هُتون عَيـنْ

الإيمان بالقدرِ: عَنْ ‌عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كُنَّا فِي جِنَازَةٍ فِي بَقِيعِ الْغَرْقَدِ¹، فَأَتَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَعَدَ وَقَعَدْنَا حَوْلَهُ، وَمَعَهُ مِخْصَرَةٌ²، فَنَكَّسَ³، فَجَعَلَ يَنْكُتُ⁴ بِمِخْصَرَتِهِ، ثُمَّ قَالَ: «مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ، وَمَا مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ₅، إِلَّا كُتِبَ مَكَانُهَا مِنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، وَإِلَّا قَدْ كُتِبَتْ شَقِيَّةً أَوْ سَعِيدَةً». قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلَا نَتَّكِلُ عَلَى كِتَابِنَا، وَنَدَعُ الْعَمَلَ، فَمَنْ كَانَ مِنَّا مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ فَسَيَصِيرُ إِلَى أَهْلِ السَّعَادَةِ، وَمَنْ كَانَ مِنَّا مِنْ أَهْلِ الشَّقَاءِ فَسَيَصِيرُ إِلَى عَمَلِ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ، قَالَ: «أَمَّا أَهْلُ السَّعَادَةِ فَيُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ أَهْلِ السَّعَادَةِ، وَأَمَّا أَهْلُ الشَّقَاوَةِ فَيُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ أَهْلِ الشَّقَاءِ». ثُمَّ قَرَأَ: ﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى - وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَ﴾ الْآيَةَ. 📜 | صحيحُ البُخارِيّ | ٤٩٤٨ ١: بقيع الغرقد: مقبرة أهل المدينة. ٢: المِخصرة: ما يتوكأ عليه من عصا وغيرها. ٣: نكّس: خفض رأسه وطأطأ إلى الأرض. ٤: ينكت: يضرب في الأرض. ٥: منفوسة: مخلوقة.

قال ثابتٌ لأَنَسٍ: يا أَنَسُ، مَسِسْتَ يَدَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بيدِكَ؟ قال: نَعمْ، قال: أَرِني أُقَبِّلُها. - أخرجه أحمد. اللهمَّ صلّ علىٰ محمد وأزواجه وذريته، كما صليت علىٰ آل إبراهيم، وبارك علىٰ محمد وأزواجه وذريته، كما باركت علىٰ آل إبراهيم إنّك حميد مجيد.

كُتِبَ عَلى مَنْ حَمَلَ هَمَّ دِينَـه أن يَكُونَ شَهِيْدًا ، أو أسِيْرًا ، أو طَرِيدًا ، أو غَرِيبًا ! لا تَجزعْ ، فَنِهَايَةُ الطَرِيقِ = مَقْعَدُ صِدْقٍ عِنْدَ عَزِيزٍ مُقْتَدِر - بِإذن اللَّه - ... ولَولا الأشوَاك لشَكَكْتُ فِي الطَرِيْق اللهم الثبات / إنّ للمحنِ آجالاً وأعمارًا كأعمار ابن آدم؛ لا بدّ أن تنتهي . دَائِمًا ... قُوَّةُ الحَقِّ تُدَمِّرُ كُلَّ عَدُوٍّ فَلا تَحزَنِي أُمَّتِي .. فَالنَّصرُ آتٍ بِإِذنِ اللّٰـهِ... هذا وعد ربي.وبشر الصابرين..

° ‏فِي هَذا الوَقت تَحديدًا لسنَا بِحاجة لِشَيء أشدّ مِن الثَّبات علىٰ الحَقّ، تَتخطّف الفِتن قُلوبنا مِن كُل جَانب، ولا حَول ولا قُوة لِتلك الأفئِدة الضَّعيفة دُون اللجُوء إلىٰ اللّٰه عَزّ وجلّ، فَكان الثَّبات يعُود لِعدة أمُور: ‏- لزُوم الدُّعاء، وكَان مِن دُعاء حَبيبنا ﷺ: اللهُمَّ لكَ أسلَّمت وَبِك آمَنت وعَليك تَوكَلت وإليكَ أنَبت وبِك خَاصَمت، اللهُمَّ إنِّي أعُوذ بِعزَتك لا إله إلَّا أنت أنْ تضلنِي، أنت الحَي الذي لا يمُوت والجِن والإنس يَموتُون .. ‏- التَّشبّث بالقُـرآن، حِفظًا وعَملًا وتأملًا، أن يكُون بِمكانة أعزّ ما يَملك الإنسَان، أعرِف أنَّ القُـرآن عَزيز، مَن فَقده سَيفقِد كُل شَيء، تَتقاطَر عليه الهمُوم والأكدَار مِن كُل مَكان فَليُقبل عليه القَلب بِصدق أولًا، ويَصبر حتىٰ يكُون لِقلبه رَبيعًا دَائمًا .. ‏- عِبادة الخَفاء، فَعبادة السّر مِن أعظَم أسبَاب الثَّبات فِي المِحن والفِتن، ‌⁩قَال ابن القَيم -رَحمه اللّٰه- : "الذُّنوب الخَفِيات أسبَاب الانتِكاسَات، وعِبادة الخَفاء أصلُ الثَّبات". ‏- الصُّحبة الصَّالحة، فَأثرُها ليسَ بِالهيّن، ومَن تَرك شَيئًا للّٰه عَوّضه اللّٰه خَيرًا مِنه .. 📜🍂

° تتمثَّل أهمِّية سُؤال اللّٰه الثَّبات تعاهُد رسُول اللّٰه ﷺ الدُّعاء به فقَد كَان يُكثر من قَول: «يَا مُقَلِّبَ القُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ» فسَألتهُ أمُّ المُؤمنِين أمُّ سَلمة رَضي اللّٰه عَنها عَن سَبب ذٰلك فقَال: «يَا أُمَّ سَلَمَةَ إِنَّهُ لَيْسَ آدَمِيٌّ إِلاَّ وَقَلْبُهُ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللهِ، فَمَنْ شَاءَ أَقَامَ، وَمَنْ شَاءَ أَزَاغَ». فهٰذا رسُول اللّٰه ﷺ النبيِّ المَعصُوم، المَغفُور لهُ ما تقدَّم ومَا تأخَّر، والذِي ضُمنت لهُ فِردوس الجنَّة يَخاف أن يتقلَّب قلبَه أو أن يَحيد عن دِين اللّٰه قَيد أنمُلة وحَاشاه! والمُسلم الخطَّاء، كثِير الزَّلل، كثِير الغَفلة، تتآكَله الدُّنيا والفِتن من كلِّ صَوبٍ أولىٰ لهُ أن يَسأل الثَّبات بعَدد أنفاسِه ولا يَغفَل عنهُ في كلِّ حينٍ مهمَا ظنَّ علوَّ إيمَانه أو كَثرة عِلمه أو خشُوع جوَارحه.. ألستَ ترىٰ في هٰذا الزَّمن سقُوط كثِير ممَّن كَان من الأعلَام؟ وكانُوا علىٰ المَنابر يذبُّون عَن الدِّين؟! قَال رسُول اللّٰه ﷺ: فِيما يَرويه عن ربِّه أنَّه قَال: «خَلقتُ عِبادِي حُنفاء، فاجتَالتهُم الشَّياطِين»، والشَّياطِين كُثر مِن إنسٍ وجنٍّ وكلُّ ما أغفَلك وفتَنك عن دِينك! فإنَّ نفسَك الأمَّارة بالسُّوء، والدُّنيا وزُخرفها، والفِتن علىٰ كَثرتها وتشعُّبها، وعلوُّ البَاطل وسقُوط القدُوات لا يُمكن دَفع صَولاتِهم علَيك ولَا ردُّ عادِيتهم غَير سُؤال اللّٰه الثَّبات علىٰ الدِّين والهدَاية للرُّشد فإنَّك مُفتقرٌ إلىٰ ربِّك، ولَا تقدِر علَيهم دُون سلاحِ الدُّعاء! فلَا تَغفلنَّ عنهُ لأنَّك لَا تَدري أيَّ فِتنةٍ قد تُرديك، فقَد ضلَّ أقوَامٌ وهُم مَع رسُول اللّٰه ﷺ يَستمعُون الوَحي غضًّا طريًّا.. واسمَع نَبأ الذِي كَان نَصْرَانِيًّا فَأَسْلَمَ وَقَرَأَ الْبَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ، فَكَانَ يَكْتُبُ لِلنَّبِيِّ ﷺ فَعَادَ نَصْرَانِيًّا فَكَانَ يَقُولُ: «مَا يَدْرِى مُحَمَّدٌ إِلاَّ مَا كَتَبْتُ لَهُ، فَأَمَاتَهُ اللَّهُ فَدَفَنُوهُ، فَأَصْبَحَ وَقَدْ لَفَظَتْهُ الأَرْضُ». إيَّاك أن تَغتر فلَا تُؤمَن الفِتنة علىٰ حيٍّ قَط!

التحذير من تتبع عورات المسلمين: عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يَدْخُلِ الْإِيمَانُ قَلْبَهُ لَا تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ¹؛ فَإِنَّهُ مَنْ يَتَّبِعْ عَوْرَاتِهِمْ يَتَّبِعِ اللهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ يَتَّبِعِ اللهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ فِي بَيْتِهِ». 📜 | مسند الإمام أحمد | ١٩٧٧٦ ١: يعني الذي يظل يراقب إنسانًا من أجل أن يفضحه، ومن أجل أن ينظر ماذا يعمل حتى يتكلم عن سيرته أمام الناس بالفضيحة، قال: (يتبع الله عورته) فاحذر فالجزاء من جنس العمل، ولا تفكر أنك تفضح إنسانًا، وهكذا النساء أيضًا، فالنساء يُحْبِبْنَ أن يتكلمنَ كثيرًا، فلانة عملت كذا، وفلانة تعمل كذا.

قال سلمان الفارسي رضي الله عنه: إذا صليتم الغداة -يعني الفجر- فاذكروا الله حتى تطلع الشمس، فإن لم تفعلوا فناموا، فإن النائم سالم. 📖 | مصنف ابن أبي شيبة | 7853

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم: «يا أيها الناس! توبوا إلى الله، فإني أتوب في اليوم إليه مائة مرة». 📜 | صحيح مسلم | ٢٧٠٢

قَالَ رَسُولُ اللهُ صَلى عَلَيهِ وسَلَّم: «مَنْ قَالَ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الحَيَّ القَيُّومَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ، غُفِرَ لَهُ وَإِنْ كَانَ فَرَّ مِنْ الزَّحْفِ». 📜 | سنن التَّرمذيّ | ٣٥٧٧

عَنْ ‌عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ الزُّرَقِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي ‌أَبُو حُمَيْدٍ السَّاعِدِيُّ أَنَّهُمْ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ؟ قَالَ: «قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ». 📜 | صحيح البُخاريّ | ٦٣٦٠