تِشرين.

يجبرنا الله دومًا بطرقٍ غير مفهمومة، يبهجنا دومًا بتفاصيلنا التي نحب.

أجيد التغزل بي دهرًا، بعينيّ مثلًا، فأبدو وكأنّي الربيع، ثم أشتم آلام المعدة فأبدو خريفية، فتراني لوهلةٍ سواودية الفكر، لكني نقية بروحِ طفلة، يقع في غرامي الأطفال لأني أشبههم، طفولتي العالقة فيني من تدفعني للجنونِ معهم فأبدو طفلة ناضجة، يخفت الكون في عيني، ويكبر في حضن كفوفهم الصغيرة، يخذلني الاكسجين مرارًا كي أشعر بالحياة، فيراني البعض هشة تخذلها ذرات الهواء، تعجز عن الحصول عليه، لكني قوية رغم فرط حساسيتي، قوية كأمي عظيمةٌ أيضًا لأني فراشتها. كانت أمي قوية كألف امرأة، حنونة ونقية جدًا، تكاد لوهلة أن ترى نقاوتها من خلف ابتسامتها، وقلبها القطني، يبهرني أن يخبرني أحدهم أني كأمي، أن شيء منها عالق فيني، لذا مهما تاهت بي الأيام أعود مجددًا، لأنها حتى في غيابها علمتني كيف للمرءِ أن يحتضنّ نفسه ويصبح بخير، وكيف للمرءِ أن يكون لطيفًا في عالمٍ يخلو منه!

تلك الندوب ستصنعنا.

تبدو وكأنّك في نعيمٍ كلما ابتسمت، يغينك الرضا عما سواه.

لكن المرء بيده، أن يبتهج لجمالِ ما يملك، أم يحزن لما يفتقد!

تكمن بهجة المرء في فرحةِ من يحب، في ضحكاتهم، في عافيتهم، وكأنَّ وجودهم العيد، فهم الحب، كل عام والعيد بهجتم، كل عام والأقربون منا روحًا بخير.

٣٠ رمضان.. اللّٰهم اجعله مرتحلًا بذنوبنا، اللّٰهم آمين لدعواتِ قلوبنا، آمين لأحلامنا، إن عاد ولم نعد معه فسخر لنا من يدعو لنا، ما يرجو عفوك لنا.

يجبرنا الدُعاء فلا تنسونا.

يجبرنا الدُعاء فلا تنسونا.

أكتب لأن الخيال ملجأ لمن رفض العالم مصافحته ولأن المجاز هو الطريقة الأخيرة لمن ضاعت قواه الخارقة للطيران وأن الكلمات طرقُ بديلة لمن أضاعت خارطته كنزها