#مدارس_المتميزين
الحلقة #الثانية
#ضبط_الجودة_مفتاح_التقدم_المفقود
تعتمد جميع المؤسسات الناجحة لديمومة نجاحها وتحقيق تطلعاتها المفتوحة بالتقدم على تحليل البيانات الراجعة (Feedback) ومراجعة مدى تطابق مخرجات الخطط والآليات الحالية مع المخرجات المستهدفة بموجب الخطة المرسومة سلفا ، ويرافق ذلك إجراء تصحيح أو تعديل على المدخلات أوطرق المعالجة أو كليهما لتحقيق أفضل مخرجات وقد يتبين أحيانا وجود خلل جذري يستدعي إجراء مراجعة شاملة قد تتطلب تغيير المنظومة بكاملها وما يقابلها في موضوعنا هذا المنظومة التربوية والتعليمية ، وهذا ما تفتقده جميع مؤسسات الدولة العراقية ، ومن هنا ننطلق لنفهم سبب استمرار سوء إدارة جميع ملفات التربية والتعليم في العراق ضمن هذا السياق ، ومدارس المتميزين والمتميزات ليست عن هذا ببعيد حيث:
1- يوجد خلل واضح في تطوير المناهج تشير إليه التغييرات المستمرة سنة بعد سنة مشفوعة بالأخطاء العلمية والطباعية الكثيرة ما ينم عن عدم وجود أي مراجعة قبل الإخراج النهائي للكتب المدرسية ما يوقع المدرسين والطلبة في حيرة حول كيفية التعاطي مع هذه الإشكاليات.
2- عدم مواكبة الواقع العلمي والتقني إذ لا يزال مثلا يدرّس وندورز xp ومايكروسوفت أوفس 2003 بعد سنوات من خروجهما من الخدمة ونزول عدة اصدارات.
3- استمرار التدريس بنفس النمط التقليدي غالبا باستثناء محاولات شخصية مشكورة من قبل بعض المدرسين والمدرسات إذ لا يتوفر لدى الجهات المعنية برنامج واضح ومدروس لمواكبة طرائق التدريس الحديثة ومراجعة معايير النجاح والتفوق وفق نظرية تعليمية تبتعد عن التلقين وتتجه نحو التعليم التفاعلي وتبتعد عن معيار الحفظ نحو معيار الفهم وتكرس لدى الطالب حضور شخصيته ورأيه بعيداً عن الاجترار.
4- تفعيل المختبرات دون مستوى الطموح بكثير لأسباب واقعية تتعلق بأعداد الطلبة وتركيز المعنيين على ضرورة المحافظة على الأجهزة أكثر من ضرورة الاستفادة منها ما يجعل المدرس في حالة قلق من احتمال تعرض الأجهزة للكسر أو التلف نتيجة الاستخدام التعليمي فيما لا يبالي المسؤولون فيما لو تلفت الأجهزة بسبب تراكم الأتربة عليها أو أنها أصبحت (اكسباير) بعد سنين من الخزن مخافة التلف!
5- عدم وجود ما يشير لوجود دراسة واقعية لتجربة مدارس المتميزين والآثار النفسية والاجتماعية والعلمية لفصل المتميزين عن باقي الطلبة أو منح هذا الامتياز لمراكز المدن واستثناء الأقضية والنواحي وليس المقصود منعهم من التقديم فالتقديم مفتوح للجميع لكن المقصود الموانع الواقعية التي يفرضها الموقع الجغرافي للمدرسة إلا من يتجرع الصعوبات ويتحمل العناء طيلة 6 سنوات.
6- غياب الإعداد التربوي الموازي للعلمي باعتبار هذه الشريحة هي التي يُتوقع لها أن تمسك زمام الأمور في المستقبل - فيما لو حصل وباء مميت للسياسيين الحاليين - ومن هنا فإن التفوق العلمي بدون إعداد أخلاقي وتربوي وخلق ثقافة الانتماء للوطن ومشاريع البناء الثقافي والعمراني ، فإن التفوق لوحده لن يكون كافيا بل من المتوقع أن تنصهر هذه الشريحة تحت حرارة شمس العقل الجمعي اليائس والمحبط في العراق ، طبعا لا نريد أن نبخس حق المدرسين والمدرسات الحريصين على طلابهم وطالباتهم لكننا نتحدث عن منظومة تربوية لا مبادرات شخصية.
وأما واقع المدارس العمراني والخدمي فهو ذو شجون نترك الحديث عنه كونه أوضح من أن يوصف ، وللحديث بقية ... .
#مركز_اختبار_الذكاء_في_بابل