هذيان روح

برقية غياب يا شهية العطر والخصلات المهملة ، يا طفلة الينابيع الباردة ، قررت أن أكتب لك قبل أن يبرد فنجان قهوتي ، قبل أن يصيبه وهم عينيك ، وعند إنتهائي من السطر الأول أعلن البن إنفصاله عن السكر تبدو الشوارع فوانيس من الضوء تحت أقدامك ، وعاود المطر المدائن بعد أن هجرها لفصول إستيقظ الربيع لأول مرة ، وأنا استند على قلمي واراقب ، رأيت الزهر يتحرش بالفراشات ، فتصبو مخاوفي عند نظرة منك فتنكسر حروفي وتغسل قصائدي فتجعلني من رعايا قبيلة سكنت سطح القمر ثم حلمت في الأغساق الأخيرة بقهوة فجر من يديك وثمة شئ يكسو النواحي بسكينتك المؤبدة ثم أبصرتك أعيادا في عيون الأطفال والبيوت الطينية ، فسلام عليك في كل وهلة أنت الذريعة للنص حين تأخذك مني الهوامش فتهديك للفهارس عنوة حينما شعرت بالإشتياق إليك ، سألت الخفراء يحرسون بساتينك ، سألت طيورا حطت على أهدابك ، سألت وحشة الزنجبيل حين تشهق في بياض الفناجين ، سألت التراتيل في المساجد والترانيم في الكنائس ، سألت نجوما تبزغ عند شفتيك ، سألت صيادلة الأرياف يبيعون عطرك للمرضى ها أنا أبصر قطرة من شفاهك تندلق في دمي ، وتأخذني لعوالم خفية __________ من جوف الغياب اندلقت رسائلك…