رصيفُ المُتَعَبِين

ليس بإمكاني أن أجعلك تفهَم ، ليس بإمكاني جعل أي شخص أن يفهَم ما يحدث بداخلي، ليس بإمكاني حتى تفسير الأمر لنفسي.

نحتاج أحيانًا لبدايةٍ جديدةٍ، لنقطة من أول السطر، نريد ترتيب أوراقنا كما ينبغي، نحلم بأن نحكم على الأشياء بعقولنا لا بقلوبنا، نريد فتح صفحة لم يكتبْ فيها أي حرفٍ، نود بداية عقلية لا قلبية. لأن المتاعب كانت بسبب تهور قلوبنا.

يا للألم الذي يكاد يتفجر رأسي على إثرهِ! شيءٌ لعينٌ يسكن قعر جمجمتي نهايةِ كلِّ يومٍ، أفكارٌ جمةٌ تنهال عليّ؛ الأشخاص والمواقف والظروف، وكأنَّ بؤساء الكرة الأرضية كلهم يسكنون رأسي، لا خلاص لي من هذه الأفكار التي ستكون سبب مقتلي يومًا.

‏مرحلة البؤس التي أدركها أغلبكم هذه الأيام وصلتها مذ سنوات و بقناعة مطلقة غير قابلة للنقاش، نحن في بلد ميت و سيظل كذلك، و كل المهرجانات و المحافل و المشاريع كانت من أجل إخفاء معالم تعفنه.. الديدان ستفضح كل شيء في نهاية الأمر.

هناك أشياءٌ كثيرةٌ لم أخبركِ بها بعد يا رفيقة الرُّوح، لكن ملك الموت سبقني إليكِ...💔

امضِ بعيدًا.. بعيدًا جدًا لاتنتظر أن أُطالِبك بالرجوع! لا تترك لعينيك فرصةً لحديثٍ أخير! ولا داعي لأن تقول إلى اللقاء.. أيُها القريب البعيد! صدَّقني، لا علاقة للكبرياء وهذه ليستْ قسوة! بل لتكونَ مطمئنًا أكثر.. أنتَ لم تكن يومًا سببًا في إيذائي! بل أنا من آذيتُ نفسي.. ولكن، لا فائدة من الحديث لن يتغير شيء! لقد اعتدتُ ذلك! اعتدتُ ألّا أتعلّم إلّا عندما أنكسر، أن أُلزِمَني بالكثير.. وألّا أُدرِك مدى حماقتي إلّا بعد فوات الأوان.