بُوْصِلٓةُ_الْمُصْلِحْ⌛🪞

«وما يُراهن عليه أعداء الأمّة من أن هذه الأمّة ماتت، وأن شبابها قد انتهوا، وأنّهم قد غرقوا في اللذات والشهوات والإباحيات، وأنّهم لم يعُد لهم همّ إلا شبكات التواصل وما إلى ذلك؛ هذا الوهم سيُبَدّد قطعًا، وسيثبُت في قابل الأيام أن هذه الأمّة ستعود إلى دينها، وإلى عزّتها، وإلى كرامتها، ووالله الذي لا إله إلا هو؛ أنّه لا شكّ عندي ولا ريب أن المستقبل للإسلام» – الشيخ المربّي أحمد السيد حفظه الله.

‏قال محمود شاكر عن أستاذه الرافعي : " إنه قد صار ميراثا نتوارثه، وأدبا نتدارسه، وحنانا نأوي إليه" .. ‏أرأيتم مثل هذه العذوبة ؟!

لا خيار أمام أبناء الأمة إلاَّ تطليق الغفلة والتَّفاهة ولزومِ اليقظةِ والبذل والجدّ وإلا فالفناء والهلاك..‏نحنُ في مرحلةٍ استثنائية من عمر الأمة. ‏والبداية الحَقيقية باليقظة والوعي والإيمان؛ ‏وبتطبيقِ مبدأ الولاءِ والبرَاءِ في قضايَا المُسلمين الكبرى فهذا من الإيمان! ‏ابدأ بنفسِك ثم بِأُسرتك وأصدقائك. — الشيخ أحمد السيد

المؤمن الذي يخاف الله سبحانه وتعالى لا توجد وسيلة لتخويفه وكفه عن الأذى والاعتداء، وإبعاده عن الظلم، أعلى وأكثر تأثيراً من أن يُذكّر بالله ويخوّف به، لذلك من أعظم فوائد تحقيق التقوى في المجتمع: تخفيض مستوى الجرائم، ومستوى الاعتداء والظلم أ.أحمد بن يوسف السّيد

"إذا أردنا أن نعيد هدي السلف، والهدية النبوية، فإن أهم وأزكى ما ينبغي التجديد فيه هو إعادة تلقي القرآن على منهاج النبوة" ثم سرد قول ابن مسعود: (كان الرجل مِنَّا إذا تعلَّم عَشْر آياتٍ لم يجاوِزْهُنّ حتى يعرفَ معانيهُنَّ ، والعملَ بهنَّ) الشيخ أحمد السيد (بتصرف يسير)

إن الارتياح القلبي للعمل في مشروع ما والرغبة النفسية في الميل إليه أمرٌ معتبر في اختيار المشروع الإصلاحي، وليس المقصود بذلك الهوى المجرد ولا الدعة والميل إلى النعيم، وإنما المقصود إقبال نفسه وإدبارها تجاه مجالات العطاء ونطاقات المشاريع، فمن الناس من يحبب  إليه التعليم ويجد نفسه فيه؛ فيبذل فيه من الوقت والجهد ما لا يستطيعه في غيره، ومنهم من يحبب إليه التأليف والكتابة، وهلمَّ جرّا.. فإذا وافقت الرغبة محل القدرة والفرصة مع أهمية الثغر؛ فهذا من أعظم الخير في المشاريع. - بوصلة المصلح

جراح الأُمّة ومُصاباتها مُحَرِّكٌ لك ألّا تقف! ألّا تُستَنزَف في بداية الطّريق، ألّا يأكل الفراغ شيئًا من ملامحك، ألّا يقصم التّراكُم ظهرك، وألّا تعيش بفكرةٍ ورديَّةٍ عن الوصول دون تَعَب، فلا تَتعَب! أنتَ واهمٌ يا فتى، لَن تنالَ عظيمًا إلّا بكَدّ، ولن تَصل مُرادًا إلّا بجِدّ، ولن تبلغ المأمول حتّى تَترَك الذُّبول. مشروعك نَفسُك، ثُمَّ بقية المشاريع، الميدانيّة والإلكترونية، الرّبحيّة والتّطوعيّة، أنت البناء، وحجر الأساس، قلبك ميدان الثّبات، بقَدر الصّدق فيه تَثبُت، وبقَدر الإخلاص فيه تَنبُت، لن تقرأ كتابًا وتُتمّ مسارًا، وتنجز برنامجًا وتبني مشروعًا، وتحفر نفقًا وتَثبُت مُرابطًا؛ إلّا بصِدق القَصد، وحُسن السَّعي، وأن تكون أنفاسك لله! وإلّا فقد تَوَهَّمتَ الانشغال! أصحابُ المشاريع الحقيقيّة؛ رُهبان في اللّيل، يعيشون في الظّلام عالمًا مختلفًا، تهدأ أنفاس النّاس وتبدأ حرارة أنفاسهم، تُثقلهم الحياة ويُرضيهم الله! ولولا خبيئة عميقة وسِرّ عظيم ومكابدة دائمة، ما تَمّ مشروع ولا فكرة، ولا قامَ بناء ولا ثمرة، ولولا حبلٌ مَتين يمتدّ إلى السّماء، لتَراخَت الأقدام عن المَسير، ونامَ قلبُ الفتى التّّوّاق، وذَبُلَت فسيلة العمل، ولا أمل. يا فتى، مَن يحمل في صدره هَمًّا عظيمًا؛ عليه أن يدفع الثَّمَن، ومَن يعيش لأُمَّةٍ كاملة؛ عليه أن يكون مختلفًا في كلّ شيء.. قصي عاصم العسيلي

— حينَ يخرج من البيت ذريّة توحّد الله وتعبده وتُعلي رايته، وتسير بحياتها لا تبتغي إلّا رضاه؛ حينها يكون البيت ثغرًا. حين يخرج من صلب الزوجان نساءً مصلحات عاملات داعيات، وقادةً مصلحين مجدّدين، حاملين للِواء خير المرسلين ﷺ؛ حينها يكون البيت ثغرًا. حين يكون بُنيانُه قد أُسّس على تقوى من الله ومودّة ورحمة، ومرجعيّة علويّة حاكمة، تصحِّح المسار، وتثبِّت الخطى، فينشأ ناشئ الفتيان فيه على ما يرى لا ما يسمع؛ حينها يكون البيت ثغرًا. حينَ تُعاد مركزية الأسرة، فيتربى الطفل على قدسية ما فيها من العلاقات والحدود والآداب والأخلاق، ويكون له ملجأً وأمانًا؛ حينها يكون البيت ثغرًا. حين يشربُ الطفل مع حليبه معاني العزّة والكرامة والإباء، وتُرسم بمخيلته الصغيرة سيرة خير خلق الله ﷺ وقصص الصحابة وخير القرون رضوان الله عليهم، ومواقف رجال تاريخنا العظماء، ينشأ وهدفه الأوّل أن يكون قائدًا ناصرًا للأمّة، مُعليًا لراية الحقّ، مُسقطًا لراية الباطل. حين تُحتضنُ الطفلة وتسقى بمعاني الأنوثة السليمة وتتشرّب أصالة الحياء والحشمة والوقار، وتُرسم بمخيّلتها سيرة خير نساء الأمّة أمّهات المؤمنين والصحابيات رضوان الله عليهنّ؛ تنشأ ومرجعيتها مضبوطة، ومعاني وجودها وهدفها في الحياة واضحة، لتصبحَ مصلحة حاملة لميراث أمّها. حين يكون ذاك؛ يُسمى هذا البيت ثغرًا!

«من أراد أن يدفع هذه الأمّة إلى الأمام، فلينشئ ثغرًا يسمى بيتًا» – الشيخ سمير مصطفى فكّ الله أسره.

` لن تُوَلّد الأُمّة العظماء دون ثَمَن.. ولن يُخَلّد التاريخ أسماء الفارغين، ولن يسير في درب اللّه أيّ خائفٍ مرتجف! الأيّام القاسية تَصقل نُفوسًا صَلبة، وشدائد الامتحان تُثَبّت الإيمان، مَن رامَ المَعالي يُدرِك شَوكَ الطّريق، والذي يَلزَم ثَغره كأنّه الأمل الوحيد فيه؛ لن يقف! يا طول البَلاء أعدَدنا لك نَفَسًا يَسبِقُك، ويَقينًا يَغلِبُك، نحن اليوم نُعَدّ، وغدًا نَشتَدّ، يقينًا باللّه؛ فجر الأُمّة اقتَرَب. - قصي العسيلي.