وَجْد

السَلام عليك يا ابا الفضل العَباس . تعبت وأني أكتبها ، أقروهن واستفادوا خوش ؟ واتفاعلوا جَميليني💚.

فأنحنى عليهِ الحُسين ليحمله ففتح العَباس عينه فرأى أخيهِ الحُسين يُريد ان يحمله فقال له - الى اين تريد بي يا أخي ؟ - الى الخيمه - اخي بحق جدك رسول الله عليك ان لا تُحملني دعني في مكاني هذا - لماذا ؟ - لحالتين الأولى فأني وعدت ابنتك سُكينه بالماء ولم اتها بهِ فأني أخجل منها وأما الثانيه فانهُ قد نزل بي الموت الذي لا بُد منه - جزيت عن أخيك خيراً - أنتَ تمسح الدم والتراب عني وتواسيني وتنقلني الى الخيم بعد ساعه وعند سقوطك من سيمسح الدم والتراب عن وجهك ، فـ تحاضنوا حتى استشهد العَباس فقال الحُسين « الأن أنكسر ظهري وقلت حَيلتي وشمت بي عدوي » فقام الحُسين منحني الظهر يكفكف دموعه بكمه وهوَ يُنادي وا أخاه وا عباساه ورجع لوحدهِ الى الخيمه ! تلقتهُ أُختهُ الحوراء بباب الخَيمه قالت - ابا عبد الله - بلى - أراك رجعت لوحدك💔! أين ابن والدي ؟ ، أختنق الحُسين بـِعبرته قال - أُخيه عظم الله لكِ الأجر بـ أبي الفضل لقد خلفتهُ على المشرع عدام الوريدين ، وضعت يدها على صدرها صاحت وا اخاه وأرادت أن تخرج وضع الحُسين يدهُ عليها قال - أُخيه تعزي بعزاء الله ! لا يذهبن بحلمكِ الشيطان لا تُشمتي بنا الأعداء ، أرجعها الى الخَيمه بقيت في نفسها لوعه . أستشهد ابا الفضل العَباس ودُفن في كربلاء مع أخيهِ الحُسين . كَـ عَليٌ لِمُحمَد هكَذا كانْ العَباس لِلحُسين .

العباس رجلٌ وسيمٌ جسيمٌ بن علي بن أبي طالب وأُمهُ أُم البنين ، يركب الفرس المطهّم ورجلاه تخطّان في الأرض ، وقد كان صاحب لواء الحُسين في معركة الطف جاء العَباس الى الحُسين وطلب منهُ الرُخصه في القتال فـ أخذ الحُسين يبكي وكان صعباً عليهُما ان يفترقا في تُلك اللحظه فـ بالنسبه للعَباس كان يعرف لم يبقى مع أخيهِ الحُسين أحد غيره وبالنسبه للحُسين لأن صعباً عليهِ أن يرى أخاه وسَنده قتيلاً قال الحُسين لأخيه العباس - يا أخي ويا قُرة عَيني وثمرة فؤادي ، أنتَ صاحب لوائي ، ويقصد بصاحب اللواء أنهُ لو قُتل صاحب اللواء فأن اللواء سيسقط على الأرض ويعتبر نهاية المعركه وعندما أخذ الأذن للقتال تَجهز واخذ يودعهُم وهوَ على جواده وزينب تنظر لهُ وهيَ تودعه لم يتحمل ونزل من جواده لـِيحتضنها الحُضن الأخير وقالت - أخي يا عباس الى أين أنتَ ماضً ؟ - حان وقت الوداع أُخيةَ زَينب - ولكن انتَ عامود خيمة أخي الحُسين - أُخيةَ زَينب يا أبنت بنت رسول الله ضاق صَدري دُموع النِساء وشفاه الأطفال وهم يتلضون عطشاً أحرقت قلبي ! - وماذا عساي فاعلةً في صَحراء الدم هذهِ💔! - كما اوصاكِ أخي الحُسين ابن علي " دعٍ الاعداء يموتون في حَسرة أن يروا حَتى قطرة واحده من دموعك " وحرس فرسهِ الى المَشرعه أخذ القربة ووقف أمام جيش الكوفة ووعظهم  وحذرهُم من غضب الجبار فلم ينفع ! فَخاطب عُمر بن سعد قائلاّ : ياعُمر بن سعد هذا الحُسين أبن بنت رسول الله قد قتلتُم اصحابه واهل بيتهِ وهؤلاء عياله واولاده عطاشى فإسقوهُم من الَماء قد احترق الظمأ قلوبهُم فـسكت الجيش كُله فـصاح الشَمر اللعين - يا ابن أبي تُراب لو كان وجه الارض كُله ماء وهو تحت ايدينا لما سقيناكُم قطرة الا ان تدخلوا في بيعة يزيد . ذَهب الى الميدان وارتجز وهوَ يقول : أقسمتَ بالله الأعز الاعظم وبالحجور صادقاً وزمزم وبالحطيم والفنى المُحرم لـيخضبنَّ اليوم جسمي بدمي إمام ذي الفضل  وذي التكرمِ ذام حسينُ ذر الفخار الأقدم وأحاط بهِ أربعة الألف من الرَجال فقتل منهُم رجالاً ونكس منهُم فرساناً فتفرقوا عنه كما يتفرق عن الأسد فريسته وصعد الأعداء على التلال والأكماد أخذوا يرمونه بالسَهام ومع ذلك كان كالجبل الأصم ، ولما رأى الأعداء ثباته وقوَته هابوا العَباس أكثر ولم يثبت لهُ الرجال أصبح طريقه سالكاً نحو المشرعه ووصلها بكُل سهوله نزل من جوداه يُشرب حواده المُتعب الماء ثم يجلس وبيده بركه من الماء مد يده الى الماء ليشرب فلما حس ببرده تذكر عطش الحُسين وأهل بيتهِ💔 ، فرمى الماء في غضب وقال : يا نَفْسُ من بعدِ الحسينِ هُوني وبعدَهُ لاَ كُنْتِ أنْ تَكوني هذا حسينٌ واردُ المَنونِ  وتَشْربينَ بارِدَ المَعينِ تاللهِ ما هذا فِعالُ دِيني                   ولا فِعَالُ صَادِقِ اليقينِ ملأ القُربة من دون أن يشرب قطرةً واحده وركب جواده وتوجه نحو المُخيم فزحف اليهِ جمع من الأعداء حاصروه فأخذ يضري يميناً وشمالاً ويجندل الفُرسان والقربة على ظهرهَ وأخذ طريق النخيل حتى يستطيع أن يصل الى المُخيم دون أن يخسر القربة فكمن لهُ زيد بن الرقاد الجهني من وراء النَخله فضرب العَباس فتطاير كفه اليمين في الهواء💔 ، فقال العَباس والله أن قطعتُم يميني إن أُحامي ابداً عن ديني وعن إمام صادق اليقين نجل النبي الطاهر الأمين ولم يهتم بيمينه المقطوعة واكمل مسيره نحو المُخيم لأيصال الماء الى الأطفال والنَساء فكم لهُ حكيم بن الطفيل في مكان أخر من النخيل فضربه على شماله فقطعها💔 ، وتكاثروا عليهِ الأعداء وظل يواصل طريقه نحو المُخيم فلما رأوا القُربة سالمه على ظهرهَ شقوها بالسَهام وأريق ماؤها ، خاب أمل العَباس في أيصال الماء الى مُخيم الحُسين فتجمد في مكانه فقام القوم برشقه بالسَهام فأصابوا صدره وسَهم آخر في عينه حاول أن يسحب السهم عن عينه بتحريك رأسه بقوة ، أستغل أحد الأعداء أنشغاله بالسـهم فـ ضربه بالعمود على رأسه ففلق هامته وسقط على الأرض فنادى بـ أعلى صوته « عليك مني السَلام يا ابا عبد الله أدركني يا أخي » والحُسين كان يراقب المَيدان فلما رأى العَباس سقط بان الأنكسار على وجه الحُسين  فجاء اليهِ الحُسين فراهُ مقطوع اليدين مرضوض الجَبين والسَهم نابت في العين والعلم مُمزق الى جنبهِ والقربة مُخرقة جلس عند رأسه والعَباس ما كان ينظر بسبب الدم الذي جَمد على  عينهِ والثانيه السَهم نابت فيها وليس لديهُ يَد لـِيمسحها وأحس بحركة رجل عند رأسه قال - من هذا الجالس عند رأسي ؟ - لماذا ؟ - يا هذا ، أُقسم عليك بمن تعبُد لدي طلب عندك ! - ما هوَ ؟ - أمهلني دقائق فواق ناقه - ما تصنع بها ؟ - حَتى يأتي الي أخي وابن والدي أودعهُ ويودعني وأشمهُ ويشُمني💔. - أخي أنا أخوك أنا ابن والدك ! - الحُسين عند رأسي ؟ - بلى - ادنو الي دعني أشم عطفك

القُصه باچُر تنزل♥.

والان نحنُ الشَيعة في اقصى أحزاننا لا نعرف كيف نواسي زَينب عليها السَلام ! لا أعلم هل أن دموعنا تكفي ؟ أم عزانا وتطبيرنا ونحبُنا على الحُسين ساعدنا بالوصول الى قلب الحُسين ! نَستمع الى القصائد الحُسينيه ودموعنا تذرُف من حيث لا نُعرف ! ساعد الله قلبكِ يا أبنت بنت رسول الله والأن نُريد ان نُعازكِ في اليوم السابع بـ مقتل ابا الفضل وعجزنا عن ماذا نفعل لَتبرد قلوبنا ! عاشوراء حراره لا تبرد في قلب المؤمنين ابداً . - لـِ آلاء .

القُصه باچُر تنزل♥.