إسراء سلمان ᥫ᭡

«أقِم هَذا الدّينَ كأنّك الوَحيد؛ مِن ثغرِك يُؤتى، ومِن جبهتِك يَنتصِر».

لا أراني في هذه الساعة إلا متمتمةً بالدعاء لطلاب الثانويّة في غزّتي ولأهالي الطلاب الشهداء، من سابقوا جيلهم نيلًا للشهادة العُليا، ولطالب الثانويّة الأسير وأهله، الأسير ونفسي فداءٌ لذلك الطالب الصابر الحامد المؤمن بقضاء اللهِ وقدره النافذ، المنتظر عوضه في الآخرة، لا يكسره إلا حرمان التوبة والرحمة، فكلُ أمور الدنيا هيّنة، في ميزان الآخرة عظيمة، فيؤنس قلبه بهذه العقيدة، ويعزّيه هذا الدين، ويرجو مرتقبًا العوض من الله ولا يغبطه على كل ذلك إلا من آمن بالله إيمانًا مطلقًا حقيقيًا، فهنيئًا لمن صبر فظفر، وهدايةً يا ربِ لمن سخط حظه ودخل الشيطان عليه مدخلًا مريبًا، فعوّضكم الله عوضَ الدارين، وجزاكم خيرًا عن كل ما رأيتم وفقدتم، وعظّم أجركم وربط على قلوبكم وأفرغ عليها صبرًا وثباتًا إن شاء الله وعزيزي طالب الضفّة الأخرى، بئس العلم الذي لا يهذب صاحبه، استعينوا بالله حمدًا على ما وصلتم إليه، ولا تقابلوا النعمة بكفرانها فتُقامُ عليكم الحجّة وتكونون ممن نالَ حظه في الدنيا وخسر الآخرة وفقكم الله وسددكم ونفع بكم الأمة الإسلامية

‏"اذكروا إخوانكم الأسرى فإنّكم اليوم في سِعة، وإنّهم في ضيق، وإنّ للدّعاء أعمالًا تعمل في النّفس الضّائقة، وإنّ دعاءكم في الكربات من إيمانكم، فأعظموا إيمانكم، واسألوا الله العافية لإخوانكم ولكم."

السّلام عليك يا رسول الله.. ‏ صلى الله عليك حين حاصروك في ذلك الشعب المقفر. ‏وصلى الله عليك حين تقاسموا على قتلك في فراشك. ‏وصلى الله عليك حين امتطوا خيولهم يلاحقونك. ‏وصلى الله عليك حين شجّوا جبينك وكسروا رباعيتك وقتلوا أصحابك بين يديك. ‏وصلى الله عليك حين وضعوا السم في طعامك. صلى الله عليك.. ‏فقد عشت حياة يجللها الألم ويكتنفها الوجع. ‏لقد أبهرتنا يا رسول الله، وأبهرت العالم، بقوة الصبر وبالإصرار على السير على الطريق وباستدعاء التفاؤل في أزمنة المحنة. ‏ثم.. ‏صلى الله عليك حين دخلت مكة فاتحًا💚 - د. فايز الزهراني.

أقلّب القصص والمنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي اليوم وأتساءل، كيف استوت في قلوبكم مشاهد اعتيادكم البعيدة عن الواقع ومشهد الشاب الأسير المحرر جسدًا بدر، ومشهد الأشلاء المتطايرة؟ كيف تبرؤون أنفسكم بقصّة لا تتجاوز ال١٥ ثانية وتعودون لمشاهد الاعتياد، كيف هان عليكم وكيف تخطيتم؟

اليوم، لربما تكشّف لك الحجابُ وتوسّع إدراكك أكثر وفهمت أهمية دعوتك للأسير بأن يثبت الله عليه عقله ودينه وقلبه وقدماه، فما يراهُ الأسير ليس كما يُرى على الشاشات أو يُسمع، ما يراهُ يفوق الوصف ويتخطى المنطق، هؤلاء العُزّل ذنبهم أنهم صمدوا على أرضهم وفي منازلهم ولم يبرحوها، لن يبحث الاحتلال النازي عن سبب لقتلنا وسفك دمائنا وترهيبنا، هذا الإحتلال الحقير كبُرَ على شُرب الدماء وسفكها، وكره العزّل وسحقهم، وقلوبهم مسلوبة من أجسادهم ويمكث مكانها حفرة من مجاري الحقد والكره والبغض والأنانية ثم يأتي من يبرر أفعالهم، ويواليهم، ويحزن على شرٍ أصابَ أبناءهم عالمٌ حقير نازي، عالمٌ ظالم، وفي قلبي حقدٌ أسودٌ لن يشفيه إلا تقلبهم في النار على وجوههم اللهم انتقم لنا ولهم بحجم هذا القهر!

"إلَى اللهِ نَمضِي يَا هنيئًا لِمَنْ سَبق وَيَا حَظَّ قَلبٍ مِنْ تُقَى اللهِ قَد خَفَق"

٣٣ طفلًا استشهدوا بسبب الجوع ٨٢ "ألف" طفل ظهرت عليهم أعراض سوء التغذية ( اتحولوا لهياكل عظمية)