لطائف وآداب العلماء

ﻗﺎﻝ اﻟﻘﺎﺿﻲ ابن العَربي المَعافري: "ﻭﻫﺬﻩ اﻟﻤَﺼﺎﺣِﻒُ ﺇﻧﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖْ ﺗﺬﻛﺮﺓً ﻟﺌﻼ ﻳَﻀﻴﻊَ اﻟﻘُﺮﺁﻥ، ﻓﺄﻣﺎ اﻟﻘِﺮاءﺓُ ﻓﺈﻧّﻤﺎ ﺃُﺧِﺬﺕْ ﺑﺎﻟﺮِّﻭاﻳﺔِ ﻻ ﻣِﻦ اﻟﻤﺼﺎﺣﻒ". (أحكام القرآن)

((من وسائل المحافظة على علم القراءات من النسيان: قراءة كل ختمة برواية)) قال الإمام الذهبي (ت 748 هـ) عند ترجمته لشيخه شمس الدين أبي عبد الله بن الدمياطي الدمشقي الشافعي المقرئ: "... فأتيت الى الدمياطي وسألته أن يجلس لنا [أي: لإقرائهم القراءات] فأجاب، وجلس للجماعة طرفي النهار بالكلاسة احتساباً، فشرعنا عليه نجمع فوجدناه ذاكراً للقراءات ذكراً جيداً قريب العهد بالخلاف، فبلغني أنه كان يتلو لنفسه كل ختمة لراوٍ؛ فلهذا لم ينسَ الفن!" 📚طبقات القراء (3/ 1217) منقول

#فائدة : في أن المتون المنظومة أيسر حفظًا وعلوقًا بالذهن واستحضارًا من المنثورة رَحِمَ اللهُ الإمامَ ابْنَ عاصِمٍ الغُرْناطِي المالِكِيِّ ,إذْ يَقُولُ: وبَعْدُ فَالعِلْم أجلُّ مُعْتَنَى...به وكُلُّ الخيرِ مِنْهُ يُجتَنَى والنَّظْمُ مُدْنٍ مِنْه كُلَّ ما قَصَى... مُذَلَّلٌ مِنْ مُمْتطاهُ ما اعْتَصَى فَهْوَ مِنَ النَّثْرِ لِفَهْمٍ أسْبَقُ...ومُقتَضَاهُ بِالنُّفُوسِ أعْلَقُ وقال الإمام أبو الحسن الحُصْري في قصيدته الحُصْرية في قراءة نافع: رأيتُ الورى في دَرس عِلمي تزهَّدوا ... فقلتُ لعل النَّظمَ أحظى مِن النّثْر. #منقول

ذكر الونشريسي رحمه الله أن أبا عبد الله التلمساني لما كان صبيا حضر يوما مجلس أبي زيد ابن الإمام في تفسير القرآن فذكر نعيمَ الجنة ، فسأل التلمساني أبا زيد : هل يُقرأ فيها العلم ؟ فأجابه : نعم فيها ما تشتهيه الأنفس و تلذ الأعين ، فقال التلمساني : لو قُلتَ لا لقلتُ لك لا لذة فيها . فعجب منه أبو زيد و دعا له . 📚 القول المنيف . - فلا تعجب من صبي يسأل عن العلم في الجنة أن يألف بعدها مثل هذا الكتاب .

‏مروءة حتى في الخصومة! ‏ سبّ أعرابي أعرابيا فسكت، فقيل له: لمَ سكت عنه؟ ‏فقال: ليس لي علم بمساويه، وكرهتُ أن أُبهته بما ليس فيه ! ‏« وفيات الأعيان ٦٩/٧ »

قال الإمام أبو بكر النيسابورى الشافعي لأحد جلسائه: تعرف من أقام أربعين سنة لم ينم الليل، ويتقوّت كل يوم بخمس حبات، ويصلى صلاة الغداة على طهارة العشاء الآخرة؟ ثم قال: أنا هو، وهذا كله قبل أن أعرف أم عبد الرحمن ! أيش أقول: لمن زوجني ؟! ثم قال: ما أراد إلا الخير. (تاريخ بغداد ١/١٢٢) غفر الله لأم عبد الرحمن فقد كرفست الإمام 😁

[ خالط من هو خير منك ] قال الحافظ ابن الجوزي رحمه الله : " فالعجب لمن يترخص في المخالطة وهو يعلم أن الطبع يسرق من المخالطة . وإنما ينبغي أن تقع المخالطة للأرفع والأعلى في العلم والعمل ليستفاد منه . فأما مخالطة الدون فإنها تؤذي ، إلا أن يكون عاميا يقصد من يعلمه ، فينبغى أن يخالط بالإحتراز." صيد الخاطر ٣٠٢ 📗

‏قال الباجي لابن حزم: أنا أعظم منك همة في العلم، لأنك طلبته وأنت معان عليه فتسهر بمشكاة الذهب وطلبته وأنا أسهر بقنديل بائت السوق. فقال ابن حزم: هذا عليك لا لك، لأنك إنما طلبته وأنت في هذه الحالة رجاء تبديلها وأنا طلبته في حال ما تعلمه فلم أرج به إلا العلو في الدنيا والآخرة. فأفحمه ‏ظهر ابن حزم على الباجي في مناظرة، فقال له الباجي: "اعذرني فقد كانت مطالعتي على سرج الحراس" فقال له ابن حزم: "بل أنا أحق بالعذر، فإن أكثر مطالعتي كانت على منابر الذهب" يريد أن الغنى أدعى إلى ترك طلب العلم ( منقول )

قال الشيخ محمد محمود الشِّنقيطي حفظه الله: "..إذا كان الإنسان أُلوفًا كثير الأصحاب كثير السَّمر مع أصدقائه كثير الخُروج معهُم كثير التّواصل معهُم، فإنّه لن يجد وقتًا كافيًا لطلب، فلابدَّ للإنسانِ أن يغترب لطلب العِلْم أي: أن يُخصّص وقتًا لطلب العِلْم يهجر فيه النّاس، فإذا استسلمت للنّاس فإنّهم سيأخذون أوقاتك، مَن استسلم للنّاس فإنّهم سيأخذون منه أوقاته، فينبغي للإنسان أن يكُون حريصًا على أن تكُون له أوقات لا يراه فيها أحد ولا يشتغل فيها إلّا بتحصيل العِلْم حفظًا وتفهُّمًا وتدبُّرًا". ◄ [من محاضرة: علوُّ الهمَّةِ في طلب العلم].