إكليل وديم

بَينَ الشَقيقَةِ فَاللِوى فَالأَجرَعِ دِمَنٌ حُبِسنَ عَلى الرِياحِ الأَربَعِ فَكَأَنَّما ضَمِنَت مَعالِمُها الَّذي ضَمِنَتهُ أَحشاءُ المُحِبِّ الموجَعِ لَو أَنَّ أَنواءَ السَحابِ تُطيعُني لَشَفى الرَبيعُ غَليلَ تِلكَ الأَربُعِ ما أَحسَنَ الأَيّامَ إِلّا أَنَّها يا صاحِبَيَّ إِذا مَضَت لَم تَرجِعِ كانوا جَميعاً ثُمَّ فَرَّقَ بَينَهُم بَينٌ كَتَقويضِ الجَهامِ المُقلِعِ مِن واقِفٍ في الهَجرِ لَيسَ بِواقِفٍ وَمُوَدِّعٍ بِالبَينِ غَيرِ مُوَدِّعِ وَوَراءَهُم صُعَداءُ أَنفاسٍ إِذا ذُكِرَ الفِراقُ أَقَمنَ عوجَ الأَضلُعِ -البحتري

الخَيرُ خَيرٌ وَإِن طالَ الزَّمانُ بِهِ وَالشَّرُّ أَخبَثُ ما أَوعَيتَ مِن زاد - طرفة بن العبد

كأنَّها الشمسُ يُعيي كفَّ قابضِهِ شعاعُها، ويراهُ الطرفُ مُقتربا - المتنبي

أَلا لَيْت شعري هَل إِلى أم معمر سبيل ‌فَأما ‌الصَّبْر ‌عنها فلا صبرا ابن ميادة

والمعاني بالنصوصِ تخرجُ روايةً عن قلوبِ كاتبيها، فتعالُجها بأنفسهم مدى بلوغها من أنفس القرّاء، ونكايتها بهم طرَبٌ يتراقصُ بقلوبِ قرّائهم، وهكذا هي الكلمات تصدرُ من قلوبٍ شتّى وتستلقفها قلوبٌ شتّى، والويلُ ربيبَ القارئ إن لم يحذر لذائقته، حينما يُعطبُ ذوقهُ فيزري بفكرهِ ويسفل، فيرى الغثّ سمين، والسّمين غث، فيتخبط في ساقطِ التراكيب ويراها بليغة، وتَعميهِ ذائقتهُ المهترئة عن الكلام الجيد الحسن، ولا أعجب أن يناقشني من يصعُب عليه كلام ابن المقفعِ والجاحظِ وغيرهما من أدباء التراثِ العربي، لكنّي أعجب لمن يصرحُ لي أنه يريد التعلم ولا يحب البحث، فأيّ علمٍ بدون بحث؟ وكيف بالله يفهم؟ ومتى بالله يعرف؟ -نايف الهذلي

إِنَّ الحَبيبَ الَّذي هامَ الفُؤادُ بِهِ يَنامُ عَن طولِ لَيلٍ أَنتَ ساهِرُهُ - أبو فراس الحمداني

وأجزعُ عليكِ إذا تحسستُ الألم بنفسي وقاسيتهُ بوجداني وعشتهُ واقعًا بكلّ ما حولي، كيف لتلك البريئة تحمّلُ هذه الأعباء المُضنية التي أثقلت خطوتي وصيّرتي شارد الفِكر كسير؟ وأتجنبُ الكثيرَ من معاركِ الحياة البائسة لا لنفسي ولا طمعًا إلّا في سلامك وهدوءك، ولكن أينَ المفر؟ -نايف الهذلي