cookie

Мы используем файлы cookie для улучшения сервиса. Нажав кнопку «Принять все», вы соглашаетесь с использованием cookies.

avatar

محمد جميح

مقالات وتغريدات الكاتب والصحفي الدكتور محمد جميح السفير والمندوب الدائم لليمن لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو).

Больше
Рекламные посты
3 629
Подписчики
+324 часа
+197 дней
+5630 дней

Загрузка данных...

Прирост подписчиков

Загрузка данных...

خذوا هذا المثال الواضح: لقد اختار الخليفة عمر بن الخطاب علي بن أبي طالب وزيراً له، وبعد سنوات قتل عبدالرحمن بن ملجم علياً. فما معنى أن ينصبَّ على رأس عمر من "اللعن والكراهية" إلى اليوم أضعاف ما ينال ابن ملجم؟ ألا يعني ذلك أن "صناعة العدو" لا تتم حسب معايير كراهية هذا "العدو" لـ"أهل البيت"، بل حسب معاداته لـ"أهل الإمبراطورية" التي قضى عليها؟ إذ كيف ينال من جعل علياً وزيره أضعاف ما ينال من قتله من اللعن والكراهية، لو لم يكن المعيار يدور حول من "هدم الإيوان" لا من "قتل الإمام"؟ واليوم ونحن نتابع الطقوس المختلفة لمناسبات اللطم والتطبير والخرافة واللعن والسب والشتيمة لرجال التاريخ العربي الإسلامي من كبار الخلفاء والفاتحين ينبغي أن ننظر إلى النتائج الكارثية لكل هذا الشحن الطائفي الذي يخرج به المشاركون في تلك المناسبات التي يسمعون فيها كل أنواع اللعن والقذف والتحريض ودعوات الكراهية التي تخفيها الألحان الشجية التي يتم انتقاء من يؤديها بعناية فائقة من الموهوبين في الأداء، سعياً وراء استدرار الحزن، ومن ثم توجيه هذه الطاقة السلبية المدمرة نحو غالبية المسلمين الذين يمثلون "الآخر المذهبي"، على اعتبار أنهم "قتلة الحسين"، أو في أفضل الاحتمالات "أحفاد قتلته" الذين ينتشرون في لبنان وسوريا والعراق واليمن وكل بلد عربي ذهب إليه "حماة العتبات المقدسة"، لملاحقة قتلة الحسين الذين قُتلوا - أصلاً-  قبل مئات السنين. ثم دعونا نتساءل عن الهدف من الترويج لمقولة "كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء"؟ ألا تمثل تلك العبارة التي لم ترد عن أي من الأئمة محاولة لتعميم ثقافة القتل وإدامة وتوسيع رقعة الصراع الطائفي، رأسياً وأفقياً، زمانياً ومكانياً، حتى تظل دول عربية بعينها ضعيفة من الداخل ليتمكن منها "حماة المراقد" الذين يفاخرون بولائهم "للوي الفقيه"؟ ولنختم بسؤال: هل كان العراقيون قبل تدخل إيران في بلادهم يعرفون أن فلاناً سني وعِلاناً شيعي؟ أما اليوم فهم للأسف يعرفون أن السيّاب سني والبياتي شيعي؟ ولنسأل السوريين: هل كنتم تعرفون تقابل "سني-شيعي"، قبل دخول فاطميين وزينبيات وبقية مليشيات إيران في سوريا؟ واليوم أنتم بالطبع تعرفون أن نزار قباني سني وسليمان العيسى علوي؟، والسؤال ذاته يمكن أن يوجه للبنانيين واليمنيين الذين بنت إيران مستوصفاً طبياً يقدم لهم "خدمة مجانية"، قبل أن يفيقوا على المستوصف وقد ابتلع كامل التراب اليمني مطلع العام 2015، قبل أن يتم طرد مليشيات إيران من أكثر من نصف مساحة البلاد. اسألوا الأسرة العربية المكونة من أب سني وأم شيعية: كيف دخل الإيرانيون فانهدمت الأسرة بالطلاق وسقط المجتمع بالحرب؟ و"كذلك يفعلون". ختاماً: علينا اليوم ونحن نعيش هذا "الهولوكوست" العربي الرهيب أن نختار بين "ثورة الحسين" التي تم إعادة توجيهها اليوم لاستهداف العرب و"صلح الحسن" الذي تم تجاهله لضمان ديمومة هذا الهولوكوست الطائفي الرهيب على الأراضي العربية. "لقوم يعقلون". https://t.me/MohammedJumeh
Показать все...
خذوا هذا المثال الواضح: لقد اختار الخليفة عمر بن الخطاب علي بن أبي طالب وزيراً له، وبعد سنوات قتل عبدالرحمن بن ملجم علياً. فما معنى أن ينصبَّ على رأس عمر من "اللعن والكراهية" إلى اليوم أضعاف ما ينال ابن ملجم؟ ألا يعني ذلك أن "صناعة العدو" لا تتم حسب معايير كراهية هذا "العدو" لـ"أهل البيت"، بل حسب معاداته لـ"أهل الإمبراطورية" التي قضى عليها؟ إذ كيف ينال من جعل علياً وزيره أضعاف ما ينال من قتله من اللعن والكراهية، لو لم يكن المعيار يدور حول من "هدم الإيوان" لا من "قتل الإمام"؟ واليوم ونحن نتابع الطقوس المختلفة لمناسبات اللطم والتطبير والخرافة واللعن والسب والشتيمة لرجال التاريخ العربي الإسلامي من كبار الخلفاء والفاتحين ينبغي أن ننظر إلى النتائج الكارثية لكل هذا الشحن الطائفي الذي يخرج به المشاركون في تلك المناسبات التي يسمعون فيها كل أنواع اللعن والقذف والتحريض ودعوات الكراهية التي تخفيها الألحان الشجية التي يتم انتقاء من يؤديها بعناية فائقة من الموهوبين في الأداء، سعياً وراء استدرار الحزن، ومن ثم توجيه هذه الطاقة السلبية المدمرة نحو غالبية المسلمين الذين يمثلون "الآخر المذهبي"، على اعتبار أنهم "قتلة الحسين"، أو في أفضل الاحتمالات "أحفاد قتلته" الذين ينتشرون في لبنان وسوريا والعراق واليمن وكل بلد عربي ذهب إليه "حماة العتبات المقدسة"، لملاحقة قتلة الحسين الذين قُتلوا - أصلاً-  قبل مئات السنين. ثم دعونا نتساءل عن الهدف من الترويج لمقولة "كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء"؟ ألا تمثل تلك العبارة التي لم ترد عن أي من الأئمة محاولة لتعميم ثقافة القتل وإدامة وتوسيع رقعة الصراع الطائفي، رأسياً وأفقياً، زمانياً ومكانياً، حتى تظل دول عربية بعينها ضعيفة من الداخل ليتمكن منها "حماة المراقد" الذين يفاخرون بولائهم "للوي الفقيه"؟ ولنختم بسؤال: هل كان العراقيون قبل تدخل إيران في بلادهم يعرفون أن فلاناً سني وعِلاناً شيعي؟ أما اليوم فهم للأسف يعرفون أن السيّاب سني والبياتي شيعي؟ ولنسأل السوريين: هل كنتم تعرفون تقابل "سني-شيعي"، قبل دخول فاطميين وزينبيات وبقية مليشيات إيران في سوريا؟ واليوم أنتم بالطبع تعرفون أن نزار قباني سني وسليمان العيسى علوي؟، والسؤال ذاته يمكن أن يوجه للبنانيين واليمنيين الذين بنت إيران مستوصفاً طبياً يقدم لهم "خدمة مجانية"، قبل أن يفيقوا على المستوصف وقد ابتلع كامل التراب اليمني مطلع العام 2015، قبل أن يتم طرد مليشيات إيران من أكثر من نصف مساحة البلاد. اسألوا الأسرة العربية المكونة من أب سني وأم شيعية: كيف دخل الإيرانيون فانهدمت الأسرة بالطلاق وسقط المجتمع بالحرب؟ و"كذلك يفعلون". ختاماً: علينا اليوم ونحن نعيش هذا "الهولوكوست" العربي الرهيب أن نختار بين "ثورة الحسين" التي تم إعادة توجيهها اليوم لاستهداف العرب و"صلح الحسن" الذي تم تجاهله لضمان ديمومة هذا الهولوكوست الطائفي الرهيب على الأراضي العربية. "لقوم يعقلون". https://t.me/MohammedJumehخذوا هذا المثال الواضح: لقد اختار الخليفة عمر بن الخطاب علي بن أبي طالب وزيراً له، وبعد سنوات قتل عبدالرحمن بن ملجم علياً. فما معنى أن ينصبَّ على رأس عمر من "اللعن والكراهية" إلى اليوم أضعاف ما ينال ابن ملجم؟ ألا يعني ذلك أن "صناعة العدو" لا تتم حسب معايير كراهية هذا "العدو" لـ"أهل البيت"، بل حسب معاداته لـ"أهل الإمبراطورية" التي قضى عليها؟ إذ كيف ينال من جعل علياً وزيره أضعاف ما ينال من قتله من اللعن والكراهية، لو لم يكن المعيار يدور حول من "هدم الإيوان" لا من "قتل الإمام"؟ واليوم ونحن نتابع الطقوس المختلفة لمناسبات اللطم والتطبير والخرافة واللعن والسب والشتيمة لرجال التاريخ العربي الإسلامي من كبار الخلفاء والفاتحين ينبغي أن ننظر إلى النتائج الكارثية لكل هذا الشحن الطائفي الذي يخرج به المشاركون في تلك المناسبات التي يسمعون فيها كل أنواع اللعن والقذف والتحريض ودعوات الكراهية التي تخفيها الألحان الشجية التي يتم انتقاء من يؤديها بعناية فائقة من الموهوبين في الأداء، سعياً وراء استدرار الحزن، ومن ثم توجيه هذه الطاقة السلبية المدمرة نحو غالبية المسلمين الذين يمثلون "الآخر المذهبي"، على اعتبار أنهم "قتلة الحسين"، أو في أفضل الاحتمالات "أحفاد قتلته" الذين ينتشرون في لبنان وسوريا والعراق واليمن وكل بلد عربي ذهب إليه "حماة العتبات المقدسة"، لملاحقة قتلة الحسين الذين قُتلوا - أصلاً-  قبل مئات السنين. ثم دعونا نتساءل عن الهدف من الترويج لمقولة "كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء"؟ ألا تمثل تلك العبارة التي لم ترد عن أي من الأئمة محاولة لتعميم ثقافة القتل وإدامة وتوسيع رقعة الصراع الطائفي، رأسياً وأفقياً، زمانياً ومكانياً، حتى تظل دول عربية بعينها ضعيفة من الداخل ليتمكن منها "حماة المراقد" الذين يفاخرون بولائهم "للوي الفقيه"؟
Показать все...
ولنختم بسؤال: هل كان العراقيون قبل تدخل إيران في بلادهم يعرفون أن فلاناً سني وعِلاناً شيعي؟ أما اليوم فهم للأسف يعرفون أن السيّاب سني والبياتي شيعي؟ ولنسأل السوريين: هل كنتم تعرفون تقابل "سني-شيعي"، قبل دخول فاطميين وزينبيات وبقية مليشيات إيران في سوريا؟ واليوم أنتم بالطبع تعرفون أن نزار قباني سني وسليمان العيسى علوي؟، والسؤال ذاته يمكن أن يوجه للبنانيين واليمنيين الذين بنت إيران مستوصفاً طبياً يقدم لهم "خدمة مجانية"، قبل أن يفيقوا على المستوصف وقد ابتلع كامل التراب اليمني مطلع العام 2015، قبل أن يتم طرد مليشيات إيران من أكثر من نصف مساحة البلاد. اسألوا الأسرة العربية المكونة من أب سني وأم شيعية: كيف دخل الإيرانيون فانهدمت الأسرة بالطلاق وسقط المجتمع بالحرب؟ و"كذلك يفعلون". ختاماً: علينا اليوم ونحن نعيش هذا "الهولوكوست" العربي الرهيب أن نختار بين "ثورة الحسين" التي تم إعادة توجيهها اليوم لاستهداف العرب و"صلح الحسن" الذي تم تجاهله لضمان ديمومة هذا الهولوكوست الطائفي الرهيب على الأراضي العربية. "لقوم يعقلون". https://t.me/MohammedJumeh
Показать все...
محمد جميح

مقالات وتغريدات الكاتب والصحفي الدكتور محمد جميح السفير والمندوب الدائم لليمن لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو).

خذوا هذا المثال الواضح: لقد اختار الخليفة عمر بن الخطاب علي بن أبي طالب وزيراً له، وبعد سنوات قتل عبدالرحمن بن ملجم علياً. فما معنى أن ينصبَّ على رأس عمر من "اللعن والكراهية" إلى اليوم أضعاف ما ينال ابن ملجم؟ ألا يعني ذلك أن "صناعة العدو" لا تتم حسب معايير كراهية هذا "العدو" لـ"أهل البيت"، بل حسب معاداته لـ"أهل الإمبراطورية" التي قضى عليها؟ إذ كيف ينال من جعل علياً وزيره أضعاف ما ينال من قتله من اللعن والكراهية، لو لم يكن المعيار يدور حول من "هدم الإيوان" لا من "قتل الإمام"؟ واليوم ونحن نتابع الطقوس المختلفة لمناسبات اللطم والتطبير والخرافة واللعن والسب والشتيمة لرجال التاريخ العربي الإسلامي من كبار الخلفاء والفاتحين ينبغي أن ننظر إلى النتائج الكارثية لكل هذا الشحن الطائفي الذي يخرج به المشاركون في تلك المناسبات التي يسمعون فيها كل أنواع اللعن والقذف والتحريض ودعوات الكراهية التي تخفيها الألحان الشجية التي يتم انتقاء من يؤديها بعناية فائقة من الموهوبين في الأداء، سعياً وراء استدرار الحزن، ومن ثم توجيه هذه الطاقة السلبية المدمرة نحو غالبية المسلمين الذين يمثلون "الآخر المذهبي"، على اعتبار أنهم "قتلة الحسين"، أو في أفضل الاحتمالات "أحفاد قتلته" الذين ينتشرون في لبنان وسوريا والعراق واليمن وكل بلد عربي ذهب إليه "حماة العتبات المقدسة"، لملاحقة قتلة الحسين الذين قُتلوا - أصلاً- قبل مئات السنين. ثم دعونا نتساءل عن الهدف من الترويج لمقولة "كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء"؟ ألا تمثل تلك العبارة التي لم ترد عن أي من الأئمة محاولة لتعميم ثقافة القتل وإدامة وتوسيع رقعة الصراع الطائفي، رأسياً وأفقياً، زمانياً ومكانياً، حتى تظل دول عربية بعينها ضعيفة من الداخل ليتمكن منها "حماة المراقد" الذين يفاخرون بولائهم "للوي الفقيه"؟ ولنختم بسؤال: هل كان العراقيون قبل تدخل إيران في بلادهم يعرفون أن فلاناً سني وعِلاناً شيعي؟ أما اليوم فهم للأسف يعرفون أن السيّاب سني والبياتي شيعي؟ ولنسأل السوريين: هل كنتم تعرفون تقابل "سني-شيعي"، قبل دخول فاطميين وزينبيات وبقية مليشيات إيران في سوريا؟ واليوم أنتم بالطبع تعرفون أن نزار قباني سني وسليمان العيسى علوي؟، والسؤال ذاته يمكن أن يوجه للبنانيين واليمنيين الذين بنت إيران مستوصفاً طبياً يقدم لهم "خدمة مجانية"، قبل أن يفيقوا على المستوصف وقد ابتلع كامل التراب اليمني مطلع العام 2015، قبل أن يتم طرد مليشيات إيران من أكثر من نصف مساحة البلاد. اسألوا الأسرة العربية المكونة من أب سني وأم شيعية: كيف دخل الإيرانيون فانهدمت الأسرة بالطلاق وسقط المجتمع بالحرب؟ و"كذلك يفعلون". ختاماً: علينا اليوم ونحن نعيش هذا "الهولوكوست" العربي الرهيب أن نختار بين "ثورة الحسين" التي تم إعادة توجيهها اليوم لاستهداف العرب و"صلح الحسن" الذي تم تجاهله لضمان ديمومة هذا الهولوكوست الطائفي الرهيب على الأراضي العربية. "لقوم يعقلون". https://t.me/MohammedJumeh
Показать все...
محمد جميح

مقالات وتغريدات الكاتب والصحفي الدكتور محمد جميح السفير والمندوب الدائم لليمن لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو).

بين "ثورة الحسين" و"صلح الحسن"؟ محمد جميح يحيي المسلمون الشيعة ذكرى استشهاد الحسين بن علي الإمام الثالث عندهم في العاشر من محرم، إثر مقتله على يد قوات أموية في العراق ضمن سلسلة من الحروب الأهلية التي اندلعت بين المسلمين في القرن الهجري الأول. وبمناسبة هذه الذكرى ينبغي الإشارة إلى جملة من المعطيات، في مقدمتها كثرة الاستهلاك السياسي لتلك المناسبة، لدرجة أنْ أصبح الحسين الذي قتل مرة واحدة على يد جيش الأمويين، يقتل اليوم ويعتصر آلاف المرات على يد الإيرانيين وجماعات التشيع السياسي التي تدور في فلك طهران، الأمر الذي يتطلب بالفعل إنقاذه وإنقاذ التشيع كله من سيطرة أولئك الذين حولوا الحسين إلى زعيم مليشيا والتشيع إلى أيديولوجيا لخدمة أهداف معروفة. قد يكون هذا الكلام مغايراً للحقيقة عند الكثير ممن عملت آلة الدعاية الإيرانية لعقود طويلة على غسل أدمغتهم، بإعادة إنتاج الحسين وثورته مفرغة من معانيها ومرتبطة بطقوس تعود إلى معتقدات أسطورية قبل الإسلام، وقبل مرحلة الديانات التوحيدية من الأساس. إن الحشود الجماهيرية التي تخرج اليوم في ذكرى مقتل الحسين إنما تخرج محبة وتعاطفاً مع صورة الحسين الدينية، لكن تلك الحشود تسمع طوال أيام وليالي مواسم "الحج إلى كربلاء" - بطريقة مباشرة أو غير مباشرة - الكثير من الدعاية الموجهة التي تضع العرب إجمالاً في مواجهة تاريخية مع الحسين، وتضع النظام الإيراني ومليشياته مع تلك الشخصية الرمزية في صف واحد. وعلى ذلك، فإن مهمة استرداد الحسين من يد ساسة طهران هي مهمة جليلة ينبغي أن يتصدى لها - في المقام الأول - جماهير العرب الشيعة ومفكروهم، ذلك أن بقاء الحسين أسير الاستهلاك النفعي الإيراني قد حمَّله جرم الكثير من مليشيات طهران المسماة باسمه، والتي تهتف: "يا حسين"، وهي تطلق صواريخ إيران في كل اتجاه. دعونا نسأل سؤالاً جوهرياً: لماذا يتم الاحتفاء بـ"ثورة الحسين"، ولا يتم الاحتفال بـ"صلح الحسن"؟ وهل كان الحسن مخطئاً بسعيه للسلام مع معاوية حقناً للدماء أم أخطأ الحسين في قتاله ومعه أطفاله ونساؤه الذين ربما ظن أنهم سيمنعون خصومه من التجرؤ على قتله في معركة غير متكافئة؟ لقد كان الحسن رجل السلام الذي أدرك أن مصلحة أسرته ومصلحة الدولة الإسلامية تعلو على الخلافات القبلية بين الأمويين والهاشمين، وهي الخلافات التي كانت المحرك الأول لاندلاع واستمرار الخلاف السني-الشيعي، قبل أن يأخذ الخلاف منحى آخر في القرون اللاحقة بعد تدخل العنصر الفارسي، ليكتسب الصراع أبعاداً قومية، عربية-فارسية، لا تزال تداعياتها تنداح في تلك البحيرة الإٍسلامية الراكدة إلا من تلك الموجات الطائفية الموجهة. إن الدوائر التي عملت على تبني رمزية الحسين على حساب الحسن إنما فعلت ذلك عبر التاريخ عن قصد، لاستمرار صراع الأمويين والهاشميين داخل الصف العربي والمسلم بصور وأساليب مختلفة، ذلك أن تبني رمزية "الحسن المسالم" لا يتفق والأهداف التي من أجلها تم ترميز "الحسين المقاتل"، وإعادة إنتاج صورته على النحو الذي نرى، وبشكل يمد في نسغ الصراعات العربية-العربية المعاصرة في العراق واليمن وسوريا ولبنان، حيث يبدو البعد الطائفي للصراع مرتبطاً بتحقيق مصالح إيرانية ودولية مختلفة، ليس من بينها المصالح العربية، ولا القيم الدينية بالتأكيد. وقد يقول قائل إن مأساة الحسين كانت كفيلة بتخليد ذكراه على العكس من الحسن، وهذا الطرح على وجاهته تنقضه حقيقة أن حزناً لا يمكن أن يستمر أكثر من 1400 عاماً، إلا إذا كان هذا الحزن حزناً سياسياً مقصوداً لأغراض نفعية، تتم بموجبها عمليات "مَنْتَجة" للحسين في صور تضمن ديمومة الصراع الذي ينهش الجسد العربي المسلم، خدمةً لمصالح إيرانية لم تعد خافية على أحد. إن دم الحسين لدى الشيعة ليس أغلى من "دم المسيح" لدى المسيحيين الذين يعتقدون قتله وصلبه على يد اليهود، ومع ذلك تجاوزت المسيحية هذه العقدة وتمت "تبرئة اليهود من دم المسيح"، والاعتذار لهم عن تقصير الكنائس في حمايتهم خلال فترة المحرقة، وتجاوز أحقاد التاريخ، لينتهي الأمر بتبادل التمثيل الدبلوماسي بين الفاتيكان وإسرائيل، رغم تمثيل كل منهما لديانتين مختلفتين وتاريخين معاديين. ولكي تكون الصورة أكثر وضوحاً فإن الخليفة الرابع علي بن أبي طالب الذي مات مقتولاً لم يستمر الحزن عليه كما هو الشأن بالنسبة للحسين، على الرغم من أن علياً مقدّم على الحسين لدى المسلمين سنة وشيعة. فلماذا الحسين تحديداً؟ دعونا نضرب مثالاً آخر يكشف حقيقة القوى التي عملت على ترميز شخصية دون أخرى، والتي وضعت المعايير التي وفقاً لها تتم "صناعة العدو"، تشجيعاً لثقافة الموت في الحروب الأهلية العربية الإسلامية باسم الحسين، وبمقولات من مثل: " لبيك يا حسين" و"هيهات منا الذلة" و"يا لثارات الحسين" و"الدم ينتصر على السيف".
Показать все...
قهوة محمد جميح ذريني في خيالات السحاب وذريني على البرق المذاب وصبي قهوتي فنجان حلمٍ وصبي فوقها عرق الشهاب وصبيها تخضبْ شيب روحي وتشعل فيَّ أنفاسي الخوابي وتسري بي على متن القوافي وتسلمني إلى طيفٍ سرى بي مشعشعة رقيت بها كلاماً أصرفه على معنىً رقى بي وحكي قشرة الليل اعصريها على شيء من الخطأ الصواب وصُبِّي الوقت خمريَّ القوافي وخلِّي الليل مهتوك الإهاب وخلِّي النجم يهوي في كؤوسي وخلِّي الضوء يغرق في ضبابي وقومي واقطفي ما نشتهيهِ من الوقت المعطر بالشباب ورشي لذة القلب المضنى على جرحي تقبله حرابي وخلِّي روح هذا الليل تهمي على روحي من الفكر العذاب وقولي لي وقد لاحت بروقي حكايات السحابة للروابي وهزي سدرة الأحلام تـُسقطْ تهاويم الغيوم على رحاب وخليني بهذا الليل معنى تعلق بين صحوي وانجذابي وطيفاً فاض في بيد القوافي ودس الماء في هجس السراب ووجداً موَّه الأشياء حتى تراءت في سديم من ضباب وهمساً راعشاً قد بلـَّلتـْهُ أحاديثي ولكن ما وشى بي وحلماً سربته جفونُ ليلى لقيس عند منعرج الهضاب ودرباً كلما ألقيتُ رحلي على أرضٍ يهيئ لي ركابي قولي يا معاني يا قوافي ويا سمار حيا على الشراب وقولي للنواسي قد غسلنا عن الأرواح أكدار التراب ويا ابن ربيعةٍ هذي رباب فما لك من هوى أخت الرباب ويا خيام هذي خمر روح فما الأجساد ما خمر الرضاب تراودني المعاني عن كلامي تقدُّ عليَّ من دُبُرٍ خطابي ويأتي الليل يرعش بالأماني كـَلـَمْعِ البرق في ثغر السحاب ويصفو الوقت حتى أن قلبي يرى فالليل شفاف النقاب قدحتِ الهجس في غيم المعاني فأعشبت القصائد في خطابي وخبأتُ الهواجسَ في كؤوسي فأمسى الحرفُ يطفح بالحباب ودورت الكؤوسَ على الندامى فدار الليل حولي بالصحاب ودسَّ الليل في عرقي وروداً تبوح بسرِّها عند انسكابي وغمَّس خافقي في أمنيات غضيضات نديات رطاب وحطَّ الحلْمُ طيراً فوق روحي يغنيها وينقر لي رغابي وقال الليل لي مرِّغْ مواجيد روحك في غبارٍ من ثيابي وقال اضرب بحرفك بحر معنىً وخل القلبَ يمخر في العباب وقال انظر فلما قمت أرنو رأيتُ الكون حرفاً في كتابي وقال افتح فقلت فتحت قلبي ولونَ قصائدي وخلعتُ بابي وقال افرح فقلت فرحت حتى لقد أنسيتني لونَ اكتئابي وقال ارحل على متن القوافي وسافر في دروب من صعاب فـَرُحـْتُ أسير فوق الماء علـِّي أبلـِّلُ بالرؤى شفة اليباب وأبحث في البراري عن مياهٍ يداعب طيفُها جفن السحاب وأرحل باحثاً عن عشب روحي وأنثر لهفتي فوق الشعاب أغيب عن المرائي كي أراها ويبدو لي حضوري في غيابي وأنأى في فيافي الوجدِ حتى يرى العشاقُ في نأيي اقترابي وها أنا في مسافاتي سؤالٌ تعلق في متاهات الجواب وما لاقيت شيئاً في ذهابي ولا فكرتُ يوماً في إيابي https://t.me/MohammedJumeh
Показать все...
وهو الشرق الأوسط المأمول أن ينتج عن تلك «الفوضى الخلاقة» التي تضرب المنطقة العربية. واليوم يقف أصحاب شعار «فلسطين ليست قضيتي» مشدوهين وهم يشاهدون مئات الآلاف حول العالم يتظاهرون احتجاجاً على المجازر الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، وكان الحرج بالغاً عندما وقف طلبة الجامعات في أمريكا وأوروبا وآسيا وأستراليا يهتفون لغزة، رغم كل القمع الذي واجهوه من قبل الأجهزة الأمنية، حيث تعرض الكثير منهم للاعتقال والاعتداءات اللفظية والجسدية، ورغم التعسفات الإدارية التي أفضت إلى طرد الكثير من الطلبة من مقاعدهم في مشهد طغى فيه البُعد الإنساني للقضية الفلسطينية على البُعد القومي والإسلامي لها، وهو وإن كان مشهداً يؤكد على عمق جذور هذه القضية في الوجدان والضمير العالمي، من جهة، إلا أنه يشير ـ مع الأسف ـ إلى تراجع الأبعاد القومية والإسلامية لهذه القضية، بفعل العوامل المذكرة. ومع كل ذلك فإن دعوات من مثل «فلسطين ليست قضيتي» لن يكتب لها الاستمرار، لأنها ناتجة عن لحظة عاطفية انفعالية نتجت ـ بدورها ـ عن حالة انهزامية، في تلك اللحظة التي يظهر فيها العدو صديقاً، والصديق عدواً، حيث تتشوش الرؤية وتختلط الأمور على كثير ممن لا يدركون أن ما نعيشه رغم ضراوته مجرد لحظة في مقاييس التاريخ، وأن تلك اللحظة الزائلة لا ينبغي لها أن تهز الثوابت الدينية والقومية والإنسانية للأمم والشعوب. https://www.alquds.co.uk/فلسطين-ليست-قضيتي/
Показать все...
«فلسطين ليست قضيتي»! | محمد جميح

يذكر التاريخ أن مؤسس الحركة الصهيونية ثيودور هرتزل طلب من السلطان العثماني عبد الحميد الثاني التنازل عن فلسطين للشعب اليهودي، مقابل تسديد كل الديون الخارجية للدولة العثمانية، فرد عليه السلطان بقوله: «لا أستطيع أن أتخلى عن شبر واحد من أرض فلسطين، فهي ليست ملكاً لي، بل ملك الأمة الإسلامية». وبين تلك العبارة والعبارة التي يتم […]

«فلسطين ليست قضيتي»! محمد جميح يذكر التاريخ أن مؤسس الحركة الصهيونية ثيودور هرتزل طلب من السلطان العثماني عبد الحميد الثاني التنازل عن فلسطين للشعب اليهودي، مقابل تسديد كل الديون الخارجية للدولة العثمانية، فرد عليه السلطان بقوله: «لا أستطيع أن أتخلى عن شبر واحد من أرض فلسطين، فهي ليست ملكاً لي، بل ملك الأمة الإسلامية». وبين تلك العبارة والعبارة التي يتم الترويج لها اليوم: «فلسطين ليست قضيتي» بين العبارتين تُختصر فترات زمنية من تقلبات الأفكار والتوجهات والقيم والسياسات التي مرت على فلسطين والمنطقة والعالم، والتي انزاحت بموجبها فلسطين عن آفاقها الدولية والإسلامية، لتختصر في بعدها العربي، ثم تنتقل ـ بعد ذلك ـ إلى حدودها الجغرافية وبُعدها الوطني، لتختصر أخيراً في حدود قطاع غزة، بمعزل عن الضفة والقدس، بكل ما لها من إحالات دينية عميقة. ما الذي جرى؟ لماذا اختصرت القضية الفلسطينية من حدود العالم – بوصفها قضية إنسانية – إلى حدود قطاع غزة، على اعتبار أنها معركة بين «الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط» و«المنظمات الإرهابية الفلسطينية»؟! وإذا جاز صدور مثل هذا التنميط لفلسطين ومعركتها من قبل الدعاية الإسرائيلية فكيف يجوز تصديره في بعض الكتابات العربية؟! وإذا كانت المستويات الرسمية العربية مكبلة بقيود كثيرة في مقدمتها موازين القوى التي تميل لصالح إسرائيل، فما الذي جرى للوجدان الشعبي الذي لم يعد كما كان في تفاعله مع فلسطين؟! وبغض النظر عن الدعاية الإسرائيلية التي دأبت على تشويه القضية الفلسطينية، وعن الخلافات الفلسطينية ـ الفلسطينية، والعربية ـ العربية التي تحولت بموجبها القضية الفلسطينية إلى ملفات مكدسة في أرشيف تلك الخلافات، بغض النظر عن كل ذلك تبقى عوامل أخرى كثيرة كان لها دور في انزياح القضية الفلسطينية عن مركزيتها، في بعض الكتابات العربية. يأتي تسييس القضية الفلسطينية في مقدمة العوامل التي أثرت على مركزيتها ومكانتها لدى الرأي العام العربي والإسلامي والدولي، حيث تاجر كثيرون بالقضية لأهداف مختلفة، وعلى مستوى الأنظمة والأفراد والميليشيات. وفي العقد الأخير، ومع تفجر الحروب الأهلية في عدد من البلدان العربية، ومع دخول إيران وميليشياتها عنصراً رئيسياً في تلك الحروب التي خلفت ملايين القتلى والجرحى والمهجرين في كل من العراق وسوريا واليمن، ومع استمرار دخول النظام الإيراني على خط القضية الفلسطينية، ومحاولاته المستمرة منذ عقود الاستثمار فيها، كل ذلك أدى إلى تشويش الصورة لدى بعض الذين رأوا إسهامات إيران في قتل وتشريد ملايين العرب من جهة، ورفعها لشعارات المقاومة والممانعة وفلسطين، من جهة أخرى، وهو ما دفع بعض أبناء البلدان المنكوبة بالتدخلات الإيرانية، تحت ضغط اللحظة الدموية الراهنة إلى الانكفاء على قضيتهم الوطنية، بعد أن رأوا اليد التي عليها دماء عربية غزيرة تظهر بمظهر من يدافع عن فلسطين، لأهداف معروفة، وبعد أن أصبح في كل بلد «فلسطين دامية» أخرى شغلت بعض أبنائه عن «فلسطين المحتلة» في وقت وجدت فيه إيران فراغاً عربياً كبيراً ملأته بكل سهولة. كما أن الحروب الأهلية في بعض البلدان العربية لم تؤدِ إلى تمزيق الروابط الاجتماعية والإخاء الوطني والسلم الأهلي وحسب، بل إنها أثرت كذلك على «صورة العرب» حيث ظهرت دعوات انعزالية تكرس صورة سلبية عن العرب في عيون بعضهم، وعادت للظهور أصوات قديمة كانت تدعو إلى نوع من «القومية القطرية» على اعتبار أن كل شعب عربي له قوميته الخاصة التي لا تربطه بالشعوب العربية الأخرى، وهو الأمر الذي ساعد في انتشار بعض الأفكار المشوهة التي تنتج عبارات من مثل: «فلسطين ليست قضيتي» في تفكير طفولي ساذج ينم عن جهل كبير بعمق الوشائج العربية، لغة وثقافة وحضارة وفكراً وروحاً وتاريخاً وجغرافيا وهوية. وقد كان لوسائل التواصل الاجتماعي دور كبير في ضخ كم هائل من تلك الأفكار العدمية، وما من شك بأن الذباب الإلكتروني الاستخباراتي، وعن طريق تكتيكات الأسماء المستعارة، قد عمل على ضخ المزيد من تلك «الصيحات» المشوهة و«التقليعات الموسمية» كما كان له دور في تهييج حفلات «الشطح والردح» التي تتناوب على تسخينها حسابات إلكترونية لا تحصى، بالهجوم والهجوم المضاد على هذا الشعب العربي أو ذاك، في معارك افتراضية ـ على طريقة داحس والغبراء ـ لا تنتهي إلا لتبدأ، في جو يبعث على المزيد من الكراهية والأحقاد، وتقطيع أواصر القربى. ولا يمكن ـ بالطبع ـ المرور على العوامل التي أدت إلى تراجع «مركزية القضية» دون ذكر موجة التطبيع التي هيأت لها دوائر إسرائيلية وغربية كان لها أثر ملحوظ في تجريد إسرائيل من صورتها النمطية لدى البعض، حيث بدا أن الحاجز الذي أقيم بين العرب والمسلمين من جهة و«العدو الإسرائيلي» من جهة أخرى يتهاوى شيئاً فشيئاً، بالتخلي عن السرديات السلبية لـ«الصراع العربي الإسرائيلي» والاستعاضة عنها بسرديات إيجابية تتحدث عن «الأخوّة الإبراهيمية» و«الشرق الأوسط الجديد»
Показать все...
Фото недоступноПоказать в Telegram
التقيت اليوم-في مكتبه بباريس-السيد ليبوريو ستلينو السفير الإيطالي لدى اليونسكو. ‏ناقشنا كيفية تفعيل اتفاقية اليوندروا لعام 1995 حول مكافحة سرقة وتهريب ونقل الآثار بطرق غير مشروعة. ‏الاتفاقية تتيح الفرصة لدعم إيطالي في مجال مكافحة تهريب الآثار، والمساعدة على إعادتها لبلدها الأصلي.
Показать все...
التقيت اليوم-في مكتبه بباريس-السيد ليبوريو ستلينو السفير الإيطالي لدى اليونسكو. ‏ناقشنا كيفية تفعيل اتفاقية اليوندروا لعام 1995 حول مكافحة سرقة وتهريب ونقل الآثار بطرق غير مشروعة. ‏الاتفاقية تتيح الفرصة لدعم إيطالي في مجال مكافحة تهريب الآثار، والمساعدة على إعادتها لبلدها الأصلي.
Показать все...
Выберите другой тариф

Ваш текущий тарифный план позволяет посмотреть аналитику только 5 каналов. Чтобы получить больше, выберите другой план.