‏ ~ مدارج السـالكين ~

.. (فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا وكفلها زكريا كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب) خزائن الله مَلأى لا تُغيضها نفقة، ولا يَنقُصها عطاء، وهو سبحانه قادرٌ على أن يرزقَ مَن يشاء بغير طلب ولا تعب ولا سبب؛ ولكنَّه شرَع للمسبَّبات أسبابًا. -هدايات القرآن . ____________ (كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا ٱلْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا ۖ قَالَ يَٰمَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا ۖ قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ ۖ إِنَّ ٱللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ) يشعر بأنه عطاء متصل، فلا يتحدد ولا يتعدد؛ فهو رزق لا متعقب عليه. وأعظم الشكر لرزق الله سبحانه وتعالى معرفة العبد بأنه من الله تعالى. البقاعي: ٢ / ٧٥. ..

.. (فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم) قضَـت الشريعــة والطبيعــة باختــلاف الجنسَين؛ إن الرجل يصلُح للعمل والجهاد، والمرأة تصلُح للتربية والإعداد، ولكلٍّ وظيفةٌ تليق به. -هدايات القرآن . ___________ (وَلَيْسَ ٱلذَّكَرُ كَٱلْأُنثَىٰ ۖ وَإِنِّى سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ) فيه دلالة على تفضيل الذكر على الأنثى، وعلى التسمية وقت الولادة، وعلى أن للأم تسمية الولد إذا لم يكره الأب. السعدي: ١٢٩. ..

.. (إذ قالت امرأت عمران رب إني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني إنك أنت السميع العليم) ما أعظمَ الفرقَ بين مَن يسأل الذرِّيةَ لتكونَ لدنياه عونًا ومدَدا، ومَن يطلبُها لتكونَ لدين الله ذُخرًا وعَضُدا! -هدايات القرآن . ..

.. (ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم) هـــو السميــع لأقــوال العبــاد، العليـم بضمائرهم وأفعالهم، وإنما يصطفي من خَلقه مَن قد علم استقامتَه في ظاهره وباطنه، جعلنا الله منهم. -هدايات القرآن . ..

.. (إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين) أخــــبرك الله باصطفـائهـم لتُحبَّهـم وتُجلَّهـم، وتسـيرَ على دربهم، وتنسجَ على نَولهم. فإيَّاك والتقاعُسَ. -هدايات القرآن . ..

.. {قُلْ أَطِيعُوا۟ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا۟ فَإِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلْكَٰفِرِينَ} فدل على أن مخالفته في الطريقة كفر، والله لا يحب من اتصف بذلك وإن ادعى وزعم في نفسه أنه محب لله، ويتقرب إليه؛ حتى يتابع الرسول النبي الأمي خاتم الرسل. ابن كثير:١ / ٣٣٨. _____________ (قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين) التولِّي عن طاعة الله وطاعة رسوله؛ رغبةً عنها، وإعراضًا عن التزامها، يَؤولُ بصاحبه إلى الكفر، والعياذ بالله. -هدايات القرآن . ..

.. (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم) بُرهان محبَّة الله طاعةُ مَن أرسله الله، فمَن ادَّعى محبَّةَ ربِّه مع مخالفته لمنهج نبيِّه فإنه كاذبٌ في دعواه. -هدايات القرآن . _________ {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِى يُحْبِبْكُمُ ٱللَّهُ} هذه الآية الكريمة حاكمة على كل من ادعى محبة الله وليس هو على الطريقة المحمدية؛ فإنه كاذب في نفس الأمر حتى يتبع الشرع المحمدي والدين النبوي في جميع أقواله وأفعاله. ابن كثير: ١ / ٣٣٨. ____________ {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِى يُحْبِبْكُمُ ٱللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} وهذا لأن الرسول هو الذي يدعو إلى ما يحبه الله، وليس شيء يحبه الله إلا والرسول يدعو إليه، وليس شيء يدعو إليه الرسول إلا والله يحبه؛ فصار محبوب الرب ومدعو الرسول متلازمين. ابن تيمية: ٢ / ٦٠. ..