البث المباشر (مذاكرة النعم) رجب١٤٤٣

قدْ يحدث أن تُحرمي الهِمّةَِ في طلبِ العلم وحفظ القرآن وتُبتلَيْ بالإحجامِ عنهما بعد أن كَانت ريحُك فيهما مُرسلةً جودًا...فتُورٌ وضيقُ صدر... تراكُمٌ وعجز... تعاظَمَكِ كلُّ ما كان مذللا لك من قبل... أنظري في نفسِك لعلَّ سببَ الحرمانِ إصابتُكِ ذنبًا ما... فإنك مع امتلاكك كل الوسائل للمضيِّ فيهِ قدُما... إلا أنَّ الله حرمك التوفيق في أمرك...   إنَّ العلاجَ النافعَ بإذن الله لذلك كثرةُ الاستغفارِ وملازمتُه حتى ترَيْ من نَفسكِ إقبالا وانشراح صدرٍ  وسَعةَ استيعابٍ وتيسير... الاستغفارُ الذي يواطئُ فيهِ اللسانُ خضوعَ القلبِ وانكسارَهُ والإنابةَ إلى الله سبحانه وتعالى ومجاهدةُ النفس على تركِ الذنبِ ومفارقةِ مواطنه بصدقٍ يراه الله منكِ. ولا تزال أبياتُ الإمام الشافِعيِّ رحمه الله تُردَّدُ مناسَبَةً ووصفَ حالٍ: شَكَوتُ إِلى وَكيعٍ سوءَ حِفظي             فَأَرشَدَني إِلى تَركِ المَعاصي وَأَخبَرَني بِأَنَّ العِلمَ نورٌ            وَنورُ اللَهِ لا يُهدى لِعاصي