عُلمَاءُ المُسْلِمِين "لِنَقْتَدِي بِهِم"

🧭 حمد الله المستوفي القزويني (682 هـ - 750 هـ / 1281 - 1349م) 🧭 جغرافي ومؤرِّخ مسلم ينحدر من أسرة فارسيّة عملت في إدارة الدّولة كتفتيش الحسابات (الاستِيفاء) فكان الاسم "مُستوفي" قائمًا على المهنة. 🧭 يُعدّ حمد الله قزويني من أشهر الذين كتبوا في الأدب الجغرافي الفارسي وله كتاب بعنوان:«نُزهة القلوب»، وقد أتمّ تأليفه عام 740هـ، ويُعتبر هذا المُصنّف ملحقًا أو مكمِّلا لنمط "عربي - فارسي" في الجغرافيا العامة المعروفة بـ"الكونياتية" أو "العالمياتية" (الكزموغرافيا) حيث يضم مواد فلكيّة وجغرافيّة وطبيعيّة ثم يمتد إلى النّاس والحيوانات والنّباتات والمعادن، ووصف البُلدان وتشريح الجسم البشري والمواقيت وغير ذلك...، وقد شكّلت رحلاته الكثيرة مصدرًا هامّاً لمؤلّفه المذكور. 🧭 كما وضع القزويني مؤلّفات مهمّة في التّاريخ مثل:«تاريخ كَزِيدة» وتعني "التّاريخ المُختار"، وقدّمه الى الوزير غياث الدين. 🧭 توُفّي المستوفي عام 750هـ، رحمه الله وجزاه عنّا خير الجزاء. #بهم_اقتدوا

لا تنسونا من صالح دعائكم ياأحباب🌹 ولا تنسوا غزة من الدعاء بالنصر والتمكين 🔻 🕋كل عام وأنتم بخير🕋

⚗ الجِلدكي؛ علي بن محمّد بن ايدمير المُلَقَّب بعزِّ الدّين (عاش في القرن الثّامن الهجري). ⚗كيميائي وفيلسوف مسلم يُنسب إلى قرية من قرى «خراسان» القريبة من مدينة «مشهد» -في «إيران» حاليا- وهي قرية «جِلدَك». ⚗ عاش الجلدكي شطراً من حياته في دمشق أولاً، ثم في مدينة القاهرة، حيث صنّف كثيراً من مؤلفاته، وبعد أن قام بزيارة عدّة أقطار عربية وإسلامية طلباً للعلم، عاد واستقرّ لفترة من الزمن في دمشق، ثم ارتحل إلى القاهرة وبقي فيها حتى وفاته. ⚗ للجِلدكي إنجازات كيميائية هامّة، فهو أول من توصّل إلى طريق فصلِ الفضّة عن الذّهب بواسطة حمض النيتريك (حامض الآزوت حيث تذوب الفضة)، كما يعود له الفضل في أنه أشار إلى أن التفاعلات الكيميائية تتم بنسب وزنية معينة (المعادلات الكيميائية)، وقد أعاد اكتشاف ذلك العالم الفرنسي جوزف بروست J. L. PROUST) 1754-1826). ⚗ عمل الجلدكي بجدِّ على تعميق المعرفة بالكيمياء وفصلِها عن خرافات الخيمياء، كما اتّسمت أعماله المنقولة عن سواه من العلماء بالدّقّة والأمانة، مما جعل مثل هذه المؤلفات الأخيرة مصدراً هاماً لدارسي تاريخ الكيمياء عند العرب والغرب حتى الآن. ⚗ الجلدكي هو أول كيميائي مسلم مخترع للأقنعة، وقد قدّم الجلدكي شرحاً مفصلاً للطّرق والاحتياطات اللازمة من مخاطر استنشاق الغاز نتيجة التفاعلات الكيميائية، لذلك كان أول من فكر في ابتكار استخدام الأقنعة في مختبرات الكيمياء. ⚗كتب الجلدكي عددا من المصنفات في الكيمياء؛ منها:- 🔻«كنز الاختصاص في معرفة الخواص» 🔻«البدر المنير في معرفة أسرار الإكسير» 🔻«البرهان في أسرار علم الميزان» والذي ألّفه في دمشق... 🔻«المصباح في أسرار علم المفتاح» 🔻«نتائج الفكر في أحوال الحجر» (يقصد الجلدكي حجر الفلاسفة الذي كان يُعتبر الوسيلة الأساسية لتحويل النحاس والرصاص الى ذهب وفضة!)، وقد ألّفه في القاهرة... 🔻«بُغية الخبير في قانون طلب الإكسير» 🔻«التّقريب في أسرار التركيب» (ويعتبر موسوعة كيميائية) 🔻«نهاية الطّلب في شرح المكتسب في صناعة الذهب»، ويشكّل هذا الكتاب وسابقَه مرجعين وثائقيّين للكيمياء عند العرب بحكم احتوائهما على نصوص منقولة... 🔻وللجلدكي شروح المؤلفات لغيره مثل كتاب «غاية الشذور»، ويشكل هذا العنوان إشارة إلى كتاب «نهاية الطلب»، وهو شرح لكتاب «أبي القاسم العراقي»: «المكتسب في صناعة الذهب». ⚗ توفّي عام 743 هجريًا الموافق 1342 ميلاديًا؛ رحمه اللّه وجزاه عنّا وعن العالم أجمع خير الجزاء.

🔻انتَقِ صاحبَك 🔹قال الماوَردِي رحمه اللّه:- ❞إنّ من جالس الأخيارَ أحبَّ أن يقتدي بهم في أفعالهم، ويتأسَّى بهم في أعمالهم، ولا يرضى لنفسه أن يقصِّر عنهم، ولا أن يكون في الخير دونَهم، فتبعثُه المنافسةُ على مساواتهم، وربّما دعته الحَمِيّة إلى الزّيادة عليهم، والمكاثرة لهم، فيصيرون سببا لسعادته، وباعثا على استِزادته، والعربُ تقول: لولا الوِئَام لهلَك الأنام، أي لولا أنَّ الناس يرى بعضُهم بعضًا فيقتدى بهم في الخيرِ لهلَكُوا!❝. 🔹ولذلك قال بعض البُلغاء:- ❞من خير الاختيار: صُحبة الأخيار، ومن شرّ الاختيار: مودّة الأشرار، وهذا صحيح؛ لأن للمصاحبة تأثيرا في اكتساب الأخلاق، فتصلُحُ أخلاق المرء بمصاحبة أهل الصّلاح، وتفسُد بمصاحبة أهل الفساد.❝ 🔹وأنشد بعض أهل الأدب:- لا تَصحَبِ الكَسلانَ في حالاتِه كم صــالــحٍ بفسـاد آخرَ يفسُد عَدْوَى البَلِيدِ إلى الجَليسِ سريعةٌ والجمرُ يُوضَعُ في الرّماد فيَخْمُـدُ 🔹وأوصى حكيمٌ ولدَه، فقال:- ❞عليك بصحبة من إذا صاحبته زانَك، وإن احتجت إليه مانك -من المؤونة-، وإن استعنت به أعانك، وإن خدمك صانك.❝ 🔹وقال ذو النون:- ❞عليك بصُحبة من تسلمُ منه في ظاهرِ الغيبِ كسلامَتِكَ منه في المُشاهدة.❝ 🔹وقال ﷺ :- «الرّجلُ على دین خلیلِه، فلينظر أحدُكُمْ منْ يُخالِلُ» 🔹وعن زيد بن أسلم -مولى عمر بن الخطّاب- قال: قال عُمَر:- "اعتزل ما يُؤذيك، وعليك بالخليل الصّالح -وقَلَّ ما تجده!-، وشاوِر في أمرك الذين يخافون اللّٰه." 🔹وقال شُعَيبُ بن حَرب لولدِه:- ❞لا تجلس إلا مع رجُلين: رجلٌ جلست إليه يعلِّمُك خيرًا فتقبلَ منه، أو رجلٌ تُعلِّمُه خيرًا فيقبلَ منك، والثالثُ اهرُب منه!.❝ #علو_الهمة

📚 أَبُو عُثْمَانْ عَمْرُو بْنْ بَحْرْ بْنْ مَحْبُوبْ بْنْ فَزَارَة اَللَّيْثِي اَلْكِنَانِي اَلْبَصَرِيَّ المعروف بِالْجَاحِظِ (159هـ - 255هـ) أديب عربي كان من كبار أئمة الأدب في العصر العباسي، ولد في البصرة وتوفي فيها. 📚 كانت ولادة الجاحظ في خلافة «المهدي» ثالث الخلفاء العباسيين سنة 159هـ، وتوفي في خلافة «المهتدي بالله» سنة 255 هجرية. 📚 ولد في مدينة البصرة نشأ فقيرًا، وكان دميمًا سيِّءَ الخِلقَة جاحظ العينين، عُرف عنه خفة الروح وميله إلى الهزل والفكاهة، ومن ثَمَّ كانت كتاباته على اختلاف مواضيعها لا تخلو من الهزل والتهكم. 📚 طلب العلم في سن مبكّرة، فقرأ القرآن ومبادئ اللغة على شيوخ بلده، ولكنَّ اليُتم والفقر حال دون تفرُّغه لطلب العلم، فصار يبيع السمك والخبز في النهار، ويكتري "يستأجر" دكاكين الورّاقين "المكتبات" في الليل فكان يقرأ منها ما يستطيع قراءته. 📚 كان للجاحظ منذ نعومة أظفاره ميلٌ واضحٌ ونزوعٌ عارمٌ إلى القراءة والمطالعة حَتَّى ضَجِرَتْ أُمُّهُ منه. وظلَّ هذا الميل ملازماً له طيلة عمره، حتَّى إنَّه فيما اشتُهِرَ عنه لم يكن يقنع أو يكتفي بقراءة الكتاب والكتابين في اليوم الواحد!، بل كان يكتري دكاكين الورَّاقين ويبيت فيها للقراءة والنَّظر. ويُورِد «ياقوت الحموي» قولًا لـ«أبي هفَّان» ـوهو من معاصريه- ما يدلُّ على مدى نَهَمِ الجاحظ بالكتب، يقول فيه:

لم أر قطُّ ولا سمعت من أحبَّ الكتب والعلوم أكثر من الجاحظ، فإنَّه لم يقع بيده كتاب قَطُّ إلا استوفى قراءته كائنًا ما كان ولا عَجَبَ إذ ذاك في أن يُفْرِد الصَّفحات الطِّوال مرَّات عدَّة في كتبه، للحديث عن فوائد الكتب وفضائلها ومحاسنها، والحقُّ أنَّه كان أشبه بآلة مصوِّرةٍ، فليس هناك شيءٌ يقرأه إلا ويرتسم في ذهنه، ويظلُّ في ذاكرته آمادًا متطاولة.

📚 ولكن الجاحظ لم يقصر مصادر فكره ومعارفه على الكتب، وخاصَّةً أنَّ ذلك عادةٌ مذمومةٌ فيما أخبرنا هو ذاته وأخبرنا كثيرون غيره، إذ العلم الحقُّ لا يؤخذ إلا عن معلم، -وقديمًا قيل: لا تأخذ القرآن من مصحفي، ولا العلم من صحفي-، فتتلمذ على أيدي كثيرٍ من المعلمين العلماء واغتنى فكره من اتصاله بهم، وهو وإن لم يتَّفق مع بعضهم أو لم يرض عن فكرهم فإنَّهُ أقرَّ بفضل الجميع ونقل عنهم وذكرهم مرارًا بين طيات كتبه». 📚 أخذ علم اللغة العربية وآدابها على «أبي عبيدة» مؤلف كتاب «نقائض جرير والفرزدق»، و«الأصمعي» الراوية المشهور صاحب الأصمعيات و«أبي زيد الأنصاري»، ودرس النحو على «الأخفش»، وعلم الكلام على يد «إبراهيم بن سيار بن هانئ النظام البصري». 📚 كان متصلا -بالإضافة لاتصاله بالثقافة العربية- بالثقافات غير العربية كالفارسية واليونانية والهندية، عن طريق قراءة أعمال مترجمة أو مناقشة المترجمين أنفسهم، كـ«حنين بن إسحق» و«سلمويه»، وكان يُجيد اللغة الفارسية لأنه دوّن في كتابه «المحاسن والأضداد» بعض النصوص باللغة الفارسية، وتوجه إلى بغداد، وفيها تميّز وبرز، وتصدّر للتدريس، وتولّى ديوان الرسائل للخليفة «المأمون». 📚 انتـهج الجاحظُ في كتبه ورسـائله أسلوبًا بحثيًا أقلُّ ما يقال فيه إنَّهُ منهجُ بحثٍ علميٍّ مضبوطٌ ودقيقٌ، يبدأ بالشَّك لِيُعْرَضَ على النَّقد، ويمرُّ بالاسـتقراء على طريق التَّعميم والشُّـمول بنـزوعٍ واقعيٍّ وعقلانيٍّ، وهو في تجربته وعيانه وسماعه ونقده وشكِّه وتعليله كان يطلع علينا في صورةِ العالم الذي يُعْمِلُ عقله في البحث عن الحقيقة، ولكنه مع ذلك، استطاع برهافة حسِّه أن يصبغ على بحثه صبغة أدبيَّةً جماليَّة تُضفي على المعارف العلميَّة رواءً من الحسن والظَّرافة، يرفُّ بأجنحته المهفهفة رفرفة العاطف الحاني على معطيات العلم في قوالبها الجافية، ليسيغها في الأذهان ويحببها إلى القلوب، وهذه ميزة قلَّت نظيراتها في التُّراث الإنساني. 📚 خلّف -رحمه الله- كثيرا من المؤلفات العلميّةِ والأدبِيّة، وأشهرها: «البيان والتّبيين»، «الحيوان»، «البخلاء»، قال ابن خلدون عند الكلام على علم الأدب: «وسمعنا من شيوخنا في مجالس التعليم أن أصول هذا الفن وأركانه أربعة كتب هي : أدب الكاتب لابن قتيبة، كتاب الكامل للمبرد، كتاب البيان والتبيين للجاحظ، وكتاب الأمالي لأبي علي القالي، وما سوى هذه الأربعة فتبع لها وفروع منها.» 📚 كانت وفاته في عام 868م الموافق لسنة 255 هـ وقد جاوز التسعين سنة، وكان قد هدّه شلل أقعده وشيخوخة، وعندما كان جالسا في مكتبته يطالع بعض الكتب المحببة إليه، فوقع عليه صف من الكتب أردته ميتاً، لقد مات الجاحظ مدفونا بالكتب والمجلدات، مخلفاً وراءه كتباً ومقالات وأفكاراً ما زالت خالدةً حتى الآن. 💢 تنويه: كانت لدى الجاحظ نزعة اعتزاليّة، غفر الله له.

🔻رجلٌ من غزَّة أخبرني أحدُ الثِّقات -وهو عندي من الصادقين- أنه كان من القائمين على مساعدة أحد أفواج غزّة إلى مصر، ممّن قدموا للعلاج في إحدى المستشفيات الجامعية، فيقول:- (منهم رجلٌ كان أول سؤال يسأله لي:" هل تستطيع توفير كتاب تفسير القرآن الكريم لابن كثير؟؛ فإنه كان رفيقا لي في غزة، كنت أصلي الفجر وأجلس أقرأ فيه ما يسر الله، ثم لما كانت الحرب والعدوان قُصِفَ بيتي وأُحرِقَت مكتبتي، فليتك تُذهِب عني وحشتي بهذا الكتاب!" وبالفعل في ذات اليوم اشترى له الكتاب وأهداه إياه ففرح فرحا شديدا وبكى، ثم لم يَرَهُ بعد ذلك نائما إلا وهو محتضنا كتابَه، وكأنه طفلَه الذي فقده ثم ردَّه اللّٰه إليه! يابن آدم؛ إنما أنت في نعمٍ فاغتنمها! كم منا يمتلك كتابا في بيته لا يفتحه فَعَلا عليه غبار السنين؟! كم منا يستطيع إنفاق ماله على ما يفيده من علم وتحصيل فيبخل على نفسه؟! كم منا يبيت بين أهله في بيته؟! كم منا يشغله عَرَضٌ زائلٌ من الدنيا عن خيري الدنيا والآخرة، لا يجتمع وأهلَه على شيء إلا على مسلسل ما أو برنامج مقالب ما أو غير ذلك، ولا يجتمعون على تدارس كتاب نافعٍ أو علمٍ جامع؟! اغتنم يابن آدم، وكن ذلك الرجل من غزَّة، وكل غزَّةَ ذلك الرجل، لذلك أوجعوا عدوَّ الله وعدوهم، وإلى الآن هم منتصرون رغم ما حَاقَ بهم من قتل ودمار! #بهم_اقتدوا

🔻عُلمَاءُ المُسْلِمِين "لِنَقْتَدِي بِهِم" ⏪ الحلقة الرابعة | مُجاهِدُ الكَلِمَة؛ د.عبد الوهاب المسيري رحمه اللّٰه وغفَرَ له. ✅ جودة منخفضة.