عشوائيات jimm

‏لكل داء دواء يُستطبّ به إلا الحماقة أعيت من يداويها المتنبي

«ومعلوم أن المحبوبات لا تنال غالباً إلا باحتمال المكروهات، سواء كانت محبة صالحة أو فاسدة، فالمحبون للمال والرئاسة والصور لا ينالون مطالبهم إلا بضرر يلحقهم في الدنيا، مع ما يصيبهم من الضرر في الدنيا والآخرة، فالمحب لله ورسوله إذا لم يحتمل ما يرى ذو الرأي من المحبين لغير الله مما يحتملون في حصول محبوبهم، [دل ذلك على ضعف محبتهم لله]، إذ كان ما يسلكه أولئك هو الطريق الذي يشير به العقل.» شيخ الإسلام ابن تيمية

"تِسعَة أعشَارِ حُسنِ الخُلُقِ في التّغافُل". - أحمد بن حنبل رحمه الله.

في رحاب مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم .. كنتُ طالباً في المرحلة الثانوية أناقش أحد أقراني في أحد منهجيات طلب العلم المعروفة: التوفيق بين اتقان حفظ القرآن، والانهماك في العلم؟ قال لي: أنا سأتفرغ لأجل اتقان القرآن، لن أحفظ أي شيء آخر، ولن أنشغل بشيء حتى اتقن القرآن جيداً. قلت له: ولماذا لا تضع لك جدولاً تحقق هذا الهدف، وفي نفس الوقت لا تنقطع عن بقية برنامجك المتضمن لحفظ متون مهمة؟ طال النقاش، وأصر كل واحدٍ على رأيه، ختمته قائلاً له: صدقني، ستندم! ودارت بيننا الأيام، ووقع الندم الذي توقعت، ولكن في المكان الغلط 😊 فقد حمدتُ له موقفه فيما بعد، وتمنيت أني أخذت بعزيمته. لديّ نفور شخصي من التدقيق في المنهجيات والطرق والأساليب في طلب العلم، وأميل إلى أن لكل طالب علمٍ منهجيته التي يصوغها بناء ًعلى حاجته، وهذه الطريقة يجب أن تتجدد مع الوقت، وتصقلها التجربة والخبرة، فليس هناك طريقة واحدة ثابتة صالحة لكل زمان ومكان وحال. غير أن ثم قواعد أو نصائح عامة يصلح أن تقدم هنا على أنها منهجيات مطلقة صالحة لكل حال، ومنها أهمية تقديم حفظ القرآن والعناية بإتقانه، وأن لا ينشغل طالب العلم في بداية طلبه للعلم عن هذا الهدف بأي شيء آخر، أو يكون هذا الانشغال مصاحباً لعناية مركزة لحفظ القرآن، وضبطه، فلا يفرط في حفظه للقرآن ما دام هذا ممكناً. وإذا شرع في الحفظ بهمة وعزيمة واستمرار فما أسرع ما يحقق هدفه، وتتم بهجته بحفظ كتاب ربه، وهو مصداق قوله تعالى (ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر) قال بعض السلف: هل من طالب علم فيعان عليه، وكل من جرب حفظ القرآن يعلم ما فيه من تيسير وإعانة عجيبة. وهذا ليس خاصاً بطالب العلم، بل هو لكل مسلم، فمن وجد وقتاً وعافية فمن الحرمان أن تضيع منه السنون ولا يقبل على حفظ كتاب ربه ما دام قادراً عليه. سيبقى عند طالب العلم نواقص كثيرة يلحظها في مسيرة طلبه للعلم، يمكن أن يلاحقها بالتعويض والتسديد، وأما النقص في اتقانه لحفظ القرآن فستبقى ثلمة في تكوينه العلمي لن تسد.

قال ابن تيمية رحمه الله: «ولذا تجد مَنْ أكثر مِنْ سماع القصائد لطلب صلاح قلبه تنقص رغبته في سماع القرآن، حتى ربما كرهه» (اقتضاء الصراط:1/484)

فإذا رأيت الرجل، ذوقه، ووجده وطربه وتشوقه إلى سماع الأبيات دون سمعات الآيات، وسماع الألحان دون سماع القرآن، كما قيل: تقرأ عليك الختمة وأنت جامد كالحجر وبيت من الشعر ينشد تميل كالسكران فهذا أقوى الأدلة على فراغ قلبه من محبة الله وكلامه، وتعلقه بمحبة سماع الشيطان، والمغرور يعتقد أنه على شيء. ابن القيم رحمه الله [ 📚 الداء والدواء ٤٤٦]

وإخوانٍ حسبتُهُمُ دروعاً فكانوها.. ولكنْ للأعادي . وخِلتهم سهاماً صائباتٍ فكانوها.. ولكن في فؤادي . وقالوا قد صَفَت مِنا قلوبٌ لقد صَدَقوا.. ولكن من ودادي! ‎ -ابن الرومي

#تطوع السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكَاتُه 📌 إن كنت ممن يريد أجر نشر العلم، فنحن نرحب بك في فريق شعب العلوم رابط التطوع - اضغط هنا - إِدَارَةُ مَعْهَدِ شُعَبِ العُلُومِ

قال ‎العلامة عبد الرحمن ا لسعدي رحمه الله : كل ما خَطَر بالبال أو دار في الفكر من تصوُّرِ لَذَّةٍ ؛ فَلَذَّةُ الجنة فوق ذلك. 📒تيسير الكريم الرحمن ١ / ٣٢٦

تلاوة جميلة - اللهم بارك - من سورة نوح