يَاسَمِينْ

خُذ عيني ودع لي ظِلك.

بعد مُضي كُل شيء إلى تاريخه، أُريدك أن تتذكر العُمر الذي جرى بيننا خلال نظرة واحدة والكثافة التي كانت تغشى قلبك كُلما انتبَهْتَ إليَّ بجانِبك.

أهربُ مِن حُلم لآخر، لا أجِد أحداً وجههُ كوجهِك، لهفتهُ كلهفتك، حديثهُ كحديثك، وقلبُه كقلبك، لا أجِدُ مَن يفهمني في الليل وعِند الصباح، لكني ورغمَ ذلك سأتوقف عن مراقبة الوقت بعد الآن وهو يتسلل مِن بين أصابعي ليُقلص أمل اللقاء في كل مرة أنتظرك فيها، سأتصالح مع الغياب هذه المرة على الأقل.

يروقُ لي هذا الجمود، لم أعُد أنسكب.

قد ينسى الإنسان أنهُ حيٌّ بعض فترات حياته؛ حتى تُعانقه يداً تُحبه، تماماً مِثلما كانت يداك؛ التي شقَّ الشوق أضلعي افتقاداً لها.

إلى كُل مشاعرنا التي تجثم بثقلها على صدرنا، ما عُدنا نستطيع، قد بات هذا الكم الهائِل من القسوة يفوق مساحتُنا الضئيلة للاحتمال، تلك الخيباتُ المحطمة أنهكتنا، كُل الآلام تلك أردَت بِنا لهاوية سحيقة لا منجى مِنها، إننا نأى بأنفسنا عن كُل ذلك، انسحبنا بخوف إلى زوايانا وأماكِننا الضيقة، لقد خفَّ ضوءنا وبُح صوتنا، ما عُدنا نحن.. ما عُدنا نستطيع.

إلى كُل مشاعرنا التي تجثم بثقلها على صدرنا، ما عُدنا نستطيع، قد بات هذا الكم الهائِل من القسوة يفوق مساحتُنا الضئيلة للاحتمال، تلك الخيباتُ المحطمة أنهكتنا، كُل الآلام تلك أردَت بِنا إلى هاوية سحيقة لا منجى مِنها، إننا نأى بأنفسنا عن كُل ذلك، انسحبنا بخوف إلى زوايانا وأماكِننا الضيقة، لقد خفَّ ضوءنا وبُح صوتنا، ما عُدنا نحن.. ما عُدنا نستطيع.

أترك شيئاً مِن تَحَنُّني في منح الوقت، رُبما لأنني أفهم كيف تبدو قِطعة من العمر قابلة للطَّي في روح شخص آخر؛ حتى يهضم قلقه وينفض أنقاضه ويأخذ كُل شيء شكله الأول؛ كُل شيء! حتى قلبي.

أيا وجهاً، يحلو الصّباحُ بهِ!