قناة أ. د. مرضي بن مشوح العنزي

قبل ٢٥ سنة تقريبا؛ قال لي أحد الأصدقاء وهو في المرحلة الثانوية: أبوي شديد جدًا، كان يوقظنا لصلاة الفجر ونحن أطفال ونذهب للمسجد في الظلام، ونأتي أحيانًا ركضًا من الخوف؛ ويجبرنا على حضور أي محاضرة لأي شيخ يأتي للمدينة.. حينها رأيت أن والده مخطئ -بناء على القواعد التربوية- وأنّ هذا يسبب للأطفال عقدًا وكرها للصلاة والمشايخ والمحاضرات.. ركض الزمن قليلًا، وزرت هذا الصديق قبل مدة يسيرة، ووجدته وأخوته يحيطون بوالدهم في (قهوة)المغرب، وكل أولاده محافظين على الصلاة، ومن خيرة أهل مدينتنا ولهم محبة وقبول؛ فلا عقد نفسية ولا كره للصلاة ولا غيرها.. فتبيّن لي أن نية هذا الرجل وصدقه مع الله خير من قواعد التربية التي عرفتها.. https://t.me/nitharAlaikhtiar

كنت أظن أن أصعب مرحلة تمر على طالب العلم هي في عمر العشرينات؛ لكثرة الملهيات وصبوة الشباب، وبقايا المراهقة، ثم تبين لي أن أصعب مرحلة هي بعد تجاوز هذه السنوات وبلوغ الأربعينات والخمسينات؛ فكثير من الهمة فترت عند هذه السنوات؛لأسباب منها الأسرة والمناسبات الاجتماعية والوظيفية وغيرها.. وأصبح بعض الذين كانوا يتنقلون بين الدروس والكتب والمشايخ مشغولين بالملهيات التي كانوا يفرون منها في العشرينات، وصار الذي تحدثه -منهم- فيزيد همتك ويرفع إيمانك يحدثك الآن عن الاستمتاع بالدنيا وكثرة المباحات، ويضع لك العوائق في طريق العلم ويسميها الحكمة وفهم الحياة.. https://t.me/nitharAlaikhtiar

لو استشعر طالب العلم أنه في جلوسه لقراءة الكتب الشرعية وحضوره الدروس، وكتابته البحوث؛ أنه في عبادة لله؛ لزاد إيمانه، وخرج من قراءته ودروسه وبحوثه كما يخرج من المسجد، فالعلم الشرعي لمن صدق مع ربه من أهم العبادات؛ وأثقلها على الشيطان.. https://t.me/nitharAlaikhtiar

فـي الوقت الذي يبين فيه الشخص عجزه وعدم مقدرته لبلوغ أهدافه؛ هناك من يمر بظروفه نفسها و أشد وقد حقق الأهداف نفسها وأكثر.. فالعبرة بالإرادة والهمة.. https://t.me/nitharAlaikhtiar

"ورحم الله من أعان على الإسلام بشطر كلمة، أو هَدَى ضالًّا، أو أعان سالكًا، أو رغَّب كسلان، أو حثَّ على خير، أو ثبَّط عن شر ؛ { فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ }" ابن سعدي رحمه الله، رسالة الدعوة إلى الدين الإسلامي.

"القلوب الكبيرة تخفق بالحب، ولكنها لا تقع في أسره" منقول https://t.me/nitharAlaikhtiar

قد يكون الفرق الذي بينك وبينه أنّ الله اختبره ولم يختبرك، ولو اختبرك لتبين ضعفك وسرعة استجابتك للهوى. فاحمد الله، ولا تحتقر أحدًا.. https://t.me/nitharAlaikhtiar

دَخَل عمر رضي الله عنه علَى رَسُولِ اللهِ ﷺ وَهو مُضْطَجِعٌ علَى حَصِيرٍ، وإذَا الحَصِيرُ قدْ أَثَّرَ في جَنْبِهِ، وليس في بيت رسول الله شيء يذكر فبكى عمر، فقال ﷺ : ما يُبْكِيكَ يا ابْنَ الخَطَّابِ؟ فقال: يا نَبِيَّ اللهِ، وَما لي لا أَبْكِي وَهذا الحَصِيرُ قدْ أَثَّرَ في جَنْبِكَ، وَهذِه خِزَانَتُكَ لا أَرَى فِيهَا إِلَّا ما أَرَى، وَذَاكَ قَيْصَرُ وَكِسْرَى في الثِّمَارِ وَالأنْهَارِ، وَأَنْتَ رَسُولُ اللهِ ﷺ وَصَفْوَتُهُ، وَهذِه خِزَانَتُكَ! فَقالَ: "يا ابْنَ الخَطَّابِ، أَلَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ لَنَا الآخِرَةُ وَلَهُمُ الدُّنْيَا؟" رسول الله ﷺ يعلق قلوب أصحابه بالحقائق الباقية، ويجعل نظرهم بعيدا جدًا إلى ما بعد الحياة؛ ولا تتعلق أنفسهم بزخارف الدنيا الزائلة، ولا بما أعطى أعداءه فيها فكلها للزوال وهم للنار؛ وما عند الله خير وأبقى، ولا ارتباط بين حب الله والدنيا، وكم من شخص اصطفاه الله ولم يعطه الدنيا بل أعطاه اليقين والقناعة والرضا والشكر وطيب العيش، وأحاطه بأحبابه وأوليائه.. https://t.me/nitharAlaikhtiar

يُقدم الـخير، من صدقة وبذل وغيرها؛ فعندما لا يرى مكافأة ظاهرة يظن بالله الظنونا؛ مع أن الله قد حماه من شرور كثيرة لا ترى، حتى الهواء الذي يستنشقه يعطيه إياه نظيفًا دون فايروسات أو غيرها مما ينقل له الأمراض.. https://t.me/nitharAlaikhtiar