مُتقلب

اللهُم إننا نسألك زيادةً في الدين، وبركةً في العمر، وصحةً في الجسد، وسعةً في الرزق، وتوبةً قبل الموت، وشهادةً عند الموت، ومغفرةً بعد الموت، وعفوًا عند الحساب، وأمانًا من العذاب، ونصيبًا من الجنة، وارزقنا النظر الي وجهك الكريم.

لما اتقبض علي جيفارا في مخبئُه بوشاية من راعي أغنام، سألوا الراعي ليه بلغت عن راجل قضي حياتُه في الدفاع عنكم وعن حقوقكم؟ وأجاب: كانت حروبه مع الجنود بتخوّف أغنامي. ‏- بيقول محمد رشيد رضا: "الثائر لأجل مُجتمع جاهل، هو شخص أضرم النيران بجسده كي يُضيء الطريق لشخص ضرير".

بخاف من غياب الصُّحبة في الأيّام الصعبة، وبخاف غيابهم -جداً- في كلّ لحظة بلاقيها ترف علي الرّوح. مبقدرش أعذر أبدًا البُعد الشاسع اللي مُمكن يخلقه حزن الانسان في حين ورفاهيّته في حين تاني. عايز نكون مع بعض في رخاء الموقف وشدّته، ونشوف سوا الأيّام وهي بتتلطف وتقسي.

بحبّ الدنيا، وبحب قناعتي السعيدة بأني مش هعرف كل حاجه، ومش هاخد كل مجد، واني مُجرد بشر ضعيف قدام تقلباتها، إدراك أن المحدودية نعمة في أحيان كتير بيخلي للحياة معني أعمق وأجمل، لأننا بنوجه الانتباه للموجود، بنستكشفه ونحبّه ونعيش فيه، وده بيوجد اكتفاء ورضا في القلب والروح.

ذُنُوبي كَثيرةٌ، ما أُطيقُ احتمالَها وَعَفوكَ عَن ذَنبي أجَلُّ وأكبَرُ.

شاء ربك انك تتخلق في الزمن ده، ان قلبك ينبُض هنا وقدامك جبال من المُؤثرات، لازم تتعايش وانت بتعارك سيل من المؤثرات الجارفة، علي راسها المزاج العام من التعظيم الشديد لمصلحة الإنسان الدنيوية بكل صُورها.

يميل الانسان إلى اعتبار نفسه ابن حلال بشكل عام، طالما لم تقترف يده من الآثام والشرور إلا النزر اليسير، ويتصور دائمًا أنه أقرب إلى الخير من الشر. ولكن الدنيا تدور ويُمتحن المرء أمام نفسه، مرة بعد مرة، حتي تجرده الحياة من هذا التصور. لعل تراجيديا الانسان العظمي هي فقد البراءة مع الزمن، من ملائكية الطفولة إلى رعونة الشباب الي هموم الكهولة ثم أخيرًا الي توبة الشيخوخة. وكلما زاد وعي الواحد بتلوثه الداخلي قل اعجابه بنفسه، وقلت رغبته في أن يدور العالم حوله. يضايقه مديح الآخرين له لأنه في غير محله، ومديح الآخرين لغيره لإنهم في أغلب الظن مثله. ربما لهذا يعجبني الذين لا تعجبهم أنفسهم، في حين أن الذين يستريحون لأنفسهم يثيرون نفوري دائمًا. إما أن سوادهم الداخلي لا يخيفهم، أو أنهم أغبي روحًا من إدراك وجوده. كيف يتعامل المرء مع ظلماته الداخلية؟ إلا أن تنجيه رحمه الله؟ أذكر أني كنت شابًا أخضر القلب عندما سمعت ما يُنسب الي عمر بن الخطاب، وإن كنت لم أتحقق من صحته، أنه لو علم أن الله غفر لجميع الناس ماعدا واحدًا خاف أن يكون هو، ولو علم أن الله غضب علي جميع خلقه ما عدا واحدًا لأمل أن يكون هو. آمنت وقتها أن هذه المسافة الواسعة بين رجاء رحمة الله والخوف من غضبه ينبغي أن تكون في قلبي. لكن قلب الانسان أضيق مما يظن، ويتنقل بالكامل بين أقصي اليمين وأقصي اليسار، ولا يتسع لما بينهما. - فريد عمارة.

من دلّلك؟ ‏وأحاط عُمركِ بالورُودِ وجمّلك؟ ‏وحباكِ حسًّا فاتنًّا! ‏من كمّلك؟ ‏فملكتِ قلب المُستهامِ ليسألك: ‏هل أنتِ شمسٌ بيننا تركت مداراتِ الفلك؟ ‏أم أنتِ بالدُّنيا مَلَك؟