الفصل الأول
🍃في شيء من الأدلة على فضل زيارة قبور الصالحين🍃
اعلم وفقنا الله وإياك لطاعته، وجنبنا مهاوي الردى وضلالته:
أنه لا خلاف بين طوائف المسلمين في جواز زيارة القبور، ولا خلاف أن السلف كانوا يتعاهدون قبور آبائهم وأمهاتهم وأقاربهم، والصالحين المشهورين لديهم بالزيارة، والأدلة الصحيحة واردة على ذلك، وتقضي بصحة ما هنالك، وإليك بعضاً منها:
1 - عن عائشة أنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله كلما كان ليلتها من رسول الله صلى الله عليه وآله يخرج من آخر الليل إلى البقيع فيقول ((السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دار قوم مؤمنين، وآتاكم ما توعدون، غداً مؤجلون، وإنَّا إن شاء الله بكم لاحقون، اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد))، رواه مسلم (7/ 41)
2 - وعن عائشة في حديث طويل أن النبي صلى الله عليه وآله قال لها: ((أتاني جبريل فقال: إن ربك يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم)) قالت: قلت: كيف أقول لهم يا رسول الله؟ قال ((قولي: السَّلَامُ عَلَى أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، ورحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون))، مسلم (7/ 44) والنسائي (4/ 91)
3 - وروى مسلم (7/ 45) من طريق أبي بكر بن أبي شيبة بسنده عن ابن بريدة عن أبيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر فكان قائلهم يقول: ((السَّلَامُ عَلَى أهل الديار))
ورواه أيضاً من طريق زهير بسنده عن بريدة بلفظ: ((السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله للاحقون، أسأل الله لنا ولكم العافية))
4 - عن ابن بريدة عن أبيه: قال رسول الله صلى الله عليه وآله ((نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها))، مسلم (7/ 46)، والترمذي (3/ 370) رقم (1054)، والنسائي (4/ 89)
5 - وعن ابن عباس عنه صلى الله عليه وآله وسلم ((السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أهل القبور من المؤمنين والمسلمين، يغفر الله لنا ولكم، أنتم سلفنا ونحن بالأثر))، رواه في كنز العمال (ج15/ص248) حديث رقم (42561)، عن الترمذي والطبراني
6 - وعن عائشة عنه صلى الله عليه وآله وسلم ((السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دار قوم مؤمنين، وإنا وإياكم متواعدون غداً ومتواكلون، وإنّا إن شاء الله بكم لاحقون، اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد)) ذكره في كنز العمال (15/ 248) رقم (42562) عن سنن النسائي
7 - وعن عائشة أيضاً عنه صلى الله عليه وآله وسلم ((السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دار قوم مؤمنين أنتم لنا فرط وإنا بكم لاحقون، اللهم لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنّا بعدهم)) رواه في كنز العمال (15/ 248) رقم (42563) عن ابن ماجة
8 - وعن بريدة عنه صلى الله عليه وآله وسلم ((إني كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها، لتذكركم زيارتها خيراً)) رواه في كنز العمال (15/ 248) رقم (42565) عن أحمد ومسلم والترمذي والنسائي
9 - وعن بريدة عنه صلى الله عليه وآله وسلم ((نهيتكم عن ثلاث وأنا آمركم بهن؛ نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإن في زيارتها تذكرة)) رواه في كنز العمال (15/ 248) حديث رقم (42566) عن أبي داوود
10 - وعن أنس عنه صلى الله عليه وآله وسلم ((كنت نهيتكم عن زيارة القبور، ألا فزوروها فإنها ترق القلوب، وتدمع العين وتذكر الآخرة، ولا تقولوا هجراً)) رواه في كنز العمال (15/ 246) حديث رقم (42555) عن الحاكم في المستدرك
11 - وعن أم سلمة عنه صلى الله عليه وآله أنه قال ((تهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها، فإن لكم فيها عبرة)) رواه في كنز العمال (15/ 246) رقم (42555) عن الطبراني في الكبير
12 - ما رواه الإمام الأعظم زيد بن علي عليهما السلام بسند آبائه عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال في أثناء حديث ((ونهيتكم عن زيارة القبور، وذلك أن المشركين كانوا يأتونها، فيعكفون عندها، وينحرون عندها، ويقولون هجراً من القول، فلا تفعلوا كفعلهم، ولا بأس بإتيانها، فإن في إتيانها عظة، ما لم تقولوا هجراً))
13 - وعن أبي مويهبة مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لأهل البقيع ((السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أهل المقابر ليهنكم ما أصبحتم فيه)) الحديث رواه أحمد (3/ 489)، والطبراني، قال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 24) بإسنادين ورجال أحدهما ثقات
14 - وروى الحاكم في المستدرك (1/ 531) الحديث رقم (1388) بسنده عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ((نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تذكركم الموت))، وقد تقدمت رواية صاحب كنز العمال له عن المستدرك
15 - وروى الحاكم في المستدرك (1/ 533) رقم (1396) بسنده أيضاً عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن أبيه (أن فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وآله وسلم كانت تزور قبر عمها حمزة كل جمعة فتصلي وتبكي عنده)، ثم قال: هذا الحديث رواته عن آخرهم ثقات
وقد أورد الحاكم في المستدرك روايات عديدة، بأسانيد صححها، عن أبي سعيد الخدري وبريدة وابن مسعود وعائشة وحسان وأنس