روائع لغتنا العربية

(ما مِن وصفة سِحرية) كثيرون يسألون عن السرِّ في تثبيت حفظِ الشعر المحفوظ وعيره، ويرونني أُنشِد مِن صدري القصائد الطوال فيحسبون وراء ذلك طريقة فريدة غير معروفة، وأنا أجيب هنا بجواب الأصمعي.. (قال ثعلب: قيل للأصمعي: كيف حفظتَ ونَسُوا؟ قال: درستُ وتركوا) سير أعلام النبلاء ج١٠ ص١٧٧ إنها الدراسة على دوام، والاشتغال دون انقطاع؛ وليس وراء ذلك إلا ما قيل.. ✍🏻 أبو قيس محمد رشيد

قال ابن خلدون: "سمعنا من شيوخنا في مجالس التعليم أن أصول فن الأدب وأركانه أربعة دواوين وهي: أدب الكاتب لابن قتيبة، وكتاب الكامل للمبرد، وكتاب البيان والتبيين للجاحظ وكتاب النوادر لأبي علي القالي، وما سوى هذه الأربعة فتبع لها وفروع منها".

🔻یقول ابن الجوزي في 📚صید الخاطر عن الصداقة: كان لي أصدقاء و إخوان أعتدُّ بهم، فرأيتُ منهم مِن الجفاءِ وتَركِ شروطِ الصّداقةِ والأخوةِ عجائب! فأخذت أعتب ثم انتبهت لنفسي فقلت وما ينفع العتاب؛ فإنهم إن صلحوا فللعتاب لا للصفاء، فَهممتُ بِمُقاطعتِهم، ثم تفكّرتُ فرأيتُ النّاسَ بينَ معارفَ وأصدقاءَ في الظّاهرِ وإخوةً مباطنين فقلتُ لا تصلحُ مقاطعَتُهم إنّمَا ينبغي أن تَنقلَهم مِن دِيوانِ الأخوةِ إلىٰ ديوانِ الصّداقة الظاهرة، فإنْ لم يصلحوا لها نقلتهم إلىٰ جملة المعارفِ وعاملتهم معاملة المَعارف، ومِن الغلطِ أن تعاتبهم فقد قال يحيىٰ بنُ معاذ: بئسَ الأخُ أخٌ تحتاجُ أن تقولَ له اذكرني في دعائِك.

📜 ‏تقول العرب في أمثالها     الحَفِيظَةُ تُذهِبُ الأَحقَاد المعنى: الحفيظة: الغضب، يُضرب مثلاً للرَّجل يغضب لحَمِيمه وقريبه وإنْ كان مشاحنا له. قيل لأعرابي ما تقول في ابن العم؟ قال: هو عدوك وعدو عدوك! كان عيينة بن أسماء صاحباً لعويف القوافي فتزوّج أخته ولم يلبث أن طلّقها، فغضب من ذلك عويف وقال: الحُرَّة لا تطلّق إلا لريبة! وباعد عيينة وعاداه؛ فلما بلغه أنّ الحجاج يطلبه لعمل نهاه فأبى عيينة، ثم سجنه الحجاج بعد ذلك وقيَده وعذّبه، فقال عويف في قصيدةٍ له: لمّا أتانيَ عن عُيَينةَ أنّهُ             أمْسَى عليهِ تَظَاهَرُ الأَقْيادُ نَخَلَتْ لهُ نَفْسي النَّصِيحةَ إنّهُ           عندَ الشَّدائدِ تذهبُ الأحقادُ وَعَلِمتُ أَنّي إِنْ فَقَدتُ مَكانَهُ            ذَهَبَ البِعادُ فَكانَ فيهِ بِعادُ وَذَكَرتُ أَيَّ فَتىً يَسُدُّ مَكانَهُ             بِالرِّفدِ حينَ تَقاصَرُ الأَرفادُ أَم مَن يُهينُ لَنا كَرائِمَ مالِهِ                  وَلَنا إِذا عُدنا إِلَيهِ مَعادُ

فَاليَومَ أَبكي عَلى ما فاتَني أَسَفًا وَهَل يُفيدُ بُكائي حينَ أَبكيهِ واحَسرَتاهُ لِعُمرٍ ضاعَ أَكثَرُهُ وَالوَيلُ إِن كانَ باقيهِ كَماضيهِ!

_ والله لن ننسى! لن ننسى دماء أبناء شعبنا الغالية العزيزة التي سالت على مرأى ومسمع من العالم أجمع. لن ننسى الأحزمة النارية، وآلاف أطنان الصواريخ التي ألقيت علينا بدعم غربي وعربي، وشعور الخوف والرعب، وبكاء النساء والأطفال. لن ننسى صرخات الثكالى، وبكاء الأرامل، وأنين اليتامى، وقهر الرجال، وشعور الفقد الذي عاشه كل غزي. لن ننسى مرارة الجوع، والأشهر التي قضيناها والليالي التي بتناها ونحن لا نجد ما نأكله! لن ننسى مجزرة دوار النابلسي، ومجزرة دوار الكويت التي ارتُكبت بحق المدنيين الذين ينتظرون شاحنات الطحين لإطعام أهليهم وذويهم، والحالات التي ماتت بسبب المجاعة. لن ننسى الجرائم التي ارتكبها إخوان القردة والخنازير في مستشفى الشفاء ومستشفى ناصر وغيرها بحق الأطباء والمرضى والنازحين، والجرائم التي ارتكبت بحق الصحفيين وجهاز الشرطة وطواقم الأسعاف والدفاع المدني، لن ننسى مئات المجازر في أماكن النزوح ومراكز الإيواء. لن ننسى حالات الاغتصاب التي ارتكبها حثالةُ الأمم بحق أَخواتِنا الحرائر. لن ننسى الآلاف الذين ما زالوا تحت الأنقاض منذ أشهر طويلة، مع "عجز" الدول القريبة إدخال مُعدات لإخراجهم من تحت الأنقاض! لن ننسى الأكفان التي تبرعت بها الدول العربية لغزة، وكأنهم يقولون بطريقة أو بأخرى لليهود: أنتم اقتلوهم، ونحن علينا الأكفان! لن ننسى خذلان الأقربين لنا، ونواسي أنفسنا بقول رسول الله ﷺ: "لا يضرهم مَن خذلهم". لن ننسى مرارة الجوع والخوف والتشريد. إنْ نسيتم أذى العدوِّ هلكتم فتواصوا بالذكرِ جيلًا فجيلا! واحملوا الحقدَ في الجوانحِ حتى يجدَ الحقدُ في السيوفِ سبيلا! اللهم هوِّن علينا ما نلقاه في سبيلك، وحسبنا الله ونعم الوكيل. 💔

أَتَرضى صَناديدُ الأَعاريبِ بِالأَذى وَيُغضِي عَلى ذُلٍّ كُماةُ الأَعاجِمِ!!

#شمال_غزة_يموت_جوعا