نصوص سريالية

أعترف بأنني مستمع جيد لهموم ومشاكل البشر ، لكنني على النقيض من ذلك متحدث سيء حينما يتعلق الأمرُ بنفسي.*

كثيرًا ما أجرب كتابة رسالة لك من دون التفكير بسيناريو النهاية، أغمض عيني للحظات فقط كي أرتب حروف كلمة واحدة لأبدأ بها مثل "مرحباً" من غير أن أشعر بأني أسبح تحت الماء لمسافة طويلة بنفس واحد، أفتح عيني و ألجم خيالي و أحاول التحايل على خوفي فيزداد حدة وتتسارع نبضات قلبي كأي رسالة مفاجئة أتت منكِ لتذيقني الشعور وتحاصرني من كل الجهات ... أليس عجز الإنسان على الضحك يدعو للبكاء؟ وعدم قدرتي على كتابة رسالة ما لك؛ أمر باعث للحزن، إن الخوف من محاولة فتح حديث معك أمر مرعب ؛ لا أعلم كيف أقفز فوق كل الحواجز التي تفصل بيننا و أتجاوز كل المخاوف التي تتربص بي، و أخبرك فورًا دون سابق إنذار عن الأسباب الي تبرر الإنتحار و عن المعاناة التي اوصلتني لهذه المرحلة، أرغب في لقاء يعيد للحياة صحتها في داخلي؛ لقاء يجمعنا معاً على طاولة واحدة لنتشارك فنجان قهوة بلون عينيك، و أن لا أخاف من النظر طويلًا لتفاصيل وجهك و أتجرأ على لمسه برفق كما تتحسس أم وجه طفلها الأول للمرة الأولى، أن لا أقمع رغبتي في عناقك لمدة لا تقل عن عمر انتظاري لهذا الحدث تحديداً، و دفن وجهي عميقاً في صدرك كما يدفن أب جثة ابنه في التراب و أبكي كل سوائلي دفعة واحدة، تتلخص رغبتي في إمساك يديك و كأنك شيء يخصني أنا وحدي، ولا يحق لأحد أن يشاركني ، وأن أخبرك بلا خوف و لا خجل أن وجهك يعيد بناء كل ما دمرته الخيبات و المآسي في قلبي، و كل ما تركه الفقد في نفسي من مخاوف و فجوات عميقة، أن أسمح لنفسي بالإنفجار أمامك ... رغبتي في البوح لكِ عن فضائل الصمت، عن لسعات الوقت في غيابك؛ و كيف تتأرجح الأرض من تحت قدمي لمجرد الشعور بأن الاعوام التي تمر خالية منك، ان أخبرك من غير مقدمات عن المرات التي زرتني فيها بألف هيئة في أحلامي والمرات التي استيقظت فيها وكانت أقصى أمانيي أن أقول لك " زمليني .. زمليني لكن بكل معاني الأسف أتراجع عن فكرة إرسال أي شيء مما سبق و الإكتفاء بكتابة وحذف كلمة "اشتقت لك" آلاف المرات إلى أن ينهكني ضغط العواطف و يجبرني على الاستسلام للنوم كطفل صغير أتعبه البكاء.*!

اصبحتُ شخصاً مُقرفاً لا يجيد شيء غير الإكتئاب و النوم لساعات طويلة.*

لم يعد لدي الرغبة في أن ابدأ من جديد انا أريد حقاً ان ينتهي هذا كله ، لا مزيد من أي بداية لأي شيء .. النهاية هي التي اسعى إليها.*

‏لو دخلت إلى روحي و رأيت الأوراق لذُهلت : كم خريفاً مر و أنا واقف كالأشجار.*

لا يُحزنني أنّ هناك ظُلماً في مجتمعاتنا، فهذا أمرٌ شائع.. ولكن يحزنني أنّ كلّ مانفعلهُ تجاه هذا الظلم هو الاعتياد، وأنّ التقبّل هو موقفنا الوحيد و ردّ الفعل النهائي.*!

‏إن قلبي لن يشفى يوماً ، ما ظل محتفظاً بذكرى تلك اللحظات الأليمة . أنني أشعر أن قلبي قد طُعن إلى الأبد.*