طَيِّبَةُ الأَثَࢪ ..

‏عن ثابت البناني، عن رجل من العبّاد : أنه قال يومًا لإخوانه : "إني لأعلم، حين يستجيب لي ربّي -عزَّ وجلَّ-" قال : فعجبوا من قوله، فقالوا : تعلم حين يستجيب لَك ربّك؟ قال : "نعم" قالوا : وكيف تعلم ذلك؟ قال : "إذا وجِل قلبي، واقشعرّ جلْدي، وفاضت عيني، وفُتح لي في الدعاء، فَثمّ أعلم أنْ قد استُجيب لي". صفة الصفوة - لابن الجوزي

​​أعاذَنا الله مِن قصور الهمَم، وفتور العزائم، وسكون الحماسة، والرّكون إلى الرّاحة.

_أَفْضلُ أَيام العام قريبة مِنَّا، وهِي خيرُ وافِدٍ يَفِدُ علينا، ولَها حقٌّ عظيمٌ لدَينا، يحْتاجُ اِستقبالها إِلَى توبةٍ نقيَّة، ونيَّةٍ زكِيَّة، واِستعانةٍ باللهِ قويَّة، ومن فعلَ هذا إِجلالًا للهِ وتعظيمًا وَجَدَ من لدُنه توفيقًا فاغْنمْ زمانك الفاضل يا من عَن الدنيا قريبًا راحل..

على الإنسان أن يُدرك.. أنّ أوقات الانشغال نعمة، وأنّ التَّعّب المُثمر نعمة، وكلّ دقيقةٍ تقضيها في الاشتغال على نفسك وعقلك وقلبك، هي استثمارٌ مؤجّل لو لَم تَرَ النتائج الآن! النَّفس تَميل لراحتها، ولاتعلَم أنّها ترتاح بالتَّعَب. كلّ لحظة قراءةْ استصعَبتَها لكنّك أكمَلتَ الكتاب، كلّ مشروعٍ لم تتركه في المنتصف، كلّ فكرةٍ عزمت على إتمامها، كلّ لحظةٍ استثمرت ما فيها، كلّ برنامجٍ ودورةٍ ومحاضرةٍ ولقاءٍ أخذت منه حدّ الارتواء! كلّ دفترٍ ملأته، و قلمٍ أنهَيتَه، وكتابٍ قرأته، وحقيبةٍ حملتها، وخطىً سِرتَها، وساعة خَلَوتَ بها، كل هذا يشهد لك، كلّه ذاتَ يومٍ يَرفَعُك.

أن تجاهد نفسك في عدم إسماع الذي أمامك ما يكره: من أعظم المجاهدة. «وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا»

الخوف من البِدايات يبدأ بالتّلاشي عندما تنشغِل بتفاصيلِ أول خطوة.

"من تمام المروءةِ ألَّا تَشُقَّ على أحدٍ بما لا يستطيعه بدافع المحبة، ولا تحرجَ أحدًا بما لا يقبله بدافع العشم، ولا تنالَ من أحدٍ شيئًا بالحياء، ولا ترى الناسَ عبيدَ ما تطلب. ولا تقيسَ قدرةَ أحدٍ على قدرتك، ولا طاقة أحدٍ على طاقتك، ولا قبول أحدٍ على قبولك. إنْ طلبتَ فبالعرفان، وإنْ ردَدْتَ فبالحسنى، وعافيتُكَ في تأدُّبِكَ؛ نائلًا ومِعطائًا."

وفِي نهايةِ المطاف ستُدرك أنَّ البلاء الذي فتَّت قَلبك؛ كان سبَبًا فِي دخولك الجنَّة، والدُّعاء الذي ابْيَضَّتْ عَيْنَاك مِنَ الْحُزْنِ شوقًا إليهِ؛ كان شرًا سيُصيبك، والإجابة التي تأخَّرت كانت رَحمة. ستُدرك أنَّ عَلقم القَدر ما هو سوى سُكَّر للآخرة، وَضيقُ العُسر ما هو إلَّا سِعةٌ في القَبرِ، والأشواك التي كانت تُحيطك كانت لأجل الصِراط المُستقيم ، والتأخيرات لَم تَكُن عبثًا، والمُصيبة خَير، والمَرض أجر، والكَبد لُطف، والبلاءُ إشارة حُبّ. فِي نهاية المَطاف سيمضي هذا الضّبابُ بُمجرَّد أن تَجلس مع اللّٰه في الجنَّة وتُخبرهُ بحُبّك، وستعلمُ حينها أنّه كان يُخبرك كُل يوم أنَّهُ يُحبّك، وَلكِن برسائل مُختلفة، وأنَّ هذهِ ليست المرَّة الأولىٰ له. #الخيرة_فيما_أختاره_الله

‏"الذين دعوا جبرهم الله، الذين مشوا في طريقِه أمسكهم من أياديهم، الذين اتّكؤوا عليه استقاموا، الذين استغاثوا أُغيثوا، وكلّ الذين تعافوا وثِقوا بالله {اُدعُونِي أسْتجِبْ لكُم}، وعدُ مَن لا يُخلف المِيعاد."