أفَـانـِينٌ

قال صلى الله عليه وسلم: "لَأَنْ أَقْعُدَ مَعَ قَوْمٍ يَذْكُرُونَ اللَّهَ تَعَالَى مِنْ صَلَاةِ الْغَدَاةِ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ: أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتِقَ أَرْبَعَةً مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَلَأَنْ أَقْعُدَ مَعَ قَوْمٍ يَذْكُرُونَ اللَّهَ مِنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ: أَحَبُّ إِلَيَّ مَنْ أَنْ أَعْتِقَ أَرْبَعَةً".

رواه الإمام أحمد وحسنه الألباني في صحيح الترغيب (466) .

حديث الجلوس في ذكر الله

“ 0:13 “ مصيبة تحلّ على قلوبنا إن لم يكون العلم والإيمان شاهدٌ لنا في ذلك اليوم الحقّ بالعمل ..! والمصيبة المتلازمة لهذي النّفس -قبل ذلك- هو اليوم وعدم تصوّرها لعظم أمر هذا، وأنّ عليها العمل والإصلاح؛ لتُحسن عبادتها بربّها، لا الاغترار بالكَثرة والاطلاع وقراءة الكثير، فكلما غفلنا عن ذلك، لا شك أن النيّة ستلتفّ كما التفّت النّفس بغفلتها عن الغاية الأعظم. فلنسأل الله -عزّ وجل- دائمًا.

( 5:11 ) أعمال العباد التي آلت ببعضهم إلى الجنَّة، وبآخرين إلى النار، بُنيت على سَعة علمه واطِّلاعه على غيب السماوات والأرض، وخُبره بذات الصدور، وذلك غائبٌ عن أبصار الخلق وعلمهم". هذي نهاية الوجه من الآيات التي قبلها كلها! تصوّر يا عبد.. كل ما مكثتَ فيه في أرضك، أنتَ لا تعلم كم من عملٍ عملته سبيله للجنة، وكم من عملٍ عملته سبيله للنّار ..! وهذا مما يعظك؛ أن تسل الله دائمًا أن يتقبّل عملك حتى الذي بعينك شريف وكبير ..! أن تجعل قلبك وَجِلٌ إلى ربّه دائمًا، رغم كَثرة فضله ومننه، إلا أنّكَ لا تركن عنده إلا بسؤال القبول وتحقيق توحيده ..!

اللَّهُمَّ رحمتك ومغفرتك.

( 4:02 ) ماذا ينفع الصراخُ والاستغاثة في دار الندامة، وأهلهما كانوا في غفلة عمَّا ينتظرهم يوم القيامة؟! مَن لم يُورِّثه التعمير وطول البقاء إصلاحَ معائبه واغتنامَ بقية أنفاسه، فيعمل على حياة قلبه وحصول النعيم المقيم؛ فلا خير له في حياته. لديك عُمرٌ واحد فقط، فاستغله بما يسعدك في دار المقامة، قبل الصراخ والندامة، فها أنت قد جاءك المذكِّر والنذير قبل أن تستنصر ولا تجد النصير".

اللَّهُمَّ النّجاةَ من النّار ..!

( 1:50 ) ماذا ينفع الصراخُ والاستغاثة في دار الندامة، وأهلهما كانوا في غفلة عمَّا ينتظرهم يوم القيامة؟! مَن لم يُورِّثه التعمير وطول البقاء إصلاحَ معائبه واغتنامَ بقية أنفاسه، فيعمل على حياة قلبه وحصول النعيم المقيم؛ فلا خير له في حياته. لديك عُمرٌ واحد فقط، فاستغله بما يسعدك في دار المقامة، قبل الصراخ والندامة، فها أنت قد جاءك المذكِّر والنذير قبل أن تستنصر ولا تجد النصير".

اللَّهُمَّ النّجاةَ من النّار ..!

( 2:41 ) الدنيا دار النُّقلة، والجنَّة دار المقامة لمَن عمل لها، فيا مَن يبني دارًا ينصَب فيها ثم يرتحل عنها، ألا تبني دارَ سرور تخلُد فيها؟ إن أعمال العبد مهما بلغت من الصلاح والإخلاص فلن تكونَ وحدها كفيلةً بدخوله الجنَّة، بل يدخلها مع ذلك بفضل الله ورحمته".

(إِنَّ رَبَّنا لَغَفورٌ شَكورٌ)

لا لومة على قَلبِ كلّ امرئٍ بعد أن يسمع هذا الكلام البيّن، والجزاء العظيم يوم الحساب، والذي لا حول ولا قوّة له فيه أبدًا؛ أن يخضع لربّه ضُعْفًا وبُكُيَّا، فلا يرجو بذلك إلا نجاةً منه برحمته جلَّ في عُلاه!

-

خاشعة مُحدِّثة للنَّفس والله العظيم!

"أيُّها الرّاجي لما عند خالقه .. كن في سيرك للتقدّم إلى ربّك ذا قلب حيّ، وفِكرٍ نَقيٍّ، يعيشُ عصرَه، ويؤدّي واجب وقته. يبتغي في كلّ خطوة مرضاة مولاه، ولا يتخيّر ما يريحُ نفسه ويُوافق هواه".

لا أُبالغ إن قلت أنّهُ أنفع كتاب للتعرف والمعايشة(معايشة اعتقاد وإيمان وعلم وعمل) مع أسماء الله -عزّ وجلّ- ..! الكتاب فكرته وتوصيله لمعاني هذه الأسماء الحسنى.. مُميّزة غير عاديّة بمعنى الكلمة، لا تكاد تجد مثلها ..! والميزة التي لاحظتها، وتبعث لكل قارئ بعد قراءة الأسماء من الإيمان والتعظيم، وجلالة الله -عزّ وجلّ- : هو ذكر الآثار الاعتقادية والعلمية والعملية، زيادةً على لطائف الأقوال من سابقينا نهايةً. فكثير منّا يقرأ المعاني للأسماء وقد يعمل بها من باب الدعاء، ولكن بدون جدوى على أرض الواقع من الإيمان بالله -عز وجل- الباعث منه خشية، وتعظيم، ومحبة لا تنفصل عنه ويجدها في معظم لحظاته دائمًا وأولى ذلك في صلاته! غير عند الدعاء فقط؛ لأن الأثر الأسمى الناتج من هذه الأسماء هي تلك الحقائق الإيمانيّة! وكلما وعاها الإنسان؛ استشعارًا، واستحضارًا، وإيمانًا، واعتقادًا حقًا ملموس في الواقع، كلما وعى حقيقة كلمة التوحيد العظيمة والعمل بمقتضياتها لا تنفك عنه بعد هذي المعرفة بربّه وصفاته العليّة! -أليس هذا ما نفتقده الآن في عباداتنا؟ نسأل الله أن يوفقنا للإيمان والعمل والهداية.