نَمَاءْ 🌱..

في صحيح مسلم يروي سيدنا حذيفة رضى الله عنه عندما بدأ البرد يشتدّ عليه، فألبسه رسولُ اللّٰه ﷺ العباءة التي كانت عليه ويُصلي فيها؛ فدخل حُذيفة في نومٍ عميق... لم يستيقظ مِنه إلّا على صوتِ النبيّ ﷺ وهو يُوقظه لصلاة الصبح، ويقول: ”قُم يا نومان!“. حدَثَ في العام الخامس من الهِجرة | بين ثنايا المدينة المنوّرة. حين أقرأ سيرة سيدنا النبي -ﷺ- مع أصحابه، واحتواءه لخوفهم وفزعهم وفرحهم وحزنهم... إلخ، يتردد على خاطري قول الشّاعر: ”لو كنتَ حيًّا لَمَا احتار الفتى أبدًا! وكنتَ تمسح باليُمنى على صَدري لو كنتَ حيًّـا.. لَمَا فـرَّ الفتى فزَعًـا حيرانَ لم يدرِ يا مولايَ.. لم يدرِ!“.

https://on.soundcloud.com/1N6XZkfdcQt5DigJ6 كلمة: إذا سمعتها وأنا فرِح، أحزن وإذا سمعتها وأنا حزين، أفرح.. هذا الوقت سيمضي.. #مقتطفات

"إنّها تُطوَى، وتمُرّ، وكأنّها ما كانت، ولا أناخَت ركابها الثقيلة على النفوس؛ كل تلك الأوقات التي ظننت من فرط عِبئها بأنّها دائمة، تمضي وتترك في أعقابها رسالة مضمونها: لا بقاء لشيء، ولا دوام لحال، وإنّ الحياة بكل ما فيها في حركة مُستمرّة، ومُتغيّرة، ومُتجدّدة"

لا أعجبُ من تقلب الأيام بين حزنٍ وفرح، ولكن ما يثير دهشتي هذه الانسيابية في الانتقال بين حالٍ وأخرى، لا أكادُ أرى فاصلًا فيلوح في ذهني قول الله تعالى: "مرجَ البحرين يلتقيان".. "فما يدوم سرورٌ ما سررت به ‏ولا يُردُ عليك الفائتَ الحَزَنُ"

https://almanfa.com/2023/06/26/%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%b9%d9%88%d8%b1-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d8%ad%d9%82%d8%a7%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%86%d9%8a%d8%a7%d8%aa-%d8%ad%d9%8a%d9%86-%d8%aa%d9%8f%d8%b5%d8%a8%d9%90/ جميل!!

(2) مرحبا بسلامِ من نُوادِدُ ونُصافي. لم أمسك عنك قلمي - ولا قلبي - ولكن مدارسة الطبّ تشغلني عن مراسلتك. أوتدري؟ إني وجدت في الاشتغال بتعلُّم الطب أشياء ترضي عقلي : الغموض والاندهاش. واليوم وجدت فيه ما يشبه شوقي إليك وقد قلّ بيننا الوصال وتقارب حين النزول من حين الارتحال حتى صدق فينا قول أبي عبادة البحتري : كفى حزنا أنَّا على الوصل نلتقي فواقًا فتثنينا العيون إلى الصدِّ. والذي في الطبِّ يشبه مرارة البين التي أجدها هي الآلام الشبحية ؛ عقب عملية جراحية لبتر طرف من أطراف المريض ، تراه يشتكي ألما، فإن سألته أين ما تشتكي؟ قال مشيرا متوهما إلى مكان الطرف المبتور هنا! ويبقى على هذا الحال الشديد أشهرا وأعواما. و الوهم يا عبدالله لا يُعنى بالوجع، فتعلُّله حقيقي منهك، ولكن محلّ الألم؛ الطرف المبتور عن جسده ، هو الوهم.. الشبح. لم يهتدي الأطباء لمسبب دقيق للألم الشبحي ولكن يفسرونه جزئيا على أنه استجابة لإشارات مختلطة من الدماغ يبعثها وقد فقد مدخلات كانت تصله من الطرف المبتور. إني أجدني بعد البعد عنك كمبتور الأطراف، أشتكي البين و أتوجع من الفراق والكبد كالرمضاء في احتراق، وما انقضى الهوى ولا خفت الأوطار، ولكني أطلب الوصل، و تقطع المقادير آمالي وتزودني باليأس. أما المبتور فبعض طرق علاجه صندوق المرآة، وهو جهاز فيه مرايا تعكس طيف الطرف السليم فيتوهم العقل أن طرفه المبتور باق لم يبرح مكانه، فيذهب عن المريض الألم. أما أنا فلا أجد غيرك صديقا مؤنسا أو محبا صادقا ، فأي شيء أجعله فداء الذي غاب ولم يعد؟ اليوم عهدكم فأين الموعد؟ هيهات ليس ليوم عهدكم غد الموت أقرب مخلبا من بينكم والعيش أبعد بعدكم لا تبعدوا.

"اللغة العربية من حلاوتِها أنّ اللفظَ فيها يكاد يُشمّ، يكاد يُلمَس" وقيل: "أصحاب العربية جن الإنس، يبصرون ما لا يبصر غيرهم" -من مجالس أدب النساء، مَلَكة.. المجلس الثالث..

يقول جبير رضي الله عنه: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور، فلما بلغ هذه الآية: ﴿أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ﴾ [الطور:35]. كاد قلبي أن يطير". وعند الطبراني والبيهقي وأبي يعلى وأحمد: "فكأنما صدع قلبي".

"أنبل جهدك أن توقظ إنسانا حتى يحس" أ.محمود شاكر ———- "يا بني .. أعيذك بالله أن تقرأ ما يُدهش ولا تندهش" د.محمد أبو موسىٰ.. اللهمّ ربّ الزمانِ والمكانِ، أحيِني!

تَرَى الفَتَى يَتْلُو الفَتَى لِيَفْدِيَه فَإنْ هَوَى لم يَرْضَ أنْ يُخَلِّيَه.