.

َ وتفرح‏ بالقرآن لأنه الكتاب الذي يخبرك بأجورِ الذين تغلَّبوا على كل العوائق والعوارض، وتنافسوا في عمل الصالحات، ففي كل يومٍ عملٌ مصالح يزيدهم قُربًا وفضلًا وأجرًا ! - في ختمتك القادمة للقرآن، حاوِل أن تتوقف أمام كل آيةٍ تُخبِرُ عن الذين آمنوا وعملوا الصالحات، وشاهِدْ حجم الأجورِ المذهلة التي تنالهم.. - تأمّل الآيات التي تُخبر بالسَّكينةِ الهائلة التي تغشاهم.. - والجنانِ العالية التي أعدَّها الله لهم .. انه أول بشرَى تقع عليها عينُك وأنت تقرأ القرآن هي للذين آمنوا وعملوا الصالحات .. ثم تهطل العطايا.. نعيمُ الدنيا.. محوُ الخطايا.. ثواب الآخرة.. سعادة الحياة.. دخول الجنان.. الخلود في الفردوس الأعلى.. كلُّ ذلك للذين آمنوا وعملوا الصالحات.. وما أكثر الصالحات!

«وإنّ اللهَ على نصرِهم لَقدير»، آمِن، والزمِ الدّعاء، تدبَّر في كوامنِك آيات النّصر. متى؟ «ألا إنّ نصرَ الله قريب».. والمواساة؟ «بلْ أحياءٌ ولكن لا تَشعرون» .

❤️‍🩹.

َ من لُطف الله بالأمّة الإسلاميّة أن بعث بها أفرادًا يتألَّمون لكلّ حدثٍ يقع من أحداثها شرقًا ومغربًا لأنّهم يعرفون أنّ الإسلام أمّةٌ واحدةٌ، وأنّ الحواجز السّياسيّة حواجزُ مصطنَعَةٌ في  دينٍ يقول تنزيلُه : (إنّما المؤمنون إخوة) فالواحدُ من هؤلاء الكرام يظلّ مؤرَّق الجفن لحادثٍ سيّءٍ يسمعه عن أخيه؛ لأنّ حميّة  الإسلام تجعل المسلمين جميعًا بمثابة العضو الواحد .🌼🤍

َ جعل الله الأمل أُفقًا يُطلّ على البائسين، كُلما أحاط بِهم اليأسُ وظنّوا ألّا مناص ،منظرًا يُبدّد صور البؤس التي تراكمت على أعينهم، ومنفذًا للنُور في ليالٍ داجية ظنُوا ألّا فجر يتبعُها. لولا الأمل ما ظلّ البائسون على عتبات الزّمن، مُتكئين على الصّبر، يرتقبُون فجرًا جديدًا!🌼🤍

َ علّمني يارب .. أن  أعيدَ بناء نفسي التي ضاعت في مُهلكاتِ الحياة ؛ وأنّها مادامت صالحةٌ للعبادة ستبرأُ كل الجروح .. علّمني أن أصبر على ما لم أُحِط به خُبراً؛ وألّا أطأ الخُطوة قبل أن تهتدي بصيرتي ويستقرّ قلبي، وأن أرى الأشياء كما هي فلا تزيّنن لي نفسي بها خديعةً ولا ظنّاً .. علّمني الرِفق بنفسي فلا أشتّد عليها قسوةً، واللومةَ إذا تماديتُ فلا أتيهُ في عثراتي غرقاً وعلّمني ألّا أعيب خلقك ولا أن أذمّ خُلقاً فأُبتلى به ولا تستطيعُ نفسي عليه احتمالاً ولا صبراً .. علّمني الحبّ خالصاً لكونِه، أن أحبّ لكوني أريد الحبّ يغمُر قلبي لا لأنتظر مردوداً ولم أنله سأماً .. علّمني أن أصْدُق قولي ولا يتخبطنّ فعلي، فأصبحُ مهتدياً لا أضلُّ سبيلاً ولا رهقاً .. علّمني أن أرى أصغر النعم أعظمها وأن أحيا عليها دهراً إذا ما أُرِّقتُ فقداً أو عانيتُ كرباً. علّمني تمامَ الرِضا، تمامَه لا بعضَه، وباطنه لا ظاهره، أن يَرضى قلبي ويتمّم على شأنه لساني فلا أنتقصُ منه قدْراً .. وارضِني ياربّ .. إنّي طامِعٌ في فضلِك وآوٍ إلى رُكنك ومتيقنٌ ألّا سبيل لي في النجاة سوى أن يشملني لُطفك .🪴🕊

َ "مجدّدًا، آتيكَ بثقلِ العالمِ كلّه يارب.. بيقينِ الخير بعد كلّ هذا الخراب، بيقينِ الطمأنينة بعد كلّ هذا الخوف، آتيكَ بقلبي الذي تلاشى لكثرةِ ما حُطِّم وكُسِر، بقحطِ الذي لا يرويه سوى رحمتكَ أنت .. يعُزّيني أنكَ الشاهد على كلّ ما عِشت،أنك الرحيم الذي لا يملّ حديثي كلّ يوم، الرحيمُ الذي يهوّن عليّ قلقي الدائم بشكلٍ مُستمر .. الرحيم الذي يغفر لي خطيئاتي .. أعود بذاكرتي الآن لأيامي الماضية تعتريني الرغبة بنوبة بكاءٍ طويلة تستمر لساعات وساعات وتنتهي بنومٍ لعدّة أيام، تصعقني القدرة التي تمنحنا إيّاها على هضمِ الكمّ الهائل من الألم .. أتذكّر الليالي التي لازالت لا يتبعها صباح، الليالي التي تستمرُ هكذا لأيّام وأشهر دون أي شيء يشي بشمسِ يومٍ جديد، أتذكّر التخبط، نوبات الحنين والولع والعجز، البحث عن جوابٍ يُشفي النيران المستعرّة داخلي، الظلام، الشقيقة، الأربعة جدران .. محاولات النظر للسماء، للطبيعة، لأيّ شيءٍ يُثبت أنه بإمكان قلبي الشعور من جديد، بإمكانه أن يبقى نَظِرًا، مِعطاءًا، وفيرًا، بإمكانه أن يحيا من جديد .. أتذكّر ألطافكَ في كلّ مرةٍ أوشك بها أن أفقِد عقلي بالكامل، ألطافك التي تحتضنُ روحي كلّ مرّة بطريقةٍ أتعجّب منها وأُحبّها .. لا أحد يعلمُ ما في هذا القلب من يباسٍ يارب لكنّك أنت تعلمُ وتشعرُ وتُبصر، أرجوكَ بأن تُعيد قلبي خصبًا، بأن تُلقي على روحي لطفك، وعلى عيوني بصيرتك، وعلى قلقي أمانك .. آتيكَ بثقلِ العالم كلّه يارب.. لا أريدُ أيّ شيء، أريدُ رحمتك" .🤍

--