cookie

Мы используем файлы cookie для улучшения сервиса. Нажав кнопку «Принять все», вы соглашаетесь с использованием cookies.

avatar

قناة مَسَار | محمود أبو عادي

أشارك هنا تحليلات شخصية من علم النفس والتحليل النفسي وعلم الاجتماع الثقافي والنقدي | هذه القناة هي محاولة لتأسيس أرضية معرفية لفهم الذات في العالَم المعاصر وتجريدها من هيمنة خطابات شائعة تُرهِق الذات بأعباء متوهّمة واستدخال مفاهيم التزكية والتربية الروحية

Больше
Рекламные посты
15 263
Подписчики
-424 часа
+367 дней
+64530 дней

Загрузка данных...

Прирост подписчиков

Загрузка данных...

منذ قرابة شهر تقريبًا، نشر حساب (وحدة العمليات النفسية) المُسمّاة بالوحدة الرابعة في الجيش الأمريكيّ 4th Psychological Operations Group أقول، نشرت هذه الوحدة مقطعًا مرئيًا ضمن سلسلة مقاطع استعراضية حول تفوّق الجيش الأمريكي وحلفائه وأدواتهم السيكولوجية في نطاق (الحرب النفسية) يبدأ المقطع المرئيّ المُصمّم بعناية باقتباس عريض يقول: إنّ أخطر سلاح يملكه القاهر في يده: عقلُ المقهور! “The most dangerous weapon in the hand of the oppressor is the mind of the oppressed” يُنفق الغرب المليارات من أموالهم، وعشرات السنين من أعمارهم، كي يستدخلوا للحظة واحدة فكرة تفوّقهم في أذهاننا مرّة واحدة وللأبد! في لحظات كهذه، وحين تسير الأمور بغير الطريقة التي نتمنّاها، نملك خيارًا بفرض رواية لا يحبّ الغرب سماعها! أن تقهر عدوّك، بعدم قبول روايته الوحيدة للأحداث! بول أوستر الروائي الشهير، قال ذات مرّة: "القصص تحدث فقط لأولئك القادرين على روايتها" ما هي القصص التي نرويها عن أنفسنا؟ إن كُنّا عاجزين عن تداول ضحكات الأطفال وصمود المُجاهدين ورقصات الفتيات فوق الحطام، فمَن هذا الذي نُكافؤه برواية بُؤسنا وهزيمتنا فقط؟ ومَن هذا الذي سيقدّس دماءنا حين لا نملك في جعبتنا سوى رواية العجز واليأس والخذلان؟ هذا بلاء وهذه مأساة ومصير لم يختره النّاس لأنفسهم، ولكنّهم وجدوا أنفسهم مدفوعين فيه. ورواية الصمود لا تلغي عذابات شعبنا ولا تُسخّف منها، صاغها الراحل حسين البرغوثي ببراعة ذات مرّة، حين قال: "ولَنا أهلٌ وبلادٌ يا سيّد نحزن مثلَ بَقيّة خلق الله ويُؤلمنا أنّ الخُطى تنفصل كأنهار الخرائط يا سيّد.. وجدنا الحياة فعشناها ومَن كُتبَت عليه خُطىً.. مَشاها" في كتابه الممتاز المُعنوَن بـ "ما لا يقتلنا.. يخلقنا: مَا نُصبِح عليه بعد المأساة والصدمة" يقول مايك مارياني: "نحن نروي لأنفسنا القصص كي نعيش إنّ وضع الصعوبات التي نَمرُّ بها ضمن سياق أكبر، يحوّلها من آلام ومعاناة إلى مَرْهَم فعال كي نتعافى من جِراحنا!" الهزيمة ليست في أن تسقط أرضًا، الهزيمة أن تنسى، أن تنسى أن تنتقم أن تنسى دماء الشهداء وآلام إخوتك الهزيمة أن تنسى أن تردّ الإهانة ولو بعد حين الهزيمة أن تمنح عدوّك نشوة انتصاره عبر تردادك السلبيّ لتقهقرك واستسلامك! استكمالًا لنقاش واسع خضّته سابقًا مع مُنى في بودكاست البلاد، أكتب هنا في هذا المقال برفقة الزميلة مريم، مادة أكثر مباشرة حول ميكانيزمات الصمود عبر ثلاثية: ردّ الإهانة، سرد الذات، وصناعة الأبطال! إن كان من صمود للشعب الفلسطيني والمقاومة، فهو لا شك يكمن في التفاصيل الحميمية لثقافة الفلسطينيين أنفسهم، في حكايا جداتهم، وفي إرثهم وقصصهم عن ذواتهم، وفي إنتاجهم لأبطالهم واحتفائهم بالمقاومين من أبنائهم، إذ تُشير دراسات عدة إلى أن المجتمعات والأفراد الذين يحظَون بصورة ذهنية عن أبطالهم هُم أقدر على تجاوز الأزمات والتعافي من الكوارث والحروب، وكذلك كل رأس المال الاجتماعي الذي تحمله الشعوب الصامدة من نسيج مجتمعي متكافل يحرص على رواية قصصه وبطولاته ويعتني أفراده بعضهم ببعض. والله غالبٌ على أمره
Показать все...
الأعصاب الفولاذية.. لماذا لا يعرف المقاومون الاكتئاب؟

يرى خبراء الطب النفسي أن ردود أفعال المقاومين والمقاتلين في ميادين الحرب ونقاط الاشتباك تعطي ملمحا مهما حول الشعور الطبيعي الذي يتمتع به هؤلاء الأسوياء في اتجاه تحقيق الذات.

تعلّموا اليقين.. فإنّي أتعلّمه عن كمّية التعقيد السيكولوجيّ في سلوك المُقاومين أعيد بكامل وجداني المشهد مرارًا وتكرارًا، تختلط فيّ مشاعر الدهشة والفخر وآلام الراحلين واعتقد أنّها المرّة الأولى التي أشاهد فيها مقطعًا أكثر من مائة مرّة، جولات عدّة.. جولة لعقلي: بحثًا عن لغة شارحة لهذه العظمة جولة لعيناي: إجلالًا لهيبة الإرادة الحرّة جَولة لقلبي: كي يتعلّم شيئًا من اليقين الذي يعرفه الشهداء لستُ هنا في جراحة تجميلية لدماء الشهداء، ولا في مَهمّة لتقديس الفعل المُقاوِم، فالشهادة فعل مُكتفٍ بذاته لكنّ التفاصيل يا سادة! التفاصيل.. تنتمي لعوالم إلهية، لا نعرف عنها شيئًا المُقاوِم الأوّل | أن تُقتَل وقوفًا بين زخّات الرصّاص المشهد الأوّل: عقب إصابته، فورًا، قبل أن يستوعب آلامه، دون حتّى أن يُكلّف نفسه عناء النظر إلى تفاصيل إصابته المشهد الثاني: يُسارع المقاوم الأوّل للوقوف كالجبل الشامخ.. كان بإمكانه أن يزحف، وهذا أليَق بإصابته، لكنّه اختار الوقوف المشهد الثالث: يأتينا الدرس التالي من علم المُتّجهات الهندسية، عن الفرق بين الكمّية القياسية Scalar وبين الكمّية المُتّجهة Vector يندفع المقاوم نحو نقطة الاشتباك، المقاوم هُنا له زخمه الخاصّ واتّجاهه المُحدّد مُسبقًا، وليس زخمًا بلا اتّجاه المشهد الرابع: من المهمّ جدًّا يا سادة أن ننتبه لتفاصيل اتّكائة المقاوم بوضعية التصويب، إنّه لم يأتِ للموت ولا بحثًا عن خلاص لآلامه هذا المقاتل لم يعاود الاشتباك كي يُخلّص حياته، وإنّما اتّخذ وضعية التصويب، إنّه يبحث عن أهداف المُقاوم هُنا كيان مُفترِس، جسد منفصل عن آلامه، المُقاوِم يُطارد أعداءه حتّى الرمق الأخير المُقاومِ الثاني | ضد الطبيعي والمألوف والمُتوقّع برأيي الشخصيّ، المُقاوم الثاني لا يقلّ تعقيدًا عن المُقاوِم الأوّل، لأنّه يُصرّ على العودة لنقطة الاشتباك في أوج استهدافها يُعطينا المقاوِم الثاني درسًا للتفريق بين (الإنسان القادر) و(الإنسان الحرّ)، عن الفرق بين (القدرة) و(الإرادة) وشروحات كثيرة هنا، لا يتّسع المقام لذكرها أن تكونَ قادرًا لا يعني أن تكونَ حرًّا، وأن تكونَ حرًّا يعني أنّك حرقت قواميس القدرة وراءك كان المقاوم الثاني يملك خيارات عدّة لإعادة التموضع، للبزوغ من نقطة اشتباك جديدة، لكنّه لم يُرِد أن يخذل أخاه أراد استكمال المَسير، أراد التأكيد على إرادة أخيه من قبل، أصرّ على إعادة الاشتباك من نفس النقطة كي يعلَم العدوّ، أنّه إنّما يُسقط الأجساد لا الإرادة، الإرادة واحدة، الأجساد تتعدّد إنّه الدرس الأكبر الذي قال عنه شَريعتي ذات مرّة: يأتي الشهيد كي يُعلّم النّاس أنّ: "الشهادة" ليست "خسارة" ولكنّها "اختيار" اختيار المُجاهد للتضحيّة على أعتاب محراب الحرية ومعبد الحب، اختيار النصر!
Показать все...
00:27
Видео недоступноПоказать в Telegram
جيش_الاحتلال_ينشر_فيديو_لمقاومين_قاتلوا_حتى_الاستشهاد_في_جباليا.mp41.56 MB
يُميّز الفيلسوف إيفان إيليتش بين (العيش بأمل) و (العيش بتوقّعات) مشكلة الحداثة والعيش في الأزمنة الحالية بحسب إيفان إيليتش هي أنّها استبدلت الأمل بالتوقّع، وبات الناس يختبرون حياتهم اليومية من منظور التوقّعات التي حلّت محلّ الآمال. Expectation has come to replace hope in contemporary modern cultures ينسى النّاس اليوم ما الذي يعنيه (الأمل) وما الذي نخسره حين ننسى أن نعيش بأمل! الفرق بين (الأمل) و(التوقّع) هو أنّ: الأمل يُحرّرنا والتوقّع يستنزفنا الأمل هادئ والتوقّع شديد الإلحاح الأمل يدفعك للاطمئنان أمّا التوقّع فيحرقك من شدّة التأهّب الأمل تحقّق المأمول.. ولو بعد حين! التوقّع ساخط.. حين يتأخّر المطلوب! --------------- الأمل مُنفتح على عالَم يزخر بالاحتمالات، ولذلك فهو غير واضح المعالَم، وهذا ما يُحرّرنا لأنّنا لا نعرف ما الذي ننتظره لكنّنا نؤمن أنّه سيجيء على أيّة حال. أمّا التوقّعات فإنّها لئيمة مُلِحّة وقاسية لأنّها مُحدّدة مُسبقًا ومرسومة بالتفصيل. الأمل ضيف مُرحّب به مُسبقًا، أنّى كانت هيئته.. التوقّع، اعتماديّ وتثبيطي.. يمنعك من الحركة والتحرّك قبل تحقّق التوقّعات الأمل حبّ ناضج للأيّام التي ستجيء، لا يضع شروطًا للكيفية التي ينبغي أن يكون عليها التحرير أو التغيير! أمّا التوقّع فصبيانيّ، يرتهن لرغبات النفس وضيق العقل وتطرّف الفكرة. --------------- الأمل إيمان بطريقةٍ أو بأخرى، لأنّ الأمل وقوده الصبر ومَن لم يُنجِه الصبر.. أهلكه الجَزَع وقد قال الحكيم العليم في كتابه العظيم: "ولا تَيأسوا من رَوحِ الله إنّه لا يَيَأس من رّوح الله إلّا القوم الكافرون" --------------- علامة الكُفر: الضجر! والمرءُ لا تهزمه الخسارات وإنّما فقدان الأمل وما زال الإنسان بخيرٍ: ما ساءه كلّ ظُلم.. وما استوقفه كلّ جَمَال
Показать все...
كلّما حاولت أن تظهر بطريقة عفوية أثناء التقاط الصورة، كلّما ظهر التكلّف المبذول كي تبدو عفويًا! ألدوس هكسلي، الكاتب الإنجليزي أشار ذات مرّة في كتابه "بوابات الإدراك" إلى ظاهرة بشرية وإدراكية مثيرة للاهتمام، سمّاها: قانون الجُهد المعكوس Law of Reversed Effort يلتفت القانون إلى الأثر العكسي الذي يحصل كلّما حاولنا تحقيق شيء ما، بطريقة مبالغ فيها حين نتكلّف ونُفرِط بشكل هاجسي ومأزوم لتحقيق شيء ما، فإنّنا غالبًا سنخسره أو سنحصل على نقيضه تمامًا! على مستوى علم النفس، ثمّة تطبيقات عديدة لهذا التأثير المعكوس: أفضل طريقة كي تنام، هي أن تفكّر في شيء آخر غير النّوم كُلّما فكّرت أكثر بأنّني (ينبغي أن أنام) كلّما اشتدّ الأرق وامتنع النوم! نلاحظ أيضًا على المستوى التربوي أنّ الآباء المهجوسون كثيرًا بتربية أبنائهم وتصويب سلوكياتهم بطريقة عُصابية وشديدة، هُم أكثر الأبناء إفسادًا لأبنائهم وشخصياتهم! الأزواج الذين يحاولون السيطرة على العلاقة الزوجية وتفاصيلها بطريقة جنونية، من باب حمايتها والحرص عليها، هُم أكثر الأزواج الذين تنتهي علاقته بالانفصال من شدّة محاولات التحكّم والسيطرة! هذا لا يعني أن نصير مُستهترين أو غير مُبالين بتربية أبنائنا أو إنقاذ زواجنا، ولكنّه يعني أن نمارس قدرًا (مَعقولًا) من التدّخلات الكافية، دون أن نتحوّل لإلهة تحاول السيطرة على جميع التفاصيل. هذا يعني أيضًا أن نترك مساحة لفنّ التخلّي، التغافل، التسامح، وغض الطرف عن الأخطاء البسيطة والصغيرة والتي لا تتسبّب بأضرار كارثية بهذا المعنى، نحنُ نترك مساحة للتوكّل والتسليم، ومساحة أخرى كي يكون الآخرون من حولنا: بشر! أن يكونوا واقعيين وليسوا مثاليين كما نتمنّاهم في أذهاننا! بحسب التحليل النفسي، تُسمّى الحالة التي يكون فيها الشخص كثير الانتقاد للآخرين والذي يحاول بشكلٍ مُفرِط التحكّم بالآخرين وتصرّفاتهم بـ: عُقدة الإله God Complex غالبًا ما يتسبّب المُصابون بعُقدة الإله، بتدمير الأشخاص والعلاقات من حولهم وتدمير أنفسهم لأنّهم يرفعون أنفسهم مقام الألوهية وينسون حدودهم البشرية في السيطرة على الأشياء لا يُعتبر قانون الجهد المعكوس، قانونًا علميًا، ولكنّه من حيث المبدأ العامّ معمول به في كثير من الاتّجاهات العلاجية خُذ على سبيل المثال الموجة الثالثة والأخيرة من العلاج المعرفي السلوكي وأحد نماذجها المُسمّاة بالعلاج النفسي بالتقبّل والالتزام ACT وُجد مثلًا أنّ أفضل طريقة للتخلّص من المخاوف والوسواس، لا تكمن في مقاومتها ولا تفكيكها، ولا دحضها أو نقدها وإظهار مدى لا عقلانيتها بل إنّ محاورة المخاوف وجدالها ومحاولة نقد الوساوس، تؤول غالبًا إلى زيادة حدّتها وشدّتها (تأثير الحلقة المُفرَغة) لأنّ التحاور معها فيه شيء من التعزيز الإيجابي لوجودها بالأساس. لا يطلب منك العلاج النفسي بالتقبّل أن تتجنّب هذه الأفكار أو أن تهرب منها، بل على العكس تمامًا، العلاج الفعّال يطلب منك الاعتراف بوجودها وتقبّلها ابتداءً وملاحظتها كوسواس أو مخاوف وعدم الهروب منها! في حالة المخاوف، يُملي عليكَ عقلك استجابة أوّلية متمّثلة بتجنّب مصدر الخوف والتهديد.. وخلافًا لما هو متوقّع، يُؤدّي التجنّب إلى زيادة المخاوف وتعظيمها في النفس يقوم العلاج السلوكي في حالة المخاوف المُحدّدة في بعض تقنياته على المواجهة المباشرة، العلاج بالغَمر، التعريض المُفرِط لمصدر الخوف.. جريًا على القاعدة التي صاغها سيدنا عليّ بن أبي طالب ببراعة: "ذا هِبتَ (خشيتَ) أمرًا.. فَقَع فيه!" أي ألقِ نفسك في الأمر الذي تخشاه وتحاول تجنّبه، هذه هي الطريقة الوحيدة للتحرّر منه! أحبّ التفكير في (التأثير المعكوس) وكأنّه مفتاح خفي متناثر لقضايا شائكة عدّة في الحياة! مثلًا انظر للقول الذكي الذي يُنسَب للصدّيق عليه السلام: اطلبوا المَوت.. تُوهَب لكم الحياة إنّك تجد أنّ أكثر النّاس إغراقًا في الحياة وملذّاتها وأكثرهم إفراطًا في عيشها، هُم أنفسهم أكثر مَن يُواجهون أزمة المعنى ويتساءلون عن غاية وجودهم! فيما تجد أولئك الذين يُجاهدون ويعيشون تحت وطأة القصف والموت، يحترفون فنّ العيش وتجدهم أكثر تمسّكًا بالحياة وتكثيفًا لمعانيها يعلّمنا القرآن أنّ حلول كثير من المشاكل لا يكون بالخوض فيها ولكن بالتخلّي عنها والانهماك بنشاط أكثر فاعلية واستقلالية! مثل الإنفاق أو التصدّق كحلّ للشعور بالضائقة المالية (ومَن قُدرَ عليه رزقه)! مثلًا حين تتعرّض للأذى والحزن بفعل تشكيك الآخرين وآرائهم حيالك، لا يخبرك القرآن أن تذهب بمنطق صبياني وطفولي نحو القيل والقال فتراجع مَن قال فيما قاله! ولكن يخبرك أن تركّز على ما يهمّ، على المُنجيات، على الأفعال الحرّة المُستقلّة، كالتسبيح والذكر! (ولقد نعلم أنّك يضيقُ صدرك بما يقولون.. فسبّح بحمد ربك وكن من الساجدين) وقد قال العارفون من قبل: يُقضى بالذكر.. ما لا يُقضى بالفكر!
Показать все...
Фото недоступноПоказать в Telegram
إنّ كلّ مرّة يموت فيها إنسان.. يكون عالَمٌ بأكمله قد تحطّم وانهار بموته يُدرِك المرء ذلك، إذا ما وضع نفسَه مكانَ هذا الإنسان إنّ الكائنات الإنسانية غير قابلة للاستبدال، فهي كائنات قادرة على الاستمتاع بالحياة، على المعاناة، على مواجهة الموت، مُواجهة واعية. تُنسينا الحرب هذه الحقيقة حين نراقب أرقام الشهداء والضحايا كعشرات الآلاف، حيث يطغى الكَم والعدّد على العوالَم الخاصّة لكلّ طفل، شاب، امرأة، أم، أب، أخ، أخت، جدّ وجدّة. أو كما جاء على شاهد القبر في فيلم Shutter Island: تذكّروا أن تتذكّرونا .. فنحنُ أيضًا عِشنا، وأحببنا وضحكنا!
Показать все...
يحدث في العيادة النفسية أن يواجه المعالج النفسيّ مقاومة ضد التعافي لدى الأشخاص الذين يمرّون بحالة "حِداد" وحزن شديد نتيجة وفاة أو فقد أو خسارة إنسان مهم في حياتهم أو عنصر حميميّ وهو تشخيص معروف بالطب النفسيّ تحت مُسمّى (الفَقد) أو (فجع الموت) Grief/Breavment على مستوى التحليل النفسي، يشعر الأشخاص الذين فقدوا شخصًا يُحبّونه، أنّ تعافيهم وعودتهم لمواصلة الحياة بكفاءة، يعني بطريقة أو بأخرى: خيانتهم للشخص المتوفّى، خيانة مواصلة العيش بعد رحيلك! يأتي الحِداد بهذا المعنى، كطريقة للتعبير عن وفائنا للراحلين.. إنّ (الحزن) أو (التوقّف عن العيش) أشبه بهديّة أخيرة نقدّمها لأرواح الراحلين، أشبه بقُربان رمزي نقدّمه بين أيديهم، كي يعلموا كَم كان يعنينا وجودهم بالقرب منّا لذلك يحدث كثيرًا وحتّى بعد مرور سنة أو أكثر من وفاة الزوج أو الأم أو الصديق، وحين يمرّ الإنسان بلحظة سعادة حقيقية مع أشخاص آخرين، أقول.. يحدث أن تعاود هذه الشخصيات النكوص والانهيار، نتيجة الشعور بالذنب الناجم عن لحظات سعادة حقيقية، فرحوا بها بعفوية بالرغم من غياب مَن نُحبّ ووفاته نرى أيضًا لدى بعض المراجعين، أشكالًا أخرى تعبّر عن هذا الشعور العميق بخيانة المتوفّى، كأنّ يعتبر النّاس أن (الحزن) هو "رسالة اجتماعية" للتأكيد للآخرين عن مقدار الحبّ الذي نكنّه للشخص المُتوفّى! إذ ما الذي يعنيه أن نعود للعمل والدراسة بعد يومين أو أسبوع من موت شخص عزيز؟ سيظنّ الآخرون أنّنا لم نتأثّر كثيرًا لوفاته، ومن ثمّ سيصمونني بعدم الوفاء وعدم الإخلاص أو قد يحدث الأسوأ، سيقولون: لقد استراح بعد وفاته، وكأنّه كان يكره وجوده بالأساس! هذه التصوّرات العميقة والمغلوطة بطبيعة الحال، هي المدخل العلاجي في كثير من الأحيان لحالات الحِداد والفقد، وهي المصدر الأساسي للممانعة والمقاومة ضد العلاج! في هذه الحالة، ومن أجل التعافي.. نُجري مع العميل تمرينًا ذهنيًا، نُعلّمه فيها أن يفهم أثر هذه التصوّرات على نفسيته، ومن ثمّ التفكير بطرائق بديلة لكيفية التعبير عن حبّنا للراحلين والموتى • هل (الحزن) أو (التعطّل) أو (التوقّف عن العيش) هي الطريقة الوحيدة لإثبات حبّنا للعزيز الذي رحل؟ • إن كان الشخص الراحل متواجدًا الآن، وهو يحبّك بالفعل، بحسب معرفتك بشخصيته، ما الذي كان سيقوله لكَ من بعد رحيله؟ • إذا ما فكّرت بنفسك بعد مرور 20 سنة من الآن، ما هو الطقس أو التقليد الذي ستحبّ لو أنّك التزمت به للتعبير عن وفائك للشخص الذي رحل؟ مثلًا، تُساعدنا التقاليد الدّينية على استحداث طرق عملية للحفاظ على حِبال تواصلنا و انتمائنا للأشخاص، كحديث الرسول ﷺ: إِذَا مَاتَ ابنُ آدم انقَطَعَ عَنهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِن ثَلَاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أو عِلْمٍ يُنتَفَعُ بِهِ، أَو وَلَدٍ صَالِحٍ يَدعُو لَهُ! حديث بديع.. يُعطينا أفق تفكيريّ، لممكنات الانتماء للموتى بعد رحيلهم، ممكنات عملية، مفيدة مجتمعيًا، ذات طابع تأثيري وفي الوقت ذاته، يُعطينا التزامات تتطلّب منّا (جُهدًا شخصيًا) أي كُلفة رمزية ومادية نُضحّي بها، وليست مجرّد ادّعاءات شكلية حول حبّنا للمتوفى وانتمائنا له هناك فروقات بالطبع تختلف باختلاف شكل الموت، على سبيل المثال أحيانًا يشعر الأحياء بالغدر أو الخيانة، إذا كان رحيل مَن يُحبّون اختياري أو طوعي، مثل الانتحار. وهناك حالات مختلفة كالشهادة أو النضال، وفي هذا ينطبق ما قاله شريعتي من قبل: الأهمّ من الشهيد، القضية التي مات لأجلها! ** موت من نُحبّ له دلالة مزدوجة: أنّهم رحلوا عنّا، وهذا أوّل بؤس وأول فاجعة! وأنّنا سنُكمل هذا الوجود بدونهم، وهذه الحقيقة هي الأشدّ إيلامًا وأكثرها ديمومة! إنّنا نحتمل الخلاف مع أهلنا، والتعارك مع أصدقائنا، وأن يُؤذينا من نُحبّ! لكنّا لا نحتمل أن يتركونا في هذا الوجود لوحدنا.. تمامًا كما في التعبير العبقري لفرقة ميامي حين تقول: " فرّحني يوم.. واجرحني يوم.. بس لا تغيب! " أن يكون الآخرون في حياتنا فحسب، هذا كلّ ما نريده! أن يؤذونا وأن نؤذيهم، هذا أمر لاحق مُحتَمَل! أن نفرحهم وأن نبكيهم، كلّها قضايا لاحقة وسيبقى حضورهم أهمّ من أي شيء آخر! يشكّل الدّين عزاءً جوهريًا للمَوت، إذ يعدنا الدّين بلقاء آخر، لقاء بلا فراق (أبدي)، في عالَم أكثر اكتمالًا (فردوسي)! ويظلّ (عزاء الموت) الدّور الأكثر جوهرية للدّين، كما أشار لذلك لوك فيري، الفيلسوف الفرنسيّ ووزير التعليم السابق، وقال أنّ البشر حتّى اليوم لم يستطيعوا استحداث طريقة ولا منظومة تُجيب عن سؤال الموت كما يفعل الدّين. أي أمل يُعيننا على تقبّل فكرة الموت.. سوى أنّ هذا الفناء سيكون مَعبرًا لنا لكي نلقى من أحببنا ورحلوا عنّا؟ يحكي ابن عقيل الحنبلي عن تجربته الأليمة في مرض ابنه ووفاته، وعن وفاة ابنه الثاني لاحقًا.. فاختتم بمقولة، تختصر هذا كلّه: لولا أنّ القلوب تُوقن باجتماعٍٍ ثانٍ.. لتفطّرت المرائر لفِراق المُحبّين
Показать все...
Фото недоступноПоказать в Telegram
جمعة مباركة يا أعزّاء هذا الّلقاء الأخير لي ضمن أثير في بودكاست البلاد، أناقش فيه مع مُنى، حديثًا حول الحرب والاستعمار والقهر، وكيفية تعاطينا معه وكيف يمكن لعلم النفس أن يساعدنا على فهم هذا كلّه، وكيف تفكّر مدرسة (علم النفس التحرّري) بشكل بديل ونقدي تجاه هيمنة المستعمر. اعتقد أنّ النقاط الأبرز التي أردت الإضاءة عليها هي الآتي: أولًا: أنّنا نعيش في عصر (استباحة الذات) أو حصار الذات البشرية والتحكّم بها عن طريق التنبّؤ بردود أفعالها وتوجيه خياراتها من خلال العلوم السلوكية واقتصاديات السلوك ونظريات التأطير والهندسة الاجتماعية التي تستثمر في كلّ ما نعرفه عن الإنسان وما يخيفه وما يشتهيه. ثانيًا: أنّنا نعيش سابقة تاريخية في مواجهة (مشروع استعماري) فريد، بطبيعة الحال خاضت شعوب عدّة تجارب استعمارية قاسية، لكن ما أقوله هنا، هي أنّ هذه هي المرّة التي نواجه فيها (آلة استعمارية) لديّها كلّ هذه الأدوات التقنية ليست العسكرية فحسب، وإنّما نُظُم الرقابة والذكاء الاصطناعي وتحليل المشاعر وتعريف الوجوه والتنبّؤ بالسلوك بالإضافة إلى أدوات علم النفس في الخطاب الإعلامي والحرب النفسية وشبكات الموساد عبر منصّات التواصل الاجتماعي. ثالثًا: قدّمت خلال اللقاء بعض المقاربات النظرية الخاصّة بعلم النفس التحرّري Liberation Psychology أعرّف فيه المهتمّين على مشروع السلفادوري "أغناسيو مارتن بارو" الأب الروحي والمهندس المعماري لعلم النفس التحرّري، والذي اعتبر أنّ أول مبادئ علم النفس التحرّري هي أن نحرّر علم النفس من حمولاته الاستعمارية والغربية. ومعظم النقاط التي مررت عليها خلال الحلقة حول هذا الحقل، هي من قراءاتي الخاصّة لمؤلّفات عالمة النفس والمعالجة النقدية ليليان كوماس دياز، ومؤلّفها المرجعيّ الذي حرّرته في علم النفس التحرّري. رابعًا: أمرّ في نهاية الحلقة على واحدة من أهمّ الدراسات المنشورة خلال السنوات الأخيرة، والتي بحثت في ملف (حالات الموت والإخطار) أثناء وباء كورونا، وبين العوامل المجتمعية والثقافية، والتي وجدت خلافًا للافتراض الوبائي التقليدي، أنّ المجتمعات التي تشبهنا (ذات النسيج الجَمعي) قد أثبتت صمودًا وارتبطت بحالات إخطار ووفاة أقلّ من تلك المجتمعات الفردانية على عكس المتوقّع. ثمّة عدّة تفسيرات بطبيعة الحال، لكن الدرس الأكبر هو (فك الارتباط) بين "الأنظمة الجمعية" والتصوّرات "الهمجية" أو "البربرية" عن الشعوب، بل أبدت الشعوب الجمعية كفاءة حضارية والتزامات تضحوية بمصالحها الخاصّة لصالح الجماعة والآخرين. خامسًا: صوّرنا هذا اللقاء قبل رحيل الأسير والمثقّف الفلسطيني وليد دقّة في سجون الأسر والذي قضى 38 عامًا من عمره في السجون الإسرائيلية، وقد استشهدت مرارًا خلال الحلقة بمقولاته وما أورده في أعمال مختلفة حول: صهر الوعي، وحول الهندسة الاجتماعية للفلسطينيين. سادسًا: تحدّثت كثيرًا خلال اللقاء عن أهمية البُنية التحتية للمقاومة، البُنية التحتية بمعناها العميق، المتمثّلة بالإيمان والدّين والمبادئ والقيم والنسيج الاجتماعي العضوي والمتماسك للفلسطينيين وأهميته في منع تغلغل الاحتلال وهيمنته. وقد أشرت سريعًا حول أهمّية (المؤسّسات الوقفية) خلال تاريخ الأمّة في مقاومة المشاريع الاستعمارية، وما يقاربها من مؤسسات مجتمعية أصيلة حافظت على تعليم وضخّ خطاب ينتمي لنا ولأمّتنا وليس للعالَم الغربي ومنظمّاته. أخيرًا، أشرت إلى خطورة التعاطي مع الفلسطينيين ضمن منطقين مُجحفين: الأوّل (تمجيدهم) حدًّا يخرجهم عن إنسانيتهم ومعاناتهم فيجعلهم يستحقّون ما يجري لهم وبالتالي لا داعي لأن نفعل شيئًا. وقراءة على النقيض الآخر تُفرط في أنسنتهم وفق مفهوم (الصدمة النفسية) والتعاطي معهم جميعًا بوصفهم مصدومين نفسيًا كقراءة اختزالية غارقة بعلم النفس الغربي الذي يعجز أحيانًا عن إدراك بُنى الصمود ودور الإيمان والدّين والمشاريع التحرّرية في خلق أنداد ذوي مَنَعة نفسية غير تقليدية. فمفهوم الصدمة النفسية Trauma يتعاطى مع مع القهر والاحتلال بوصفه حادثة Incident أو واقعة مؤقتة تحصل مرّة وتزول، ثمّ تعيش بعدها حالة نفسية يُسمّيها الأخصائيون "اضطراب ما بعد الصدمة" PTSD وهذه قراءة مغلوطة لواقع يهيمن فيه القهر والاستعمار والظلم على خطّ عريض على مُنحنى الزمن. قراءة الألم من منظور طبّي فقط Medicalization of Pain فيه اختزال للتجربة البشرية وتسخيف منها، مع أنّ الألم عبر التاريخ البشري يملك قراءات متعدّدة، منها القراءة الدينية، والقراءة الفلسفية والقراءة السياسية، وهو معنى التقطه جون لينون، حين قال: God is a concept by which we measure our pain https://youtu.be/Ax3IhJokhb4?si=8tCAnKh8MdphfSza
Показать все...
ما دور علم النفس في الحروب؟ - بودكاست البلاد

حلقة بديعة من #بودكاست #البلاد، تستضيف فيها "منى العمري" المهندس والباحث في #علم_النفس والاجتماع "محمود أبو عادي" للحديث عن علم النفس التحرري وأثره على تفكير وسلوكيات الشعوب المستعمَرة والمحتلَة مستخدمين الحالة الفلسطينية و الحرب على غزة أنموذجًا. حلقة تقدم جانبًا نفسيًا غير متداول وتوضّح أشهر المغالطات النفسية المنتشرة والمروّج لها في مواقع التواصل الاجتماعي، كما تجيب عن الكثير من الأسئلة مثل: ما الذي يستطيع علم النفس تقديمه أمام كل هذا الدمار والفقد؟ هل علم النفس قادر على ترميم آلامنا وجراحنا؟ كيف تؤثر أفكارنا على سلوكياتنا؟ ما هي أشهر المغالطات المتداولة في علم النفس في عصرنا؟ لماذا تستجلب كبرى الشركات علماء النفس؟ وهل يستطيع علماء النفس التحكم بنا فعلًا؟ إجابات ثرية وطرح مختلف ينتظركم، فلا تفوّتوا الاستماع للحلقة الرابعة من #بودكاست #البلاد على منصات #أثير ابقوا على تواصل مستمرّ مع #بودكاست "#أثير" ولا تنسوا تفعيل زرّ الاشتراك الموجود في تطبيقك لتصلك حلقاتنا. تابعونا على إنستغرام:

https://www.instagram.com/atheerplatform

إكس (تويتر سابقا):

https://twitter.com/AtheerPlatforms

فيسبوك:

https://www.facebook.com/AtheerPlatform

تيكتوك:

https://www.tiktok.com/@atheerplatform

واتساب:

https://atheer.link/whatsapp

وبودكاست البلاد على منصاتنا الصوتية:

https://atheer.link/elbelad

ساوند كلاود:

https://soundcloud.com/atheerplatform

----- محاور الحلقة: 0:00 البداية 7:59 من الهندسة إلى علم النفس 18:24 التاريخ الأسود لعلم النفس 28:33 هستيريا الغرب بعد 7 أكتوبر 35:35 الخيال وعلم النفس في المعركة 1:00:06 علم النفس التحرري في الحرب 1:27:49 "إسرائيل" وعلم النفس