الحَقُّ مِن رَبِّكَ

من أكبر الكوارث التي ضربت البشرية في مقتل أن تحول الدين الذي قدمه الرسل للناس مجانا ولم يسألوا الناس عليه أجرا إلى مهنة يتربح بها الكهنوت، وهذا ما تعاني منه الشعوب المحسوبة ظلما على الإسلام الآن، فغثاء السيل هؤلاء يسلمون بأن الدين مهنة كالحدادة والخراطة والتجارة والجزارة ... الخ، وهم بذلك يستمتعون بأن يركبهم شياطين الإنس والجن وأن يقودوهم إلى الهلاك في الدنيا والآخرة، بل ويعطونهم الأموال لقاء ذلك!!

الأفضلية لحضرة النبي على الإطلاق ببديهيات إن من تلقى القرءان من لدن حكيم عليم، ومن أوتي سبعًا من المثاني والقرءان العظيم، ومن تلقَّى الرسالة الكاملة التامة الخاتمة، ومن جعل الله تعالى مبايعته مبايعة له وطاعته عين طاعته، ومن تحمل إنزال ما يتصدع له الجبل، ومن أُرسِل كافة للناس ورحمة للعالمين، ومن هو خاتم النبيين، هو الأفضل على الإطلاق، هذه بديهيات. أ.د حسني أحمد المتعافي

وإذا كان أكثر المحسوبين على الإسلام لا يعلمون ما يُعتد به عن دين الحق، وبالأحرى لا يتبعونه فما هو اسمهم الرسمي؟ هم مسلمون كما كان الأعراب من قبلهم، أي هم خليط مما يلي: لمَّا يؤمنوا، أشركوا، لم يؤمنوا، وإنما أسلموا بمعنى أنهم ألفوا آباءهم على دين فهم يتبعونه، فهم مسلمون طالما سالموا المسلمين الآخرين. ومن المعلوم أن هذه المسالمة هي في الحقيقة اضطرارية، وأنهم إن تمكنوا فلن يرقبوا في مسلمٍ آخر إلًّا ولا ذمة، وهم سيعتبرون الفتك بالمسلمين الآخرين وسيلة إلى التقرب إلى ربهم، وما فعله دواعش السنة بالمسلمين الآخرين في الجزائر والعراق وسوريا ومصر ليس ببعيد، وبذلك يتبين أيضًا للناس حقيقة الإله الذي يعبدونه، وأنه لا علاقة له بالإله الرحمن الرحيم الذي له الأسماء الحسنى، والذي يتحدث عن نفسه في القرءان. أ.د حسني أحمد المتعافي

كل ما أحدثه الناس في الدين هو ردّ إن كل ما أحدثه الناس في الدين فهو ردّ كما قال الرسول، وكل ما أحدثوه فهو ضلالة، وكل ضلالة تقود صاحبها إلى النار، ومن الإحداث الاختلاق أو تحميل مصطلح ديني بما شاءت لهم شياطينهم، ومما أحدثوه: 1. مصطلح الصحابة والذي جعلوه المصطلح الأقدس في الدين وتصدوا به لجهود المصلحين وكبلوا الأمة به حتى أصبح بعض أكابر المجرمين والمنافقين الذين أسبغوا عليهم هذا اللقب مثلا عليا يتأسى بهم الناس في إجرامهم. 2. مصطلح السنة، والتي جعلوها مرادفة للمرويات الظنية والآثار، فاتخذوا بذلك القرءان مهجورا وأسسوا بذلك أديانا بديلة مقاصدها مضادة لمقاصد دين الحق. 3. مصطلح الخلافة، والذي بموجبه جعلوا كل من يسمي نفسه خليفة ويرتدي زي الأعراب ويرفع شعارا دينيا إلها واجب الطاعة ولو كان مجرما عاتيا ومفسدا في الأرض. 4. مصطلح الإجماع، والذي أتاحوا لأنفسهم به الحق في إضافة ما يشاؤون إلى الدين، فجعلوا من أنفسهم أربابا مشرعين. 5. مصطلح الفقه والذي جعلوه مرادفا للأحكام الشرعية العملية، ثم أخذوا يتفننون في تعريفه وتدقيقه حتى انفض الناس عنه، وأكثرهم بالطبع ليس بحاجة إليه، فالناس يصلون ويصومون ويحجون مثلما وجدوا غيرهم يفعلون، أما المعاملات ومنها البيع فهي تتم وفق ما يقتضيه العرف، ويذلك أصبح الدين مهنة أو حرفة يأكلون بها أموال الناس بالباطل. أ.د حسني المتعافي

سدنة مذاهب أتباع الدين الأعرابي الأموي يعلمون جيدًا أن جلّ دينهم مأخوذ من مرويات ظنية غير موثقة أصلا!!! وأنهم يأمرون الناس بالتعبد وفق الظن الغالب، وأنه لا توجد أية وثيقة شرعية تتضمن المرويات التي بنوا عليها دينهم!!!! ولكن المشكلة هي أن أكثر الناس يجهلون ذلك!! أ.د حسني أحمد المتعافي

الاسم الإلهي "الرب" من أعظم الأسماء الحسنى ومن أكثرها إحاطة ومن أكثرها ورودا في القرءان الكريم، وهو الاسم الذي كان يدعو به أكابر الأنبياء والمرسلين، وقد وردت له تجليات عديدة في القرءان منها: الرب، رب العالمين، رب الناس، رب العرش (ذو العرش)، رب السماوات، رب السماوات والأرض، رب المشرقين ورب المغربين، رب المشارق، رَبّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ. ومع ذلك لم يرد هذا الاسم الجليل في قائمة الترمذي التي يتغنى بها الناس وينسخون بها الكثير من الأسماء التي وردت في القرءان الكريم والتي تنسب إلى الله أسماء لم ترد في القرءان مثل الضار والقابض والماجد والمؤخر والرشيد والصبور!!!!!!، ونسبة هذه الأسماء إلى الله تعالى هي من الإلحاد في أسمائه وسوء الأدب معه، وهذا الإلحاد من أكبر كبائر الإثم. أ.د حسني أحمد المتعافي

قال الإمام المقدس ابن حبان في مقدمة صحيحه الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان: "وأن من تنكب عن قبول أخبار الآحاد، فقد عمد إلى ترك السنن كلها لعدم وجود السنن إلا من رواية الآحاد". وقال أئمة أهل السنة والجماعة وأئمة السلف أن (السنة) حاكمة على القرءان وقاضية عليه وناسخة لآياته عند التعارض وأن حاجة القرءان للـ(السنة) أشد من حاجة (السنة) إلى القرءان، وقد استخلصوا دينهم على هذا الأساس؛ فأصبح أكثر مادته من كتب المرويات مثل أركانه المأخوذة من مروية: "بُني الإسلام على خمس" الشهيرة. وقال أ. د. حسني أحمد المتعافي: "القرءان هو المصدر الأوحد للأمور الدينية الكبرى والمصدر الأعلى للأمور الثانوية، والسنن من الأمور الدينية، ولا يؤخذ بالمروية الآحادية إلا إذا كانت متسقة تمام الاتساق مع ما هو في القرءان ويمكن اندراجها في إطار الدين المستخلص منه"، وبذلك فإن جلّ مادة الدين مأخوذ من القرءان، ومن ذلك إيمانياته وأركانه الكبرى ومقاصده العظمى. فتخيَّر لنفسك!

تذوق حلاوة المعاني ومكارم الأخلاق إن تذوق حلاوة المعاني ومكارم الأخلاق والصفات النبيلة هو عمل من أعمال القلب الإنساني، ولكن هذا القلب بحاجة ماسة إلى التزكية المستمرة؛ أي إلى أعمال صيانة وتطهير وتنمية، وهذا يتم بالقيام بأركان الدين الجوهرية مثل ركن ذكر الله وركن التزكي، ولكن المذاهب التي حلت محل الإسلام قد قضت عمليا وواقعيا على أركان الدين الكبرى، بل ووضعت الأسس الكفيلة بإفساد هذا القلب وملئه بالنفاق والكفر والشرك واللغو، لذلك لم يعد من السهل على المحسوب على الإسلام أن يتذوق مكارم الأخلاق إلا إذا كان بعيدا عما يظن أنه الدين. أ.د حسني المتعافي

ولكونه سبحانه العليم الخبير فإن من قيم دين الحق العلم والخبرة، والعلم المقترن بالخبرة، فالإنسان ملزم لكي يرتقي ويسمو ويحقق مقاصد الدين ألا يتباهى بجهله؛ بل أن يعتبره عارًا عليه أن يجاهد للخلاص منه، وأن يعمل دائما على اكتساب العلم والخبرة، والإنسان يزداد قربه من ربه كلما تزكت سماته التي هي من مقتضيات الأسماء الحسنى، فالسمات التي هي مقتضيات الأسماء الحسنى هي عناصر وأبعاد العالم الحقيقي الذي يحيا فيه كيان الإنسان الجوهري. أما الأديان التي حلت محل الإسلام، فهي قائمة على إبطال رسالة دين الحقّ، ولذلك اتخذت كل ما يلزم تحت إشراف الشيطان الرجيم لتحويل الناس إلى بحر هائل من الجهل والتخلف، وحالت بينهم وبين العلم الحقيقي النافع، ولم يبدأ شعاع من العلم يتسرب إلى الأمة إلا من بعد أن ابتعدت قليلا عن هذه الأديان، وذلك من بعد أن وطأتها أقدام من أجلوا العلوم وانتفعوا بها. الإمام حسني المتعافي.

يتبعون مذهبا شركيا ضالا بلا أوهى دليل ثم يطالبونك بدليل على ما هو منصوص عليه في القرءان! أ.د حسني المتعافي