كُنَّاشة قارِئة

حاتم ذو العشرة أعوام قبل قليل، تمام الثانية عشرة منتصف الليل، وقف بجانبي يحمل بين يديه "طبق بيض"، لم يبقى منه سوى بيضتين مكسورتين، أو قل مهشمتين، غير صالحتين للأكل، تفاجئت بصوته وهو يقول: بيض، بيض! التفت إلى مصدر الصوت لأرى طفلاً في العاشرة من عمره، ينظر إلي وقد احتسبت دموعه في عينيه، كان ذلك واضحاً، وكأنها هي دموع الترجي، ولا شيء سواها! طفل على أكثر تقدير يبلغ عمره عشرة أعوام، تفاجئت من وجود طفل في هذا السن، وفي هذا الوقت المتأخر من الليل! كان واضحاً أن الطفل كافح طوال اليوم من أجل أن يبيع 30 بيضة، وها هو الآن ينتظر عبثاً أي أحد ليشتري منه ما تبقى، بيضتين فقط! أخذت منه البيضتين، وأعطيته مبلغاً من المال، وسألته: ما اسمك؟ قال: حاتم! اسم اعتدنا أن نسمعه عن أكثر شخصية عربية اشتهرت بالكرم، ويالتناقض! ها أنا ذا أمام طفل ينتظر من يشتري منه ليعود إلى منزله، ليس هذا عكس الكرم، بل عكس الشهامة في هذه البلد! سألته: أين منزلك؟ رد قائلاً: في حِزيَز! صدمة أخرى! أليس مكانك بعيداً أكثر من اللازم على أن تتواجد في هذا المكان في هذا الوقت المتأخر من البيت؟!! قلت في نفسي! سألته: لم لم ترجع إلى البيت حتى الآن؟ قال: لا أستطيع الرجوع إلى المنزل حتى أبيع كل ما لدي، وإذا لم أفعل فسأتلقى ضرباً مبرحاً من والدي! صدمة ثالثة! لوهلة توقفت وأنا لم أتوقع تلقي كل هذا البؤس من هذا الطفل، كأنما تكثفت حالات البؤس لتجتمع جملة واحدة في حياة هذا الصبي البائس الذي يعيش في بلد - يا للسخرية -يُطلق عليها "اليمن السعيد"! نحن كاذبون حتى في جراحنا! ألقيت له التحية قبل مغادرتي، شخص آخر على سيارته رأى الطفل فناداه وأعطاه مبلغاً من المال وقال له: ارجع يا بني إلى منزلك فوراً. أقسم أن لو اجتمع أهل الأرض كلهم من ذوي القلوب الحية والضمائر النبيلة ورأوا حال هذا الطفل لأشفقوا عليه. فحاله، وعمره، وشكله، ووقت تواجده، وموقع منزله، كلها تقول أن هذا الطفل يعيش في بؤس لا يعلمه إلا الله! صدقني - أيها القارئ - في هذا المنشور لم أستطع أن أصف لك شيء مما رأيت، إنما نقلت لك ما شاهدته قبل قليل بكلمات فقيرة لم يسعفني حزني على هذا الطفل أن أكتب أفضل منها! موقف الليلة هذا ذكرني بمستوى النفاق الذي وصل إليه كثير من أهل بلدنا، الذين - على حساب كل البؤس والظلم والتعاسة والفقر في هذا البلد - أرادوا أن ينافقوا العالم كله، ويدفعوا يوتيوبر ليصور هذه البلد التعيسة في صورة أجمل! أرادوه أن ينقل صورة مكذوبة ليس لها انعكاس إلا في طيرمانات المترفين، ودوواين ماضغي البرسيم البشري من النوع الفاخر! "اليمن السعيد"! كذبة عمرها أكثر من أربعة آلاف عام، أطول كذبة في تاريخ الكون والكائنات منذ الزمن الطباشيري، لا زال منا من وضعاء القوم وأسافلهم من يقتات عليها، ويريدون أن يصوروا هذا البلد - الذي يرفل أجياله في أوحال التعاسة - كما لو أنه ظل سعيداً منذ بدء الخليفة. وددت لو أنني اليوم أملك قلماً غير هذا الذي أملكه، قلماً يمكنه أن يحكي لكم ما رأيت كما رأيت، لكنني أزعم أنني لو امتلكته جدلاً ما وسعني أن أكتب غير ما كتبت، تزاحم مشاعر الألم لم ترك فسحة للقلم!

وضّح هذه المفاهيم لأبنائك ▪️رسخ في عقل طفلك أنه أحد مخلوقات الله، كما أن حياته ومصيره في يده سبحانه، فهو المتصرف في هذا الكون، وعلينا عبادته وطاعته والعيش على النحو الذي يرضاه لنا، ويجب أن يستمر العمل على ترسيخ هذه المعاني حتى نهاية الطفولة المتوسطة، أي إلى سن العاشرة، وبعد ذلك يكون التذكير بها حسب الحاجة. ▪️شجع الطفل على قبول ذاته؛ حيث إن في ذات المرء وفي ظروف أهله وأوضاعهم أموراً يصعب أو يستحيل تغييرها، ومن ثم فينبغي للصغير أن يتكيف معها، ويحاول الارتقاء والتحسن في إطار وجودها. ▪️ اشرح للطفل أننا مسلمون، وأن المسلم يعتقد أن هذه الحياة هي دار اختبار وامتحان، وكل الناس ممتحن، الجميل بجماله، والقبيح بقبحه، والغني بغناه والفقير بفقره، والذكي بذكائه.. المهم في نظرنا نحن المسلمين ليس نوعية الابتلاء، وإنما النجاح في الابتلاء، أي أن نتصرف التصرف الذي يرضي الله تعالى، وأن نحقق أهدافنا المشروعة في إطار الأوضاع التي نحن فيها، مع السعي المستمر لجعل تلك الأوضاع أفضل وأكرم. #عبد_الكريم_بكار #تأسيس_عقلية_الطفل #حديث_التربية

‎⁨دور المرأة في التنمية⁩.pdf

عدد صفحاتِه: ٣٢٧ صفحة أنهيتُ قراءتَه: ٥ ذو القعدة ١٤٤٥ هـ ١٣ مايو ٢٠٢٤ م #رقية_طه #دور_المرأة_في_التنمية #حديث_المرأة

تَذَكَّر دائمًا.. ليس الطّريق بتلك السّهولة، ولا المسار يشبه صورة الورق عند رسم الفكرة، وكتابة الخطة، وتفريغ العقل مما فيه! الميدان مختلف، وكفّة الميزان ليست لك دائمًا، ستعاني مرارًا، ستشتاق للرّاحة، وتحنّ للجلوس، لكن غايتك أكبر من متعةٍ لحظيّة، وهدفك أعلى من سفاسف الأمور، تقتات على المحاولة، وتُطيل المُصاولة، وإن وقعت اليوم تقف غدًا مَن يحمل في صدره إيمانًا صادقًا لا يبرد قلبه، ولا تذبل روحه، ولا يرتجف عند عثرةٍ عابرة! مَن صَدَق سِرُّه، كَثُرَ بِرُّه، ليكونَ بارًّا بنفسه، فلا يظلمها، وإنّ ظُلم النَّفس أن تيأس! و انطفاء العين ألّا ترى، وموت الشُّجاع ألّا يأخذ خطوة. من قال لك؟ أنك لن تفقد شيئًا منك أثناء محاولاتك؟ لن تترك نصفًا في الطّريق؟ لن تشتاق ما اعتدت عليه؟ لن يعتصر قلبك عند كل كبوة؟ هذه الحياة! مكابدة، لا ارتواء لقلب المحبّ إلا جَنّة، نختار درب الرِّضا حتى لا تهلك النّفس في المنتصف، نتمسّك بالصَّبر كأنه الخيار الوحيد، ونسجد كأنها اللحظة الأخيرة، ونرى الصّراط في كل شيء. #قصي_العسيلي #حديث_الهمة

يا بُنيّ إنْ مَـسّ قلبك التّعب وَبلغَتْ آهَ الحُـزن مَبلغها فادخل إليه مِن حَولك بالتّـبرّي ثمّ اسأله ما شِئتَ بالتَّرجي والزَم الحَوقلة اخلَـع حَولك بينَ يديه يَهبك ما أعجَزك سبحانه يُضعِفكَ كَـي يَدُلّـك عليه فإذا فهمتَ المعنى فقد أرادك فقُـل: أنتَ القويّ وأنا فقيرك طلبناكَ بقوّتك وسألناكَ بِضَعفنا فأتنا بِحوائجنا نحـن الفقـراء إليك! #كفاح_أبو_هنود #حديث_المناجاة

مرحلةُ التّساؤل وكيفية استغلالها؟ إن مرحلة الطفولة المبكرة تقع بين ثلاث وست سنوات، وقد فطر الله الطفل على حب التساؤل في هذه السن؛ كي يزود عقله بأكبر قدر ممكن من المفاهيم والمعلومات، وقد أطلق أحد الباحثين على هذه المرحلة اسم (مرحلة التساؤل).. حيث تدل بعض الدراسات على أن ما بين (١٠ إلى ١٥%) من حديث الطفل في هذه المرحلة يكون عبارة عن أسئلة، فتسمع منه دائماً: ماذا، ولماذا، وأين مکانه، وكيف صار؟ ومن أين جاء؟ وما هو؟ إلخ إنه يريد معرفة كنه الأشياء التي تثير انتباهه، ويريد أن يفهم الأشياء التي يراها ويسمع عنها، وقد يفهم الجواب، وقد لا يفهمه، وقد ينصت وقتاً كافياً للإجابة، وقد لا ينصت. الحوار مع الأطفال، وتشجيعهم على القراءة، وزيادة المكتبات والمعارض والمتاحف، وشرح ما يصعب عليهم استيعابه، وتوفير ألعاب الذكاء، كل هذا يساعد على امتلاك الصغار لقدرات ذهنية جديدة كثيرة تختلف فيها، وهذا ما نتطلع إليه، وينبغي أن نحرص على إيجاده. كما ينبغي الإعراض عن التفكير في الذكاء الموروث، والكف عن تقويم الأبناء والتعامل معهم بناء على ما نعتقده من وجوده لديهم، والعمل على إثراء البيئة التي نوفرها لهم، بالإضافة إلى الإكثار من التدريب على التفكير بالوسائل المختلفة، فهذا هو الذي يعود عليهم بالنفع الحقيقي بإذن الله تعالى. وشيء آخر أود التركيز عليه، هو ذلك العناق الأبدي بين الشكل والمضمون، فطرق تربيتنا وتعليمنا لأبنائنا، تؤثر تأثيراً كبيراً في نوعية المفاهيم التي نود إيصالها إليهم، كما أن المفاهيم التي اخترناها لتثقيفهم وتكوين عقلياتهم، تؤثر في طرق تربيتنا، ومن هنا فإن أي تقدم يطرأ على طرق التربية، ينعكس إيجاباً على المضامين الفكرية. #عبد_الكريم_بكار #تأسيس_عقلية_الطفل #حديث_التربية

التّربية والهَدف منها جعل الله هذه الدنيا داراً للابتلاء والاختبار، وإن من أشد ما ابتلينا به: القيام بحقوق الأهل والأبناء وتوجيههم، والأخذ بأيديهم إلى ما فيه خيرهم في دنياهم وآخرتهم. والحقيقة أنه لا يوازي العمل الشاق الذي يقوم به المربون، إلا ذلك النبل الذي تنطوي عليه نفوس المعلمين والآباء الناصحين، ولا يخفف من الشعور بأثقال التربية، إلا ما ينتظره المربون المخلصون من مثوبة الله تعالى وحسن جزائه ومعروفه. ولهذا فإن إرهاق النفس واستنفاد الطاقة الروحية في التربية والتعليم، من أعظم ما يتقرب به إلى الله تعالى، ولم لا؟ والمربي يترك بصماته القوية على الاتجاهات الفكرية والشعورية لدى من يربيهم. إن الهدف من التربية هو تنشئة جيل ملتزم بتعاليم دينه، قادر على التعامل مع معطيات زمانه، منضبط ذاتياً، ومقدر للمسؤوليات الملقاة على عاتقه؛ وهذا لن يتم إلا من خلال وجود مربين، يملكون ثقافة تربوية جيدة، ولهم وضعية سلوكية قويمة. والحقيقة أن الطفل الجيد هو الذي يتعرض لتربية جيدة، والتربية الجيدة تحتاج إلى اهتمام ورعاية ومتابعة، كما تحتاج إلى معرفة وممارسة. #عبد_الكريم_بكار #تأسيس_عقلية_الطفل #حديث_التربية

‏أوَليس من يعطي ويمنعُ رحمة لو لم يكُن شرّاً أكان ليمنعك؟ ‏أوَما رعاك إذ المراكب أُغرقت والحبلُ مُدَّ إذ التجنّي أوقعك؟ ‏أولم يجفِّف كل ما عانيتَهُ؟ وظننتَ أنك لن تعود فأرجعك ‏الآن تأسى إذْ وقعتَ مجدداً؟ والله يحنو بالسقوط ليرفعك! #حديث_الإيمان

إنما المؤمنون الصادقون في إيمانهم، الذين إذا ذكر الله سبحانه وتعالى خافت قلوبهم؛ فانساقت قلوبهم وأبدانهم للطاعة، وإذا قُرِئَتْ عليهم آيات الله تدبروها؛ فازدادوا إيمانًا إلى إيمانهم، وعلى ربهم وحده يعتمدون في جَلْب مصالحهم ودَفْع مفاسدهم. #فذكر_بالقرآن #حديث_الإيمان