة. رفع رأسه قليلًا لينظر إلى وايت الذي كان يأكل التفاحة فجمد الآخر في مكانهِ متعجبًا من النظرة التي عجز عن تفسيرها و قد اعتلت وجه برايلين، همهم مستسلمًا : اخرِج ذلك المفتاح وايت و اتبعني! ___ - إن كان لديك شيءٌ آخر غير هذا الكلام الفارغ فتفضل بقوله، و إلا فأنا مضطرة لأطلب منك مغادرة المكان. كانت لورين واقفةً بالقرب من طاولتها حيث استندت عليها أثناء قولها لكل ذلك، كيف له أن يتفوّه بكل تلك الترهات؟ نظر إليها و هو يمنع نفسها من الضحك بينما يقول بنبرةٍ لم تخلُ من الدناءة و الخبث : لمَ ترفضين عرضي؟ إن تزوجتني فلن أسمح لجرايدُن بلمسكِ مرةً اخرى كما أنكِ ستُعفين من دفع تلك الضرائب التي فرضتها، أليس ذلك عرضًا عادلًا لكلا الطرفين؟ ضيقت حدقتي عينيها كدلالةٍ على اشمئزازها من هذا القابع أمامها ثم خاطبته بلهجةٍ صارمة : أخبرتك بأنني أرفض عرضك، هل أحتاج إلى تكرار ذلك مرة أخرى؟ تغيرت ملامح وجهه ثم رمقها بنظرةٍ استحست فيها نوعًا من الشفقة بينما يهمس بنبرةِ أسى بدت مصطنعةً تمامًا : لا أستطيع قبول هذهِ الإجابة الفورية يا عزيزتي، لابد أن عقلكِ المسكين يعاني من صدمةٍ نفسية تجعلكِ ترفضين أي رجلٍ بعد كل ما فعله جرايدُن .. خذي وقتكِ في التفكير. - صدقني سأكون مختلةً إن وافقت على عرضك في المقام الاول، أعتقد أنك تعرف أن يتواجد الباب أليس كذلك؟ من أين اكتسبت كل تلك الشجاعة للتفوه بكل ما نطقته قبل بضعة لحظات، جن جنون قلبها و انتفض عدة مراتٍ حتى ظنت أنه سيكسر أضلاعها بعد قليل .. المزيد من القوة .. قليلًا منها فقط إلى حين مغادرته و من ثم يمكن لكل شيءٍ فيها أم ينهار وحده كما يشاء. مريضة؟ نفسية؟ هل خلّف فيها جرايدُن هذا؟ بالطبع كلا .. حاولت أن تآمن بذلك .. هي تعاني من اضطرابٍ في ذاتها من قبله لكنه ضاعف من ذلك .. لكنها الآن أوشكت على التخلص من كل شيء .. ستهرب من تلك الشباك مهما كلف الأمر! - إذًا .. لا تعتمدي على الشهر الذي قدمته لكِ عزيزتي .. تعلمين أنني أستطيع الدخول إلى المكان و الاستيلاء عليه و عليكِ دفعةً واحدة. نطق بعدما نهض و هو يوجه إليها نظرات محشوةً بالخبث و الشر، اتجه إلى الباب مغادرًا إلا أنه نطق قبل أن يقفل الباب من خلفه : بالمناسبة .. لديكِ ابنةٌ جيدة .. من المؤسف أنها بلا فائدة، ثم غادر تاركًا إياها و هي تكز على أسنانها غضبًا. لعنته في سرها آلاف المرات و تناست الخوف الذي تلبسها قبل لحظات، كيف يجرؤ على إهانة صغيرتها الوحيدة؟ تمنت لو أن سيلًا من الرصاص يستقر في جسده هو و ذلك اللعين. انتبهت إلى نفسها للحظةٍ ثم خطت هطوةً إلى الوراء و استندت بيدها إلى المرمر الذي تعمل عليه بعد أن غطت بعضًا من وجهها بيدها الأخرى، ما الذي يحصل الآن؟ هل سيقوم ذلك المجنون بشيءٍ آخر؟ ما الذي عناهُ بكلامه عن كيلي؟ هل عرف بما فعله جرايدُن؟ هل ينوي أن يفعل الشيء ذاته؟ باتت محتارةً أكثر و عاود الخوف التسلل إلى قلبها مرةً أخرى .. ألن يُكتَب لها الشعور بالأمان و لو لفترةٍ قصيرة تليق بصبر هذهِ البائسة؟ _____ لقراءة المزيد على قناتتا في التلجرام https://t.me/stories_Encyclopedia ⭐موسوعة قصص وروايات منوعة⭐
Показать все...
سبق و أن انتهت تلك القصة بإيصال وايت إياها إلى المبنى الذي تقبع فيه شقتها، علق برايلين أخيرًا على كل ما سمعه : هل هن هارباتٌ من مصحةٍ للمجانين أم ماذا؟ نبس وايت مجيبًا عليهِ و هو يُمسِّد صدغَيهِ حيث أن الصداع قد كشر عن أنيابه بعدما ضعف عقله بسبب تلك القصة : لا تسألني أرجوك فأنا لا أعلم، ما الذي يجب أن أفعله؟ عقد برايلين يديهِ و علت وجهه ملامح التفكير الجدية لبضعةِ دقائق بينما تأمله وايت حتى فتح عينيه بعد أن سبق و أغمضهما ثم أفرج عن كلماته التي رتبها قبل لحظات : ما الذي تعتقده بشأنها؟ - و هل كنت لأحكيَ لك كل هذا إن كنت أعلم إجابة هذا السؤال؟ صرخ وايت بإجابتهِ متذمرًا من غباء برايلين، غمرهما الصمت لفترةٍ طويلةٍ فنطق أخيرًا : ماذا عنك برايلين؟ رفع ذلك المنادى رأسه نحو الجالس أمامه و هو يحمل نظراتٍ متسائلة تنم عن عدم فهمه لفحوى السؤال الذي ألقاه وايت قبل لحظات، نبس برايلين ببعض التعجب : ما الأمر؟ ماذا عني في ماذا؟ حملق وايت فيه لعدةِ ثوانٍ مع ابتسامةٍ مصطنعة فاشلة بينما يظن أن الماثل أمامها لم يدرك أي شيءٍ مما يحصل مع لورين، أزمع على أن يسأله رغم أنه لم يتوقع إجابةً منطقيةً أو طبيعية : ماذا عنك، ما الذي تعتقده بشأن لورين؟ جفل للحظةٍ بعد ذلك السؤال و حمل نظراتٍ متعجبة، ببطءٍ و حذر نطق برايلين و كأنه يتفادى الوقوع في فخٍ ما : لا أعلم؟ هي تقريبًا .. شخصٌ جيدُ كما أظن. ضرب وايت جبينهُ ببطان كفهِ كدلالةٍ على يأسهِ من هذا الإنسان، يبدو أنه سيفهم السنة المقبلة حقيقة كونها تُكِن له بعض المشاعر، همهم وايت بشكلٍ ساخرٍ و أليم : أشعر بالأسى على أحدهم منذ الآن. - لم يطلب منك أحدهم أن تحس بالأسى من أجله، ركز على ما تملكه من فوضى أولًا. رد عليهِ برايلين بهذهِ الطريقة كي يوضح أهمية التركيز على في ما يملكه داخل رأسه، و على كلٍ فقد أحس بطريقةٍ ما أنه المعني بتلك الجملة إلا أنه فضل السكوت عن هذا .. بعد كل ما قاله فقدَ هذا الجالس رغبته في الحديث أكثر من ذلك. كان وايت مترددًا .. مترددًا كثيرًا في إخبار برايلين جزءًا لم يذكره، هو حكى له كل ما حصل مع ڨيا لكنه لم يذكر له أبدًا تلك اللحظات الضئيلة و المعدودة التي خفق فيها قلبه من أجل ابتسامتها الملائكيةِ تلك .. أخافهُ ذلك نوعًا ما. هل ينطق أم ماذا؟ لاحظ برايلين نظرة التفكير الممزوجة بالقلق على وجهه و تساءل إن كان هناك تتمة لكل ما قاله؟ - لستَ في حاجةٍ لقول أي شيء، سأتخيل نفسي سمعته. نهض برايلين من على الأريكة بعدما همهم بتلك الجملة فنظر إليه وايت متعجبًا، يتخيل أنه سمعه؟ هل عرف؟ مستحيل .. هو أبله في هذهِ الأمور على أيةِ حال .. و إلا لكان عرف بأمر لورين أولًا. عاد إلى ذاكرته ما تمتم به عندما كان ثملًا، لابد أنه سبب نوعًا من القلق لبرايلين .. و ما قاله عن لورين لم يُرِحه أبدًا. شعر بالشفقة على حاله .. إنه بائسٌ يشعر بالفراغ ..  ليس و كأنه أول من يعاني من هذا إلا أن هذا الأمر كان مزعجًا و لكنه في أكثر الأحيان يكون محزنًا، لم تكن مشاعر لطيفةً تلك التي غلفت قلبه خلال هذه الدقائق القليلة التي غابها برايلين. - ذلك الوغد. هسهس برايلين بتلك الجملة بعد أن فتح الثلاجة ليخرج أي شيءٍ يشغله عن الحديث معه لدقائق إلا أن الأمر انتهى به و هو يشرب علبة عصيرٍ بالإضافة لسحبه حبة تفاحٍ من أجل ذلك الأبله، ما الذي عناه بسؤاله عن ما يعتقده عنها .. كان يناقش نفسه هو الآخر البارحة .. بدا ذلك غريبًا بشكلٍ ساخرٍ مرير. هناك شيءٌ لا يرغب وايت بالإفصاح عنه، كان ذلك مكتوبًا على جبينه إن صح التعبير، إنه يبدو ككتابٍ مفتوح .. أمامه على الأقل، كان يعرف ما يجول في رأسه .. إبقاء الأسرار ليس بالشيء الهين من الأساس و من الواضح أن وايت لا يريد أن يكون في الجانب الذي يمتلكها .. ترى ما هو هذا الشيء الخطير؟ عجز عن تخمين أي احتمالٍ ممكن .. هل قام بشيءٍ و يخشى من أن نظرة برايلين ستتغير تجاهه؟ ما مدى سوئه إذًا؟ حتى و إن كان ذلك صحيحًا .. كلا كلا عليه التوقف عن أخذ الأمور إلى المنحنى الخاطئ .. إن كان أمرًا يخصه فهو لن يضغط عليه بجميع الأحوال. جمد للحظةٍ برايلين أمام الثلاجة أثناء تفكيره بكل هذا إلى أن سمع وايت يصيح به : أغلقها يا رجل و إلا ستفسد كل الموجود فيها. رمش عدةَ مراتٍ مستعيدًا إدراكه لما حوله ثم أغلق الثلاجة، كان وايت يستمع إلى المياه المنسابة من الصنبور فلم يفهم ما يفعله .. ما يزال يصارع فكرة إخبارهِ من عدمها. سيكون من الأفضل أن لا يعرف .. لربما برايلين يمتلك شيئًا ما تجاه لورين إلا أنه أغبى من أن يدرك ذلك الآن؟ سيكون فعلًا أمرًا مزعجًا له إن كان كل ما يتذكره حين ينظر إلى وجهها هو تلك المشاعر اللحظية البلهاء لصديقه الأبله .. نعم .. لن يخبره .. سينسى ذلك على أية حال.
Показать все...
- كيلي، اصعدي إلى غرفتكِ حالًا! هتفت لورين بصرامةٍ شديدةٍ حيث أن الموقف لم يحتمل أقل من ذلك، رئيس عصابة الأوغاد تلك قد دخل إلى متجرها وحيدًا .. لن يكون هذا مطمئنًا لأي سيدةٍ عادية! لبّت كيلي نداء والدتها فنهضت و أطاعتها مباشرةً دون أن تنبس ببنت شفة، حمدت الرب لأن لديها ابنةً ذكيةً مثلها. رمقت هذا الداخل بنظرةٍ فاحصةٍ كما لو أنها تراه لأول مرة، بشرةٌ قد لفحها الشمس قليلًا مكسبةً إياه سمرةً تكاد تكون ملحوظة، أعينهُ التي صُبِغت بالبني و الحاملة لنظرةٍ خبيثة أرعدت فرائصها لبرهةٍ إلا أنها سيطرت على كل جزءٍ فيها و هي تتأمله أثناء اقترابه من الكرسي المجاور لطاولة الشاي خاصتها. جلس بهدوءٍ و من ثم نظر إليها مع ابتسامةٍ ضئيلة كان الهدف منها إشعارها ببعض الراحة إلا أنها فشلت في مهمتها حيث أن ملامح لورين قد فضحت عدم ارتياحها لكل ما يحدث، أُعِجب بقدرتها على ضبط الخوف الذي جعل يدها ترتعش للحظةٍ تمكن من لمحها قبل أن تقبض عليها بشدة. بادرت هيَ بالحديث كي تُخلِّص الموقف من ذلك الصمت البارد الذي كان سيُطِيل من فترة مكوثه هنا : عفوًا؟  أسند ذراعه الأيمن على الطاولة المجاورةِ له كي يتكئ بشكلٍ جيدٍ و هو ينظر إليها ليكرر ما سبق و أدلى به : أنها هنا من أجل صفقة .. ألا تريدين سماعها؟ - و هل لدي الخيار لأرفض؟ نبست بإجابتها و هي تضع الإصيص الذي كان بحوزتها جانبًا بينما تحافظ على مقصها في يدها .. الوضع ضدها مئة في المئة أثناء هذه اللحظة .. هي وحيدةٌ في هذا المكان و لا أحد سيأتي قريبًا فالجميع متواجدون في أعمالهم .. يستطيع أن يفعل ما يحلو له إن أراد ذلك، لكن إن حانت تلك اللحظة فهي لن تستسلم بسهولة و حسب. أظهر ابتسامةً تدل على إعجابهِ بمنطق جوابها و رد عليها بهدف طمأنتها : إجابةٌ ذكية، مع تلك الملامح و هذهِ النبرة كنتِ لتنفعي كممثلةِ في مكانٍ ما .. أسبق و أخبركِ أحدهم أنكِ جميلة؟ قلبت عينيها باستياءٍ واضح و هي تهمهم كي لا يسمعها : هذا الحديث السخيف مجددًا، نظرت إليه مرةً أخرى بعد أجزاءٍ من الثانية بأعينٍ تتطاير منها الثقة، نطقت بثباتٍ مخفيةً رعشتها الداخلية : أتذكر بوضوحٍ أن الوقت المتبقي لي هو شهر .. هل انتهى أم ماذا؟ كن واضحًا من فضلك. مال برأسهِ قليلًا إلى جانبه الأيسر ليقول مع ابتسامةٍ مجنونةٍ جعلت أطرافها تتجمد للحظة : أنا هنا .. لأنالكِ أيتها الجميلة. كبحت أي رد فعلٍ خارجيٍ قد يوضح عباءة الفزع التي ألقيت عليها إلا أنها تراجعت إلى الخلف خطوةً بعد أن عجزت عن السيطرة على نبضات قلبها التي انتفضت للحظةٍ و تداخلت بشكلٍ مؤلمٍ لها. رمقته بنظرةِ شكٍ توضح أفكارها بشكلٍ بحت، تابع هو الحديث قبل أن تعبر هي عن ما جال في بالها : قبل أن تلوحي بمقصكِ اللطيف هذا فأنا أقترح عليكِ الاستماع لتتمةِ كلامي، إن كنتِ ظننتِ أنني أقصد امرًا آخر لكنت فعلت ذلك منذ زمن .. ما أريده أكثر إمتاعًا. لم ترُق لها النبرةُ التي نطق بها كل تلك الجمل بلسانهِ القذر إلا أنها لم تؤمن بكونها قادةً على طردهِ من المكان بسهولة، و بسبب كومة المعطيات هذه فقد قررت مجاراتهُ لترى إن كان سيصل إلى شيءٍ يهمها أم لا. عباءة الصلابةِ المهترئة التي حاولت ارتداءها كانت تروق لهُ جدًا، إنه يفهم الآن سبب اختيار جرايدُن لها و متابعته لها من وقتٍ لآخر .. لديها تلك التعابير المسلية فعلًا. حاول أن يظهر نبرةً محببةً قدر الإمكان فخاطبها و هو يلوح بيديهِ في الهواء كدلالةٍ على انزعاجه : هل ستتركينني أتحدث دون كوبٍ من الشاي؟ أعني أين هي أخلاقكِ؟ هذا لن يرضيَ زوجكِ المحبوب أبدًا. تمكن من إفساد طلبهِ بنجاحٍ عندما انسلّت تلك الجملة من بين شفتيه حاملةً أكبر قدرٍ ممكنٍ من الاستهزاء و السخرية الخبيثة. ما يزال ذكر اسمه يجلعها ترتعد بشكلٍ خارجٍ عن سيطرتها رغم أنها كانت تتدرب على عدم التأثر به، لكن قوله كل ذلك و بتلك اللكنة المخيفة فقد سمح للرعب بأن يغرز مخالبه في قلبها للحظة .. ما الذي ينوي عليه هذا الجالس أمامها يا ترى؟ ردت عليهِ أخيرًا بكبرياءٍ تشبثت بهِ بعنف رغم الزوابع التي نشأت داخلها خلال دقائق قليلة : نفِد الشاي .. هل أتيت لإضاعة وقتي أم ماذا؟ هي أرادت التخلص منه بأسرع وقتٍ ممكن فالوضع لم يعد مريحًا أبدًا، ردها الوقح ذاك جعله يُبرِز ابتسامةً أكثر مكرًا أثناء حديثه : هل هكذا تتحدثين إلى من يريد تخليصكِ من جرايدُن اللعين؟ هذه المرة أخفقت في إخفاء ملامح الدهشة التي استحلّت وجهها فجأة بعدما ما قاله، يُخلصها منه؟ كيف؟ لكن السؤال الذي اعتلى المقام الأول كان .. لماذا؟ أحس بنجاحهِ في اجتذاب انتباهها إليهِ فأردف قائلًا بنبرةٍ لها مغزى غير واضح : أما زلتِ غير راغبةٍ في إعداد بعض الشاي؟ لدينا حديثٌ طويلٌ لنخوضه! ___ - إنها مجنونةٌ كليًا. همس برايلين بتلك الجملة عدة مراتٍ منذ أن دخلت فولڨيا ساحة القصة التي كان يرويها وايت.
Показать все...
Выберите другой тариф

Ваш текущий тарифный план позволяет посмотреть аналитику только 5 каналов. Чтобы получить больше, выберите другой план.