cookie

Мы используем файлы cookie для улучшения сервиса. Нажав кнопку «Принять все», вы соглашаетесь с использованием cookies.

avatar

الكاديّ

صفحة الرواية بالمنتدى : https://www.rewity.com/forum/t487195.html الرابعـة ✨ : طـوبى لمقفرٍ فيضُ حنين .

Больше
Страна не указанаЯзык не указанКатегория не указана
Рекламные посты
301
Подписчики
Нет данных24 часа
Нет данных7 дней
Нет данных30 дней

Загрузка данных...

Прирост подписчиков

Загрузка данных...

رفع السائق نظراته نحو سيدته التي تجلس في الخلف، لتزفر تلك والغضب ما زال يأخذ منها مأخذًا من نزاعها قبل قليل مع تليد، وبنبرة متدنية مهذبة، وجادة في الوقت ذاته: -معليش يا " ولد عم أبوي "، عندي مشوار مهم للجامعة .. مشكور على التوصيلة ونعتذر عن تعطيلك اجتاحه الذهـول، تراجع مدهوشـًا حين تحركت السيارة .. وصوتها ما زال يرن في أذنه بنبرته الغاضبة ربـاه ! كيف لنغمةٍ صوتٍ أن تفتح صنبورًا صدئًا، لتنهل منه قطرة، تتبعها قطرة، تتلوها قطرة حتى تمتلىء به الأرضٌ، وترتوي به عادت تلك الذكرى البغيضة تطفو على سطح عقله، وصوت أخته ريمان بتبريراتها السريعة تضج برأسه وعزم .. عزم بشكلٍ نهائي ! إن كان مترددًا قبلًا في الخطوة الذي ود القيام بها، لأنمحى كل ترددٍ الآن * * * بعد نصـف ساعة كان يجلس في منزل نايف، الذي كان به يوم أمس .. في نفس التوقيت، ونفس المكان وضع الفنجان بجانبه، التفت إلى نايف الساكن، ثم حسم أمره وقال بجدية تامة: - ياولد عمي أنا أعرف إن خطبة على خطبة ماتجوز، لكن خلي هالكلام بيني وبينك، إن ما صار فالله في أمره خيره، وإن صار تأكد إن أسعد مني بهالشرف مافي (صمت لثانيتين، فنايف عرف الموضوع منذ أول جملة نطقها) -أنا أطلب القرب من بنتك حنين، أبيها حليلة لي على سنة الله ورسوله لا شك أنكِ السبيل .. إلى الحنين لا شك أن الذكريات برفقة عيناكِ لا تستقيم ولا تميل أخبريني يا "سلطانة التائهين" .. متى يحل الوقت ويحين .. للوداع إن لم تكوني سوى معبرًا للحنين يا سيدة الأزل رمشكِ ذاك .. أم ليلِ سرمد شعركِ ذاك .. أم جندِ منفرد خصركِ ذاك .. أم سيفِ مجنّد فإن كان ليلٍ، أم جندٍ أم سيفٍ يشتهي الدم فسيّلي دماء قلبي .. لعلي أجد بعدكِ نبضًا مستعر انتـهى ❤️
Показать все...
فور خروجه، احتضنت نفسها ولملمت جيب فستانها الصيفي وانتحبت بشدة .. كان بكاءً جنائزيًا يشبه وداعًا أبديًا لقلبٍ دفن تحت التراب، والقلب هنا لم يدفن وحده .. بل دُفنت هي حية، دُفنت بحقارة ولا إنسانية .. دُفنت جسدًا كان ينبض بالحياة تأوهت بألم، بحزنٍ كسيف على حالتها، آه كانت قد استيقظت سعيدة من أنها ستخرج برفقة أخوتها ولو لساعاتٍ قِلال، لكن ثورته نسفت سعادتها، نسفت حتى رغبتها بالحياة بالأسفل، فتحت غسان الباب بإندفاع، فإذا به يتراجع للخلف حين لمح امرأتين متوشحتين بالسواد، ترك لهن مجال الدخول فقد عرفهن .. لكنه اندهش، بل انصدم من الواقف خارج سيارته ومتوكيءٌ عليها أغلق باب المنزل بقوة، وقف أمامه وهتف بنبرة حادة: -وش تسوي قدام بيتي؟ كان عمران متكتفًا، يرتدي نظراته الشمسية فلذا لم يستشف غسان نظرات عينيه التي كانت تحمل الكثير من الشفقة واللوم، أردف بصوتٍ هادي: -السلام عليكم، ما راح أقول ضيفني ببيتك لأني أدرى باللي في القلوب وإن بيتك آخر مكان ممكن يستقبلني، لكن عندي سؤال غسان بغضب متراكم، غضبٌ من نفسه، غضبٌ على نسيم، غضبٌ لعمران: -وبأي حق تسألني سؤال، يا مجرم يا قاتل! تفهم عمران ثروته، اعتدل في وقفته .. قال بذات النبرة الهادئة: -لا تقول كلام أكبر منك يا غسان، أنا صدقني مقدر كل وضعك ومستعد أتحمل كل كلامك .. لكنك منت أفهم من الدولة في قوانينها .. واسمع سؤالي! قد تواصل معك أحد، طلب منك طلب غريب؟ أو حتى دلك على مكان تلتقي به فيه! نفث غسان نفسًا حارقًا، نظر إليه بنظراتٍ مشتعلة: -لو تحب السماء ما جاوبت على أسئلتك يا عمران، عيش بفضولك .. عيش على سؤال وعساك ما تلقى جوابه! والحين انقلع من قدام بيتي لا أشتكيك عند الشرطة قالها غسان، لكن لم يكْ عمران من انسحب .. بل هو ! حيث أخذ سيارته وفر هاربًا إلى مكانٍ بعيد .. بعيد جدًا عن وجع النسمة، ووجع الذكرى زفر عمران وهو ينظر إلى غبار سيارته التي أحدثه ولوّث بياض ثوبه، لم يعقب على قوله .. بل يعلم قدرته على سحب الكلام منه سحبًا في أقل من ٢٤ ساعة، لكنه يحترم حالته النفسية، ولا يريد أن يمتهن إنسانيته مثلما فعل قبل سنتين -وإن كان عن طريق الخطأ- فوجئ بالباب وهو يفتح، لتخرج من خلفه ممشوقة القوام تلك بخطواتها التي تبين غضبها، غض بصره بصورة تلقائية، لكنه تفاجأ بها تركب السيارة التي توقفت خلف سيارته مباشرة شعر بالغضب لوهلة، وخاطر سيء لا يريد حتى التفكير به مر على باله .. اتجه إلى نافذة السائق قبل أن يتحرك أنزل ذاك النافذة بارتباك حين قابله عمران بجدية وهو ينزع نظارته الشمسية فتلتمع عينيه من خلفهما: -وين رايح؟ #طوبى_لمقفر
Показать все...
سلمت عليه وقبلت أنفه وجبهته في سلام أخوي، خلال ذلك أرسلت رسالة لحنين تخبرها بآخر المستجدات لكن حنين لم ترْ الرسالة! وليتها رأتها .. * * * "تكفى غسان تكفى، اهدى الله يخليك .. مابي منك شيء والله مابي بس اهدى، لا تخوفني" صرخت بها نسيم بصوتٍ مبحوح لذاك الثائر الذي قلب غرفة نومهم رأسًا على عقب من شدة غضبه وحنقه استنفذت جميع الوسائل لتهدئته، اتخذت الزاوية مهربًا لها من الأشياء الطائرة، لم يكْ غسان في وعيه، سئم حالته وسئم من الكلام الذي وصل إليه وسئم من حياته ككل، فكل شيء تغير بعد ذاك الحادث، كل شيء اختلف بعد الغرق والإشتعال صرخ بصوتٍ مهتاج، غاضب وهو يتنفس بزفير مرتعش: -كم مرة قلت لك اسكتي، ابلعي لسانك .. انطمي ولا تتنفسين حتى النفس، ليش لازم اسمع هالكلام منهم، ليش لازم زوجتي تخبي علي صاحت بصوتها المتألم، ترتجيه أن يصدقها: -والله العظيم ما قلت شيء، ما حتى تكلمت بقلة أدب قدامهم .. ليش ماتصدقني ؟ اقترب منها بخطوات غاضبة، أمسكها من عضديها وشدها إليه ليعاود دفعها إلى الجدار مرة أخرى، صاح مغتمًا: -أنا أصدقك، أصدقك لو شفت كذبك قدام عيوني.. بس كيف أخليهم يصدقوني؟ تشنجت ببكاءها، شعرت بالظلم والقهر والإضطهاد، هناك أمه وأخواته يأخذنها يمينًا وشمالًا بكلامهم المهين المبطن، وهنا غسان ينتفض فيها مخرجًا حرقته بأسوء شكل تعبت ! يأست ! حتـى متى؟ حتـى متى ستجترع المر والعلقم على حساب راحتها وهدوء بالها .. لم تملك الآن سوى البكاء، عله يغسلها من الهم الذي كساها وكسى روحها حتى باتت تشعر بتشوهها.. شعرت به يحتضنها بقوة حتى غرسها في صدره، أصبح يحتكرها بين جسده وبين الجدار لتستمع إلى فرقعة عظامها كانت يديه تنتقل من شعرها إلى عنقها، ثم إلى خصرها .. حتى انتهى به الأمر يعصره بين يديه .. وهو يملأها قُبلًا واعتذارات واهية غير مسموعة، يهتف من بين أنفاس قبلاته السريعة " ما ياخذك مني احد، أنتِ لي .. حطي هالكلمتين في رأسك، لي .. بطفل ولا بدون طفل ما أعطيك لغيري" حاولت إبعاده عبثًا فقوته الجسدية كانت تفوقها بالكثير، شعرت به يتمادى لتشعر بالإمتهان والإحتقار لذاتها، ولجسدها كذلك .. تكرهه حين يأتيها غاضبًا، تكرهه حين ينطق بذاك الكلام، الذي كان سيسعدها لو كانت في موضعٍ أخر لكنها تمقت سماعه الآن! أنتّ بوجع، فضغطه على ظهرها ازداد، فجعت حين سمعت رنين جرس المنزل بل فجعت أكثر حين تراجع هو بقوة وأسقطها على الأرض دون حسبان! تنفس بأنفاسٍ سريعة وهو ينظر إلى حالتها المسكينة، مسح وجهه بكفيه سريعًا ليهتف يبتلع ريقه: -لا تنزلين لين أناديك #طوبى_لمقفر
Показать все...
خرجت بعد كلام والدها باتخاذهم الحرص، أثناء سيرها للسيارة رن هاتفها فإذا بها رسالة من أحد زميلاتها الإداريات تخبرها فرحًا أنها وجدت ( الموظفة المثالية ) بالشروط التي تريدها لأكاديميتها، وأنها اتفقت معها على مقابلة سريعة لمناقشتها ردت عليها حنين بسعادة عميقة، شكرتها كثيرًا على جهودها ووعدتها برد المعروف عاجلًا غير آجل ركبت السيارة، وإذا بها تتحرك بسرعة .. رفعت رأسها حين اشتمت رائحة رجولية اختلطت مع عطر رجالي صباحي أثر قليلًا على جيوبها الأنفية كاد أن يهوي رأسها على الزجاج من شدة صدمتها وهي تنقل نظراتها إلى السيارة الأنيقة جدًا .. ليست سيارة السائق، ولا إحدى سيارات أخوتها استقرت عيناها على ذاك الذي يجلس خلف مقود السائق .. والذي لم تلمح منه سوى جانبه الأيمن، وحتمًا بل مؤكدًا .. لم تخطيء برؤية عينيه الذهبيتين .. / \ قبل ذلك بدقائـق قليلة تنصلت تليد من جلسة والديها حين تلقت إتصالًا من عمران، بادرها فيه بالسلام والسؤال عن الأحوال لتقول له فرحه: -رجعت من دورتك؟ على الجهة الأخرى ابتسم عمران لفرحتها البادية من صوتها: -ايه رجعت اليوم فجر، ما طولت الحمدلله ابتسمت تليد بإشتياق: -أجل غداك ببيتنا؟ عمران بذات الابتسامة الهادئة: -راعية واجب طول عمرك وأنا أخوك، بس اليوم برجع بيتي طولت عنه ضحكت تليد بخفة، ثم أردف بشقاوة يطرب لها قلب عمران كثيرًا: -أجل نتغدى أنا وأنت في بيتك، هاه وش قلت؟ هز رأسه بابتسامة وهو يعتدل في جلسته على كرسي سيارته الواقفة أمام منزل نايف، ليقول: -وأنا أقدر أقول لا، حاضرين .. تنورين البيت باللي فيه (تحولت نبرته للجدية استشفتها تليد جيدًا) -تليد، ياكثر ما أسألك الأسئلة الغريبة .. بس أبيك ترسلين موقع بيت أختك نسيم زوجة غسان اندهشت تليد لوهلة من طلبه، لكنها لم تسأل وتستفسر كثيرًا لعلمها أن عمران لا يحب الجدل المطول في بعض الطلبات، فقالت بهدوء: -إن شاء الله تبشر، بس احنا رايحين لها الحين إذا تمشي ورانا حينها هتف عمران بحزم، ولم ينتبه لجملة ( احنا رايحين ) التي قالتها : -حلو أجل أنا واقف برا أنتظرك، اطلعي لي ودليني عليه بالمره همست حينها تليد بإحراج: -عمران فديتك مب لحالي معاي أختي أصر عمران على موقفه، وما يعني إن كانت هي بصحبة أختها، فقال بحزم وإصرار: -طيب أطلعي أنتِ وهي أوصلكم لبيتها وأقابل غسان، يلا لا تعطليني .. وايه صح لا تعلمين نايف إني وصلت قدام البيت ولا نزلت أسلم عليه ماهي حلوة بحقي، أنا بجيه بعدين أبيه بموضوع مهم أغلق الهاتف، لتغلقه هي وتعض شفتيها بورطة .. ارتدت عباءتها وخرجت لسيارته التي كانت بالفعل مركونة أمام باب المنزل #طوبى_لمقفر
Показать все...
بقوم، انتظريني تحت بتجهز وأنزل لك .. اشكري ربك إني تذكرت شغل لازم أخلصه والطلعة جت من الله خرجت تليد على عجل لترتدي عباءتها، لتتجه حنين نحو دورة المياه حتى تخفي عن ملامح وجهها تعب البارحة وصدمتها .. صحيح أنها لم تنم إلا ساعات قلائل .. وأنها ظلت مستيقظة الليل بأكمله تأكل بنفسها وتراجع ما فعلته عمتها هناء، لكنها تجاوزت ما حدث .. لعلمها التام أن والدها لن يجبرها على أمر لا تبتغيه، وأن مهما حاولت والدتها وعمتها إيقاعها في فخ ( عريس الغفلة ) كالعادة، يبقى القرار بيدها هي .. كم بات هذا الموضوع يضايقها، ويخنق روحها! لكنها في الوقت نفسه تحترم تضييق والدتها الخناق عليها، ولا تلومها على ذلك أبدًا فهي لا تعلم شيئًا مما أصابها لكنها لا تستطيع أن تعذر عمتها هناء، التي عاشت جميع مراحلها المتعبة وحاولت بإستماتة أن تخفي أمرها عنهم من العلاج الكيماوي .. لجراحة الاستئصال .. لكمية الحبوب التي تناولتها وأثرت حتى على هرموناتها وانتظام دورتها الشهرية .. جميعها مراحل، كانت هناء في إطار صورتها .. فلا يحق لها ذلك .. لا يحق لها رميها كطعم أمام أم العريس الغافل، ولا أمام أحدٍ أخر استحمت على عجل، ترتجي أن يختفي معه الصداع وأن تبدأ يومها بلطفٍ وهدوء على الأقل.. خرجت من دورة المياه لتقف أمام طاولة منتجات عنايتها .. نشفت شعرها جيداً، رطبته ثم عطرته، وجدلته في جديله طويلة، رطبت بشرتها ثم أعقبته بواقي شمس واكتفت بذلك ارتدت ملابسها، ثم حملت عباءتها وحقيبتها في يدها .. نزلت إلى الأسفل لتجد والدتها ووالدها يحتسيان القهوة ويتبادلان الأحاديث الهادئة، قبلت رأسيهما في صمت .. لتشعر بوالدتها تجرها من عضدها وتجلسها بجانبها بادرتها أم هيثم بجدية حانية: -تتصددين من أمك ظنك ما راح ألمح الضيق على وجهك، اسمعيني يابنت بطني عمتك هناء ما لها ذنب في الموضوع كله .. أنا اللي لزمت عليها وهي سمعت كلامي ونفذته .. عداها العيب ! لا أشوفك موريتها هالوجه العبوس أكمل نايف على كلام زوجته قائلًا بهدوء: -وترا عريس البارحة رديناه، حنا كنا نبي نعطيك فرصة تختارين لعلك ترتاحين له بس الظاهر أمك اللي ما ارتاحت له هزت حنين رأسها في هدوء تام وهي تتنفس الصعداء من تجاوز والديها لهذا الموضوع أيضًا، انحنت تقبل كتف والدتها هامسة بإعتذار لطيف، لتقول تلك بابتسامة: -لا تعتذرين مني اعتذري من عمتك، شوفيها حتى اليوم ما نزلت لنا، الوكاد إنها متضايقة وقفت، ارتدت عباءتها ثم ابتسمت بخفة: -عمتي أعرف أراضيها، خلينا نتصافى بين بعضنا يمه .. الحين اسمحوا لي ألحق على بنتكم أكيد طلعت للسايق من عجلتها #طوبى_لمقفر
Показать все...
التفتت له سبأ بنظرات واجمة، هتفت بهدوء: -ياحبك للدراما يا وهاب، البنت مسكينة واضح إنها مشتتة، أنا أول ما خلصت الممرضة تضميد يدي شفتها تبكي في وحدة من غرف الطوارئ .. ما قدرت أمشي بدون لا أسأل إن كانت محتاجة شيء أو لا والظاهر هي انصدمت من وجودي، قالت لي إن جوالها فضى الرصيد والنت حقه وماتدري شلون تتصل بالسايق حتى يرجعها وعيالها للبيت (زفرت ثم أكمل ) -قلت لك واضح إنها مشتتة لأن كان بإمكانها تسأل الاستقبال عن تلفون وتتصل بالسايق بس ياعمري عليها ما كأنها بالدنيا عيالها كل واحد طايح مريض هدأ وهاب من روعه، فهو حريص بدرجة كبيرة ولا يتعامل مع الغرباء بهذا الشكل المباشر ما دام ليس بنطاق عمله، قال بهدوء: -الله يفك عوقها، وزوجها وينه؟ هزت سبأ كتفيها بلا دراية: -مادري، ما جابت طاريه بس شوفة عينك تقول إنه في البيت، يعني هذا وش تفسيره ؟ الله يستر عليها ماودي أتدخل بأمور ما تخصني نظر لها لثانية ثم أعاد نظره على الطريق: -منهي بنته؟ حركت يدها المضمدة يمينًا وشمالًا وهي تعلم أن تحقيق وهاب لن ينتهي: -بعد مادري، بس إن اسمها مرجان .. ولمحت اسم ولدها الصغير من ملفه، اسمه سامي شهاب آل منيب .. تأفف وهاب وهو يمدد يديه، قائلًا بضيق: -أعوذ بالله من شعور الحمية اللي شب بصدري، الحين حنا تركنا المره وعيالها داخل بيت بدون ما أتأكد من إنه آمن، طيب وش دراني إن زوجها مو سكيّر ولا راعي خرابيط وبيأذيها نظرت له سبأ بدهشة: -لا وأنا أختك هذا شعور الفضول العملي اللي ما ينتهي بشغلك، فكنا من المشاكل وخلينا نمشي للبيت حك لحيته بـ(وهقة) وهو يشعر بذاك الشعور الذي يتراقص في صدره، شعور الحمية، شعور الفضول ربما -مثلما تقول سبأ-، لكن لا شك أن شعورًا بالتوجس راوده من سماع هذه القصة * * * صباحًا .. مع بزوغ أول خيوط الفجر .. وبعد أن ارتفعت الشمس مقدارًا جيدًا لتنشر أشعتها بلونها البرتقالي الدافئ على سماء المدينة .. يبدو أن ليلها لم تنمه، وإلحاح هذه الصغيرة يصنع حفلًا راقصًا من الصداع في منتصف رأسها .. تترجاها منذ ربع ساعة وهي صامتة لا تجد جوابًا تقوله حتى تصمت: -تكفين تكفين حنين، خلينا نطلع نتمشى ونفطر برا .. أنا قد كلمت نسيم اليوم فجر وقالت مروني ماعندي مانع قالتها تليد، لتمسح حنين على وجهها المرهق بقلة صبر، أخذت نفسًا عميقًا تملأ به رئتيها: -طيب تليد طيب خلاص يكفي زن فوق رأسي، وأنتِ بتطلعين كذا ولا استأذتني من أمي وأبوي؟ كشرت تليد عن أنيابها، قائلة بفمٍ مائل: -إلا استأذنت لو ما أذنوا لي ما كنت زنيت في رأسك كذا، بتقومين؟ تنهدت حنين، وقفت ثم اتجهت إلى غرفة ملابسها، تقول بصوتٍ عالٍ: #طوبى_لمقفر
Показать все...
تراجع هو الآخر خطوات أكبر من سابقتها والإحراج يكسوه حين رأى خروج فتاة متغطية من أعلاها لأسفلها وتحمل بحضنها فتاة يتعدى عمرها السبعة أعوام، نائمة هي الآخرى التفت سبأ للتي خلفها، همست بابتسامة ودودة: -تعالي يا أختي السيارة برا مشت سبأ محاذية لوهاب، ومن خلفهم تلك الباكية الخجولة من إحراج الموقف ككل، انحنى وهاب نحو سبأ هامسًا بحنق: -على أساس السيارة صافه في مواقف الطيارات، أنت دخلتي بكل قواك العقلية وطلعوك مجنونة؟ وش ناوية عليه يا حيوانة همست سبأ من بين أسنانها بغيظ من إصراره على إحراجها أمام الضيفة التي تعرفت عليها للتو: -وهاب ممكن تسكت لين نوصل البيت وأعلمك السالفة؟ خلينا نوصل البنية وعيالها لبيتهم تقول إنه قريب من المستشفى ثم هاوش على كيفك وصلوا حد السيارة، ركبت سبأ في الأمام وهي ما زالت تحمل الطفل النائم في حضنها، والضيفة ركبت خلفها مباشرة وقدميها لا تحملانها من شدة التعب والإرهاق والضيق والبكاء .. ركب وهاب أخرًا وتحرك بالسيارة ناولته سبأ هاتفها حيث أخرجت عنوانًا ما دون أن تتكلم، رأه وهاب بطرف عينه وهز رأسه بصمت .. ليقود بذات الصمت وقد كانت تلك محقة، فمنزلها لم يبعد عن المستشفى سوى سبع دقائق وثوانٍ قليلة حين توقفت السيارة كانت الضيفة الصامتة ستنزل، لكن وهاب هتف بجدية هادئة: -لحظة يا أختي خليني أتأكد إن المكان آمن، الوقت متأخر همست تلك بنبرة مبحوحة من بكائها، لتقول: -مشكور أخوي، زوجي موجود بالبيت تراجع وهاب بصمت، فنزلت سبأ وبيدها الطفل لتجاري خطواتها نحو المنزل الذي من حسن حظهم كان في الطابق السفلي -المنزل بنظام الدوبليكس مكون من ٤ شقق، شقتهم كانت في الفيلا الثانية، الشقة الأرضية- دخلت أولًا تحمل الطفلة حتى وضعتها على كنبة الصالة، ثم عادت لسبأ لتأخذ منها الطفل الصغير، لتقول بصوتٍ بح من بكائه: -مشكورة حبيبتي مشكورة، ما أدري كيف أرد لك هالمعروف اللي سويتيه لي ابتسمت سبأ بود واحتضنت يدها المضمدة بشاشٍ أبيض: -ما سويت إلا واجبي اتجاة بنت بلدي يا "مرجان"، إن احتجتي شيء وقت ما زوجك مشغول تكفين اتصلي فيني! عديني أختك ابتسمت مرجان بتعب، وهي ترفع غطاء وجهها وتمسح دمعها ثم تحتضنها بخفة: -وأنتِ بحسبة أختي، ذكرتيني بأختي .. الله يوفقك ويحفظك وين ما كنتي آمنت سبأ خلفها بخجل عميق من مبادرتها اللطيفة، وادعتها ووعدتها بإتصال قريب منها لتطمئن على أطفالها ..سامي والريم ركبت السيارة، وما إن أغلقت الباب حتى بادرها وهاب بجدية غاضبة: -ممكن الحين تنوريني بالعلم الصحيح بدل لا أنا مثل الاطرش في الزفة المره اللي وصلناها بيتها ذي وش من طينه، آنسية ولا جنية ولا حرامية؟ #طوبى_لمقفر
Показать все...
تناولت رقمها وبطاقة أحوالها منه ليلتفت إليها حين قال بجدية: -أنا بقعد في الإنتظار عن صياح البزارين ذا .. لا نادوك ادخلي ثم لا طلعتي اتصلي فيني، ياويلك تمشين يمين يسار! اتصلي وأنا بجيك لين مكانك تغضن جبينها بامتعاض، تأففت بخفة لتقول بهمس: -طيب طيب خلاص، اف خرج وهاب إلى الخارج بعيدًا عن رائحة المستشفى وإزعاج الأطفال مثلما قال، جلس على إحدى الكراسي المتوزعة في حديقة المستشفى، ولدرء الملل .. هاتف أصحابه الذين يجتمعون في استراحتهم، شاكسهم، رمى عليهم النكات السخيفة، هددهم بأخذ حقه منهم .. والكثير من الكلام الذي لا ينتهي من وهاب حينها رن هاتفه باسم إياس، أجابه مباشرةً بعد أن أغلق اتصاله بأصحابه: -ياهلا والله بالشجاع المغوار، انشهد إنك أخو وهاب ما رحت بعيد عنه .. الحمدلله على السلامة يابو إبراهيم إياس بالطرف الآخر أردف بنبرة جادة: -الله يسلمك، وش عنده خطك مشغول له ساعة؟ اتسعت ابتسامة وهاب وهو يفهم نبرته: -أبد كنت أتوصى بأخوياي، تبي شيء تآمر على شيء؟ أردف إياس بذات الجدية والحزم: -مابي منك شيء، سبأ وش أخبارها ؟ إذا هي جنبك عطيني أتطمن عليها وهاب بنبرته المرحة أردف: -أولًا وقبل كل شيء تراها احترقت عشاني بسم الله عليها، لا يكبر رأسك وتقول لك الشيخة بنت الشيوخ إن العشاء كان لعيونك .. أدري فيها أم وهاب قالت وخلصت، ثانيًا سبأ مهب جنبي قاعدين يضمدون لها الجرح .. قصدي الحرق اللي هو حينها أردف إياس بنبرة غاضبة مجهدة: -وهاب ماهو وقت تخفيف دمك علي، أنت كيف تارك أختك لحالها ليش ما دخلت معها تطمن عليها ؟ -"أختك جدعة ما تحتاجني عشان تدخل عند الدكتورة، بعدين ياخوك أنا بطني يمغصني من ريحة المستشفى، ما أدانيهم هم ودكاترتهم" قالها وهاب بابتسامة، وهو يستريح في كرسي الإنتظار، ليزفر إياس بيأس من أحاديث وهاب: -الله يصلحك، قوم روح لها وإذا طلعت خلها تتصل فيني، قلبي عندها وهاب بمشاكسة لطيفة، يحاول بها تغيير جو إياس الذي تعكر من نبرة صوته: -فديت القلب يابو إبراهيم، ما ينولنا منه شيء؟ عطينا الله يعطيك قهقهه وهاب حين أغلق إياس الخط في وجهه، ادخل هاتفه بجيب ثوبه واتجه لداخل المستشفى بحثًا عنها، وقف بالقرب من استراحة النساء التي دخلت إليها، حين تباطئها كان سيتصل بها .. لكن فوجئ بها تخرج من الباب حاملة بيدها طفل صغير نائم على كتفها تراجع وهاب وحاجباه يرتفعان، هتف هامسًا بدهشة: -بسم الله الرحمن الرحيم، أنتِ رايحة تضمدين ولا تولدين؟ عضت طرف شفتها باستياء وإحراج شديدين، همست بنبرة ساخطة: -ما أكبر سخافتك ياوهاب، اسكت فشلتنا البنت وراي #طوبى_لمقفر
Показать все...
يمه أخاف أطيرك أنا بسرعتي, امش جعلني قبلك والله إني طيب وماعلي باس وصلا حتى الصالة, اراحته على الكنبة ووضعت من خلفه الوسائد حتى ارتاح في جلسته: -إلا والله جعلني أنا قبلكم أنت وأخوانك ولا أذوق أحزانكم تناول إياس كفها، قبلها بعمق واشتم رائحة الحنية المنبعثة من مسامات جلدتها، همس بحنو: -ولا يورينا حزنك يالغالية، وش فيك ضايق خلقك؟ هذاني قدامك بخير وعافية هونيها على نفسك تنهدت شيخة، جلست بجانبه، مسحت على يده التي تمسك كفها: -أنتو رأس مالي يا إياس، ما عاد باقي لي أم لا أب لا أخوان ولا سند .. أنتو ظهري وعزي وذخري اللي أراهن فيه وجايع هالزمن، لو هي وخزة إبرة يضيق خلقي عليها، ما بالني وأنا أشوفك ترمي نفسك في النار ابتسم ابتسامة مجهدة وهو يشد على كفها: -يمه الله يخليك لي لا تبدين بموال شغلي اللي مستحيل أتركه إلى أن يشاء ربي (تحولت نبرته للهمس الحاني) -افتخري فينا يمه، بدل لا تاكلين نفسك بالخوف افتخري فينا واحتسبينا عند الله، والله ما أغلى منك إلا هالشغل دامه في سبيل الله ولأجل الوطن نظرت له بنظرات دامعة، متألمة على حالها: -وهو بيدي يامك؟ بيد هالقلب اللي ينقال عنه قلب أم .. بكرة لا جالك عيال وجربت شعور الأبوة منت قادر تحاسب أمهم على إحساسها فيهم استكانت ملامحه عند الخاطر الأخير، سعل بخفة ومسح على صدره .. نظر لوالدته بهدوء: -أجل وين وهاب وسبأ؟ ظنيت إنهم بيستقبلوني من على باب البيت وكل واحد فيهم بيشيلني عن يميني ويساري نزعت شيخة عباءتها، ثم تنهدت ببأس: -أختك الله يصلحها دخلت المطبخ عشان تطبخ لنا العشاء على قولتها وحرقت يدها .. أصر عليها وهاب ياخذها المستشفى عشان يتطمن على حالة يدها، لما طلعنا احنا كانو هم على وصول للمستشفى بتصل في وهاب أتطمن عليها اعتدل إياس في جلسته بقلق، وهو يهتف بنبرة متوترة: -وتوك تقولين لي يمه الله يهديك، خليني اتصل في وهاب أشوف وش سوو يمديهم خلصوا هالوقت * * التفت وهاب إلى سبأ أثناء مشيهما إلى مدخل المستشفى، بنبرة قلقة: -أنتِ بخير؟ حاسه فيها بألم؟ ابتسمت سبأ بوجع، يدها تؤلمها بالفعل وتشعر بوخزات حارقة بها لكن تصطبر، إلا أن وهاب أتعب رأسها من كثرة الأسئلة: -لا والله وأنا أختك بس أحس بالحرارة تدغدغني عشان كذا يدي حمراء .. وهاب خلاص أهلكتني بالأسئلة طول الطريق قلت لك حرق بسيط بس أنت اللي أصريت على روحة المستشفى توجها للإستقبال، اخرج بطاقة أحوالها وأعطاها الممرضة خلف الطاولة، همس وهو ينحني إليها: -مهب عشاني حاس بتأنيب ضمير لأني غصبتك تسوين لي معكرونة بالبشاميل، لازم أكفر عن ذنبي عضت على لسانها بحنق، وصمتت إحترامًا للمكان .. #طوبى_لمقفر
Показать все...
حسبي الله عليك يا شهاب من زوج وأبو " هتفت بها مرجان بنبرة هامسة باكية وهي تقف في طوارئ المستشفى تحمل بحضنها سامي الصغير, وتمسك بيدها الحرة يد الريم المرهقة .. تحسبت على شهاب مرارًا وتكرارًا غير آبهة بما سيحصل له من وراء تحسبها عليه عديم المسؤولية, تركها هي وابنائها في هذا الوضع المزري كانو قد وصلوا إلى المدينة في وقت متأخر نظير توقفاتهم المتكررة في الطريق, وحينما وصلوا إلى المنزل الذي أصبح مقرًا لهم وجدته في حالة يرثى لها وهي من تركته ليومين فقط, تجادلت هي وشهاب مطولًا انتهى الأمر بخروج الأخير من المنزل ضاربًا بابها بقوة شديدة استغرقت حينها مرجان ساعتين في التنظيف والترتيب وسط فوضى ابنائها وإزعاجهم اللامتناهي, وحين انتهت شعرت بالخوف من سكون المكان وسكوت أبنائها عن تذمرهم .. بحثت عنهم فوجدت الاثنين ينامان في غرفتها هي وشهاب, ارتاع قلبها من منظرهم المجهد سامي كان ينام في الأرض, والريم تنام عرض السرير .. اتجهت أولًا نحو سامي وحاولت إيقاظه, وفور أن رآها بدأ بالبكاء والنشيج بصوتٍ عالٍ .. وهي تسمي عليه وتحصنه مراتٍ عدة, حممته, أبدلت ملابسه بملابس نظيفة, حاولت إطعامها عشاءً خفيفًا فرفض بإستماتة لمست جبهته, وجدتها دافئة آنذاك .. رددت بداخلها وهي تحتضنه وتذكر اسم الله عليه: -" الله يهديك يا ريحان كم مرة قايله لك شغل الحلويات بطليه عنه " حملته برفقتها وعادت إلى الغرفة الرئيسية, انحنت على الريم الذي تعرق جبينها: -الريم, يا ماما .. قومي حبيبتي غيري ملابسك ونامي على سريرك, يالله قومي أنتّ الريم آنة موجوعة, فشعرت مرجان بوخز إبرة .. انحنت مجددًا, لمست جبينها فارتعبت حين وجدته ساخنًا, بل ويشتعل من شدة سخونته صعد الدمع إلى عينيها, وأخذت تبكي وجعًا وحسرة, وجعًا على وجودها بعيدًا عن أهلها .. وحسرةً على زوج ائتمنته على نفسها وصغيريها .. فوجد الفرصة ليهرب من مسؤوليتهم تماسكت بصعوبة, ثم تصرفت سريعًا, فيجب أن تلحق على ابنتها حتى لا تؤثر بها الحمى وتقضي عليها, لبست عبائتها وطلبت إحدى سيارات الأجرة ولم تنسى أثناء خروجها أن تحمل معها حقيبتها بإثباتها وهاهي تجلس في كراسي الطوارئ تنتظر دورها في الكشف, ولسانها ما انفك يدعو ويتحسب على زوجها البليد, لتشمل أبنائها في دعواتها بالشفاء العاجل نادت الممرضة على اسم الريم شهاب فوقفت بوضعها ذاك لتدخل أخيرًا إلى الداخل * * دخلا من باب المنزل, لا تعلم من يسند الثاني .. هي أم هو, هتفت بحنية: -بشويش يمه بشويش على نفسك هدي من مشيك مافي شيء بيطير ابتسم إياس بإرهاق بادٍ على وجهه بعد خروجه من المستشفى هذا اليوم, ويد والدته تحتضن عضده: #طوبى_لمقفر
Показать все...
Выберите другой тариф

Ваш текущий тарифный план позволяет посмотреть аналитику только 5 каналов. Чтобы получить больше, выберите другой план.