قناة | بَيــان.

- وقت السّحر؛ لا يُفرّط به إلا مغبون، أو جاهل بحقيقة العطايا في هذا الوقت، وقتٌ يتنزّل به سبحانه إلى السّماء الدنيا، يقول: هل من سائلٍ فأُعطيَه"، فأين أصحاب الحاجات والمطالب من نداء ملك الملوك، لو أنّ هناك ملَكًا من ملوك الأرض عرف بشأنه أحد؛ لبذلوا قصارى جهدهم في الوصول إليه، ولكنّ الله أكرم، يُعطي سائله، بل ويُحب من عبده أن يسأله، ويُعطيه ما لم يسأله إيّاه، ويُثيبه على سؤاله درجات، وقت السّحر وقتٌ تتنزّل فيه الهبات، وتُرفع به الدعوات، وتلهج به قلوب العارفين بالحاجات، فكم ممن عرف ربّه بهذا الوقت؛ وذاق بمعرفته لذة القُرب، يقول سبحانه: ﴿وإذا سألكَ عبادي عنّي فإنّي قريبٌ أُجيب دعوةَ الداعِ إذا دعان ﴾.. ما أقرب الله وما أرحمه.

(ربَّنا أفرِغ علينا صَبرا). في وقت البلاء؛ قد يفقد العبد قدرته على التبصّر في منافذ الفرج، وقد يفقد معنى كان متأصّلا معه لياليَ كثيرة، ومن شأن البلاء لا سيما إن كان في بداياته؛ أنّ وطأته في البداية كبيرة، لذلك السّبب كان أجره عند الله عظيمًا، إن صبَر حينها وثبَت، ولكنّ اللجأ إلى الله يُعيد كلّ شيء إلى مساره الطبيعي، يُعيد القلب إلى عهده الأوّل من السّكون، يُعيد الروح إلى صفائها، ويُعيد العبد إلى ثقته بربّه والاستسلام لقدره! وفي القُرآن رسائل كثيرة تبيّن بركة اللجأ إليه وقت الشدّة: ﴿ربّنا أفرغ علينا صبرا﴾، أفرغ علينا، تأمّل هذه اللفظة، كيف يعلّمنا الله أن ندعوه وقت الشدّة، (ربّنا)، بلفظة العبودية، فهؤلاء القوم حين واجهوا أكبر قوّة جيش؛ واجهوهم بلفظة واحدة، بنداء العبد الذي لا يملك أدنى أسباب الانتصار، واجهوهم بلفظة: (ربّنا أفرغ علينا صبرا)، وكأنّ هذه الكلمة مملوءَة بشلّالات المعيّة، (أفرغ علينا صبرا)، يقول السّعدي في معناها، أي: قوّ قلوبنا"، وقيل في معناها: صبّه علينا كما يفرغ الدّلو، وفي هذه اللفظة إشارة أنّ العبد لا يملك لنفسه شيئا، فهو مُحتاج للمدد السّماوي، ولقوّة يتمسّك بها! (أفرغ علينا صَبرا)، صبّ علينا يا ربّ من وعاء الصّبر صبًّا تثبّتنا فيه عند حلول الكُربة، تُطفئ بها لهيب أوجاعنا، تُنسينا آلامنا، حتى لا يبقى شيءٌ من وعاء الصّبر إلا وتبلّلت بهِ أرواحنا، أفرغ علينا حتى لا يبقى هناك خوفٌ ولا قلق، لتطمئنّ قلوبنا وتسكُن.. (ربّنا أفرغ علينا صبرا)، يعلّمنا الله أن نُواجه أتعابنا بالدعاء، نُواجه أحزاننا بالدعاء، نُواجه هذه الابتلاءات المُتتالية بلباس العبودية، (ربّنا أفرغ علينا صبرا)، نحن لا نملك أدنى مقوّمات الطمأنينة، لولا اللجأ إليه، ولولا معيّة ربّنا!

- حاجة العبد لسؤال الله الهداية تفوق كلّ حاجة، ﴿اهدنا الصِّراط المُستقيم﴾، دعاء نُردّده في صلاتنا سبعة عشر مرة في حال كانت الصّلاة مفروضة، وثلاثون مرة وأكثر في حال النّوافل، فكم مرّة تفكّر العبد وهو بين يدي ربّه بمعنى: (اهدنا الصّراط المُستقيم)، وقالها بقلب طالبًا لها، صادقًا فيما يطلب، يُريد هداية الإلهام، وهداية التّوفيق، يقول السّعدي رحمه الله: الهداية في الصّراط؛ تشمل الهداية لجميع التّفاصيل الدينية، علمًا وعملا".. ثلاثون مرّة في اليوم يُردّدها العبد، ولكن كم مرّة وقف عندها متأمّلا فيها، يدعو بقلبه قبل لسانه؛ ربِّ اهدني، ألهمني رُشدي، اسمعني سماع تفهّم، خذ بيدي إليك، اهدني لسُبلك، وظلّ عندها متزوّدًا لمعينها الذي لا ينضب، الله يُحب من عبده أن يدعوه بقلب حاضر ويسأله، يقول ابن القيّم في هذه الآية: لمّا كان سؤال الله الهداية إلى الصّراط المستقيم أجلّ المطالب ونيله أشرف المواهب؛ علّم الله عباده كيفيّة سؤاله، وأمَرَهم أن يقدِّموا بين يديه حمده والثناء عليه، ثم ذكر عبوديّتهم وتوحيدهم، فهاتان وسيلتان إلى مطلوبهم لا يكاد يُرد معهما الدُّعاء"، والطالب للهداية قد استكمل حظّه العاجل من حظوظ الدنيا والآخرة، فمنهم مُقلٌ ومُستكثر.

ثمّة أمور إذا تعامَل معها العبد تجاه ورده القُرآني؛ لحظ الأثر الإيماني، ومنها: أن يتعامل مع الآيات أنّها رسائل مُوجّهة له، وأنّه المعني والمُخاطب، حتى إذا اعتاد هذا التَّعامل؛ حصل له من جمعيّة القلب على الآية، ومن عكوفه عندها، ما يجعله يلتذّ بكلّ هداية، وبكلّ آية قالها سُبحانه، استشعار أنّه المُخاطب بابٌ يُوصله إلى لذائذ إيمانية تجعله يزداد عبوديّة، وهو بابٌ موصل إلى التدبّر، وبابٌ موصل إلى عدّة حقائق؛ حقيقة التَّوحيد، حقيقة النّفس بكلّ ما فيها من أسرار، حقيقة الدنيا وهوانها، وحقيقة الآخرة، بل إنّ أعظم ثمرة من ثمرات استشعار أنّه المُخاطب؛ أنّه يُعظّم في قلبه من تكلّم به، فالقُرآن كلام الله الذي أنزله على لسان رسوله، وحقيقٌ على من أراد الانتفاع بما يتلو؛ أن يُلقي قلبه بين آيات ربّه، ويُقبل عليه إقبال العزيز لعزيزه، حتى مع هذه التلاوة يخشع قلبه، وتسكن جوارحه، ويزداد وجلًا وحُبًّا لمن خلقه، يقول ابن القيّم: إذا أردّت الانتفاع بالقُرآن؛ فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعه، وألقِ سمعك، واحضر حضور من يُخاطبه به من تكلّم به سبحانه منه إليه، فإنّه خطاب منه لك على لسانِ رسوله"..

من جماليّات هذه الآية: ﴿عُرُبًا أترابا﴾، ما قاله القرطبي في تفسيره لمعنى: (العُرُب)، وهنّ المُتَحبّبات إِلى أزواجهنَّ، واشتقاقها من أَعرَبَ إِذا (بَيَّنَ)، فالعَرُوبُ (تُبيِّنُ محبَّتَها) لزوجها بشَكل وغُنجٍ وحُسن كلام". وفي تفسير ابن عاشور معنى بَديع، يقول في معنى العُرُب: المرأة المتحبّبة إلى الزوج، أو التي لها كيفية المتحببِّة، وإن لم تقصد التحبَُب، بأن تُكثر الضحك بمرأى الزوج أو المزاح أو اللهو والخضُوع في القول أو اللثغ في الكلام بدون علّة" وهذا جمالٌ رسَمَه القُرآن في وصف نساء أهل الجنّة، والمؤمنة تحرص على التمثّل بهدايات هذه الآية، من حسن التبعّل والتودّد، وهذا الكمال الدنيوي متبوعٌ بكمال أخروي، لو لم يكن من تصوير القُرآن لجمَال الحور العين إلا أنهنّ مُتحبِّبات إلى أزواجهنّ، متودّدات، لكفى بهذا حُسنٌ وبهاء، والقُرآن بيّن في هذا الموضع جمالٌ باطني، من حسن الأخلاق وطيب المعشر، وأَصَالة الفطرة، كما في قوله تعالى في وصف نساء أهل الجنّة: ﴿حورٌ مّقصوراتٌ في الخيام﴾، و ﴿قاصراتُ الطَّرفِ عين﴾، وقاصرات الطرف هنّ اللاتي لا ينظرن إلا لأزواجهنّ! وكلّ هذه الجماليّات القُرآنية وصفت مكنون المرأة وما فيها من طبائع، والعَروب بفتح العين عبّر عنها ابن عبّاس بأنّها العاشقة لزوجها، وقيل: هي الحسَنة الكلام".. وفي تفسيره لمعنى العَروب فائدة: أنّ الخضوع إذا تمثّلت به المرأة واعتنت بهذا الجانب؛ كان سببًا من أسباب دوام الألفة، لأنّ الخضوع لا يأتي إلا عن فهم لطبيعة هذه النّفس وما جُبلت عليه من ضعف، وبضعفها يكون كمالها وحسن تبعّلها، بخلاف المُكابرة والعِناد فإنّه يهدم صروح المحَبَّة، ولهذا السّبب نهى الله سبحانه أن يخضعن بالقول (لغير أزواجهنّ)، وحين قال تعالى: ﴿عُرُبًا أترابا﴾، وصفهنّ بكمال التودّد وحسن التبعّل، وهذا تشريفٌ لها، بقدر ما تتمثّل المرأة بهدايات هذه الآية مضمونًا ومعنى؛ كانت لنعيم الجنّةِ أقرب.

الكثير من المواهب والفتوحات؛ تحلّ بعد قيام الليل، وفي هذه إشارة أنّ الصدق يصنع أهله، وأنّ الخلوات النّافعة ترفع أصحابها، وأنّ العبد لا يدري بأيّ عمل يدخل الجنّة، غير أنّ قيام الليل؛ من علامات الصّلاح، ومن الأمارات الدالّة على صدق السّريرة، والله يُحب العبد لباطنه، وأيّ شيء أعزّ من الوقوف بين يدي الله والنّاس نيام، هذه لا تُدرّس، ولا توضع لها إرشادات، لأنّ المُحب لمحبّه دائم الوصل، ﴿فلا تعلمُ نفسٌ ما أُخفيَ لهم من قرّة أعيُن جزاءً بما كانوا يعملون﴾..

القلب لا يطمئنُّ إلّا بالإيمان واليقين، ولا سبيلَ إلى حصول الإيمان واليقين إلّا من القرآن، فإنّ سكون القلب وطمأنينته من يقينه، واضطرابه وقلقَه من شكِّه، والقرآن هو المحصِّل لليقين، الدّافع للشُّكوك والظُّنون والأوهام، فلا تطمئنُّ قلوب المؤمنين إلّا به. ابن القيّم | مدارج السالكين

وقل: رحِم الله السعدي أيضا! أتمَّ ابن عثيمين رحمه الله حفظ القرآن لمَّا بلغ ١١ عاما، وبهذه المناسبة عَقَدَ له شيخه احتفالا مع صبيان الكتاتيب، ليطوفوا به في ممرات عنيزة وأزقتها محمولا، وهم يرددون: حافظ .. حافظ جزء عم.. حافظ.. حافظ كل القرآن!. [لقاءات جمال سعيد مع طلاب ابن عثيمين حلقة رقم٣٦]. كانت عنيزة حينها تحتفل بإنجاز ذاك الصبي، ولو عَلِمَت عنيزةُ ما يُخبئ الله لها في هذا الصبي لكان لها شأنٌ آخر في احتفالاتها!. دفَعَه والده بعد ذلك إلى حلقة الشيخ ابن سعدي رحمه الله، وبدأ هذا الصبي النابه بالدراسة على الشيخ ابن سعدي وتلاميذه مدة لم تطل، إذ سرعان ما عصفت بالناس جائحة اقتصادية ألجأت الناس لمضاعفة العمل في مزارعهم، وكانت عائلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله من تلك العوائل التي تأثرت بتلك الجائحة، فينصرفُ الصبي النابه عن طلب العلم إلى الزراعة والحرث ومساعدة والده رحمه الله. لقد انشغل الصبي انشغالا تامًا عن العلم والدروس، ولولا أنَّه كان يقرأ جزءا من القرآن أثناء ذهابه للمزرعة لنسي القرآن أيضا، ولكنَّ الله سلم. [انظر رحلتي إلى النور: مازن الغامدي ص١٤٧]. ويفقد الشيخ السعدي رحمه الله بعد مدة ذلك الصبي النابه الذي كان عنده، ويَسعى في إعادته لحلقات العلم بكل وسيلة، فيذهب إلى والده ويكلمه فيه، ويذهب إلى ابن خاله صالح بن سليمان بن عثيمين ويكلمه فيه.[الدر الثمين ص٤٣]. لقد كان الشيخ السعدي رحمه الله قلقا من أن تضيع تلك الموهبة بين نخيل وادي الرمة!. وبعد سنوات من الانقطاع التام عن العلم عاد الصبي النابه إلى حلقة شيخه فجأة بلا مقدمات.. هاهو الآن يتأبط كتابه مقبلا على حلقة  الشيخ السعدي رحمه الله يبحث عن مكان له، وترى وجه الشيخ السعدي رحمه الله تبرق أساريره لمَّا رأى عودة الطالب، لكنه يتظاهر بأنَّ شيئا لم يكن! فلم يُظهِر لتلميذه القادم فرحا ولا عتابا، وكأنَّ السعدي رحمه الله يريد أن يمر هذا الموقف بسلام، لينكسر عن الطالب حاجز الخجل بهدوء من غير ضجيج. يحكي الشيخ ابن عثيمين رحمه الله هذا الموقف المؤثر في حياته فيقول: (ثم إنَّ الله تعالى حينما أراد بي خيرا جئتُ إلى جامع الشيخ ابن سعدي، وحضرتُ درسه لأول مرة منذ سنوات.. فما عاتبني الشيخ ولا نهرني لانقطاعي، ولم يقل لي: لمَ غبت؟ أو لمَ تركت العلم؟.. مما أثر في نفسي وحبَّبَ الشيخ ابن سعدي لنفسي، فرفع ذلك السلوكُ من الشيخ همتي، وتوجهتُ بكل جوارحي للعلم).[رحلتي إلى النور: مازن الغامدي ص١٤٧]. انغمس الشيخ ابن عثيمين في دروس ابن سعدي رحمه الله، وكاد يذوب في شيخه حبا له وإجلالا، حتى قال عنه مرة: (عندما كنا طلبةً عند الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله كنا نقتدي حتى بأفعاله وحركاته، حتى إني كان خَطِّي طيبا قبل أن أبدأ بالدراسة عليه، فلمَّا بدأت الدراسة عليه صرتُ أقلد كتابته فتردَّى خطي!، كلُّ ذلك من محبتنا له، واتخاذه قدوة لنا، فاقتدينا به حتى في الكتابة وفي المشي وفي كل شيء). [فتح ذي الجلال١٤/٣٣٤]. وسئل مرة عن طريقة شيخه السعدي رحمه الله في التدريس فقال: (انظر ما أقوم به أنا في الدرس، فهو ما كان يصنعه) [شريط ابن عثيمين بعد الوفاة، تسجيلات صدى التقوى]. واعتنى به الشيخ السعدي رحمه الله، وأدخله مع كبار الطلبة في المجالس الخاصة. [محاضرة الكنز الثمين أحمد القاضي]. بل وصار يجلس له وحده ليشرح له قواعد ابن رجب. [محاضرة سيرة ابن عثيمين، سامي الصقير]. ولمَّا قرر والد الشيخ ابن عثيمين رحمه الله الانتقال للرياض تمسك الشيخ السعدي بتلميذه، وبعث إلى والده برسالة يَطلب منه فيها أن يبقى ابنه محمدا معه، ويحكي ابن عثيمين رحمه الله هذا الموقف فيقول: (وفي الحقيقة أنَّ للشيخ السعدي عليَّ فضلا كبيرا.. أول ما بدأ التطور في الرياض أحبَّ والدي أن أنضم إليه هناك، وكتب إليه الشيخ السعدي رحمه الله: دعوا لنا هذا الولد يكون من نصيبنا، فجزاه الله عني خيرا). [مقابلة إذاعية مع ابن عثيمين ضمن برنامج (هؤلاء علموني)]. يقول ابن جماعة رحمه الله: (واعلم أنَّ الطالب الصالح أعوَدُ على العالِم بخير الدنيا والآخرة مِن أعز الناس عليه، وأقرب أهله إليه، ولذلك كان علماء السلف الصالحون يُلقون شبك الاجتهاد لصيد طالبٍ ينتفع الناس به في حياتهم، ومِن بعدهم، ولو لم يكن للعالِم إلا طالب واحد ينتفع الناس بعلمه وعمله لكفاه الطالبُ عند الله تعالى، فإنَّه لا يتصل شيء مِن علمه إلى أحد فينتفع به إلا كان له نصيب من الأجر).[تذكرة السامع والمتكلم ص٩٩]. وقد ألقى الشيخ السعدي رحمه الله هذه المرة شباكه وعاد بصيد ثمين، عاد بابن عثيمين!. رحمهم الله جميعا، وجزاهم عنا خير الجزاء.

. ثبت بالتجربة أن الصلاة على النبي ﷺ بصيغة: اللهم صلّ وسلم على محمد [الجامعة بين الصلاة والسلام عليه] ١٠٠ مرة بتأنٍ لا يجاوز ٣ دقائق فقط! وهو أدنى الكمال -في ظني- لمحب للنبي ﷺ أن يفعله كل يوم وليلة؛ وخصوصا يوم الجمعة وليلتها، بل وقولها ١٠٠٠ مرة [= أقل من ٣٠ دقيقة] في ٢٤ ساعة ليس أمرا صعبا لمن وفقه الله. أعرف من يصلي بهذه الصيغة على النبي ﷺ في كل يوم وليلة ٣٠٠٠ مرة [= أقل من ساعة ونصف تقريبا] مفرقة في اليوم والليلة، وربما ضاعفها يوم الجمعة! من أنفع ما يحفزك لكثرة الصلاة على النبي ﷺ أن تجعل لك وردًا لا تتنازل عنه من الصلاة على النبي ﷺ، تجعله مقياسا لمحافظتك على هذه العبادة الجليلة وتقصيرك فيها، وتدرج في رفعه شيئا فشيئا، ابدأ بـ ١٠٠ مثلا، حتى إذا لان لسانك وقلبك بالصلاة عليه ﷺ زدتها قليلا. للصلاة على النبي ﷺ فضائل عظيمة، عدّ ابن القيم في (جلاء الأفهام) أكثر من ٤٠ فائدة وثمرة يجنيها العبد إذا صلى على النبي ﷺ.. يكفيك منها أن الله يصلي عليك بكل صلاة عشرا، وأن صلاتك تُعرض عليه ﷺ في هذا اليوم، ألا نخجل أن تعرض صلوات أمته عليه ﷺ وتكون صلاتنا عليه قليلة أو نادرة؟! .