رَحيقُ السنّة

جلدٌ قليلٌ لأنفسنا الكسُولة المُفرّطة فيما هناك من كنوزٍ وهِباتْ عند آخر الليلِ من سُويعاتْ..

كُلّما طَهُر القلب رقَّ فإذا رقَّ راق وإذا راق ذَاق وإذا ذاق فاق وإذا فاق اشتاق وإذا اشتاق اجتهد وإذا اجتهد هبّت عليه نسائم الجنة فيفرحُ بالطاعة ومَن ذاق عَرَف ومن عَرَفَ اغترف ومن اغترف نالَ الشرفّ! فاللهم اجعلنا من الذين راقوا وذاقوا وفاقوا واشتاقوا واجتهدوا في طاعتك فنالوا شرف رضاك.

"عاشُورَاء لَيس لَهُ عِدةٌ مِن أيامٍ أُخَر، فَلَا تُفرّط فِي صِيَامِه". وَفَّقَنَا اللَّه وَإيَّاكُم لِمَرَاضِيه، وعَرَّضَنَا لأَسبَابِ رَحمَتِه ومَغفِرَتِه، وتَقبَّل مِنَّا ومِنكُم..

‏قَال الشّيخ ابنُ عُثَيمين -رَحِمَه الله-: "يَوم عاشُوراء لَيس فِيه شَيءٌ مِن شَعائر الأعيَاد ولَيس فِيه شَيء مِن شعَائر الأحزَان أيضًا، فإظهَار الحُزن أو الفَرح فِي هَذا اليَوم كلاهُما خِلافُ السُّنّة ولَم يرد عَن النّبي -ﷺ- فِي هَذا اليَوم إلا صِيامه". 📚[فتَاوى فِي العقِيدة( 1121/2)]

وَبعد: فإنّ غدٍ يَومُ عَاشُورَاء، احرِصُوا عَلى صِيَامِه، فَصِيَامُه يُكفِّرُ سَنَة كَامِلَة مَضَت مِن ذُنُوبِك كَما قَال النَّبِي صلّى اللَّه عليهِ وسَلَّم، ولَك أن تصومَه مُفرَدًا، أو تَصُومَه وتصُومَ يومًا قبلَه وهو الأفضَل والأكمَل، فإِن لم تصُم معهُ التّاسع، فصُم يومًا بعدَه. وهذِه مِنحَةٌ ونَفحَةٌ ربَّانِيَّة لمَغفِرَة سَنة من ذُنُوبِك فَلَا تُضَيِّعهَا. وَقَد ذَكَرَ الحَافِظُ الذَهَبِيُّ -رَحِمهُ اللَّهُ تَعالى- أَنَّ الإمامَ الزُّهريَّ كان في سَفرٍ فصَامَ عَاشُوراء، فقيلَ لهُ: لِمَ تَصُمْ وأنتَ تُفطِرُ فِي رَمضَانَ فِي السَّفَرِ؟! فقال: إنَّ رَمضَانَ لهُ عِدَّةٌ مِنْ أيامٍ أُخَرُ، وإنَّ عاشُوراءَ يَفُوتُ!. 📚 (سير أعلام النبلاء) (٣٤٢/٥).

وفي بداية هذا الصباح🌤.. اوصيك ألا تدع قلبك يغفل لو للحظة واحدة عن استشعاره للنعم المحيطة به، فاللحظة الهادئة نعمة، والقلب المستشعر لأنعم الله نعمة، فكم من قلب غافل غير مُبصر ولا مُدرك لا يرى إلا النواقص، ولم يدرك أن فضل الله واسع وعوضه كريم، لا يعجزه شيء سبحانه🌸

"عشاق الدنيا بين مقتول ومأسور ؛ فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر! " ابن القيم بدائع الفوائد ( ٢٣٧ )

اسعدتم صباحاً .. وبعد.! ، مَا قيمةُ الحَياة إذَا كَانت تمضِي أيامُ أحدِنا وهوَ لَم يزددْ فِيها إيمانًا، ولاَ علمًا، ولَا عملًا صَالحًا، ولا إحْسانًا، وفي الخِتام سَتفنىٰ أعمَارنا وتنتَهي آجَالنا! أهَكذا تُطْوىٰ أَيامنا؟، أبِهذا نَرضىٰ لأنفُسِنا؟

من أصعب الابتلاءات التعلق بغير الله -أسأل الله لي ولكم العافية- توصل تركب حياتك على شخص فقط، تدمن عليه تدمن على الحديث معه، سعادتك وراحتك وأنسك تربطها بيه في حين تربطها برب العالمين! ما تتخيلش يمر يوم دون ما تحكي معاه، اذا غاب عليك تمرض، اذا حدثت مشاكل ما .. تهبل وتحسها نهاية العالم، التعلق المفرط هلاك ودمار لنفسك لحياتك لعبوديتك مع رب العالمين وهلاك حتى للشخص لي تعلقت بيه.. فقط الحاجة لي تتأكد منها انو يصرا وقت تكون في فترة حساسة وتمر بضغوطات نفسية حادة وكبيرة، مستحيل شخص متزن وحياتو معمرة بالامور النافعة والمفيدة ويتعلق بمن لا يدري، خاصة إذا كانت علاقتو مع الناس متزنة وحكيمة ومعندوش فراغ عاطفي، حدوث هذا الابتلاء متوقع وللجميع .. لذلك ما تغفلوش على الدعاء دائماا ادعيو ربي قلوبكم تتعلق بيه فقط، التعلق مهلكة صراحه ويفتح عدة آفات، يبعدك على ربي على حياتك على عدة امور، ولو كنت في ذروة السعادة مع الشخص المتعلق بيه رح تبقى سعادة زائفة غير حقيقية يجي نهار وتفيق منها حتى من فرط سعادتك ما تفيقش بلي عندك داء التعلق أصلًا! من الراحة والاطمئنان والسعادة ما تفيقش تبقى مخدر يستلزم صبر كبير ولجوء أكبر جداا لرب العالمين، يجي نهار وتتحل وتتفك المهم العبد لا ييأس يحاول يسعى لي يقدر عليه من تطبيق الحلول يطبقو، لي ما قدرش الله غالب يعيش الوضع كيما راه، لا تكلف نفسك فوق طاقتها ما دام لم ترتكب محرم وثق يجي نهار ويأتي الفرج بإذن الله..