الدفاع عن الحوزة العلمية

🔴خلال الفترة المقبلة، أتوقّع هجمةً شديدةً على التشيّع، وستتعدّى أطوارها إلى حد توسعة الإساءة إلى أهل البيت (عليهم السلام)، وفي هذه الأيّام يُلحظ نشاط ناصبيّ في الشبكة العنكبوتية يتعمّد الإساءة إلى أهل البيت صلوات الله عليهم، إلى حدّ أنّ سلفياً مثل د. سامي عامري كتب عن ملاحظته لبروز شيء من هذا القبيل. وفي المقام، أشير إلى عدة ملاحظات: أوّلاً: إن الهجمة الناصبيّة لن تتنافى مع الميول العلمانية الإلحادية التي تُشاع في الخليج العربيّ، فلن تكون منطلقات النصب سلفيّة وهّابيّة فقط، بل هذا المشروع يتقاطع مع المناهج العلمانية ”التنويرية“، وقد رأينا فيمن يدعي التنوير نصباً لا يختلف عن نصب بعض السلفيّة. ثانياً: لهذه الظاهرة أسباب مختلفة، ومنها أسباب سياسية تتعلّق بالحرب القائمة، حيث إن حرب غزّة بدأت تفضح كثيراً من الأعراب، وبعبارة أوضح: إنّ ما يفعله ذلك الحزب اللبنانيّ يحرج القوم ويكشف عن سوآتهم، ولقد سيئت وجوه الذين كفروا بعد ما رأوا ما فعله بشمال فلسطين. والذي قضّ مضاجع القوم - ومنهم فيصل القاسم - أنّ جهود الحزب اللبنانيّ لها تأثير كبير في تليين وتغيير مواقف كثيرٍ ممّن انجرفوا بعيداً عن تأييد المقاومة بسبب أحداث سوريا، ومن يتابع كتابات بعض الفلسطينيين بالأخصّ يدرك أثر هذه الأحداث في كشف الحقائق وتغيير المواقف. ولقد حاولوا في بدء الأمر أن يشوهوا عمل الحزب ويقللوا من شأنه بالاستهزاء بـ«ضرب العواميد»، وفشلوا، فكما أنّ الشمس لا تغطّى بغربال، فنيران الجليل أكبر من أن يُغطّى عليها. وإجمالاً: القرار بتشويه التشيّع وإظهار النصب بشكل أوسع دائرة لن يكون فردياً، بل ستديره حكومات ومؤسسات فاعلة في هذا المجال، وذلك ردّاً على ما ألقاه عمل الحزب اللبناني من أعباء على كاهلهم، حيث فضحهم وأدار دائرة السوء عليهم، ومحاولة منهم لإيقاف تآكل الرأي العام الذي حاولوا صناعته عبر ثورة المخابرات الأمريكية في سوريا منذ 2011. ولمزيد من البيان أقول: إنّ الجهود الناصبية ستعمل على فتنة المسلمين عبر تشويه التشيع لتفرقة صفوفٍ من الأمة الإسلامية قد اتحدت في مسار صحيح بشكل عملي لأول مرة منذ عقود بشكل لا سابقة له، حيث إن معركة طوفان الأقصى هي أوّل معركة تشترك فيها عدة جبهات من دول مختلفة، وتشترك فيها الأمة الإسلامية من السنة والشيعة والزيديّة، في مواجهة طويلة مع الكيان الغاصب، وهذا ما سينقل المقاومة إلى جهات تقدّم وتطوّر على حساب الهيمنة الأمريكية في المنطقة إن شاء الله، ولذلك سيحاول العدو أن يلعب بأوراق طائفية. ثالثاً: إذا اتّضح ما تقدم، فليُعلَم أنّ الظروف القادمة تحمل تكاليف جسيمة، فعلينا أن نعدّ أنفسنا لنؤدي وظائفنا تجاه الإسلام وسيرة أهل البيت (عليهم السلام)، ولتكن منابرنا في شهر المحرم الحرام - وقد اقترب أوانه - منابر العلم والمعرفة والبصيرة الحاذقة الماهرة التي لا تهجم عليها اللوابس، وأن نسعى بقدر الإمكان لامتثال توصيات المرجعية بشأن المنبر، وأن نذود عنه الغلاة وأصحاب الأساطير، وأن نُقدّم أهل العلم والفضيلة على من سواهم لنظهر صورة تليق بالتشيع. كما علينا أن لا ننجرّ إلى لغةٍ لا تناسب التشيع بذريعة الدفاع عن أهل البيت عليهم السلام، بل نكون - إن شاء الله - ظاهراً وباطناً عاملين بتعاليم العترة الطاهرة، والله ولي الصالحين. من قناة مصباح الهداية https://t.me/mesbah_qom/1143

🔴لن تسعوا الناس بأموالكم: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا بني عبد المطلب إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فألقوهم بطلاقة الوجه وحسن البشر. • المصدر وسائل الشيعة ج ١٢ ص ١٦١

🔴صفحات السفارات: في الوقت الذي يستذكر الناس هذه الأيام تضحيات الأبطال في الحشد الشعبي لتحرير البلاد من داعش صنيعة امريكا تروج صفحات السفارات هذه المنشورات التي تحرض الناس ضد أبطالنا المحررين!

لنعتاد على ذكر صاحب الزمان في كل يوم وفي كل لحظات حياتنا وخصوصا في شهر رمضان وعند الافطار .

🔴هل سيصدقني الناس؟! من الصفات الواجب توفرها في الأنبياء أن يكونوا معروفين بالصدق عند قومهم، ومن هنا كان النبي (صلى الله عليه وآله) يعرف بالصادق الأمين ولم يزل أهل مكة يودعون عنده أموالهم حتى بعد إعلان نبوته وإعلانهم عداوته! روي أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) في بداية بعثته صعد على الصفا فنادى: (يا صباحاه، فقالوا: من هذا الذي يهتف؟ قالوا: محمد! فاجتمعوا إليه، فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولاً لينظر ما هو، فجاء أبو لهب وقريش! فقال: أرأيتكم لو أخبرتكم ان خيلاً بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي؟ قالوا: نعم، ما جربنا عليك إلا صدقًا، قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد) [صحيح البخاري ج ٦ ص ١٧]. فأوّل حجة احتج بها النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) على أهل مكة صفة الصدق التي هي من أبرز صفاته الأمر الذي يدعو لقبول دعوته للنبوة ابتداءً والنظر في أدلته الإعجازية ثانيًا حتى يستوثقوا من صحة نبوته صلى الله عليه وآله. وبعد كل هذا الاعتماد على خصلة الصدق تعرف ضعف هذا الحديث المكذوب الذي انتشر مؤخرًا من كون النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) كان مترددًا ويتسائل: هل سيصدقني الناس؟!

🔴ترك السب: عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن رجلاً من تميم أتى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: أوصني، فكان فيما أوصاه أن قال: لا تسبوا الناس فتكسبوا العداوة لهم. • المصدر وسائل الشيعة ج ١٢ ص ٢٩٧

🔴مدارس الحملة الإيمانية! يعلم الله تعالى أني حين أرى بعضهم بهذا المستوى من سوء الخلق وهم يدعون أنهم تربوا على أيدي طلبة العلم ورجال الحوزة العلمية فلا أحزن على نفسي، بل عليهم أن تصل بهم الأحقاد إلى التكلم بهذه الألفاظ والتهم! كما أنه من المتوقع من الأخ الشروگي أن يصاب بظاهرة (حب المعدان) التي تكلمت عنها في منشور سابق، ولكن إذا كان من يضيف إلى اسمه (د.) وهو يشتم شخصًا لا يعرفه بهذا الأسلوب، فهذه (د.) لا قيمة لها.

🔴حب المعدان في الأدب الشعبي والواقع: يضرب المثل في الأشعار والأمثال الشعبية بـ(حب المعدان) ويقصدون منه الحب المبالغ فيه وبالطبع لم يكن ذلك عبثيًا، بل هو يشير إلى ظاهرة بارزة عند (المعدان) تجعلهم مضرب الأمثال في الحب المبالغ فيه. ومن أمثلة الحب عند (المعدان) أن حبهم المبالغ فيه يدخلهم في حروب كثيرة من أجل محبوبهم وبسبب عدم اتزان حبهم تراهم يعبرون عن حبهم ومشاعرهم بذم الآخر! هذه الحالة (الحب المعيدي) موجود في العراق كما هو واضح ويتردد ضرب المثل عادة في هذا الحب في الكثير من الأشعار كالشعر المرفق وقول الشاعر الشعبي الآخر: معدان بعشكنه وشوكنه خبالات وطبع بينه النحبه نخضــر بعينه وكذلك ليست من مختصات العراق، بل لعلها حالة عامة لدى جميع الشعوب، وقرأت في كتاب الشيخ أبي المجد الأصفهاني وهو ينقل عبارة العالم الغربي (باستور) وأن علمه لم يجعله ملحدًا، بل قال: (اعلم أن دروسي بدلاً من أن تزعزع اعتقادي جعلتني في إيماني #كالفلاح_البريطاني) [نقد فلسفة دارون ص ١٥٢]. وجاء في هامش الكتاب في توضيح هذا المثل: (مثل فرنساوي يضرب لشدّة الاستمساك) تمامًا كما يتمسك (المعيدي) بمن يحبه تمسكًا شديدًا، وكما يذكر في المثل الشعبي: (معيدي وچلب بخرخاشة) الذي يضرب في المبالغة في الأمور! وبالطبع لست أقصد من هذا الكلام فئة معينة من المجتمع، وإنما أقصد ظاهرة عامة نستطيع أن نسميها بـ(حب المعدان) الذي يجر إلى الكثير من المشاكل والبلاءات والتفكك المجتمعي إذا تحول هذا الحب إلى جهة حزبية أو سياسية أو حتى دينية! قبل عدة أيام ذكرت لبعض الإخوة الطلبة أن اتباع فلان وفلان يتقاتلون فيما بينهم ويقطع أحدهم حتى أرحامه حبًا بفلان وفلتان وإذا بمن يتقاتلون من أجلهم (يتصالحون) وتبقى العداوة بين اتباع هذا وذاك! فأجابني هذا السيد الجليل بعبارة مختصرة بأنّ هؤلاء معدان! مع العلم أن صاحب الجواب من الناصرية الفيحاء وفي بيئة زراعية أيضًا، الأمر الذي يؤكد أن المقصود ليس هذه الفئة الطيبة في المجتمع، بل الظاهرة التي يتخلق بها بعضهم من التطرف فيمن يحبون! محل الشاهد: قد تشاهد من يختلف مع بعض المراجع ولكن هذا الخلاف لا يصيره عدوًا أو يجعله مندفعًا في العداوة، بل يجعل معه في كل الأحوال (خط رجعة)، بخلاف المعدان الذين يدخلون في مطاحن ومعارك لإظهار حبهم وولائهم! كما أنه يكفي في تقليدك لمرجع معين أن تعمل برسالته العملية وأوامره الولائية وغيرها من الأمور التي أوجبها الشرع الحنيف أن تكون من صلاحية الفقيه، أما التعدي وجعل مرجعك هو محور الحق والباطل، وتصل في التقديس إلى أن تجعل نعله وشعره وحتى فضلاته مقدسة فهذا من (حب المعدان) وليس من الدين في شيء! وفي الختام اجعل نصب عينيك قول إمام الحقيقة والمتقين علي بن أبي طالب (عليه السلام) إذ يقول: (أحبب حبيبك هونًا ما عسى أن يكون بغيضك يومًا ما، وأبغض بغيضك هونًا ما عسى أن يكون حبيبك يومًا ما) [الجعفريات ص ٢٣٣]. والسلام

🔴يقول لي بعض الأصدقاء: أنا أتأذّى إذا رأيتك تُشكل على آراء السيّد الخمينيّ، وفي الواقع هو غير ملتفت إلى أنّ نقد آراء العالم هو اعتناء به وبآرائه. نحن ننقد ونناقش مرّات عديدة كلّ يوم نظريّات المرحوم الشيخ الآخوند والسيّد الخوئيّ، فهل هذا استنقاص لهم أو اعتناء بهم؟ أيّ عالم إذا لم نذكر اسمه وننقد رأيه يصير اسمه بمرور الأيّام نسيًا منسيًّا..! شخصيًّا، كنتُ أعتني بآراء السيّد الخمينيّ، لكنّني حين لاحظت بعض الحضور في الدرس لا يتحمّلون نقد آرائه اضطررتُ إلى التوقّف عن طرح آرائه.. . . خاطرة مقتبسة من كتاب "جرعه ای از دریا"، للمرجع السيّد الزنجانيّ حفظه الله، ج٣، ص٦٥٤، بترجمة من السيد أمير كاظم العلي غير حَرفية. وقد قال السيد الخميني: (إنّ المقام العلمي لصاحب رأيٍ ما ينبغي أن لا يكون داعيًا إلى التمسّك به والالتزام به مطلقًا، بل لابدّ من أن يوضع الرأي موضع النقد والنظر، ثمّ الدفاع عنه أو الإشكال عليه بما هو التحقيق، بعد أن كان الغرض من الإيراد على فحول العلماء بيان ما هو الحقّ في المسألة، فلا يرد ما قيل من: أنّ الإشكال عليهم يوجب الحطّ من مقامهم) [كتاب البيع ج ١ ص ٤٦].

🔴أنت يعقوبي؟! كل مدة وأخرى يأتي شخص تارة من طلبة العلم وأخرى من عامة الناس يقول لي: (أنت يعقوبي) مع أن من تابع صفحتي وقناتي لا يكاد يجد أي منشور عن الشيخ اليعقوبي فمن أين نسبوني إلى الشيخ اليعقوبي؟! أبرز الاحتمالات لهذه النسبة هو أني لم أشاركهم في حربهم القذرة على الشيخ اليعقوبي ولم أساهم في تسقيطه، بالرغم من أني في فترة المراهقة كنت شديد العداء له لأسباب عاطفية! والاحتمال الآخر لهذه النسبة أن عندي بعض الأصدقاء ممن يقلدون الشيخ وفي نظر هؤلاء ينبغي معاداة كل الناس الذين هم على غير اتجاههم وإلا فأنت منهم... ومن العجيب من هؤلاء أنهم يتغنون بكلمة السيد السيستاني عن المخالفين بأنهم (أنفسنا) ويطلبون مني مقاطعة الأصدقاء الذين يختلفون معهم في التقليد! ومن الحجج التي جعلتني أغير موقفي من الشيخ اليعقوبي من العداء إلى الواقف على التل منها أني كنت أقلد الشيخ الفياض وسألت وكيله السيد العلوي عن مسألة شرعية حول الشيخ اليعقوبي فقال بالحرف الواحد: إن الشيخ اليعقوبي ليس من أهل الضلال! وإذا كان الأمر كذلك فعلى أي أساس افتح ضده حرب شعواء لا هوادة فيها وأخرجه وأخرج كل من يقلده من دائرة الإيمان والعدالة؟!... وبعض الطلبة حاول إقناعي بالمشاركة في حملة تسقيطه وادانته ولكنها حرب لا دينية وغرضها غير شريف! ولما كان الشيخ اليعقوبي غير منحرف ومن أهل الإيمان والصلاح ترى حربهم ضده أكثر من حربهم على غيره؛ لأن الشخص كلما كان سليمًا وليس له زلات عقائدية ودينية خافوا أن يتأثر الناس بهم ويكتشفون فساد حربهم ضده! والخلاصة: أنا لست من مقلدي الشيخ اليعقوبي ولا من اتباعه كما لن أشارك في أي كلمة ضده إرضاء لفلان وعلان... وأعلم أن (وجوه الگباحة) سوف يقيمون حربًا ضدي لهذه الكلمة، ولكني أعتبرها كلمة لله تعالى... والسلام