واحةُ الشِّعر والشُّعَراء ✍️📗
نمایش بیشتر
1 083
مشترکین
+324 ساعت
+57 روز
+1430 روز
- مشترکین
- پوشش پست
- ER - نسبت تعامل
در حال بارگیری داده...
معدل نمو المشتركين
در حال بارگیری داده...
ممَّا أرتاح له في شعر المتنبي -وقد أكثر منه- ذكر غربته النَّفسية عن أهل عصره مع همَّته العالية وأهدافه السَّامية التي لا يساعده عليها أحد ولا يساعده كذلك عمره القصير، مثل قوله:
وَحيدٌ مِنَ الخُلَّانِ في كُلِّ بَلدَةٍ
إِذا عَظُمَ المَطلوبُ قَلَّ المُساعِدُ
ومثل قوله:
بِمَ التَعَلُّلُ لا أَهلٌ وَلا وَطَنُ
وَلا نَديمٌ وَلا كَأسٌ وَلا سَكَنُ
وله كذلك:
فُؤادٌ ما تُسَلّيهِ المُدامُ
وَعُمرٌ مِثلُ ما تَهَبُ اللِّئامُ
وَما أَنا مِنهُمُ بِالعَيشِ فيهِم
وَلَكِن مَعدِنُ الذَّهَبِ الرَّغامُ
شبَّه نفسه بالذَّهب وسائر النَّاس بالتُّراب.
بل يرى أنَّ همَّته أعلى من أن يكون في وسع الزَّمان البلوغ إليها:
أُريدُ مِن زَمَني ذا أَن يُبَلِّغَني
ما لَيسَ يَبلُغُهُ مِن نَفسِهِ الزَمَنُ
"سأُحسن الظنَ مهما طالَ بي أملي
كم مُستـحيلٍ بحُسنِ الظنّ نِلناهُ."
قال الإمام الشافعي : اغتنموا الفُرَصَ فإنها خُلَسٌ أو غُصَص .
معناه : خُلسٌ عند الدَّرْك وغصصٌ عند الفَوْت .
ولعلي بن إسحاق الزاهيّ :
إنْ أمكَنَتْ فُرصةٌ فانْهضْ لها عَجِلًا
ولا تُؤخِّرْ ، فَلِلتأخيرِ آفاتُ
وابتدرْ مسعاكَ واعلم أنَّ مَن
بادر الصَّيدَ مع الفجر قنَصْ
صدَرَتْ عن شاعرٍ متمكّنٍ أحكمَته التجاربُ وتقلُّبِ الأيّام .
وللبارودي في هذا المعنى صاديّة عجيبة، مطلعها:
بَادِر الْفُرْصَةَ وَاحْذَرْ فَوْتَهَا
فَبُلُوغُ الْعِزِّ في نَيْلِ الْفُرَصْ
إِذا هَبَّت رِياحُكَ فَاِغتَنِمها
فَعُقبى كُلُّ خافِقَةٍ سُكونُ
و لا تَغفَل عَنِ الإِحسانِ فيها
فَما تَدري السُكونُ مَتى يَكونُ
و إِن دَرَّت نِياقُكَ فَاِحتَلِبها
فَما تَدري الفَصيلُ لِمَن يَكونُ
إِذا ظَفِرَت يَداكَ فَلا تَقصِّر
فَإِنَّ الدَهرَ عادَتَهُ يَخونُ
وعاجزُ الرأي مضياعٌ لفرصتهِ
حتى إذا فات أمرٌ عاتبَ القدرا
كُلُّ من لاقَيتُ يشـكـو هَـمّـهُ
ليت شعري هذه الدنيا لمن؟!
قال ابن السماك: لا تخف ممن تحذر، ولكن احذر ممن تأمن.
وقال الشاعر:
وقد يُنكبُ المرء من أمنهِ
ويأمنُ مكروه ما يَنتظرْ