قناة الباقلاني

النداء الأخير مطلقا تبقى 5 ساعات 45 دقيقة. https://t.me/dewidar74

النداء الأخير؛ تبقى يوم.

النداء الأخير؛ تبقى يومان.

إن شاء الله سأحذف هذه القناة بعد ١٠ أيام، ودونكم رابط القناة الجديدة: https://t.me/dewidar74

عدم فهم الشيء لا ينفي بالضرورة الانتفاع به؛ فإذا ثبت صدق مخبر بما تنبو عنه أفهامنا قبلنا الخبر لذاته دون إعمال نظر فيه، ويكون نافعا لنا حينها. فأنت الآن لم تدرس هندسة الاتصالات أو الحاسبات وتجهل بالكلية آلية عمل الهاتف الذي بين يديك إلا أنك تنتفع به؛ لكن لما كان الصانع حاذقا والجهاز معايرا ومجربا آمنت بنفعه رغم جهلك. كذلكم يقال في المتشابه من القرآن، لما كان المخبر هو الله العليم الحكيم، انتفعنا بكلامه -سبحانه وتعالى- رغم جهلنا به في نفس الأمر؛ مع الإيمان أن له حقيقة واحدة في نفس الأمر لا يعلمها إلا الله-سبحانه وتعالى-

أفتكون دماء نسائك وأطفالك دماءً ودماء نسائنا وأطفالنا ماءً؛ كلا والله! ذق. إنك أنت العزيز الكريم.

من قل مزاحه لان قلبه لذكر الله.

مما أنتصر له في تفسير الأحرف المقطعة في أوائل السور- غير أنها من المتشابه- : قول بعض أهل العلم أن القرآن بدأ بأحرف هجائية من جنس الأحرف التي استعملتها العرب؛ تحديًّا لهم أن يأتوا بمثله، فقد بدأ بنفس المواد التي استخدموها في أشعارهم؛ فلماذا لا يكون نظمك -أيها العربي- ليس كنظم القرآن؟ ويعضد ذلك تعلق بعض فواتح السور من الأحرف المقطعة بلفظ "الكتاب" أو "القرآن" تجد مثلا في أول البقرة: الم* ذلك الكتاب لا ريب فيه. فبدأ ب"الم" تذكيرا لهم بذلك ثم أشار لهذا المكتوب الذي لم يستطيعوا أن يأتوا بمثله "ذلك الكتاب" وقد أعربها بعضهم أنها خبر لهذه الأحرف المقطعة.

أحيانا يكون الإدراك هو عدم الإدراك؛ فحواس الإنسان محدودة بنطاقات وقوانين لا تخرج عنها، ومن أنكر ذلك فليس بعاقل؛ فطالب الثانوية يدرس التفاضل والتكامل بقوانين محدودة عن قوانين الهندسة الكلية؛ فإذا أعطيته أحجية تكاملية من مستوى يفوقه؛ إما أن يدرك أن ليس قانون موصل-عنده- لحلها فيكون أدرك الحد الذي تقف عنده قواعده، وإما أن يروم حلها بما لديه من قواعد لا تطرد عليها فلا يستطيع سبيلا ويظن أن الخطأ في السؤال. فالأول أدرك وإدراكه عدم الإدارك، والثاني لم يدرك؛ لكن عدم إدراكه مركب. وعلى هذا فالعقل له حدود للإدراك، فإذا خرجنا خارج حدوده فمن إدراكنا لذلك عدم إدراكنا، ومثل ذلك يقال في المتشابه من القرآن الذي انفرد الله بعلمه. والله قد يخاطب العباد بما تحار فيه عقولهم لكن لا تحيله، وهذا لا يلزم منه أن يكون خطابا غير مجدٍ؛ بل هو لاستبقاء جذوة الإيمان بالغيب التي امتحن الله بها خلقه.

سبحان من يشفي جرحا بجرح، شفى جرحانا في إدلب بجرحى الصهاينة، والحمد لله.