أَوْتَارُ البَنَفْسَجْ

ولا تنسى الدِّيارُ زائِرها فكيفَ بالذي عاثَ بها ضَجرا لا ينامُ المَظلومُ عقدا بل يثورُ في وقتها نارا ألا إنَّ المظلومَ لها ناصرٌ ولو بعدَ العمرِ عُمرا.

أنزلتك منزلةً بين البُطين الأيسرِ والأيمنِ، ما نزلَ في قلبي بعدكَ نازِلٌ أو مُنزل، ألا الذي بيني وبينك لا يلومني فيه مجنون أو عاقلِ يا ليت شعري منثورٌ في هواك أو أُقتلِ.

يا رفيقَ القلبِ هلّا عتقتنا؟ في غيابِ الوِدِّ أو في المَدفنِ.

كَتبتُ ذات يوم.... عزيزتي.. لم يتبقى سوى طيف عابر يجعلني أبتسم كلما تذكرتك، أنا الإبنة البّارة لكل ما هو جميل منكِ، رعشةَ القلب الطفولية عندما تلاقت الأعين هي كُل ما يحتلني الآن وقد تجعلني أبتسم وأبكي في آنٍ واحد في الجنة يا أمي.

النور و بركاته غلفت أعيني فلم أعد أرى زيف ظِله .. أهذا جزاء الوثوق في من أحببت ؟ أيعقل أن أُصطاد على حين غرّة .. فقط لأني طيب القلب أخّاذٌ بالنوايا الحسنة ماذا أفعل الآن؟ أأقفل قلبي وروحي عن الناس والوثوق بهم !؟ يا أيها الناس أنصحوا لي أفيكم أمين أفيكم صادق ملتزم بوعوده ! لا أريد الإعتراف بأننا في زمن الخيانة و الزندقة لا لشيء .. فقط ليبقى الأمل فينا أن نعود خَير أمة أخرجت للناس فكفى خيانة أيها البَشر وعودوا إلى شهامة وأمانة قد فُقدت فهي ما ميّزتنا عن الدواب يوماً ما وقد حانَ وقت العودة قولوا إنّا لما كنا عليه مُنقلبون ! فقد مللتُ من زمن ليس له وصفٌ أو رائحة .

هبّت نسائمُنا، هبّت في أيامٍ لا حبَّ فيها ولا سلم، نحنُ الذين إن ذُكِرنا في مجالسِهم ضاجت مسامعهم، بذكرِ الناسِ ملاحمنا وأفعالهم تُوِجَّت بالمظالمِ لن نعودَ عن مطلبٍ لنا لو غَرقَت أنفُسنا بالمكالم، نحن شعبٌ لم يرى الكونَ مثلنا.. نحن أشجارُ المَلازم، صمودٌ وهيبةٌ نُثابر في وجهِ رياحِ الظّلمِ بالعوالم.. أمواجُ شجاعتنا تضربُ جنودهم وقياداتهم بالصوادم، ذاك اليومُ سوف يأتي.. يومَ نُكنِّسُهم ونشتتهم في العوالم، أيا جُندَ الغَربِ إنّا الجُند فانتظروا يومَ تُرفعُ إلى السماءِ المظالم.