وَحيٌ وَسَيْف.

أخت الإسلام، اعلمي أن الله أراد لك الخير والهداية، ولكن أعداءك يريدون لك سوى ذلك. إذا أردتِ أي كرامة وعزة فلن تجديها إلا في ظل شرع الله، ففيه مرضاته وهداه وعصمته، والفوز في الدنيا والآخرة. أما الآخرون فيريدون أن يجعلوك سلعة تُسوّق وتباع في الأسواق. إن الشريحة العظمى من المتحدثين عن قضايا المرأة سوّدوا الصحف بالحديث عن وضع المرأة في الأمم الأخرى وملؤوا بها القنوات هم أحد صنفين: - إما أنهم معجبون بالغرب مبهورون بحضارته المادية، فأرادوا أن يجلبوا إلينا كل ما فيه من غث وسمين، وهذا أحسن حاليهم. - وإما أنهم أعداء للأمة، لبسوا لبوس أصدقائها وتظاهروا بمظهر النصح لها، يُحسنون الخطاب، وإن قالوا سُمع لأقوالهم، ولكن يُعرفون في لحن القول. يدّعون النصح وكأنهم لم يجدوا من مشاكل الأمة إلا قضايا المرأة! ولا أدري عن أي قضايا يتحدثون. يكررون المطالبة بعمل المرأة وها هي المرأة تدرس وترقَّت في السلم الوظيفي حتى وصلت إلى نائبة وزير، وهناك سَجّانات، وهناك أسواق نسائية، وقل سنتين حدثني الثقة أنه دخل مطعمًا في إحدى المدن تعمل في إدارته امرأة، ولا زال أولئك يطالبون بعمل المرأة وتعليمها وخروجها من بيتها، فإلى أي حد يا ترى ستتوقف مطالبتهم؟ ويبدو بأنهم لن يقروا بأنها تعمل حتى ترتدي زي الشرطة جالسة بجوار صديق العمل تجوب الطرقات بسيارة الأمن!! إنهم يا أخت الدين يريدون أن تعمل المرأة كما تعمل في الغرب تمامًا بلا اختلاف. ولقد عشنا بين أظهر النصارى ورأينا معاملتهم للمرأة وكيف عملها معهم، ورأينا المرأة تعمل في الجيش وتحمل سلاحها وتقف بجوار الرجل، رأينا المرأة تخرج في الصباح تجري مع الجنود تردد هتافاتهم. وحدّث ولا حرج عن حالات التحرش والمضايقات! رأينا المرأة تمارس الأعمال الشاقة، وتحمل البضائع وتنزلها، وتشتغل في الحدادة، وتقوم على إصلاح المجاري وتسليكها، وتقوم بأشق من ذلك، والرجال عندها لا يُحدِّث أحد منهم نفسه بأن يكفيها العمل أو يساعدها فيه. فهل يقع مثل هذا في بلاد المسلمين؟ ولقد كان نساؤهم يبدين أشد الإعجاب عندما يعلمن أن الإسلام فرض على الرجل أن ينفق على زوجته ولو كانت أغنى منه، ولقد حدثني من عاش في بلادهم أن امرأة من نسائهم طلبت منه أن يبحث لها عن زوج مسلم لما علمت أن النفقة على الزوج، وعلى المرأة تربية الأولاد. فبالله عليك يا أخت الإسلام من أحسن حالًا، نساء المسلمين أم نساء النصارى؟ في أمريكا قبلة المستغربين من بني جلدتنا، قال أحد الأمريكان واصفًا حاله، كانت أمه شرابة خمر، ولكثرة شربها سُرِّحت من العملد فبقيت في البيت بلا عمل، وطردها زوجها من البيت لأنه غير مستعد للإنفاق عليها، خرجت هائمة على وجهها تبحث عن عمل حتى وجدت عملًا، ولكن؛ في بيت دعارة! هذا مثال لما يحصل في بلادهم، فهل يرضيك يا أخت الإسلام أن تكون حالنا كحالهم؟ إن عمل المرأة لا وجه لتحريمه إذا ضُبط بضوابط الشرع، فكان بستر، وبدون أن تختلط بالرجال، وأُمنت منه الفتنة، ولكن مع ذلك فلا عمل  للمرأة أفضل وأشرف من عملها في بيتها، وتربي الأجيال، وتصنع الرجال، وتدع تتبع الدرهم والدينار لوليها يكفيها همّه ويقوم بواجبه. أخت الإسلام، إنك في بيتك كالملك في سلطانهد تربين أولادك، ويكونون لك رصيدًا، يرفعونك على رؤوسهم عندما تبلغين الكبر. أم يعجبك أن نكون كالغرب تخرج المرأة كل صباح إلى المصنع أو المتجر، وترمي بطفلها في يد المربيات يتولين تربيته، ثم يكبر لا يحس بأي انتماء لأمه، بل يعقها ويقطعها، وعندما تبلغ الكبر يرمي بها في ملاجئ المسنين، وشتان بين حالنا وحالهم! إن البيت للمرأة هو المملكة المحروسة، وهو خير لها من كل مكان، حتى من بيوت الله كما جاء في الحديث:"لا تمنعوا إماء الله مساجد الله، وبيوتهن خير لهن". فاستمسكي ببيتك أخت الإسلام، وأحسني إلى من فيه، تجدي الإحسان منهم بعد الله، وإياك أن تحسني الظن بأعدائك، فمن أحسن الظن بعدوه لقي المهالك. اللهم استر عوراتنا، وآمن روعاتنا، اللهم احفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا وعن أيماننا وعن شمائلنا، ومن فوقنا ونعوذ بعظمتك أن نغتال من تحتنا. _ إبراهيم الربيش تقبله الله. #أنيس_الغرباء

رحم الله من كانت مثلها؛ والله للدنيا ترخص في أمثالها ثمنا، ولهي خير من الدنيا وما فيها ليس يخلع لُبَّ قلب الرجل إلا أن تكون امرأته له خالصة من دون الرجال، فتحفظه بالغيب اتقاء لله وحبا لزوجها واستغناء به عمن دونه، وحفظه يكون في كل شيء، فهي قبل أن تُقدم على فعل شيء تذكر زوجها إن كان هذا سيؤذيه أم لا، أم سيرضى عنه أم لا، وهذا يكون في الواقع والمواقع أما المتسكعات في حسابات الرجال تمزح عند هذا، وتخضع بالقول عند هذا، وتصادق هذا وهذا فتلك لا تصلح إلا أن تُعلم معنى الحياء والعفة قد جعل الله جل ثناؤه في الأنثى قيمتها؛ فهي كلما ازدادت تسترا وحياء ازدادت قيمة، وكلما برزت كلما قلت قيمتها، فإن الرجل يحب المرأة التي لم يشاركه فيها غيره، ولو بنظرة، فلو وجدها لكانت عنده أغلى من الدنيا وما فيها! أما من استهوتها الشياطين فهي تدور بين حسابات الرجال رجلا يتلوه آخر، وشابا تفتتن بصوته، وآخر تفتتن بمقاطعة الدعوة، وهم في كامل زينتهم، فتخاله كأنه زوجها وتطمع فيه قلبا بل وقالبا، هذا كله من عمل الشيطان، ولتتق الله تلك الأنثى المنزوعة الحياء في نفسها! #أنيس_الغرباء #منقول

والحق أن ساعة الإجابة هي آخر ساعة من عصر يوم الجمعة، فعن عبد الله بن سلام أن النبي ﷺ قال:"هي آخر ساعات النهار". وهذا رواه ابن ماجه من طريق أبي النظر عن أبي سلمة عن عبد الله بن سلام عن النبي ﷺ به، ورواته كلهم ثقات. وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنَّ ناسًا من الصَّحابة اجتمعوا فتذاكروا ساعة الجمعة، ثم افترقوا فلم يختلفوا أنها آخر ساعة من يوم الجمعة. _العلوان. فلا تنسوا الدعاء وخصُّوا إخوانكم المسلمين المستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها، ولا تنسوا المجاهدين بالدعاء لهم والإكثار لهم، فهم صفوة هذا المجتمع وهم السائرون على الهدي المُحمّدي وهم صفوة الخلق في هذا الزمان فلا تنسوهم، ولا تنسوا الأسرى، وأكثروا من الدعاء لهم. ولا تنسوا أراذل الخلق وأسافلهم، وكلابهم وأنجسهم وأكفرهم على وجه الأرض؛ الطواغيت المتسلّطون على بلاد المسلمين ودينهم. اللهم اجعلنا من أنصار دينك، ممن تحبهم ويحبونك، أذلة على المؤمنين أعِزَّة على الكافرين، يجاهدون في سبيلك ولا يخافون لومة لائم، ربنا أفرغ علينا صبرًا وثبِّت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين. #أنيس_الغرباء

والحق أن ساعة الإجابة هي آخر ساعة من عصر يوم الجمعة، فعن عبد الله بن سلام أن النبي ﷺ قال:"هي آخر ساعات النهار". وهذا رواه ابن ماجه من طريق أبي النظر عن أبي سلمة عن عبد الله بن سلام عن النبي ﷺ به، ورواته كلهم ثقات. وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنَّ ناسًا من الصَّحابة اجتمعوا فتذاكروا ساعة الجمعة، ثم افترقوا فلم يختلفوا أنها آخر ساعة من يوم الجمعة. _العلوان. فلا تنسوا الدعاء وخصُّوا إخوانكم المسلمين المستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها، ولا تنسوا المجاهدين بالدعاء لهم والإكثار لهم، فهم صفوة هذا المجتمع وهم السائرون على الهدي المُحمّدي وهم صفوة الخلق في هذا الزمان فلا تنسوهم، ولا تنسوا الأسرى، وأكثروا من الدعاء لهم. ولا تنسوا أراذل الخلق وأسافلهم، وكلابهم وأنجسهم وأكفرهم على وجه الأرض؛ الطواغيت المتسلّطون على بلاد المسلمين ودينهم. اللهم اجعلنا من أنصار دينك، ممن تحبهم ويحبونك، أذلة على المؤمنين أعِزَّة على الكافرين، يجاهدون في سبيلك ولا يخافون لومة لائم، ربنا أفرغ علينا صبرًا وثبِّت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين. وآخر دعوانا أنِ الحمد لله رب العالمين. #أنيس_الغرباء

يا عاشِقًا لِنبيِّنَا ولِذِكرهِ يا مُتلِفًا لقلُوبِنَا مُتلَهِّفا روحِي الفِدَاءُ لذلِك القلبِ الذي أحيَا القُلُوبَ بحُبِّه للمُصطَفَى هو حُبُّنا وزَعيمُنا ورسُولُنا مَن مَاتَ شَوقًا له لم يُسرِفَا اتبَع طَريقَ المُصطَفَى تُغنَم بِهِ إن كُنتَ عَن حُبِّ الدُّنَا مُتعفِّفا فَسَبِيلُه بذلُ النُّفُوسِ لِخَالِقِ وجِهَاد أهلِ الكُفرِ حَتَّى تتلَفَا يَمشِي عَلَى أَقدَامِهِ وَدِمَاؤهَا تَروي صِراعَ الحُبِّ مَع أهلِ الجَفَا يَدعُوا لَهُم بِهِدَايةٍ وَقَد اعتَدوا لَم يُثنِه تَكذِيبُهُم بَلْ قَد عَفَا هَذا سَبِيلُ المُصطَفَى فَاعمَل بِهِ إن كُنتَ أَخلَصتَ المحبَّةَ والوَفَا لا بُدَّ أن تَلقَى حَبِيبَ اللهِ فِي الفِردَوْسِ عِندَ المَلِكِ مُشَرفا. #ﷺ #أنيس_الغرباء

سياقٌ بديع ولا أروع ، في سورة المائدة .. فتأمَّل! الآيات: الثانية والسبعون، والثالثة والسبعون، والرابعة والسبعون.. وكأنك تقرأها للمرة الأولى في حياتك! الآية [٧٢] يقول الله تعالى:﴿لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ﴾. ثم يُتبعها ربنا بالآية [٧٣] فيقول:﴿لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ﴾. ثم تأتي الآية [٧٤] في سياقٍ بديع؛ تعجز الأقلام عن وصفه، والمِداد عن رسْمه:﴿أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾. فانظر وتأمّل ..! كيف آثروا الكفرَ على الإيمان، ونسبُوا له الصاحبةَ والولدان؟! ثم هو يَدعوهم ويُقرِّبهم:﴿أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾. فلا تيأسنَّ لعصيانك، ولا تقنطنَّ لخِذلانك.. فرحمتُه سبقَت غضبَه، وعفوُه سبقَ مؤاخذَته.. كتبَ على عرشه:«إنَّ رحمتي سبقَت غضبي». ولله دَرُّ القائل : لمَ لا يُرجَى العفوُ من ربِّنا        وكيف لا يُطمعُ في حِلمِهِ وفي الصحيحينِ أتى إنَّه         بعبدِه أرحمُ من أمِّهِ فأقبِلْ عليه يُقبل عليك، وادنُ واقترب ولا تخَف، إنك من الآمنين..!  #فوائد_المسلم #أنيس_الغرباء

طريقُ الجنَّة لا تُنال بالأمانِي وكَلِمات اللسَان! بُشرى للصادقينَ، الصابرين، السالكين لنهجِ الأنبياء وسيّدِ المرسلين، وصحابته خيرِ الخلقِ أجمعين. قال تعالى:﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعلَمِ اللهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَيَعلَمَ الصَّابِرِينَ﴾، أي: أحسبتم أن تدخلوا الجنة ولم تُبتَلوا بالقِتال والشدائد؟ وكما قال تعالى أيضًا مبيّنًا كذلك نفس المعنى:﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ الله أَلَا إِنَّ نَصرَ الله قَرِيبٌ﴾، ومعنى الآية كما حكاه الطبري في تفسيره: أم حسبتم أنكم أيها المؤمنون بالله ورسله تدخلون الجنة، ولم يصبكم مثلُ ما أصاب مَن قبلكم مِن أتباع الأنبياء والرسل من الشدائد والمحن والاختبار، فتُبتلوا بما ابتُلوا واختبروا به من "البأساء"- وهو شدة الحاجة والفاقة="والضراء" -وهي العلل والأوصاب- ولم تزلزلوا زلزالهم- يعني: ولم يصبهم من أعدائهم من الخوف والرعب شدة وجهدٌ حتى يستبطئ القوم نصر الله إياهم، فيقولون: متى الله ناصرنا؟ ثم أخبرهم الله أن نصره منهم قريبٌ، وأنه مُعليهم على عدوِّهم، ومظهرهم عليه، فنجَّز لهم ما وعدهم، وأعلى كلمتهم، وأطفأ نار حرب الذين كفروا. وقال تعالى مبيّنًا سبيل المؤمنين وما سيصيبهم من امتحانات وابتلاءاتٍ ليعلم الله الصادقين بالإيمان به من المنافقين الكاذبين، قال جل شأنه:﴿أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ﴾، ولهذا قال الله تعالى في الآية فيما تقدم:﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعلَمِ الله الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَيَعلَمَ الصَّابِرِينَ﴾، أي: لا يحصل لكم دخول الجنة حتى تُبتلُوا ويرى الله منكم المجاهدين في سبيله، الصابرين على مقاومة الأعداء. ومما ذكره الطبري في تأويل قوله تعالى:﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعلَمِ اللهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَيَعلَمَ الصَّابِرِينَ﴾، يعني بذلك جل ثناؤه: أم حسبتم يا معشر أصحاب محمدٍ، وظننتم أن تدخلوا الجنة وتنالوا كرامة ربكم وشرف المنازل عنده، ﴿وَلَمَّا يَعلَمِ اللهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ﴾، يقول: ولما يتبين لعبادي المؤمنين المجاهدين منكم في سبيلي على ما أمرته به. وقوله:﴿وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ﴾ يعني: الصابرين عند اليأس على ما ينالهم في ذات الله من جروح وألم ومكروه. وعن ابن إسحاق: ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ﴾ وتصيبوا من ثوابي الكرامة، ولم أختبركم بالشدة، وابتليكم بالمكاره حتى أعلم صدق ذلك منكم؛ الإيمان بي والصبر على ما أصابكم فيَّ؟!. ويقول سيد قطب رحمه الله في ظلال الآية السابقة:" إن صيغة السؤال الاستنكارية يقصد بها التنبيه بشدة إلى خطأ هذا التصور، تصور أنه يكفي الإنسان أن يقولها كلمة باللسان؛ أسلمت وأنا على استعداد للموت، فيبلغ بهذه الكلمة أن يؤدي تكاليف الإيمان، وأن ينتهي إلى الجنة والرضوان!! إنما هي التجربة الواقعية، والامتحان العملي، وإنما هو الجهاد وملاقاة البلاء، ثم الصبر على تكاليف الجهاد، وعلى معاناة البلاء. وفي النص القرآني لفتة ذات مغزى:﴿وَلَمَّا يَعلَمِ اللهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ﴾، ﴿وَيَعلَمَ الصَّابِرِينَ﴾.. فلا يكفي أن يجاهد المؤمنون، إنما هو الصبر على تكاليف هذه الدعوة أيضًا، التكاليف المستمرة المتنوعة التي لا تقف عند الجهاد في الميدان، فربما كان الجهاد في الميدان أخف تكاليف هذه الدعوة التي يطلب لها الصبر، ويختبر بها الإيمان، إنما هنالك المعاناة التي لا تنتهي؛ معاناة الاستقامة على أفق الإيمان، والاستقرار على مقتضياته في الشعور والسلوك، والصبر في أثناء ذلك على الضعف الإنساني في النفس وفي الغير ممن يتعامل معهم المؤمن حياته اليومية، والصبر على الفترات التي يعتلي فيها الباطل وينتفش ويبدوا كالمنتصر! والصبر على طول الطريق وبُعد الشقة وكثرة العقبات، والصبر على وسوسة الراحة، وهفوة النفس لها في زحمة الجهد والكرب والنضال، والصبر على أشياء كثيرة، ليس الجهاد في الميدان إلا واحدًا منها، في الطريق المحفوف بالمكاره. طريق الجنة لا تنال بالأماني وكلمات اللسان!."انتهى من كلامه رحمه الله. ولهذا إن كلَّ من سار على نهجِ الأنبياء، ودعا إلى ما دعت إليه الأنبياء سيصيبه مثل ما أصاب الأنبياء ولا بد، فإذا رأيت الرجل يعتلي المنابر ويتصدر المجالس ولم يصبه من الطاغوت أذًى، فاعلم أن في دينه دخن، فإذا رضي الباطل عن الحق فليراجع الحق نفسه. #نهج_الأنبياء #أنيس_الغرباء

▪ معركة البويب. [١٣ للهجرة / ٦٣٤ للميلاد]. • المكان: البويب قرب الكوفة في العراق. • الجيش الإسلامي: بقيادة المثنى بن حارثة لم يُذكر عدد جيش المسلمين. • الجيش الفارسي : بقيادة مهران على رأس ثلاثة فرق ومعهم الفيلة. بعد أن هُزم المسلمون في معركة الجسر حيث استشهد فيها ما يقارب أربعة ألاف المسلمين، أمد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه قائد جيش المسلمين في العراق المثنى بن حارثة بمدد إسلامي عظيم ليأخذ بالثأر مـن الفرس ويواصل الفتح، فلما سمـع أمراء الفرس باستنفار المسلمين حشدوا بدورهم جيشا عرمرما ومعهـم الفيلة، يقوده أحد ساداتهم يدعى مهران، فتوجه بجيشه ليواجه المسلمين. وفي رمضان للسنة ١٣ للهجرة، تواجه الفريقان في منطقة البويب، وكان يفصل الجيش الإسلامي والجيش الفارسي نهر الفرات، فبعث مهران إلى المثنى: "إما أن تعبروا إلينا أو نعبر إليكم". فأجابه المثنى:” بل اعبروا إلينا". فعبر الفرس الجسر الممتد على الفرات وحملوا على المسلمين حملة شديدة، فثبت المسلمون وقاتلوا قتالًا شديدًا، وحين حمي الوطيس واشتدت المعركة هاجم قائد المسلمين المثنى بن حارثة بمن معه قلب جيش الفرس، فاقتحموا صفوفهم و اخترقوها وقتل قائد الفرس مهران، فزلزل كيان الفرس فأرادوا الهروب إلى الجسر، ولكن منعهم المسلمون، وحاصروهم، فحصدوهم إلى آخرهم، وقيل أنه قتل وغـرق من الفرس يومها قرب المائة ألف و قيل أن عظام القـوم بقيت هنالك فترة طويلة لكثرتها ..فكان نصرًا عظيمًا للمسلمين وغنموا مغانم جما وفتحت بتلك المعركة الفاصلة أبواب فارس أمام الفتح الإسلامي. وقد خلد أحد الشعراء هذه المعركة الحاسمة في أبيات فقال: هاجت لأعور دار الحي أحزانا زاستبدلت بعد عبد القيس حسانا وقد أرانا بها والشمل مجتمع إذ بالنخيلة قتلى جند مهرانا إذ كان سار المثنى بالخيول لهم فقتل الزحف من فرس وجيلانا سما لمهران والجيش الذي معه حتى أبادهم مثنى ووحدانا. #حواسم_رمضانية #أنيس_الغرباء

▪فتح مكة [٨للهجرة/ ٦٣٠ للميلاد] • المكان: مكة في الجزيرة العربية. • الجيش الإسلامي:  بقيادة النبيﷺ مكون من عشرة ألاف مجاهد. • أهل مكة: لم تكن لهم أية مقاومة. ففي السنة الثامنة للهجرة، نقضت قريش العهد الذي كان بينها وبين المسلمين بعد أن أمدت بنو بكر بالسلاح ضد قبيلة خزاعة التي كانت قد دخلت في عهد النبي ﷺ فذهبت خزاعة إلى الرسولﷺ ليخبروه بما فعلته بنو بكر ومعاونة قريش ضدهم، فما أن علمت قريش بذلك حتى بعثت أبا سفيان إلى النبي ﷺ ليجدد الصلح ولكن لم يجيبه الرسولﷺ إلى ذلك. فأراد النبي ﷺ فتح مكة فاستنفر المسلمين، وأعلمهم أنه ماض إلى مكة ولكنه أخذ الحيطة والحذر من أن تصل خبرهم إلى قريش ودعا الله سبحانه وتعالى: "اللهم خذ العيون الأخبار عن قريش حتى نبغتها في بلادها." وفعلا فلم تعلم قريش بمسير النبي ﷺإليهم. وفي العاشر من رمضان انطلق جيش المسلمين بقيادة رسول الله ﷺ المكون من عشرة ألاف صحابي لفتح مكة وساروا حتى وصلوا إلى مر الظهران، وعسكر هناك المسلمون ومن هناك انطلقت جحافل الإسلام لفتح مكة. وفي صباح السابع عشر من رمضان وصل المسلمون إلى مشارف مكة، فأمر الرسول ﷺخالد بن الوليد أن يدخل مكة من أسفلها وأن يقضي على أية مقاومة يعترضه فقال :"إن عرض لكم أحد من قريش فاحصدوهم حصدا، حتى توافوني إلى صفا." فما واجهه إلا بعض سفهاء قريش فقتل منهم المسلمون اثنتا عشر وفر الباقون، أما الزبير بن العوام فدخل مكة من أعلاها ونصب رايته بالحجون كما أمره الرسول ﷺ ودخل أبو عبيدة بن الجراح من بطن الوادي لأمر النبيﷺ، ثم دخل الرسول ﷺ مكة وحوله المهاجرين والأنصار في مشهد عظيم، وأخذ النبيﷺ يطوف بالكعبة، وكان حولها ثلاثمائة وستون صنم، فكان عليه الصلاة والسلام كلما مر بصنم ضربه بقوس في يده ويقول:﴿وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا﴾، فتخر واحدة تلو الأخرى على وجهها، ثم دخل الكعبة وصلى فيها وطهرها من الأوثان. وبعد خروجه من الكعبة، رأى قريشًا حولها مجتمعين، فقال لهم:” يا معشر قريش، ما ترون أني فاعل بكم؟ فقالوا: خيرا أخ كريم وابن أخ كريم، قال: فإني أقول لكم كما قال يوسف لإخوته : لا تثريب عليكم ،اليوم، اذهبوا فأنتم الطلقاء.” فأسلم الكثير مـن قريش وأصبحوا جندا للإسلام بعد أن كانوا أعدائه وأضحت مكة قاعدة لتطهير الجزيرة العربية من الشرك وإغمارها بنور الإسلام. #حواسم_رمضانية #أنيس_الغرباء

▪غزوة بدر الكبرى. [٢ للهجرة / ٦٢٤ للميلاد] • المكان وادي بدر في جنوب غربي المدينة. • الجيش الإسلامي بقيادة النبيﷺ مكون من ثلاثمائة وأربعة عشر صحابي. • جيش قريش بقيادة أبي جهل المكون من ألف مقاتل. معركة بدر الكبرى وتسمى أيضا معركة الفرقان، وهي أول غزوة قادهـا النبي ﷺ في تاريخ الإسلام، وكان سبب الغزوة أنه سمع الرسول ﷺ بقافلة لقريش آتية من الشام مركبة من ثروات طائلة من أهل مكة ألف بعير موقرة بالأموال ويقودها أبو سفيان بن حرب ومعه فقط أربعين رجلا فندب لها رسول الله ﷺ، وخرج النبي ﷺ ومن معه من المسلمين يريدون العي ، ولكـن علم أبو سفيان بتوجه المسلمين إليه فطلب النجدة من قريش فما أن وصل رسول أبي سفيان إلى قريش حتى عبؤا الجيش وتجهزوا لقتال النبي ﷺ وساروا إلى بدر وفي الطريق بلغهم نجاة فاقلة أبي سفيان من المسلمين، فهمت قريش أن ترجع إلى مكة بما أن العير عبرت بسلام ولكن قام فيهم فرعون الأمة أبا جهل وقال:"والله لا نرجع حتى نرد بدرا، فنقـيـم بها ثلاثا فننحر الجزور ، ونطعم الطعام ونسقي الخمر وتعزف لنا القيان، وتسمع بنا العـرب وبمسيرنا وجمعنا، فيزالون يهابوننا أبدا." فواصلوا المسير إلى بدر. فما أن سمع رسول الله ﷺ بجمع قريش حتى تشاور مع أصحابه فأجابهم جميعا بالقتال ومواجهة قريش، فسر بذلك النبي ﷺ وقال: " سيروا وأبشروا فإن الله تعالى قد وعدني إحدى الطائفتين والله لكأني الآن أنظر إلى مصارع القوم". فانطلق الرسول ﷺ بالجيش الإسلامي المكون من ثلاثمائة وأربعة عشر صحابي إلى بدر يواجهون فيها جيش مكة المكون من ألف جندي والذي يقوده فرعون الأمة أبو جهل. وفي ١٧ من رمضان للسنة الثانية للهجرة بدأت المعركة، وكان سبب اشتعالها أن رجلا من المشركين اسمه الأسود بن عبد الأسد المخزومي توجه إلى أبار المسلمين قائلا: " أعاهد الله لأشربن من حوضهم أو لأهدمنه أو لأموتن دونه." وما أن اقترب من حوض المسلمين حتى قتله حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه. فنادت قريش بالمبارزة وأخرجت ثلاثة من أشجع رجالها وهم عتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة، فخرج لهم من المسلمين عبيدة بن الحارث وحمزة بن عبدالمطلب وعلي بن أبي طالب، فقتل حمزة بن عبدالمطلب شيبة بن ربيعة وقتل عليّ الوليد بـن عتبة، أمـا عبيدة فقد واجه عتبة وأثخن كل واحد منهما صاحبه ثم قضى حمزة وعلي بسيفيهما على عتبة ولكن استشهد عبيدة بن الحارث متأثرًا بجرحه بعد أربعة أو خمسة أيام بعد المعركة. واستشاطت قريش غضبًا لما رأت من موت ثلاثة من أفضل فرسانها في المبارزة الأولى، فحملوا على المسلمين حملة رجل واحد، فثبت الصحابة في أماكنهم وهم يردون هجوم المشركين ويصيحون أحد أحد، ثم أمر النبي ﷺ الصحابة بالهجـوم وتلاحم الجيشـان وحمي الوطيس واشتد القتال وأيـد الله تعالى نبيهﷺ والمؤمنين بألف من الملائكة منزلين من السماء، فكانت رؤوس المشركين تتطاير قبل أن تصل إليهـا سيوف الصحابة -رضوان الله عليهم-، وكان إبليس قد تنكر في صورة سراقة بن مالك المدلجي وكان في صفوف المشركين وما أن رأى الملائكة حتى ولَّى هاربًا وهو يقول:" إني أرى ما لا ترون إني أخاف الله والله شديد العقاب". وبدأت أمارات الهزيمة تتجلى على جيش المشركين، فولّوا هاربين لا يلوون على شيء، يقتل المسليمن فريقا منهم ويأسرون آخرون ووقعت الهزيمة الساحقة بقريش التي خسرت خلال المعركة قاداتها وصناديدها مثل أبي جهل وأميّة بن خلف وعتبة بن ربيعة وغيرهم وألقيت جثث المشركين في قليب بدر ، وكانت نتيجة هذه المعركة الفاصلة مقتل سبعين المشركين وأسر سبعين منهم بينما استشهد أربعة عشر صحابيا. #حواسم_رمضانية #أنيس_الغرباء