cookie

ما از کوکی‌ها برای بهبود تجربه مرور شما استفاده می‌کنیم. با کلیک کردن بر روی «پذیرش همه»، شما با استفاده از کوکی‌ها موافقت می‌کنید.

avatar

السيره النبويه العطره

نمایش بیشتر
کشور مشخص نشده استزبان مشخص نشده استدسته بندی مشخص نشده است
پست‌های تبلیغاتی
17 196
مشترکین
اطلاعاتی وجود ندارد24 ساعت
اطلاعاتی وجود ندارد7 روز
+98730 روز

در حال بارگیری داده...

معدل نمو المشتركين

در حال بارگیری داده...

AnimatedSticker.tgs0.20 KB
AnimatedSticker.tgs0.16 KB
🌴 تكملة الحلقة الأخيرة «282»🌴 🌴الجزء الرابع والأخير🌴 وهكذا قد أتممنا وبفضل الله وكرمه {{ السيرة النبوية العطرة }} على صاحبها أفضل الصلاة وأتمّ التّسليم، وأرجو من الله أن تكون قد أنارت قلوبكم، وملأتها بحب الله ورسوله، وحب هذا الدين الحنيف، فالسيرة هي زاد كل مؤمن ومؤمنة، وحب النبي - صلى الله عليه وسلم - هو رزق من الله لا يضعه الله إلا في قلوب من أحبهم . وهذه السيرة أمانة في أعناقكم، عشنا في رحابها قُرابة نصف عام، علّموها لأبنائكم، لأهلكم، لجميع الناس، فقد رأينا فيها منهاج حياة، فلا تجعلوها تقف عندكم، انشروها دائماً، واجتهدوا في نشرها، وأخلصوا النية حتى تكون في ميزان حسناتنا جميعاً، اللهم اجعل هذا العمل خالصاً لوجهك الكريم، واكتب لنا أجره، واجعله صدقة جارية عنا وعن آبائنا وأمهاتنا وأبنائنا وإخوتنا وأهلنا وجيراننا وأصدقائنا و معلّمينا الخير وأحبابنا والناس أجمعين،وسامحوني إن قصّرت أو أخطأت، فقد اجتهدت في جمع هذه المعلومات من كتب السيرة، وتحرّيت في ذلك صحة المعلومات ما أمكن، فإن أصبت فمن الله، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان، وجزى الله خيراً كاتبها وقارئها وناشرها .. وإلى اللقاء مع عملٍ خيريٍّ آخر . {{ أخوكم في الله }} اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم _____ ✍️ 🌴🌴🌴🌴🌴لا تنس ورد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بالصيغة الجامعة بعد كل حلقة لعلك تسعد بصحبته وشفاعته يوم القيامة إن شاء الله________ من واجبك نشر سيرة نبيك صلى الله عليه وسلم .. لعلك تلقاهُ وهو راضٍ عنك عند الحوض .. وهذا أجرٌ عظيم يكتبُ لك و في ميزان حسناتك إن شاء الله. 🌴🌴🌴🌴🌴🌴 *هذه السلسلة سندها متعدد الألفاظ، يقتضي نفس المعنى، و ذكر في الطبقات الكبرى لابن سعد، و في السنن الكبرى للنسائي، و في أسد الغابة لابن أثير، و في أنساب الأشراف للبلاذري، كما ذكرت في تاريخ الإسلام للذهبي، و كتاب المنتظم لابن الجوزي، و أعلام النبوة للماوردي، و كتاب سبل الهدى للصالحي*🌴🌴🌴🌴🌴🌴
نمایش همه...
sticker.webp0.18 KB
🌴 تكملة الحلقة الأخيرة «282»🌴 🌴الجزء الثالث🌴 جلس الناس في المسجد وعلا بكاؤهم، وكانت المدينة قد امتلأت بالناس عندما علموا بمرض النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقال أبو بكر : أرسلوا لإخوانكم خارج المدينة أن قد قُبض رسول الله؛ فليحضروا لدفنه والصلاة عليه . وأُرسل أيضاً إلى جيش {{ أسامة بن زيد }} ليشارك في الدفن، وكان يعسكر بالجرف على حدود المدينة، فرجع الجيش كله، وكان عددهم قرابة ثلاثة آلاف مقاتل، وأخذت الوفود تفد إلى المدينة للمشاركة في صلاة الجنازة على النبي، والدعاء له، والمشاركة في دفنه، حتى ملأت أرجاء المدينة، فلم يعد هناك متّسع لقدم، وقد ارتفعت أصواتهم جميعاً بالبكاء . ثم أخذ الصحابة يتشاورون في أمر تغسيل النبي - صلى الله عليه وسلم – وتكفينه والصلاة عليه ومكان دفنه : فأين ندفن رسول الله ؟ بجوار المنبر ؟ أم في الروضة ؟ أم في البقيع ؟ وهل نغسّله بثيابه ؟ أم نجرّده منها كما نجرّد موتانا ؟ وعندما شرعوا في هذا التشاور ، كان قد مضى النهار ، أمّا عن مكان دفنه فقال لهم أبو بَكرٍ كما جاء في الحديث : سمِعتُ مِن رسولِ اللهِ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ - شَيئاً ما نَسيتُه، قال : (( ما قبَضَ اللهُ نَبيّاً إلَّا في المَوضِعِ الذي يُحِبُّ أنْ يُدفَنَ فيه، ادفِنوه في مَوضِعِ فِراشِه )) . وبذلك تمّ حسم هذا الأمر . وأمّا عن تغسيله فتقول عائشة رضي الله عنها : (( لمَّا أرادوا غسلَ النَّبيِّ - صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ - قالوا : واللَّهِ ما ندري أنُجرِّدُ رسولَ اللَّهِ - صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ من ثيابِهِ - كما نجرِّدُ مَوتانا، أم نَغسلُهُ وعلَيهِ ثيابُهُ ؟ فلمَّا اختَلفوا ألقى اللَّهُ عليهمُ النَّومَ حتَّى ما منهم رجلٌ إلَّا وذقنُهُ في صَدرِهِ، ثمَّ كلَّمَهُم مُكَلِّمٌ من ناحيةِ البيتِ لا يَدرونَ من هوَ : أن اغسِلوا النَّبيَّ - صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ - وعلَيهِ ثيابُهُ، [[ قيل إنه جبريل ]]، فقاموا إلى رسولِ اللَّهِ - صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ - فغسَّلَوهُ وعلَيهِ قميصُهُ، يصبُّونَ الماءَ فوقَ القميصِ ويدلِّكونَهُ بالقَميصِ دونَ أيديهم، وَكانت عائشةُ تقولُ : لو استَقبلتُ من أمري ما استدبرتُ، ما غسَّلَه إلَّا نساؤُهُ )) أي : لو عَلِمتُ وظَهَر لي ما كان مِن تغسيلِ رسولِ اللهِ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - "ما غسَّلَه إلَّا نِساؤهُ" . وجاء الغد الحزين، وحانت لحظات فراق أشرف الخلق - صلى الله عليه وسلم - ، فدخل عليه في - أغلب الروايات - أربعة يغسلونه : علي بن أبي طالب، والعباس، والفضل بن العباس، وأسامة بن زيد، فجهزوا له الماء، ووضعوا به نباتاً يقال له السّدر [[ نبات له ريحٌ طيب ]]، وشرعوا في غسله - صلى الله عليه وسلم - في ثوبه، يصبُّونَ الماءَ فوقَ الثوب ويدلِّكونَهُ به دونَ أيديهم، وريح المسك يفوح منه - صلى الله عليه وسلم - ، ثمّ كُفّنَ في ثلاثةِ أثوابٍ بيضٍ يمانيةٍ كُرسُفٍ [[ منسوجة من القطن ]]، ليسَ فيها قَميصٌ، [[ ما يُلْبَسُ على هيئةِ البدنِ ]]، ولا عمامةٌ [[ ما يُلْبَسُ على الرَّأسِ ]] . إذن كفن - صلى الله عليه وسلم - بثلاثة أثواب فوق ثوبه الذي مات فيه . وبعد أن انتهى الصحابة من غسله و تكفينه - صلى الله عليه وسلم - وضعوه على سريره، ثمّ بدأت صلاة الجنازة عليه، فأخذوا يصلون عليه فرادى ولا يؤمّهم أحد، زوجاته وآل بيته والأنصار و المهاجرون والصبيان . . . وجميع المسلمين، وكل مجموعة تصلي وتدعو وتخرج، ثمّ يدخل عليه غيرهم، حتى صلى عليه المسلمون جميعاً، وقد غمرهم الحزن والألم بعد أن ألقوا عليه نظرة الوداع الأخيرة وهو في كفنه - صلى الله عليه وسلم - . وقد يقول البعض لقد حصل تأخير في دفن جسد النبي - صلى الله عليه وسلم - الطاهر وهذه مخالفة لإكرام الميت، فنقول : إنّ جسده الطاهر ليس كأجساد بقية البشر ؛ بل هو محفوظ بحفظ الله - عز وجل - ، كذلك حلّت بالصحابة مسألة مهمة بعد انتشار خبر وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - وهي تعيين خليفة للمسلمين حتى لا يفتحوا مجالاً لارتداد ضعاف الناس عن الإسلام، وحتى تبقى كلمة المسلمين واحدة كما دعا إليها - صلى الله عليه وسلم - ، بالإضافة إلى الوقت الطويل الذي أخذه الناس لأداء صلاة الجنازة فرادى على سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - . فلما هموا بحفر القبر [[ ولم يحفروه أولاً، لأنه قبض - صلى الله عليه وسلم - في حجرته مكان دفنه، ليتمكنوا من غسله وتجهيزه ]] وقفوا وقالوا : أنلحد لرسول الله أم نشق له شقاً ؟؟ وهنا يجيبنا أنس بن مالك - رضي الله عنه - حيث قال : لما توفي النبي - صلى الله عليه وسلم - كان بالمدينة رجل يلحد [[ أبو طلحة الأنصاري ]] وآخر يضرح [[ يشق القبر ]]، فقالوا نستخير ربنا ونبعث إليهما؛ فأيهما سبق تركناه، فأرسل إليهما فسبق صاحب اللحد، فلحدوا للنبي - صلى الله عليه وسلم - .
نمایش همه...
ثم أخذوا يهيلون التراب عليه وهم يبكون، وقد زاد بكاؤهم عندما سمعوا ابنته فاطمة وهي تقول : يا أصحاب النبي، أطابت أنفسكم أن تحثوا التراب على وجه رسول الله بأيديكم ؟؟!! أَفَاطِمُ إِنْ جَزَعْتِ فَذَاكَ عُذْرٌ * وَإِنْ لَمْ تَجْزَعِي ذَاكَ السبِيلُ فَقَبْرُ أَبِيكِ سَيِّدُ كُلِّ قَبْرٍ * وَفِيهِ سِيِّـدُ الناسِ الرسُـولُ فلما انتهوا من الدفن، يقول أنس - رضي الله عنه - : ما رأيتُ يومًا قطُّ كان أحسَنَ ولا أضوَأ مِن يومٍ دخَلَ علينا فيه رَسولُ اللهِ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ -، وما رأيتُ يوماً كان أقبَحَ ولا أظلَمَ مِن يومٍ مات فيه رَسولُ اللهِ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وحان وقت أول صلاة بعد دفن حبيبنا - صلى الله عليه وسلم - ، فأذن بلال - رضي الله عنه - ، فلما جاء عند قوله : (( أشهد أن مُحَمداً رسول الله ))، بكى وضجت المدينة كلها بالبكاء، وأصبح الناس في حال كئيبة، فكيف الحياة بدونه ؟ وراء من يُصلّون ؟ وإلى نُصح من ينصتون ؟ من يعلمهم ؟ من يربيهم ؟ من يبتسم في وجوههم ؟ من يرفق بهم ؟ من يأخذ بأيديهم ؟ لقد أظلمت المدينة، وأصاب الحزن والهم كل شيء فيها، كل شيء، ليس الصحابة فقط، بل نخيل المدينة، وديار المدينة، وطرق المدينة، ودواب المدينة، فإذا كان جذع نخلة قد حنّ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما فارقه إلى منبر يبعد خطوات، فكيف بفراق لا رجعة فيه إلى يوم القيامة ؟!! لقد تقطّعت قلوب الصحابة، وتمزقت نفوسهم، وتحطمت مشاعرهم بفقد رسول الله – صلى الله عليه وسلم - . فلقد تغيرت عليهم الدنيا وأظلمت، كانوا ينظرون إلى آثاره، إلى حجراته، إلى منبره، إلى مصلاه، وممشاه، إلى ذكريات كلامه، فلم يعودوا يروا ذلك المربي والمعلم - صلى الله عليه وسلم - ؛ لم يعودوا يروا ابتسامات وجهه الذي كان كأنه قطعة القمر . . . وغداً اللقاء يا حبيبي يا رسول الله، فإن كان الموت هو اللقاء، فوالله لا نهاب الموت، يا مرحباً بالموت ولقاء الأحبة - محمد وصحبه - جزاهم الله خير الجزاء على ما قدموه وما بذلوه من أجل هذا الدّين، ومن أجل أن نكون مسلمين ودعاة خير للناس أجمعين
نمایش همه...
sticker.webp0.18 KB
🌴 تكملة الحلقة الأخيرة «282»🌴 🌴الجزء الثاني🌴 حتى إذا طلعت الشمس (( صبيحة يوم الإثنين )) واقتربت اللحظات الأخيرة من حياته - صلى الله عليه وسلم - ، جعل - عليه الصلاة والسلام - يُدخل يده في إناء من جلد به ماء، ويمسح بها وجهه وهو يقول : لا إله إلا الله، إن للموت سكرات، اللهم أعني على سكرات الموت . [[ هذا حال نبيّنا - صلى الله عليه وسلم - وهو يعاني سكرات الموت، فكيف بنا نحن ؟! اللهم هوّن علينا سكرات الموت ]] . تقول السيدة عائشة : جلس - صلى الله عليه وسلم -على فراشه، ورفع رأسه فأتيته، وأسندت ظهره إلى صدري، فوضع رأسه بين سحري ونحري [[ السحر هو أول التقاء قصبات الصدر من الأعلى، والنحر هو الحلق ]]، وأشرق وجهه كأنه البدر ، فدخل عبد الرحمن بن أبي بكر [[ أي أخوها ]] ليرى النبي - عليه الصلاة و السلام - وفي يده سواك ليّن أخضر ، فظل النبي - صلى الله عليه وسلم - ينظر إلى السواك، ولا يستطيع أن يطلبه من شدة مرضه، فقالت السيدة عائشة : يا رسول اللَه، بأبي وأمي أنت، آخذ لك السواك ؟ فأشار برأسه : نعم، فأخذت السواك من عبد الرحمن، ثم ليّنته بالماء حتى طاب، ثم دفعته إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاستاك به جيداً، حتى إذا قضى رغبته منه ألقى به على صدره . تقول - رضي الله عنها - : فأخذته فتسوّكت به، فجمع الله بين ريقي وريقه في آخر يوم في حياته - صلى الله عليه وسلم - . {{صلوا على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم }} . تقول عائشة - رضي الله عنها : ثمّ رفع بصره - عليه الصلاة والسلام - إلى سقف الحجرة، وهو يرفع أيضاً سبابته، وسمعته يتمتم بكلمات، فقربت أذني إليه، وأصغيت له فإذا هو يقول : مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، اللهم اغفر لي وارحمني، وألحقني بالرفيق الأعلى، اللهم الرفيق الأعلى، اللهم الرفيق الأعلى، اللهم الرفيق الأعلى . . .ويكررها، وفي نص الحديث تقول السيدة عائشة : (( كانَ النبيُّ - صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ - يقولُ وهو صَحِيحٌ : إنَّه لَمْ يُقْبَضْ نَبِيٌّ حتَّى يَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الجَنَّةِ، ثُمَّ يُخَيَّرَ فَلَمَّا نَزَلَ به، ورَأْسُهُ علَى فَخِذِي غُشِيَ عليه، ثُمَّ أفَاقَ فأشْخَصَ بَصَرَهُ إلى سَقْفِ البَيْتِ، ثُمَّ قالَ : اللَّهُمَّ الرَّفِيقَ الأعْلَى . فَقُلتُ : إذًا لا يَخْتَارُنَا، وعَرَفْتُ أنَّه الحَديثُ الذي كانَ يُحَدِّثُنَا وهو صَحِيحٌ، قالَتْ : فَكَانَتْ آخِرَ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بهَا : اللَّهُمَّ الرَّفِيقَ الأعْلَى )) . تقول السيدة عائشة : واشتدت عليه سكرات الموت، وبدأ النزع، وحشرج صدره - صلى الله عليه وسلم - ثم ارتخت يده إلى جانبه، وأخذ يثقل جسده في حجري، فظننت أنه قد أغمي عليه كما في السابق، فوضعت رأسه - صلى الله عليه وسلم - على الوسادة، وخرجت أخبر الناس أن رسول الله قد عاوده المرض . فكان أقرب الناس إليه {{ علي بن أبي طالب }}، فدخل ونظر في وجهه، ثم جهش علي بالبكاء وقال بأعلى صوته : بأبي وأمي لقد قُبض النبي، لقد قبض النبي، ولم تحمله قدماه، ثمّ ارتفعت أصوات أزواج النبي بالبكاء، وسرعان ما انتشر الخبر في أرجاء المدينة : [[ لقد مات حبيب الرحمن، مات رسول الهدى، مات الشفيق الرحيم بأمته، مات شمس الحياة وبدرها، مات سيدنا وحبيبنا وقرة أعيننا محمد - صلى الله عليه وسلم - ]]، وكان خبر وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كالصاعقة على جميع الصحابة، فكان الصحابة في دهشة عظيمة لا يعلمها إلا الله، وهم بين مصدقٍ ومكذب للخبر ، وضجت المدينة كلها بالأصوات والبكاء . ورفع {{ عمر بن الخطاب }} سيفه وهو يقول : والله ما مات رسول الله، لقد ذهب للقاء ربه كما ذهب موسى للقاء الله أربعين يوماً وعاد مرة ثانية، [[ لم يتحمل عقله - رضي الله عنه - خبر وفاة النبي ]]، وكان {{ عثمان بن عفّان }} قد صُدم بالخبر ، فلم يتكلم ولا بكلمة مدة أيام من هول الموقف . ثمّ انطلق رجل في طلب {{ أبي بكر }} فوجده على راحلته قريباً من مزرعته، فقال له : يا أبا بكر ، يا أبا بكر ، قد قُبض رسول الله !! فجاء أبو بكر مسرعاً، ودخل المسجد، فوجد الناس تبكي وعمر يهدد ويتوعد والسيف في يده، فلم يلتفت إليه ولم يكلمه، ودخل إلى بيت ابنته عائشة، فوجد أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - حوله يبكين، و {{ أم سلمة }} تنادي وتقول : وااا نبياه !! لقد انقطع عنا خبر السماء، فعلى من ينزل جبريل ؟؟ و {{ فاطمة }} تنادي وتقول : وااا أبتاه !! من ربه ما أدناه !! وااا أبتاه !! إلى جبريل ننعاه !! وااا أبتاه !! جنة الفردوس ننعاه . فلما دخل الصديق أفسحوا له المكان، فأتى جسد النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو مسجًى ببرد يماني، فأماط البرد عن وجهه وجثا على ركبتيه أمام الحبيب، ثم نظر إليه، ووضع يده على صدغيه، وقبَّلهُ بين عينيه وخديه وهو يبكي . . .
نمایش همه...
وقال : بأبي وأمي ما أطيبك حياً وميتاً يا حبيبي !! [[ بأبي وأمي ما أطيبه حياً وميتاً إلى يومنا هذا، تطيب قلوبنا بذكره والصلاة عليه صلوات ربي وسلامه عليك يا رسول الله]] ، ثم قال : أما الموتة التي قد كتبها الله عليك فها أنت قد مِتّها، ولا أنت أكرم على الله من أن يميتك مرتين، ثم أجهش بالبكاء وهو يقول : واااخليلاه!!! وااانبياه! ثم غطى وجهه ببرده وخرج إلى الناس، ومشى إلى المنبر ورقى منه درجة ثم قال بأعلى صوته : الحمد لله، أيها الناس، أيها الناس، [[ فتجمع الناس حوله]] : من كان يعبد مُحَمداً فإن مُحَمداً قد مات، ومن كان يعبد {{ الله }} فإن الله حيٌ لا يموت، ثم تلا قول الله - جل وعلا - : {{ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ }} . ما أروعك يا حبيبي يا أبا بكر !! فالصّدّيق رجل يعيش مع القرآن - رضي الله عنه وأرضاه - ، وإنا لله وإنا إليه راجعون، وثَبّت الله الأمة بثبات أبي بكر . يقول الصحابة بعدما سمعوا الآية : والذي بعث نبيّنا بالحق وكأننا أول مرة نسمع هذه الآية، وغابت عنا أنها من القرآن [[ مع أنها نزلت قبل هذا التاريخ بسبع سنوات ]]، فأخذنا نتلوها والبكاء يغلبنا . ثم نظرنا إلى عمر بن الخطاب بعد أن سمعها، فإذا بالسيف يسقط من يده إلى الأرض، ثم وقف وكأنّ الأرض تدور به؛ لا يدري أين يوجّه وجهه !؟؟ ثم سقط على الأرض وقد أغمي عليه، فأخذنا نرش عليه الماء حتى أفاق، فلما أفاق قال : والله الذي لا إله إلا هو، لقد غابت عني هذه الآية . يقول أبو سفيان بن الحارث ابن عم رسول الله : لَقَدْ عَظُمَتْ مُصِيبَتُنَا وَجَلتْ * عَشِيةَ قِيلَ قَدْ قُبِضَ الرَّسُولُ فَقَدْنَا الْوَحَيَ وَالتنْزِيلَ فِينَـا * يَرُوحُ بِهِ وَيَغْـدُو جِبْرَائِيـلُ نَبِيٌّ كَانَ يَجْلُو الشكَ عَنا *** بِمَا يُوحَى إِلَيْهِ وَمَـا يَقُـولُ
نمایش همه...
sticker.webp0.18 KB
یک طرح متفاوت انتخاب کنید

طرح فعلی شما تنها برای 5 کانال تجزیه و تحلیل را مجاز می کند. برای بیشتر، لطفا یک طرح دیگر انتخاب کنید.