مجتبى قصير

رُوي عن رسول الله صلّى الله عليه وآله: «أيّها الناس، إنّما هلك الذين من قبلكم أنّهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحدّ». ----- وحدة المعايير في الحكم على الناس، وفي إتاحة الفرص للناس، والمساواة في ذلك بين الكبير والصغير، وبين ابن الكبير وابن الصغير، وبين صاحب العلاقات والمقطوع من شجرة، وعدم التمييز بين الأفراد إلّا على أساس التقوى والمؤهّلات.. هو ما جاء به محمّد بن عبد الله صلّى الله عليه وآله. وما عدا هذا خللٌ وانحرافٌ ينبغي إصلاحه. https://t.me/mjtaba_ksr

بعد معركة صفّين تحدّث أمير المؤمنين عليه السلام عن إخوانه الذين سُفكت دماؤهم، عن عمّارٍ وابن التيّهان وخزيمة بن ثابتٍ ذي الشهادتين وغيرهم، تحدّث عنهم وبكى بكاءً شديدًا.. أمّا حديثه فأنّهم بشهادتهم قد نجوا من كدورة الدنيا وغصصها ومصائبها ومصاعبها، ووصلوا إلى الله فوفّاهم أجورهم وأحلّهم دار الأمن بعد خوفهم. فلم تضرّهم الشهادة شيئًا بل كانت فوزًا عظيمًا. وأمّا بكاؤه عليه السلام فلفقده إخوانه وقلّة من بقي بأوصافهم في معسكره. ------ وشبابنا وقادتنا اليوم كأولئك الأصحاب: "تلَوا القرآن فأحكموه، وتدبّروا الفرض فأقاموه، أحيَوا السنّة وأماتوا البدعة. دُعُوا للجهاد فأجابوا، ووثقوا بالقائد فاتّبعوه..". فحقّ لهم أن يرتاحوا بعد طول عناءٍ وأن ينالوا أجورهم من ربّهم بعد عمرٍ أفنوه بالسعي الدؤوب. فهنيئًا هنيئًا لهم. لكنّ قائدنا لن يبكي ولن يتحسّر، وفي معسكره ألف عمّارٍ وألف أبي نعمةٍ، ومئة ألف سيفٍ قد تعاقد أصحابها على المنيّة تحت راية الولاية.. هنيئًا لك يا عزيز أمّة حزب الله 💛 https://t.me/mjtaba_ksr

المسألة لم تكن في الهدهد، بل في صاحبه الذي كان يكتب ويقول ويفعل "بسم الله". قيمة الهدهد أن طوّعه سليمان ليكون جنديًّا من جنود التوحيد، يسافر ويستطلع في سبيل الله، ويجلب خبايا أهل الشرك والطواغيت ليكون عمله فاتحة هدم عروشهم. وهدهدنا كذلك، قيمته ليست في تقنيّته وتطوّرها ولا قدرته على الاختراق والتصوير، قيمته في {إِنَّهُۥ مِن سُلَیۡمَـٰنَ وَإِنَّهُۥ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ}. في أنّ اليد التي صنعت والتي أطلقت وجمعت، لم ترد إلّا أن يُعبد الله وحده في الأرض، وأن ترغم أنوف المستكبرين الظالمين. وَٱللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِۦ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡكَـٰفِرُونَ.. https://t.me/mjtaba_ksr

لا خير في مسيرةٍ يستشهد عناصرها، ويبقى قادتها ومسؤولوها بأمانٍ. لا خير في مسيرةٍ يعيش عناصرها التعب والتهديد ومواجهة المخاطر، ويعيش قادتها الرفاهيّة والتنعّم وراحة البال والأمن من التهديد. حينما يستشهد قادة الصفّ الأوّل، وحينما يكون المسؤولون مهدّدين وملاحقين في كلّ لحظةٍ، من الأمين العامّ إلى غيره، فهذا وسام شرفٍ على صدر المسيرة وعلامةٌ على أنّها بخيرٍ وعافيةٍ. شهادة القادة لا تكسر الحركات الإلهيّة، بل تعزّزها وتشدّ عزيمة أفرادها وتستجلب لها من الله تعالى مزيدًا من النصرة والتأييد والتسديد. وعلى المستوى الشخصيّ: لا بدّ أن نحزن ونبكي ونتحسّر، إذا مضى هؤلاء الذين أفنوا حياتهم في الميادين دون أن ينالوا وسام الشهادة. فالحمد لله الذي أكرم عبده ولم يحرمه الشرف العظيم.. ❤️ https://t.me/mjtaba_ksr

من كان يتابع مواقع التواصل والصحف والمنابر في إيران، يعلم أنّ السيّد إبراهيم رئيسي مع كلّ الجهود التي كان يبذلها لخدمة الناس، ومع الإنجازات والأعمال المهمّة التي قامت بها حكومته في فترةٍ قصيرةٍ، كان يتعرّض لمقدارٍ كبيرٍ من الافتراءات والتهم والانتقادات الظالمة، وكان الكلام الجارح والاتّهام لا يقتصر عليه بل يطال حتّى عائلته والمقرّبين منه. ولذا تجد اليوم في كثيرٍ من شعارات النعي التي رُدّدت في التشييع، تشبيه السيّد رئيسي بالشهيد بهشتي، الذي طالته نفس المظلوميّة في حياته. كان رئيسي يقول: "إذا كانت مشكلات الناس تُحلّ بإهانتي فلا مانع"! لم يهتمّ السيّد رئيسي بهذه الأمور، كان همّه في مكانٍ آخر يتجاوز شخصه ومصالحه وحتّى سمعته. وهذا الإخلاص كان من أسباب توفيقه ونجاحه. في هذين اليومين، عندما خرجت الجماهير إلى الشارع لتعبّر عن حزنها على رئيسها ومحبّتها له، تجلّت القاعدة القرآنيّة الإلهيّة: أنّ قلوب الناس بيد الله، وأنّ {ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ سَیَجۡعَلُ لَهُمُ ٱلرَّحۡمَـٰنُ وُدࣰّا}، وأنّ جهود المضلّين كالزبد لا قيمة له ولا استقرار. https://t.me/mjtaba_ksr

الإمام القائد الخامنئيّ دام ظلّه للرئيس نبيه برّي: لقد فقدنا شخصًا مميّزًا، وهذا أمرٌ صعبٌ علينا. ولكنّنا دائمًا ما استفدنا في السنوات الماضية من هذه الحوادث الصعبة من أجل توليد الفرص، وهذه القضيّة ستكون كذلك. بحمد الله، شعبنا شعبٌ ثابت القدم وواعٍ، وقد رأيتم أيّة حركةٍ قام بها في هذه الحادثة. ثقتنا بالله كبيرةٌ، وتوكّلنا عليه عظيمٌ جدًّا. وإن شاء الله نعلم أنّ شعب إيران سوف يستفيد من هذه الحادثة ويناله منها النفع. https://t.me/mjtaba_ksr

يومٌ كيوم القاسم في طهران.. هذه إيران الوفاء والولاء، والشعب الحيّ الحرّ الثابت على نهج الثورة وخطّ الشهداء ❤️

قبل ١١ يومًا فقط، زار السيّد إبراهيم رئيسي مدينة قم، حاملًا على كتفيه عبء خدمة الناس ومتابعة حاجاتهم وشؤونهم، وتشرّف بزيارة السيّدة فاطمة المعصومة سلام الله عليها. واليوم عاد إلى المدينة، محمولًا على أكتاف الناس الذين كان قبل أيّامٍ في خدمتهم، وعاد إلى مولاته المعصومة لا بعنوان رئيسٍ وخادمٍ، بل بعنوان شهيدٍ.. https://t.me/mjtaba_ksr

لم يهدأ السيّد إبراهيم رئيس‌الساداتي (المعروف بإبراهيم رئيسي) منذ أربعين عامًا، أفنى عمره في خدمة الإسلام والجمهوريّة وشعبها. منذ أيّام الجبهة، إلى المراكز المختلفة في الدولة، إلى العتبة الرضويّة، إلى القوّة القضائيّة ومكافحة الفساد، إلى رئاسة الجمهوريّة. الرئيس الذي سمّى حكومته "حكومة الشعب"، والذي ذكّر المسؤولين مرارًا أنّ وظيفته وإيّاهم هي خدمة الناس، كان قوله مطابقًا لفعله. لم يجلس في مكتبه في طهران، ٤٧ وأربعون سفرًا داخليًّا لمتابعة أوضاع الناس عن كثبٍ وافتتاح المشاريع واللقاء مع أفراد الشعب واستماع الشكاوى والملاحظات. أبلى بلاءً عظيمًا في الإدارة والاقتصاد ودعم المشاريع الخاصّة وغيرها. في لقاء الإمام الخامنئيّ دام ظلّه مع حكومة السيّد رئيسي قبل أشهر، قال إنّه كان يقدّم الدعم لكلّ الحكومات على اختلافها، أمّا هذه الحكومة فإنّه يقدّرها ويشيد بها ويثني عليها، بسبب الإنجازات التي حقّقتها حتّى الآن. هذا الرئيس، الخادم المخلص للإسلام وأهله، استحقّ بجدارةٍ أن يختم حياته بالشهادة. ووفّقه الله أن يقدّم روحه في طريق أداء التكليف والعمل من أجل المستضعفين، ليلتحق ببهشتي ومطهّري ورجائي وباهنر والقاسم والرفاق السابقين. ستبقى راية الجمهوريّة عزيزةً خفّاقةً بإذن الله، ولن يهتزّ هذا البناء العظيم الذي أسّسه الخمينيّ ويقوده الخامنئيّ، برعاية صاحب العصر والزمان عجّل الله تعالى فرجه.. وبحسب التعبير الإيرانيّ: "این کشور صاحب دارد" (هذا البلد له صاحبٌ) ❤️