بلسانٍ عربي

وما خُلِقَ الإنسانُ إلا للجهادِ في هذه الحياةِ حُرًّا كريمًا، فإذا سُلِبَ الحُرّيَّةَ وذِيدَ عن الكَرامةِ، فعليه أن يُجاهِدَ في سبيلِهما جِهادًا مُتطاوِلًا هو وأبناؤهُ وذَراريهِ لا تُداخِلُهُم سَآمَةٌ ولا ضَجَرٌ ولا مَلَلٌ مُستعِينًا باللهِ الذي يَنصُرُ المُستضعَفينَ في الأرضِ ويَنصُرُ الذين لم يَمَلُّوا الجهادَ فيَلجأوا إلى المُهادَنَةِ أو المُفاوَضَة. أيُّها الإخوانُ الصَّنادِيدُ! جاهِدوا وصابِروا ورابِطوا ولا تَمَلُّوا حتى يأتيكُم نصرُ الله، ولا تَعجَلُوا على رَبِّكُم فإنَّ اللهَ لا يَمَلُّ حتى تَمَلُّوا، فإذا مَلَلتُم فيومئذٍ يَحِيقُ بكم ما حاقَ بكُلِّ مَن هادَنَ في حُقوقِ بلادِه. - محمود شاكر رحمه الله. #بلسان_عربي

تكسي البلاغة الكلام وقارًا فتضيف إلى صواب معناه حسن القبول، وتُبرز من ذلك مقام مَن قاله ونطق به..

الألم في الحب والألم في المصائب كلاهما أسلوبٌ إلهي رحيمٌ على قدر ما هو عنيف، يُؤتي من القوَّة بمقدار ما يبتلي من الضَّعف، وينتهي إلى السّعة في الروح كما يبتدئ بالضِّيق في الحاسة، وينُشِئ فينا مع النظرة المتألِّمةِ أو المتحزِّنة أو المتكسِّرة نَظراتٍ أخرى، منها النظرةُ المفكِّرةُ، والشاعرةُ، والمتحدثةً في صمتها واسترسالها بأسرارٍٍ عاليةٍ كانت معانيها من السموِّ الروحيِّ؛ لأن لغتها من الأوجاع والأحزان! - الرافعيّ رحمه الله. #بلسان_عربي

الدعاء على ضربين وكلاهما مجاب: منع وعطاء، فمن دعا وظنّ أنّه لم يُستجب له فقد أجيبت دعوته بالمنع، فإن الله -عزّ وجل- سمع الداعي فلم يحقق له مطلبه، وهو على ضربين: فإمّا منع بعد الدعاء مباشرة، وإمّا بعد وقت يتبيّن فيه للممنوع حكمة منعه، والعطاء بالمثل. ولهذا من دعا بدعوات كثيرة يجد منها ما أجيب في نفس الوقت؛ لأنه موعدها، واستجابة إحداها معناه إجابة جميعها؛ ويجد ما لم يُجب، فدعاؤه مسموع بالمنع، وما أجيب فمسموع بالعطاء، في أوقات مختلفة من الزمن هى توقيت كل دعوة. قال -صلوات الله وسلامه عليه-: « سألتُ رَبِّي ثَلاثًا، فأعْطَانِي ثنتيْنِ وَمَنَعَنِي وَاحِدَةً؛ سَأَلْتُ رَبِّي: أَنْ لا يُهْلِكَ أُمَّتي بالسَّنَةِ فأعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لا يُهْلِكَ أُمَّتي بالغَرَقِ فأعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لا يَجْعَلَ بَأْسَهُمْ بيْنَهُمْ فَمَنَعَنِيهَا». وتقول أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها وعن آل أبي بكر-: «ما أرى ربّك إلا يُسارع في هواك»؛ لأن هواه ﷺ شريف كلّه، خير كلّه، فيسارع الله فيه، خلاف أهواء البشر، أهواء مؤلّهة، وهواه ﷺ عبد له، وسائر الأنبياء -صلوات الله عليهم- ولهذا جميع دعائهم مجاب، فكل نبيّ دعا الله بالفرج رغم احتماله وصبره على البلاء كان دعوته لخير ولهدف، فنوح دعا على قومه حتى لا تفسد الأرض بهم فيمن بعدهم، وإبراهيم سأل الولد في شيخه فقال: ربّ هب لي من الصالحين، ليصلحوا من بعده، ولهذا حزن يعقوب على فقد يوسف المصلح والوليّ من آل يعقوب، ودعا زكريا بيحيى لأنه خاف من يهدي قومه من بعده، وأيّوب طلب الخروج من البلاء؛ لأن امرأته باعت شعرها لتنفق عليهم وليس لضيقه من البلاء، فمطالبهم شريفة وغاياتهم منها عظيمة. #بلسان_عربي.

فلسطين شعلة الإسلام التي يحاول أن يطفئها اليهود، والشام ومصر هما جناحاه المكسوران، ولهذا السبب كانت الشام موطن الأبدال (سبعون رجلاً صالحًا أو أربعون يُصلحون في الأرض، إذا مات أحدهم سدّ مكانه غيره) ومصر موطن الأبطال، يُربّيهم الله بعيدًا عن الأنظار. #بلسان_عربي.

﴿إِنّا عَرَضنَا الأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالأَرضِ وَالجِبالِ فَأَبَينَ أَن يَحمِلنَها وَأَشفَقنَ مِنها وَحَمَلَهَا الإِنسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلومًا جَهولًا﴾ [الأحزاب: ٧٢]. ولمّا كان إلى الله المنتهى فتؤدى إليه الأمانة التي استودعها الإنسان جعل الطريق إلى المنتهى سراجه المنير ﷺ، خير من حمل الأمانة وخير من استودع الله فيه أمانته، فصلّى عليه مثنيًا وصلت عليه ملائكته ترحّمًا، وأُمر الذين آمنوا أن يستنيروا به فيصلون عليه ويسلمون طلبًا للرحمة فيحمل لواءهم في الآخرة ويُدنيهم منه: يا ربّ أمّتي. #بلسان_عربي.

الغفلة نعيم هذا العالم الفاني، لكنّ الذين استفاقوا منها فهموا حقيقته، فإما يفجّرون ثورتهم وتلك همّة الملوك والأبطال والقادة، وإمّا يبنون دواخلهم وتلك همّة الحكماء والفلاسفة والأولياء. والهدم أسهل من البناء، لأن العدم أصل والوجود فرع عنه، والانسجام مع العدم اعتراف بالعجز عن بلوغ الذين بنوا فيه.. وقد قيل: النفس تستكمل وجودها بموت صورتها ومادتها. الصورة هي إدراك النفس للعالم، فكلما حصّلت بالعلم عن العالم اكتسبت شخصية جديدة (صورة جديدة) وهذا متفاوت.. ومادتها هي الجسد الذي تُخرج قوّتها وتعبر عن شخصيتها من خلاله، فإذا بلي الجسد وبليت الصورة (لأن العالم يبلى بالمثل) تحررت النفس للعالم الحقيقي والثابت في الآخرة، الموت يقظة كما يقول شيخي الإمام -نحرت العلم قربانّا لمعارفه-: الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا. وعلى هذا يقول المتصوفة: «إزالة التعلقات بعد فناء الآلآت من المُحالات»، وآلة النفس الجسد، وطول ما هي فيه فإنها تكتسب منه تعلقات كثيرة تدوّن في النّفس فلا تبلى، فتثبت في الجنة أو تطهرها جهنّم. #بلسان_عربي.

أيا لهفي على النفس الكريمة السامية بفضائلها الذي يكون الموت خيرا عندها من الذل، ثم هي من بعدُ مجبورة عليه! رحم الله أهل غزة…

﴿وَأَزلَفنا ثَمَّ الآخَرينَ﴾ [الشعراء: ٦٤]. وهو نزول فرعون البحر ومن معه! لأنهم يعتقدون أنه من سحر موسى. أمّا الجمع الثاني: ﴿فَلَمّا تَراءَى الجَمعانِ قالَ أَصحابُ موسى إِنّا لَمُدرَكونَ﴾ [الشعراء: ٦١]. خائفون رغم كونها معجزة من الله. #بلسان_عربي.

﴿وَأَصحابُ اليَمينِ ما أَصحابُ اليَمينِ • في سِدرٍ مَخضودٍ • وَطَلحٍ مَنضودٍ • وَظِلٍّ مَمدودٍ • وَماءٍ مَسكوبٍ • وَفاكِهَةٍ كَثيرَةٍ • لا مَقطوعَةٍ وَلا مَمنوعَةٍ • وَفُرُشٍ مَرفوعَةٍ • إِنّا أَنشَأناهُنَّ إِنشاءً • فَجَعَلناهُنَّ أَبكارًا • عُرُبًا أَترابًا﴾ [الواقعة: ٢٧-٣٧]. فإن ما فيها كامل كلّه، يعدد سبحانه فيها محاسنها كلها، وفي الأرض يستثني لتفاوت ما فيها بين ردئ وحسن، وفي الجنّة بين حسن وحسن. فإن القرآن جئ منه بعلم يفسّر الحقائق ويكشف مبهمها، فلا حاجة له بخارج يكشفه. ميسّر يخرج منه، ولا ينفد ما يُعطي. وفي التدرج الأرضي، كذلك تقول التوراة [إشعيا 7: 15،14]: «وَلكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ». زُبْدًا وَعَسَلًا يَأْكُلُ مَتَى عَرَفَ أَنْ يَرْفُضَ الشَّرَّ وَيَخْتَارَ الْخَيْرَ». فهل ليس في الأرض إلا الزبد والعسل..؟! فهذا كسالفه، أن الزبد منتهى ما يخرج من الدم واللحم، والعسل منتهى ما يخرج من الثمار فدلّ على ما دونه من مأكولات ومشروبات. وأخيرًا يقول زيد بن أسلم -رضي الله عنه-: «اذهب فتعلم كيف يُسأل ثمّ تعال فسل». #بلسان_عربي.