سّمـه

رمضان قصير لا يحتمل التقصير. ما أسرع أن مرَّ يومه الأول وإذ بنا في نصيف اليوم الثاني! {أياماً معدودات} فلنتغنمها ونجعلها بدايةً جديدة لنا مع الله.. فبالصلاة والقرآن والدعاء والأذكار سيصلح كل شيئ.

عَن شِدّة حَرارةِ قَلب المُنتَظِر عَن مأسآتهِ في التَخبط وَتقصيرهُ تجاه مولاه.. حيناً يذكرهُ وأحياناً أخرى كثيرة يغفل عنهُ.. عَن هذهِ المعاناة التي تُكبّل الروح مُبعدةً إياه عن عطرِ يُوسُفهُ!

سيأتي حاملاً في كفيه الغوث، ناشراً في الأرض عدل السماء، مدركاً كل مَن نادى يا ابا صالح أدركنا..

اِنَّ قَائِمَنا اِذا قَام اشرقَتِ الأَرضُ بِنُورِ رَبّهَا - الإمام الصادق علية السلام

وإذَا خرَّ بكَ أمرَان لا تَدري أيّهُمَا خَيرٌ وأصوَبُ، فانظُر أيّهُمَا أقرَبُ إلى هوَاكَ فَخَالِفهُ؛ فإنّ كثِيرَ الصّوَابِ فِي مُخَالفَةِ هوَاكَ. _الإمام موسىٰ الكاظم (عليه السّلام).

‏تمُر على الإنسان أوقات تكون فيها أعظم أمنياته، هي أن لا يشعُر.

سَلامٌ علىٰ الطّمأنينة التي تجتاحُ قلوبنا بمجرد قولنا "الأمان الأمان يا صاحِب الزّمان"

صحيحٌ أنَّنَا نحزنُ لأحزانِ آل محمّد وَنفرحُ لأفراحهم، وَهذا الوَاجبُ علينَا، وَذكرهُم في كُلِّ حالٍ حَسن. لكنَّ هذا ليسَ مُبرّرًا ليأتِي أحدهم وَيعترضُ مثلًا علىٰ: استماعنَا إلىٰ القصائد في أيَّامِ الفَرح؛ الحزنُ دواءُ القُلوب، وَعلاجٌ لأمراضِ النَّفس، وَأُنسُ لروحِ كُلِّ مُحبّ.. لكُلٍّ طريقتهُ، الحُزن لأجلهم ليسَ فقط طقوس بُكاء، وَليسَ ثِقلًا علىٰ وجودنَا، بقدر ما يُخفّفُ من ثقلِ مَا حملنَا من ذنوب..

‏وجودك بالمعنىٰ الدقيق والحرفيّ يَحْشو الدفء بأكمله في حياتي، ويزيح عنّي شيئًا يضغط علىٰ صدري.