سفراء فقه النفس في لبنان

الإخلاص ولعبة البولينغ البارحة لعبنا البولينغ أنا وزوجي وأخته الصغرى كان زوجي متصدراً في الصدارة وأنا بعده بفارق بسيط، وأخيراً أخته التي لم تنجح في إصابة أي قارورة في أغلب الأحيان إلى أن وصلنا إلى منتصف اللعبة بعد ذلك، نجحت أخته في إحدى المرات بإصابة جميع القوارير بضربة واحدة (strike) أما أنا فاستمررت بجمع النقاط لكن لم أنجح في الحصول على أي "strike" ومع نهاية اللعبة، كانت ضربتها تلك هي التي قلبت الموازين حيث أصبحت أنا في المرتبة الثالثة ووصلت هي إلى المرتبة الثانية بفارق بسيط مع زوجي الفائز مازحني زوجي سائلاً: "ما هي العبرة الفقه-نفسية التي ستستنبطينها لنا مما حصل هذه المرة كعادتك؟" فأجبته: "قد أتأخر فأسبق الجميع" ما حصل كان مثالاً واضحاً على التفاضل في الأعمال الذي يؤدي إلى التفاضل في الدرجات، فأحدهم قد يسبقني درجات في الجنة بفضل عمل واحد فقط استطاع أن يأتي فيه بstrike في إخلاصه ولو كنت سأقيمه بنفسي لربما وجدت أن عملي أفضل منه فالعبرة فعلاً ليست في فرحك بالنتائج الصغيرة وأعمال الجوارح التي قد تحققها أثناء سيرك فقط، بل أيضاً في استمرارك بالسعي في أعمال القلوب لتحقيق ولو عمل واحد صافٍ لله مهما تعثرت وضعفت وزللت لأن هذا الإخلاص هو ما سيجعل عملك مقبولاً ويرفعك في الدرجات اللهم فهمنا وعلمنا واجعلنا من المخلصين الفائزين 🖊 نورا سوبره

(تابع - ٣ من ٣) 🔻 الإسراف بمختلف صوره -سواء في الطعام أوالألبسة أو المباحات عامة- مذموم ومنهي عنه في كل الأوقات ومن باب أولى في هذا الوقت فبإمكاننا مثلاً أن نلغي نشاطاً كنا معتادين عليه سابقًا -كسفر أو نزهات مكلفة أو أكلة غالية الثمن- هذه السنة ونفرح بأقل مما كنا معتادين عليه لأن أهلنا في غزة منهم من لايجد حتى اللقيمات ليقيم صلبه. 🔻 حتى تربويًا، نفتح الخيارات أمام الأطفال ليتدربوا على التقلل وعلى تقدير النعم وحسن شكرها والشعور بمعاني الأخوة في الدين. نحاول أن نوضح لهم ما يحصل ونبسط لهم التصور الصحيح للدنيا والابتلاء وأننا قد نكون معرضين في يوم من الأيام أن نبتلى ونكون مجبورين أن نأكل اليسير جدا من الأطعمة مقارنة بما لدينا الآن... نسأل الله العافية ودوام النعم والفرج العاجل لإخواننا. 🔻 الكلام أمام الأبناء واستثارة أفكارهم بالطلب منهم أن يقترحوا علينا تطبيقات عملية لهذا العيد نستمر عليها فيما بعده ونقدّم من خلالها العون لأطفال غزة ولإخواننا. فيتعلمون البذل والعطاء والتضحية في سبيل الله والإيثار وأن المسلمون جسد واحد ولو تفرقوا جغرافيًا.

﴿إِنَّ اللَّهَ اشتَرى مِنَ المُؤمِنينَ أَنفُسَهُم وَأَموالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقاتِلونَ في سَبيلِ اللَّهِ فَيَقتُلونَ وَيُقتَلونَ وَعدًا عَلَيهِ حَقًّا فِي التَّوراةِ وَالإِنجيلِ وَالقُرآنِ وَمَن أَوفى بِعَهدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاستَبشِروا بِبَيعِكُمُ الَّذي بايَعتُم بِهِ وَذلِكَ هُوَ الفَوزُ العَظيمُ﴾ (التوبة، الآية ١١١)

🔻ومن الأمثلة الواقعية التي عرضها علينا بعض أطفالنا رضي الله عنهم: أننا في هذا العيد بدل أن نأخذ المئة ليرة كعيدية سنقسمها نأخذ خمسين ونقدم خمسين لأهل غزة ، فما أجمل قلوب الأطفال! وكذلك كان من ضمنها: بما أننا كل سنة نقوم بنشاط معين فهذه السنة سنقسم المال نصفه لأهلنا في غزة وما تبقى نقوم بنشاطنا لكن على قدر هذا المال المتبقي. ولنحاول أن نربط لهم هذه الاقتراحات بأن الله سبحانه وتعالى هو من رزقنا بهذه الأموال والنِعم كلها، وهو من أمرنا أن نعطي زكاة أموالنا وحببنا بالصدقات. 🔻استثارة القضايا والمعاني الهامة في مجالسنا وأثناء زياراتنا، نتذاكر الدروس والمعاني الهامة التي أحيتها أحداث غزة. 🔻وكذلك ملازمة الدعاء لإخواننا المستضعفين في شتى بقاع الأرض لا بد أن يبقى مستمرا معنا كعادة يومية في العيد وبعد العيد إن شاء الله. 🔻لافتة هامة🔻 لنحذر أن نقع في فخ المخادعة -أو ما يكون من تلبيس إبليس علينا- أننا لما جاء العيد تذكرنا وقلنا أنه لا يوجد بهجة للعيد ونحن محزونون على أهل غزة مع أننا قبل العيد -وربما بعده- نمارس حياتنا بشكل طبيعي، فلما جاء العيد نشرنا الإحباط واليأس والحزن الذي قد يهلك النفس ويبعدها عن مراد الله وعبادته! وفي ذلك كله فلنصدق أنفسنا ونحاول أن نسدد ونقارب ونوازن ونفقه اللحظة الآن وفق مراد الله نطلب منه أن يعيننا في كل اختبارات الحياة وأن يجعلنا عباداً له وأن يستخدمنا في نصرة إخواننا وييسر لنا السبل لذلك. انتهى. ~جزى الله الأخوات منيرة وحنان على الإجابة والأخت ريان على التفريغ والترتيب~ .

(تابع - ٢ من ٣) 🔻نحن مخلوقات ولسنا خالقاً! لسنا آلهة؛ بل عبادٌ له  نسلم ونستسلم لله مع محاولتنا بالأسباب التي اقتضاها لنا بمدافعة البلاء. العبودية -كما عرفها ابن تيمية رحمه الله- هي الخضوع التام لله ومقتضاها الاستسلام لأمره ونهيه، وعبادته حق العبادة. ومن معانيها مراقبة أقدار الله تعالى وإنفاذ أمره فيها؛ وقدرُ الله الآن هو العيد، وأمره من العبادة وواجب الوقت يقتضي أن نفرح فنفرح ونعظّم شعائره وفق مراده بالتكبير والحمد له على إتمام الطاعة من الصيام والقيام والأعمال الصالحة.

قال الله تعالى: {ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ} (سورة الحج، آية 32) وعن أنس -رضي الله عنه- قال: "قدم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: قد أبدلكم الله تعالى بهما خيرا منهما: يوم الفطر والأضحى" (رواه أبو داود)

وقال ابن القيم: "وكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يلبس لهما (أي للعيدين) أجمل ثيابه، وكان له حلة يلبسها للعيدين والجمعة" وهذا كله فيه دلالة واضحة لمراد الله منا في هذه الأيام وكذلك اتباع السُنة في العيد من لباس نظيف وأكل التمرات قبل الذهاب لأداء صلاة العيد وغيرها من السنن.. فهذه كلها طاعة لله نؤجر عليها إذا أخلصنا النوايا. نحن نتعبد لله تعالى بالفرح بالعيد كما نتعبده بالحزن على مصاب أهل غزة. 🔻وقد يكون إظهار شعائر العيد من إغاظة الكفار وبأنه ورغم كل شي نحن ثابتون على ديننا إن شاء الله.

{وَلا يَطَئونَ مَوطِئًا يَغيظُ الكُفّارَ وَلا يَنالونَ مِن عَدُوٍّ نَيلًا إِلّا كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لا يُضيعُ أَجرَ المُحسِنينَ} (التوبة، الآية ١٢٠)

🔻 وهي فرصة لنعلّم أولادنا أننا عباد لله نعبده كما أمرنا مستسلمين لأمره لا لأهوائنا وأمزجتنا.. وأن أكثر من مر عليه الحروب والغزوات هو قدوتنا محمد صلى الله عليه والصحابة رضوان الله عليهم ولم نجد في السِيَر أنهم عكفوا على الحزن في مثل هذه الأيام. 🔻 وأنه حتى أهل غزة مأمورون أن يعيشوا أجواء العيد على قدر وسعهم -حيث أن ما قاصوه وتعرضوا له من آلام لا يمكن تجاوزه ببساطة- فهم لابد لهم أن يصلّوا صلاة العيد ويهنؤوا بعضهم على إتمام شهر رمضان ونحو ذلك من السنن.. فلا يمنعنا الألم على أهل غزة أن نرى مراد الله منا ومنهم. ومن اللافتات والمفاهيم والمواقف العملية التي يحسن اغتنام الأحداث لتذكير أنفسنا بها وتعليمها للأبناء وتسليط الضوء عليها: 🔻أن نذكر أنفسنا وأولادنا أن عبادة الفرح بالعيد يجب أن تكون كما أمرنا الله، فلا أعصي الله تعالى وأجعل فرحتي حسب مزاجي وهواي، فتغيب عني صلاة الفجر يوم العيد مثلاً أو ما يحصل من تفلت وفواحش وكأننا كنا في كبت، وكذلك التبرج للنساء... فأضيّع بذلك عباداتي التي قمت بها في رمضان خاصة أنه ومن باب أولى في هذه الظروف من الحرب على إخواننا نحن بحاجة أن نكون قريبين من الله تعالى أكثر ولا نكون طعنة مضافة في جسد هذه الأمة المجروحة بل نتوب ونحاول أن نتقرب إلى الله أكثر وأكثر ونخرج من رمضان ولو بعمل واحد ثابت وطاعة زائدة... (يتبع - ٢ من ٣) .

منشور مهم في الإجابة على سؤال 🔻هل سنفرح هذه السنة بالعيد؟🔻 كيف سنوازن بين الفرح بإتمام طاعةٍ وفّقنا الله لها وبين ألمٍ يعتصرُ قلوبنا على حال إخوانٍ لنا في غزة وقد أصابهم ما أصابهم؟ بين تعظيم شعائر الله وتعظيم حرمات الله التي تنتهك، ما المعاني والقيم والتطبيقات العملية التي ممكن أن أغرسها هذه السنة في نفسي ونفوس أطفالي ونفوس من حولي لنخرج من هذه الأحداث بمواقف جادة ودروس إيمانية متوازنة؟ بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله على نعمة الوحي الذي لم يتركنا لضعفنا وقصور فَهمنا الذي قد يتطَرّف في مثل هذه المواقف.. ■ الله سبحانه وتعالى هو الخالق والمدبر لهذا الكون وهو علاّم الغيوب يعلم ما يحصل لعباده في كل بقاع الأرض من ظلم للمسلمين وقتل... {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} جزء من هذه الآية فيها مسار التسليم التام لله -أن هناك حكمة في كل ما يحصل يعلمها هو جل جلاله- ومسار آخر أن الله بهذه الأحداث يستخرج منا عبوديات يحبها هو جل جلاله -عبودية المقاومة والمدافعة للباطل والثبات والصبر على الأقدار ورزق الشهادة... والتي حتى الملائكة لا تقوم بها- وقد نغفل نحن عنها لولا الاختبار. قال تعالى: {إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} (آل عمران، الآية 140) أمر الله سيمضي لكن نحن ما موقفنا من هذا السؤال لنا نحن المسلمون؟ من نصرة بالمقاطعة التي هي سلاح قوي وفعال وبالدعاء وبالإعلام وبالتبرعات وبالمواقف كصاحب التفاحة الذي حاول البذل بما يملكه والتي -إن شاء الله وإن صدق وأخلص فيها بهذا العمل- قد تثقل ميزانه وتمحي سيئاته .. 🔻 فانظر لما يمكنك فعله وللمتاح أمامك ولا تقعد تلطم! (يتبع - ١ من ٣) .

🔸 مبادرة *تحجبي ع العيد* هي مبادرة متواضعة مؤقتة هدفها كسر الحاجز بين المرأة المسلمة البالغة وبين اللباس الشرعي الذي فرضه الله تعالى عليها، وتشجيعهنّ لارتدائه وفقا لمراد الله عز وجل. 🔸 من نحن: نحن إماء لله تعالى قد منّ سبحانه علينا بالالتزام باللباس الشرعي لسنوات طويلة، فأردنا أن ننقل تجربتنا وما وجدنا من استقرار نفسي وطمأنينة داخلية وجمال روحي طوال هذه السنوات التي عشناها مع الحجاب الشرعي للاتي لم يذقن هذه المشاعر بعد. 🔸 الفئة المستهدفة: كل امرأة بالغة غير مُحجبة بعد، أو مُحجّبة لكنّها مُقصِّرة بالضوابط الشرعية، وكلّ أمّ تنوي تحفيز ابنتها على الحجاب الشرعي. 🔸 ستتضمن المبادرة عدة فقرات؛ ألا وهي: 🔹 منشورات تُنشر تباعا على الصفحة التابعة للمبادرة بعناوين مختلفة تُجيب عن بعض الأسئلة المتعلقة باللباس الشرعي لبيان الحكمة منه وضوابطه وغير ذلك. وسيتم ترجمتها للغة الانجليزية لتعمّ الفائدة. 🔹 مجموعة تابعة للمبادرة: نستقبل فيها نساء تحجّبن حديثا، أو ينوين ارتداءه، أو يتأرجحن في الالتزام بضوابطه؛ لتكون بمثابة بيئة صالحة تحضنهنّ وتشجعهنّ وتجيب على أسئلتهن وما يُراودهنّ من خواطر وعوائق في الطريق، وينبثق منها صحبة خير يدعوْن ربهن بالغداة والعشيّ يردن وجهه سبحانه وتعالى. يُرسل عليها كل ما يُنشر على الصفحة كذلك. 🔹 زوّادة العيد: منشورات بعنوان "زوّادة العيد" تحوي على أسماء محلّات وخيّاطات مختصّة باللباس الشرعي في شتى أنحاء لبنان، وقد تتوسع البقعة لتشمل محلات تجارية من خارج لبنان. 🔹قرعة: قرعة بأسماء النساء اللاتي ارتدين الحجاب الشرعي حديثا، ومن تفوز بها ستحظى على هدية مرتبطة باللباس الشرعي. 🔹لقاءات عبر الأثير: مع نساء ارتدين اللباس الشرعي حديثا أو قديما، يُخبرننا فيها عن تجربتهن والعوائق التي واجهتهن قبل ارتدائه، وأثر اللباس على حياتهن وتوقفاتهن وخواطرهن عنه. نُعلن عنها فيما بعد. 🔸 نشرع بالمبادرة يوم الأربعاء 20 آذار 2024م الموافق 10 رمضان 1445هـ للاطلاع على المنشورات والفعاليّات يُرجى متابعة صفحتنا: 🔗 رابط الصفحة على الانستغرام: https://www.instagram.com/hijab_eid1445?igsh=MXR4Z3BxbGphNHpsdg%3D%3D&utm_source=qr ويُرجى الانضمام لهذه المجموعة لمن تحتاج صحبة صالحة مُعينة على الحجاب الشرعي 🔗 رابط المجموعة على الواتس اب (للإناث فقط؛ أهلاً وسهلاً بكنّ) https://chat.whatsapp.com/KwdyZOVfP6x54VdWgW5ivk

صديقتنا مريم زياد من غزة، طالبة من طالبات فقه النفس، كانت حاضرة معنا دوماً في جلسات الإنشاد والقرآن على مجموعة الصحبة العالمية وهي اليوم تحتاج دعمنا لتُخرج أهلها من غزة، فلا تبخلوا عليها في هذا الشهر المبارك من دعمكم بالتبرع ولو بدرهم وبالنشر والدعاء https://www.gofundme.com/f/help-maryams-family-escape-gaza-for-safety?utm_source=customer&utm_medium=copy_link&utm_campaign=p_lico+share-sheet جزيتم خيراً

🌙 أول وصفين للإنسان على مستوى الترتيل أنه ضعيف جاهل محتاج إلى هداية، فإذا نسي نفسه ونظر في مرآة غير مرآة الوحي فسيرى نفسه مستغنيا (كلا إن الإنسان ليطغى () أن رآه استغنى) أما الوحي فيخبره بحقيقة ضعفه وفقره إلى ربه 🔖 أخبر القرآن الإنسان بقصته، فذكر له ماضيه وحاضره ومستقبله ووظيفته، أخبره باختصار ما قصته ولماذا جاء إلى هنا؟! (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة) فالخليفة هو الذي يقوم بمراد الله في الأرض 🌙 قال تعالى في ختام سورة الأحزاب (إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا) فالأمانة لكي يحملها الإنسان بحقها تحتاج إلى صفات عكس الظلم والجهل، أي تحتاج إلى العدل والعلم، فالإنسان يعرف من خلال القرآن دوره على الأرض وكيف يقوم به 🌙 عرض القرآن من ضمن قصة الإنسان أصل خلقته، فنجد مثلا في سورة الحجر أن لفظ (حمأ مسنون) تكرر ثلاث مرات، وتعريف الحمأ المسنون أنه الطين الذي تُرك طويلا حتى تعفن وأنتن (من أكثر من استفاض في شرح دلالة ذلك الإمام البقاعي والشيخ ابن عاشور)، وقيل أن الحمأ المسنون هو آخر مرحلة في خلق الإنسان، فكما أن الجسد يتعفن عندما تُنزع منه الروح، فإن البشرية كلها تفسد حينما ينزع عنها الوحي (فإذا نفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين) 🌙دراسة الشيطان للإنسان دراسة متأنية تستطيع أن تعرف من خلالها نقاط ضعفك ونقاط قوتك، وقد استفدنا منها مثلا أن الإنسان الأجوف، ولذلك يحتاج إلى الصمد سبحانه وتعالى 🌙 فهم نقاط ضعفك يحولها إلى نقاط قوة، ولذلك فأوصاف الإنسان في القرآن لا يجب أن تؤخذ على محمل الحط من قيمته وقدرته، ولكن لتبين له كيف يستغلها الشيطان ضده فيحذر الإنسان من ذلك 🌙 يوجهك القرآن إلى توظيف نقاط ضعفك لتسدها وتعالجها، مثلما نجد من مداواة النفس الهلوعة في سورة المعارج، وكما نجد في سورة القيامة معالجة قضية العجلة عن طريق طمأنة الإنسان على أن الله قادر أن يجمع له كل شيء 🌙 يبين لك القرآن خطط إبليس وأساليبه وطرائقه، فلم يترك وسيلة من وسائل اغواء الشيطان إلا ووضحها لك 🌙 عندما يعرفك القرآن على نفسك، فإنه لا يترك مجالا ينفعك به إلا ووجهك إليه 🌙 كما كشف لنا القرآن نماذج إنسانية حقيقية  تبين أفعال الكفار ومصيرهم وأفعال المؤمنين ومصيرهم، ومصائر الأمم السابقة وسبب هلاكهم 🌙 أخبرك القرآن بكل شيء عن نفسك، ولذلك فالسفه والتعاسة في البعد عن الوحي، ولذلك أخبر الجن بمجرد إسلامهم عن تصورات الشيطان الباطلة (وأنه كان يقول سفيهنا على الله شططا) 🌙 كل خطاب عن الإنسان لا يُستمَد من الوحي فهو تعاسة وبؤس ويُفقد الإنسان إنسانيته 🌙 ليس أمام الإنسان إلا أن يعود إلى هذا الوحي، فلن يجد الإنسان حقيقة نفسه إلا في كتاب الله